انتظر باي خان خارج غرفة تشي ريوان , ثم سرت رائحة اعشاب قوية الى أنفة من عيدان بخور قريبة .

بعد مدة فتح ولي العهد الباب , و بدا يحاول اخفاء توتره وحزنه .

قال باي لام " اخي التاسع "

قال باي خان " اخي العاشر , انت هنا أيضا ؟"

خرج وانغ فو مو من باب الغرفة قبل أن يجيب باي لام .

قال وانغ فو مو " الأمير التاسع , تفضل بالدخول "

نظر باي خان الى ولي العهد , أومأ برأسه ثم دخل الغرفة . وقع نظره فورا على قطع حجرية محطمة على الأرض و اعتلى قلبه القلق .

رمى الإمبراطور تقريرا على باي خان .

ثم سأله قائلا : " هل لديك ما تقوله ؟"

التقط باي خان التقرير من الأرض , تظاهر بالصدمة و سجد على القطع الحجرية المحطمة بالأرض وقال " أبي الإمبراطور , هذه محاولة للإيقاع بي "

قال الإمبراطور " انا اعطيك فرصة للتفسير فقط "

سجد باي خان على الأرض حتى احس ببرودتها تسري في قلبه . ثم قال " لست مهتما بأن أكون الإمبراطور "

فهم الإمبراطور المعنى ضمني في كلمات باي خان , اضاف باي خان " انا لا اريد العرش , ولقد تخليت عن القوة العسكرية وضيعت مدخراتي , كل ما أريد هو أن اكون حرا وبلا مسؤولية , لم قد احاول أن اقتل ابي واخوتي ؟ "

رأى الإمبراطور ظهر باي خان المستقيم امامه ولاحظ ان باي خان استعاد رباطة جأشه ولم يعد خائفا او مصدوما , ضاقت عينا الإمبراطور وهو يرى المشهد المذل امامه , و أدرك انه لم يستطع فهم باي خان قط .

كان الإمبراطور يعلم في قلبه تماما من الأميران المتصارعان على العرش , لكن لدى هذين الأميرين نقاط قوة ترضي توقعاته ونقاط ضعف لا يمكن أن يتساهل بها , وكان صعب عليه الاختيار بينهما ما لم يرى حقيقة نفوسهم .

لذلك أمر الإمبراطور وانغ فو مو بأن يضحي ببعض القتلة في مأدبة عيد الحصاد و نسق مقاعد الجلوس ليجلس الأمراء الثلاثة سويا , لقد أراد حقا أن يعرف من سيأتي لإنقاذه اذا كانت حياته في خطر , لكن الاثنين اللذان أتيا من خارج القصر حولا خطط الى فوضى , صحيح ان السابع أنقذه لكن لم يكن هذا ما أراده ,

و الإمبراطور الآن يريد أن يعرف من تجرأ على ارسال هذين الاثنين , حقق الحرس الإمبراطوري بخلفية هذان الاثنان لكن لم يسفر التحقيق عن نتيجة مهمة.

عرف الإمبراطور القتلة الذين هاجموه , الأمير التاسع و ولي العهد سيجعلان السابع هو المشتبه به الأول , لكنه يعلم أن السابع لن يلجأ لحيلة رخيصة كهذه , بالإضافة الى أن السابع لن يضحي بحياته لإنقاذه اذا كان من أرسلهم ,.

فكر الإمبراطور في احتمالية ان الهجوم على ولي العهد هو لتوريط السابع , خصوصا أن ام ولي العهد ترى أن السابع ألد اعدائها و قد تكون هي من ارسل القاتلان , لذلك استدعى ولي العهد للتحقيق معه , لكنه لم يتوقع أن يجرؤ ولي العهد على السجود امامه وقول " أبي الإمبراطور اذا كنت تشك بي , اعفني من ولاية العهد "

كسر الإمبراطور حجر حبره المفضل حين سمع ولي العهد يهدد بالتخلي عن منصب ولاية العهد و شعر أن الدماء تغلي في جسده , في تلك اللحظة كاد ان يقتله طعنا بالسيف , و تحسر على السنوات التي اضاعها في تدريبه .

بالطبع المشتبه به الثالث هو الأمير التاسع , فقد تلقى الإمبراطور تقريرا من الحرس الإمبراطوري أن "التحقيق" أسفر عن ان القاتلان من الجنوب وسبق لهما ان التقيا بالأمير التاسع .

مضى وقت طويل على باي خان ساجدا و ظهره مستقيم بينما نظرات الإمبراطور الحادة تفحصه ,

قال الإمبراطور " تستطيع النهوض "

احنى باي خان رأسه ثم نهض مترنحا , فـأسرع وانغ فو مو لمساعدته على النهوض , قال باي خان " شكرا لك ايها المحترم وانغ فو مو "

اهتز قلب الإمبراطور حينما رأى علامات الدم على ركبتي باي خان و قطع الحجر على الأرض .

قال الإمبراطور بصوت رقيق " في ذلك الوقت , كانت ردت فعلك الأولى هو حماية زوجتك "

كلمات والد باي خان فاجأت باي خان لكنه أومأ برأسه و رأى عيني والده مغمورة .

قال الإمبراطور " في ذلك الوقت , كنت بجانب ولي العهد و الأمير الثالث عشر "

قال باي خان " حدث كل شيء بسرعة " ," لم يكن لدي وقت لأفكر , أرجو أن يسامحني أبي الإمبراطور "

فهم الإمبراطور ما يرمي اليه باي خان , - اتبعت غرائزي و حميت ما كان اهم شيء بقلبي –

قال الإمبراطور "تستطيع العودة الى منزلك " , " أنت متزوج حديثا , عش بسعادة مع زوجتك " ثم توقف لبرهة و أكمل قائلا " الفتاة الصغيرة شاي نينغ طيبة , حتى في حالة حياة او موت لازالت تريد حماية خان "

بالأمس هوجم الإمبراطور , ثم قيم بدقة ردة فعل الأمراء , بعد ذلك لاحظ أن شاي نينغ ضمت باي خان بقوة و وقف باي خان امامهم وحماهم ,

بعد أن غادر باي خان غرفة تشي ريوان تنهد الإمبراطور ونظر الى وانغ فو مو ثم قال " جد لي شيئا قيما و أرسله لمنزل الأمير التاسع "

قال وانغ فو مو "كما يأمر سعادتكم" ," سعادتكم لم يشك قط في الأمير التاسع فلماذا حقق معه بهذه الطريقة ؟"

لقد رأى وانغ فو مو الإمبراطور يبتسم بعد أن قرأ تقرير الحرس الإمبراطوري , وانغ فو مو يعلم أن باي خان لن يترك اثرا واضحا كهذا , بالإضافة الى ذلك ف باي خان لن يستفيد شيئا من محاولة الاغتيال هذه , كان متأكدا أن احدهم يحاول الإيقاع ب باي خان , لكنه لم يتوقع ان يحقق الإمبراطور مع بهذه القسوة ,

حدق الإمبراطور في الباب و هو يفكر بعمق ثم قال " من بين أبنائي , هو أكثرهم غموضا , لقد أردت أن اعرف حقيقة قلبه "

فهم وانغ فو مو أن قلب الإمبراطور لم يرتح قط ل باي خان .

قال وانغ فو مو بفضول " ربما قلب باي خان لم يكن فيه تلك الرغبة "

أظلمت عينا الإمبراطور وانتفض وانغ فو مو ثم قابل " سعادتك , اعذر ثرثرتي "

خارج بوابة القصر ابتسم باي خان ببرود وهو يركب العربة .

ترجمة : م. الدخيلي

المدونة

أتمنى ان تكون الترجمة حازت على رضاكم

سعيد جدا بملاحظاتكم و تعليقاتكم .

2018/06/06 · 885 مشاهدة · 996 كلمة
Artorias
نادي الروايات - 2024