الفصل العاشر: القرار النهائي
كان الليل قد أسدل ستائره بالكامل على وادي النهاية، ولم يكن هناك ضوء سوى انعكاس القمر البارد على سطح الماء المتحرك. وقف إيتاشي متجمدًا، عقله يعجز عن استيعاب ما سمعه للتو. كيف يمكن لكوروتو أن يعرف أدق أسراره؟ القوة التي كانت تنبعث من صديقه القديم كانت غريبة وغير مألوفة، هالة من الهدوء القاتل والحكمة المظلمة كما لو انه قد شهد حروبا لا حصر لها.
"ماذا تقصد؟" سأل إيتاشي أخيرًا، صوته حازم رغم الصدمة التي تعصف بكيانه. "ما هو هذا الحل؟"
ابتسم كوروتو تلك الابتسامة الباهتة التي لا تصل إلى عينيه. "الحل هو الـ 'D'." همس بالاسم، وكأن للكلمة وزنًا خاصًا. "إنها منظمة ستغير قواعد اللعبة. ستجعل عالم النينجا أقوى، حتى لو اضطرت إلى حرقه وإعادة بنائه من الرماد."
لم يستطع إيتاشي إخفاء دهشته. "'الـ D'؟"
"نعم،" أكمل كوروتو، وصوته أصبح كهمس الريح. "منظمة سرية للغاية، هدفها ليس الخير أو الشر، بل القوة. هدفها القضاء على الضعف والتمرد الذي يولد الحروب. سنفعل كل ما هو ضروري لتقوية هذا العالم ولتوحيده لأن الخطر المعرض له هذا العالم اكثر مما يتخيله أي بشري ، سواء اعتبرت أفعالنا بطولية أم شيطانية."
مد كوروتو يده اليمنى أمامه، وببطء، غلفها بهاكي التصلب. تحولت يده إلى اللون الأسود الحالك، لامعة وصلبة كالسَّبَج المصقول. "هذه القوة..." قال بصوت خافت. ودون سابق إنذار، استدار ووجه لكمة سريعة إلى الجرف الصخري القريب. لم يكن هناك انفجار ضخم، بل صوت مكتوم وقوي، وتطاير الغبار. عندما سحب يده، كانت هناك حفرة عميقة في الصخر الصلب، وشبكة من الشقوق تمتد منها في كل اتجاه.
"هذا..." همس كوروتو وهو ينظر إلى يده التي عادت إلى طبيعتها، "هو نتيجة عامين من الجحيم التديبي. عامين من الألم الذي لا يطاق. عامين من الوحدة القاتلة. عامين من التضحية لكن رغم كل هذا ، هذا ليس كافيا لتغير قدر هذا العالم حاليا حتى لو رجع كل الأشخاص ميتين الأسطورية حتى حكيم المسارات الستة غير قادر على مقاومة أولاؤك المخلوقات ."
اقترب من إيتاشي المذهول. " إذا كان ما تقوله صحيح فحتى لو لم يكن هناك مشاكل في عالم النينجا إذن هل نحن مقد علينا الموت حتى لو توحدنا ما فائدة المقاومة أساسا ؟ انا قد جئت لأجد حل و ها أنت ذا تطرح مشكلة أكبر بمئات المراة ."
أجاب كوروتو " أردت فقط أن أعطيك تلميح عن ما سنواجهه مستقبلا، لأن أفعالنا ستكون غير مبررة للعالم وسنكون أعداء للجميع إذا اضطرينا لذلك. المهم تلك المشكلة لا تزال بعيدة بحوالي 20 إلى 35 عاما لحد أقصى. "
"..." بعد صمت طويل سأله إيتاشي "إذن كيف تخطط إنهاء التمرد و توحيد كونوها؟"
"بالمنظمة،" أجاب كوروتو على سؤاله بكل ثقة. "هرم منظمتنا بسيط ومبني على القوة الحقيقية. الأعضاء الرئيسيون يمثلون عناصر الطبيعة الأساسية النار الماء الهواء البرق الأرض و الين و اليانغ . عندما تصل قوة العضو إلى مستوى الكاجي، يصبح هو ممثل ذلك العنصر."
نظر كوروتو إلى إيتاشي، وكأنه ينظر من خلاله إلى صديقه الآخر. "شيسوي، بعبقريته وقدرة المانجيكيو خاصته، سيكون ممثل عنصر الين ."
ثم التفت إلى إيتاشي مباشرة. "وأنت يا إيتاشي... بعبقريتك التي لا تقل شأنًا، ستكون تابعًا لعنصر النار . مع إمكانية أن تترقى إذا وصلت إلى مستوى الكاجي بنفسك."
شعر إيتاشي بالفضول يتصاعد. "وأنت؟ ماذا ستمثل أنت؟" فكر مع نفسه 'هو لا يملك البياكوغان و لبس ماهرا في اي عنصر إذن ماذا سيمثل؟'
"أنا..." قال كوروتو، وامتدت ابتسامته قليلًا لتكشف عن لمحة من الوحش الكامن في الداخل. "أنا سأمثل الهاكي . سأكون مركز كا العناصر. سأكون رئيس هذه المنظمة." قال هذا بينما فعل الهاكي بيده اليمنى
لقد عرف كوروتو أن هذا هو طريقه. "هدفنا الأول،" أكمل بصوت حاسم، "هو التعامل مع التمرد. لكن ليس بالطريقة التي تفكرون بها. سنتعامل معه من الجذور. سيكون ذلك قاسيا و دمويا لكن هذه ستكون الطريقة التي ستجلب اقل ضحايا على الإطلاق."
ضيق إيتاشي عيناه وسأل. " ما هي إذن؟"
قال كوروتو "يجب عليك أن تجلب شيسوي أولا ."
"اذهب وأخبر شيسوي،" قال كوروتو أخيرًا. "سأنتظر قراركما النهائي. في هذه الأثناء، سأجد مخبأً مؤقتًا."
أومأ إيتاشي برأسه، وبحركة سريعة، اختفى في الظلال، تاركًا كوروتو وحيدًا مرة أخرى مع همس الريح وزمجرة الشلال.
...
وجد إيتاشي صديقه شيسوي على سطح أحد أبراج التدريب المهجورة، يراقب مجمع الأوتشيها من بعيد. عندما بدأ إيتاشي في سرد ما حدث، كانت الصدمة ترتسم على وجه شيسوي بوضوح.
"كوروتو... حي؟" كان هذا هو أول شيء استطاع نطقه.
"حي، وأقوى بطريقة غريبة نوعا ما،" أجاب إيتاشي، ثم أكمل سرد كل شيء: معرفة كوروتو بالمانجيكيو، خطته ، وفكرة منظمة "الـ D" المرعبة.
كلما تحدث إيتاشي أكثر، زادت صدمة شيسوي . كان الأمر جنونيًا، انتحاريًا، ولكنه... منطقي بشكل مخيف.
"يريدنا أن نسير في الظلام... لنحمي النور؟" همس شيسوي، وكأنه يحاول إقناع نفسه.
"بل يريدنا أن نصبح الظلام نفسه إذا أضطررنا،" صحح له إيتاشي بهدوء. "لقد عاد كوروتو كشخص جديد ناضج أكثر حتى مما كان عليه في القرية، يا شيسوي. وهو يطلب منا أن نصبح شركائه جدد بجانبه."
ساد صمت طويل، لم يقطعه سوى صفير الريح. كانا ينظران إلى القرية الهادئة تحتهما، عالمين أن القرار الذي سيتخذانه في هذه الليلة لن يغير مصيرهما فقط، بل مصير كونوها وعالم النينجا بأكمله. لقد دق فجر جديد، فجرٌ مظلمٌ ودموي. فجر الشياطين الجدد.
-------
المؤلف: السلام عليكم أيها القراء
بما أن هذين الفصلين قصيرين قررت أني أنزلهم في يوم واحد.
الفصل القادم سيظهر فيه شكل كوروتو و بيكو بما أنني رسام أيضا لاكن لا تتوقعو جودة رسم أسطورية. و شكرا على القراءة (^-^) .