الفصل الخامس - الجزء الأول



خارج منزل عائلة يان , ضرب حراسة المراقبة سيقان البامبو ببعضها .

أيقظ صوتها باي جين . و سمع الحراس يعلنون انها ساعة الثور (من 1:00 ص - 3:00 ص ) . ثم نظر الى يان شي نينغ نائمة بجانبه بسلام لفترة . بعدها فتح الستائر و نزل من السرير متجها الى طاولة الغرفة .


كان على الطاولة مجموعة من اعواد البخور تعطر الغرفة برائحة خفيفة . اظلمت عيناه , فأخر مرة قابل فيها يان شي نينغ بالقصر كانت تفوح منها نفس الرائحة . في ذلك الوقت كانت الرائحة مألوفة لكنه لم يفكر بالأمر كثيرا . لم يدرك أن الرائحة مألوفة بشكل مخيف الا بعد ان استلقى على سريرها . لم يرد أن يقلق يان شي نينغ بالرائحة حيث انها نفس الرائحة التي كانت امه بالتبني , المحظية تشين تستعملها في تلك السنة .



أمه كانت خادمة بالقصر ماتت بعد ولادته مباشرة . بعد موت امه , اكنت المحظية تشين بلا أبناء فطلبت من والده تبنيه فوافق .


كانت المحظية تشين شخصا رقيقا و عطوفا . كانت صحتها جيدة وحملت بالثلاثينات من عمرها . لكن خلال حملها بدأت تتدهور صحتها .كل من فحصها من أطباء الإمبراطور خرجوا بنفس النتيجة , مرضها غامض .



عزلت المحظية تشين في غرفة باردة بطرف القصر وانتشرت الأشاعات عن "لعنة جين " , كل من تصبح امه لن تنجو من حملها . ماتت المحظية تشين في شهرها الرابع من الحمل . لكن قبل ان تموت قبضت بيدها على اعواد البخور و بكت بإخباره ان هناك من سممها .


سقط باي جين مريضا بعد موت امه بالتبني . لكن طبيبا شابا دخل القصر و فحصه , بعد ذلك اخبره الطبيب الشاب ان اعواد البخور سامة . بعد أن استرد عافيته استقال الطبيب و غادر القصر . أخفى باي جين اعواد البخور و درس الطب على يد اطباء الإمبراطور ليعرف نوع السم المستعمل في اعواد البخور . اختفت الأعواد فجأة و لم يعرف من اخذها .


كان باي جين حزينا على ان موت المحظية تشين لم يحل . و على غير المتوقع بعد اثني عشرة سنة ظهرت الأعواد مرة اخرى في منزل عائلة يان , في غرفة يان شي نينغ . ضاقت عيناه و هو يفكر فيمن يسعى لإيذاء يان شي نينغ . خطرت صورة في ذهنه للوجه المتغطرس والبارد لزوجة أب يان شي نينغ ، الأميرة كانغ هوا .



علاقة كانغ هوا بالإمبراطورة كانت جيدة , لكنها كانت سيئة مع يان شي نينغ . انتفض قلبه بشدة , لحسن الحظ أنه لكتشف البخور قبل ان يضر يان شي نينغ .


جلس باي جين يفكر لفترة ثم قرر أن يأخذ اعواد البخور ليريها أحدهم في منزله ثم فتش غرفتها ليجد ملابسها الداخلية , ابتسم, ثم التقطها و لف اعواد البخور بها .

حينما كان على وش الخروج من النافذة تذكر سبب زيارته . ثم اخرج قلادة يشب , و سار الى السرير ثم وضعها بحذر بكف يان شي نينغ .


ثم همس قائلا " هذه فزت بها من رجل عجوز في الجنوب ", " كنت اظنها مزيفة لكن تبين انها قلادة يشب نادرة , كنت سأبيعها ,لكني فكرت فيك . بصرف النظر عن تاو "لعبة صينية على شكل طبل " الذي أهديتك , لم يسبق ان اهديتك شيئا . هذه ستكون هدية حبي لكي . لقد اخذت الكثير من وقتي في نحتها , سامحي بساطة نحت مبتدئ مثلي "


ثم مسح باي جين رأس يان شي نينغ و غادر من النافذة مسرعا .


أعلن الحراس عن ساعة النمر (من 3:00 الى 5:00 صباحا )


و لم يعد باي جين يطيق انتظار احتفال زفافه من يان شي نينغ .


استيقظت يان شي نينغ من كابوس مزعج , رأت فيه انها رجعت الى عمرها ستتة سنوات , اول مرة قابلت فيها باي جين , في تلك السنة سمعت عن موت امه بالتبني و هي حامل بالشهر الرابع . معلم باي جين استقال لكنه طلب من الإمبراطور ان يأخذ باي جين معه الى منزله في الريف حتى يزول حزنه . و حينما رأى الامبراطور شدة حزنه وافق .

لسوء الحظ كان منزل معلم باي جين بجانب منزلها و والدتها.


في كابوس يان شي نينغ كانتتمشي في مساء يوم عائدة الى منزلها بعد مشاجرة مع بعض الأطفال , لقد رأت باي جين واقفا ومغيب الشمس خلفه .

رأت يان شي نينغ ان باي جين ولد وسيم لكنها كانت محتارة لم كان يحدق في السماء فسألته " اخي الأكبر , مالذي تنظر اليه ؟"

اجابها " انا اشاهد لفائف المعكرونة بالأرز الساقطة من السماء "

قالت يان شي نينغ " كاذب , لا يسقط من السماء الا براز الطيور "

قال باي جين " اختي الصغيرة, انا لا أكذب , لقد حصلت على لفة المعكرونة هذه من السماء "


اراها اللفة في يده ثم اكلها .


رأت يان شي نينغ جدية التعابير في وجهه فصدقته , ثم رفعت رأسها محدقة بالسماء .

قال باي جين " اختي الصغيرة , لا تستطيعين الوقوف هناك " , " يجب عليك الوقوف هنا "

سارت يان شي نينغ الى حيث أشار لها ثم سقطت في حفرة حفرها وأخفاها .


بكت يان شي نينغ بصوت عالي , سمع معلم باي جين صوتها فخرج مسرعا من منزله , سأل المعلم " باي جين مالذي تفعله ؟"

قال باي جين " معلمي , رأيت فتاة صغيرة تسقط في حفرة , حينما ذهبت اليها وجدتها تبكي . كنت اريد إعطائها لفات الرز التي صنعتها زوجتك لأرضيها لكني لا اعرف كيف اخرجها من الحفرة "


اهتز جسم يان شي نينغ من الغضب و هي تبكي , لم تعلم كيف حافظ باي جين على جديته و هو يكذب عليها . بكت بصوت اعلى , تلاعب بها محتال !


لحسن الحظ انتهى كابوسها في تلك اللحظة . نظرت حولها ثم تنهدت براحة حين رأت ان البقعة بجانبه كانت خالية . سطع ضوء الصباح من النافذة و استقر بصعوبة على سريرها .

شتمت يان شي نينغ بغضب " رباه "


يان شي نينغ ذات الستة سنوات وقعت في حفرة و لكن اخرجت منها بسرعة , لسوء الحظ و بعد اثني عشرة سنة وقعت في اخرى لأخر حياتها . لكن تستطيع الهرب حتى بعد موتها .

لعنت يان شي نينغ الثرثار المزع . اي خطر وأي حزن ؟ الثرثار اللعين سمح له بالخروج لأن معلمه خاف ان حياته في خطر لم يرد ان يفتك حزنه به . لكنها رأت شخصيته الحقيقة خلف قناع حزنه .


لم تفهم يان شي نينغ كيف استطاع الثرثار خداع الناس . اي أمير لطيف؟ انه كاذب لعين ! لابد ان الناس عميان اذا صدقوا انه قادر على اللطف والرقة .


شعرت يان شي نينغ بغضب مجنون . كانت تريد تحطيم سريرها بقبضتيها حين لكمته , ثم شعرت بشيء قاسي في يدها . لقد كانت قلادة يشب جميلة . نظرت بتفحص الى القلادة ثم كادت ان تبصق دما . كانت منحوت لبوة صغيرة في اعلى القلادة . لم تكن تحتاج للتفكير كثيرا لتعلم من صاحبها .


خرجت يان شي نينغ من فراشها و بحثت في كل غرفتها عن ملابسها الداخلية لكن لم تجدها .


تمتمت يان شي نينغ " اخي الأكبر , انت من اخذها "


ترجمة : م. الدخيلي

المدونة

أتمنى ان تكون الترجمة حازت على رضاكم

سعيد جدا بملاحظاتكم و تعليقاتكم .

2018/04/05 · 972 مشاهدة · 1149 كلمة
Artorias
نادي الروايات - 2024