الفصل الثاني - الجزء الثاني


في وقت مبكر من صباح اليوم التالي ,كانت يان شي نينغ تمشط شعرها حينما فتح باب مهجعها , ملأ الغرفة رائحة عطرية قوية , لم تلتفت يان شي نينغ لتعلم أن من دخل هي اختها الصغيرة يان شي تينغ .


كان عمر يان شي تينغ ستة عشر عاما , اصغر منها بسنتين , و بغض النظر عن شعورها , كانت تعتقد ان جمال اختها أخاذ .


كان جلد يان شي تينغ رقيقا ,ناصع البياض مع خصر نحيل و سيقان ناعمة , ممشوقة , كان جمالها بارزا بكل رداء . اضافة الى ذلك كانت يان شي تينغ ممن يجيد وضع المكياج ليضاعف من جمالها الطبيعي .


في أول مرة رأت فيها اختها , كانت يان شي نينغ ترى فيها قمة جمال مملكتهم و كان تنبؤها بقدر أختها صحيحا .


توقعت يان شي نينغ أن جمال اختها لن يقدر من الإمبراطور لأن العمر فتك به , لكن جمال يان شي تينغ كان محفوظا لولي عهده . زواج ولي العهد من أفضل بنات الوزير الأعلى سيضمن مستقبه , وسيجلب المنفعة لكلا العائلتين .و كانت هي العائق الوحيد أمام زواجهما , ابتسمت على مضض بينما اختها تسير نحوها .


سألتها يان شي تينغ بنفاذ صبر " هلا اسرعتي بارتداء ملابسك يا اختي ؟ " , " مضى نصف يوم وأنا بانتظارك "


التفتت يان شي نينغ لترى وجه اختها عابسا و ذقنها مرفوعا مرتدية فستان غالي وأنيق .

قالت يان شي نينغ "اختي الصغيرة , اعلم كم الأمر صعب عليك "


عبست يان شي تينغ وجهها و نظرت بإستحقار ل يان شي نينغ , الله يعلم كم تتمنى لو أن اختها لم تخلق لتأخرها عن الزواج من ولي العهد .


كانت يان شي تينغ ترتدي فستان من الحرير الاحمر الفاتح . لم تتردد بالتقاط فستان قطن ازرق رخيص و قبيح .


قالت يان شي تينغ "اختي الكبيرة , هل سترتدين هذا الفستان البشع ؟" ," الا تخافين من احراج نفسك" ثم أخذت فستان من يد خادمتها و اعطته اختها و هي تقول " اختي , ارتدي هذا , انه جديد وانا لم البسه من قبل "


قبلت يان شي نينغ الفستان و اجبرت نفسها على الابتسام ثم قالت "شكرا لكي يا أختي الصغيرة " .


حضرت يان شي تينغ العديد من المآدب في القصر . كان جميعها متماثلة , سيجتمع المسنين في قاعة المأدبة بينما سيستغل الشباب و الفتيات الفرصة ليستمتعوا الموسيقى والراقصين مع نظرات خاطفة و خجولة لمن يحبون .


يختفي المسنون بعد نهاية المأدبة و أما جيل الشباب فيلهون بحديقة القصر .و يجتمع العشاق في الأماكن المخفية والجانبية لبعض الخصوصية و الحميمة . كتسلية شائعة .


كانت يان شي نينغ تحتمي تحت مظلة من ضوء الشمس الساطع , و تلوح بمظلتها بابتسامة ماكرة . الله يعلم كم كانت تستمتع في زيارتها للقصر ,وقتها المفضل حينما يظهر الشباب والفتيات "النبلاء" عواطفهم المضطربة .


وبخت يان شي تينغ اختها بإزدراء "أختي الكبيرة , لاتجلسي هنا في هذه الحالة ". "اذا رأيت احد يروق لك فإذهبي اليه بسرعة , أكثر ما أكره فيك هو برائتك المزيفة " .


شعرت يان شي نينغ بألم في رأسها ثم تنهدت , لطالما أحبت اختها الصغيرة و المتغطرسة توبيخ الأخرين .


كانت يان شي تينغ تنوي توبيخها أكثر لولا انها رأت شخص مألوف يمر بجانبهم .

"أختي الكبرى , لا تنسي سبب وجودك اليوم هنا "


ابتسمت يان شي نينغ بمكر , زوج أخر سيلتقيان بمكان لائذ بحديقة القصر اليوم .


لم تكن يان شي نينغ حمقاء لتصدق أن شيجرة حبها الميتة لثمانية عشر عاما ستزهر فجأة . كل ما كانت تحتاجه هو أن ترى الأستحقار في عيون الناس في الحديقة الملكية لتعرف ذلك .


كل من المدعوين للمأدبة كانوا على علم بحالتها , ولذا لم يضيعوا وقتهم معها .

و لتحافظ على مظهرها الأنيق و المهذب ستنتظر الرجل ليأتي أولا بدلا من أن تذهب اليه .


بعد رحيل اختها من الجناح المظلل سحبت يان شي نينغ جرة نبيذ و بدأت تشرب بكل هدوء و راحة , فجأة رأت شخص مألوف على مسافة قريبة منها فأخفت رؤيته الابتسامة من وجهها .

"همف" تمتمت بغضب " الثرثار المزعج "


ثم نهضت بسرعة مغادرة الجناح المظلل . كلما ابتعدت عن الثرثار كلما كان افضل , و الا جهد و تعب ثلاث سنوات سيضيع في لحظات .

تمتمت بهدوء " لكن من المفترض أن الثرثار في الجنوب , ما الذي اعاده فجأة "


رأى باي جينغ هروب شخصا مألوف لديه , تردد للحظه ثم انطلق حذوه .

كانت يان شي نينغ تسير بخطوات واسعة في ممر محاط بأشجار الصفصاف و هي تنظر في كل الاتجاهات تجنبا لأي أحد , حتى في فزعها لم ترد أن تزيل مظهرها المهذب والودود .


توقفت أمام جبل مزيف من الصخور , ثم أدركت انها لا تعلم كم المسافة التي قطعت , لقد ظنت انه لا أحد يستطيع رؤيتها في هذا المكان المنعزل , و جلست تفكر بسبب عودة الثرثار المزعج الى العاصمة الملكية . في خصم تفكيرها سمعت أصوات خلف جبل الصخور المزيف.

صوت فتاة مألوف يقول " .... هلا أصبحت ألطف ؟"

صوت شاب مألوف اجاب " قتلني الشوق لكي "

الفتاة " توقف ... لا تلوث الفستان "


أمالت يان شي نينغ برأسها متلصصة عبر فتحة في الجبل المزيف ليحمر وجهها , فتى شاب يده على الجدار والأخرى يمسك بخصر فتاة . حينما التفتت الفتاة لتقبله ,كانت الصدمة , الفتاة كانت اختها الصغيرة باي جينغ والفتى كان ولي العهد.

أخذت يان شي نينغ نفسا عميقا ثم ابتسمت بمكر , الأن فهمت لم أختها الصغيرة كانت دائما واثقة أن ولي العهد خاتم بإصبعها .


غادرت مسرعة و بيدها مروحتها و عيناها في السماء الصافية .

"سيكون من العار افساد مثل هذه الحياة الجميلة بالتنصت خطا "

لم تكن ترى ما امامها فاصطدمت بأحدهم , رفعت رأسها لترى شخصا مألوفا يبتسم بتعجرف . فتحت فمها لكن باي جينغ اغلقه بيده و سحبها لجهة اخرى من حديقة القصر .


قالت يان شي نينغ " اتركني "

نظر باي جينغ لوجه يان شي نينغ الغاضب و ابتسم , " في الماضي كنت دائما أقول ان السيدة الصغيرة من منزل عائلة يان يستحيل أن تكون هادئة ومهذبة . حسب ما أذكر ,لقد كانت لبوه صغيرة بأنياب و مخالب. لحظة , انها ليست لبوه صغيرة الآن بل لبوه عجوز "


نظرت يان شي نينغ لوجه باي جينغ الساخر , و منعت على نفسها من الهجوم عليه.

قال باي جينغ بضحك مستفزا يان شي نينغ " لكني لم اتوقع انك تستمتعين بالتلصص على العشاق بلحظاتهم الحميمة "

سرحت يان شي نينغ بنظرها و هي تتذكر أن باي جينغ استعملها كتسلية له . فكبحت غضبها وأجبرت ابتسامة مصطنعة و هي تقول :" أنت على حق ايها الأمير التاسع "

باي جينغ هو الابن التاسع للإمبراطور . كان عمره 24 سنة و كان معروفة بكرمه و لطفه , و لذلك اطلق الناس عليه الأمير اللطيف .

لكن يان شي نينغ كانت تعلم أن " اللطف و الكرم " ليست في قاموس الثرثار المزعج . لم تكونا الا قناع له . تحتهما كان يقبع وغد وأكذب من في المملكة بلا منازع .

بعد أن انهى ولي العهد و يان شي تينغ لقاءهما السري , غادر ولي العهد الجبل المزيف أولا لتفادي اي شكوك . رأى ولي العهد أحد اخوته مع فتاة قريبين منه ففزع قلبه .

سأله باي جينغ " اخي الصغير لم أنت هنا؟"


رأت يان شي نينغ سرعة لبس باي جينغ لقناعه و شتمته بنفسها المخادع اللعين .

ظن ولي العهد ان أخاه الكبير والفتاة معه لم يكتشفوا ما حدث فتهند براحة ثم قال " اه , لقد اتيت من قصر روي تشينغ . لما أنت هنا مع الآنسة الصغيرة .


قال باي جينغ كاذبا " كنت اريد الذهاب الى قصر روي تشينغ " ثم نظر بطرف عينه الى يان شي نينغ " ثم صادفت الآنسة يان و التي هي ايضا متجهه الى قصر روي تشينغ , لقد كنا نتحدث بالطريق , الأنسة يان جميلة و ذكية حقا "


شعرت يان شي نينغ أن احشائها انتزعت منها لكنها عصرت ابتسامة على ثغرها و قالت " الأمير التاسع هو الوسيم واذكى من أي شخص عادي"

بنفسها لعنته و هي تقول " يا رباه , هل سيموت بلا قناعه المخادع ؟"

ترجمة : م. الدخيلي

المدونة

أتمنى ان تكون الترجمة حازت على رضاكم

سعيد جدا بملاحظاتكم و تعليقاتكم .

2018/04/02 · 1,012 مشاهدة · 1320 كلمة
Artorias
نادي الروايات - 2024