الفصل الأول
شجرة حب يان شي نينغ يرثى لها .
أتمت الثمانية عشر عام و لم تزهر براعمها بعد .و لا حتى مرة واحدة , لم يكن فيها ما يعيب بل كانت عاقلة و جميلة , لكنها لم تكن تعلم لماذا لم توفق ولا حتى بعاشق واحد .كان وضعها غريبا فوالدها الوزير الأعلى يان جينغ . لكن مع الأسف لم تكن أهم بنات أبيها .
والدها يان جينغ كان طالبا فقيرا و كافح بشدة لعشر سنوات و خلال كفاحه هذا كانت امها دونغ ثي تدعمه و تعينه باستمرار كان ما يجمع والديها الحب ,لكن بعدما ذهب والدها الى القصر الملكي للاختبار وعلى غير المتوقع خطف قلب الأميرة كانغ هو .
أصبح يان جينغ في معضلة ,من جهة كان حب زوجته دونغ ثي و طموحة العالي من جهة أخرى ,فقرر أخيرا انه يريد الاثنين و تزوج الأميرة كانغ هو . كان يظن أنه سيعيش حياة مثالية ,لكن في ليلة زواجه من الأميرة كانغ هو جمعت زوجته الأولى دونغ ثي اغراضها و عادت الى عائلتها في الريف. و لم تعد الى العاصمة الملكية بعد ذلك أبدا حتى مع ولادتها لأبنتها يان شي نينغ في الريف .
بعد ولادة يان شي نينغ أصبح قلب أبيها نصفين , الأول في العاصمة الملكية والثاني عند أمها دونغ ثي , ولذلك كان يزور والديه بالريف مع زوجته دونغ ثي , كان يحب دونغ ثي و يرغب بزيارتها بشكل اكبر لكن ضغط زوجته الأميرة كانغ هو منعه من ذلك .
مرت عشر سنوات سريعا و كانت خلالها دونغ ثي تكافح لكسب لقمة عيشها ثم ماتت من الألتهاب الرئوي . عندما علم يان جينغ بموت زوجته دونغ ثي بكى و بحرقة . ثم احضر ابنته يان شي نينغ للعاصمة الملكية . في تلك السنة كان عمرها ستة عشر فقط.
حسب المتعارف عليه ف عمر السادسة عشر هو عمر الزواج لكن الخلفية الاجتماعية لعائلة يان شي نينغ لم تكن جيدة بما يكفي . حتى مع كونها ابنة الوزير الأعلى لم تكن تطمح بزوج مثالي . الرجال البارزين كانوا يبحثون عن زوجه بنفس مستواهم او اعلى لترفع منزلتهم الاجتماعية . في حرم الوزير الأعلى كانت اخت يان شي نينغ البنت الذهبية . فأمها كانت أميرة في البلاط و شقيقة للإمبراطورة كذلك .
مقارنة ببنت الأميرة كانغ هو , يان شي نينغ لم تكن تمتلك أي علاقة اسرية قوية بل كانت وحيدة في هذا العالم . و لهذا السبب العديد من المسئولين في الدولة لم يروها كزوجة لهم بل كان جل تركيزهم على اختها.
مرت سنتين على على يان شي جين كجحيم لا يطاق . فلا عشاق يطمعون بزواجها . وإذا كانت متفرغة فهي تفكر بعاقبتين من وضعها . الأولى انها قريبا ستتخطى عمر الزواج المرغوب لإنجاب الأطفال .و في هذه الحالة من البديهي ان من في الأسفل سيرفع رأسه للأعلى . والثانية انا والدها كان يقف بجانب الأميرة كانغ هو ليدعمها و زواج يان شي جينج ليس باستثناء .
على الرغم أن يان شي نينغ كان تكبر مع كل يوم لم تكن تخاف أن تصبح خادمة عجوز. وكانت تبتسم و تحافظ على مظهرها اللطيف و المطيع حينما يشفق الناس عليها .
لقد كانت تتذكر تعليمات امها لها قبل ان تموت " العاصمة الملكية ليست مثل قريتنا , اذا غادرتي القريبة يجب عليك أن تتحكمين بانفعالاتك , الأميرة كانغ هو ليست شخصا تستطيعين اهانته . اذا اهنتها فستنتقم منك. كوني حذرة بكلماتك وبأفعالك "
و منذ أن بدأت يان شي نينغ حياتها في العاصمة الملكية , لم تنسى كلمات امها و تحكمت بكلماتها و انفعالاتها فأصبحت معروفة في العاصمة بأنها رقيقة و مطيعة .
في البداية لم تكن معتادة على ضبط افعالها و كلامها , الله يعلم كم هي عصبية و سريعة الانفعال , كان صعبا عليها أن تظهر بمظهر الشابة اللطيفة و التي لا تظهر اسنانها اذا ضحكت . لحسن حظها تمثيلها اللطف والهدوء اصبح عادة لها .
خلال العامين التي عاشت يان شي نينغ في العاصمة الملكية , تحدث الناس بحرية عن البنت الأكبر للوزير الأعلى و عن لطفها و رقتها ثم يتبعون ذلك بالشفقة والأسف على ان من مثلها لم تتزوج .
لم تكن يان شي نينغ تشعر بالأسف على حالها , الله يعلم كم كانت لا تبالي بالعنوسة وأنها مستعدة لعيش الحياة كخادمة وحيدة.
و لكن سرعان ما اتضح ان تقدمها بالعمر و وضع زواجها أصبحا عقبة في طريق غيرها , لوحت بمروحتها و فكرت في نفسها أنه فعلا من الممكن ان يصبح الشخص عائقا في ما يخص الزواج .
ترجمة : م. الدخيلي
المدونة
اتمنى أن تكون الترجمة نالت اعجابكم
سعيد جدا بملاحظاتكم وأرائكم .