الفصل الواحد و العشرون : تدخلات خارج الخطة
تجمعوا في الظلام، أربعة ظلال تحت قمر مغطى بالسحب. لم تكن هناك حاجة للكلام؛ لغة أجسادهم المتوترة وطاقة التشاكرا المتدفقة كانت كافية. كانوا العناصر الأربعة المتجسدة: شيسوي (الين)، شينسي (الين)، كوروتو (الهاكي)، وإيتاشي (النار). كانت المهمة واضحة، لكن الجو كان مشحوناً بشيء آخر، شيء لم يُذكر بعد.
وقف كوروتو في الوسط، ليس كقائد يتفاخر، ولكن كمحور تدور حوله العاصفة. أغمض عينيه الأجوفتين خبف قناعه للحظة، وركز. لم يكن يستمع فقط، بل كان يشعر. الهاكي - الإرادة، الطاقة الحيوية المتدفقة من كل كائن حي - كان يغمر حواسه. ثم، فجأة، انقبضت ملامحه. فتح عينيه، واللمعة الحمراء الخافتة في أعماقهما ازدادت سطوعاً.
"تهدأوا"، همس، وصوته منخفض معزز بختم تغير النبرة لكنه قطع الهدوء كالسيف.
جمّد الجميع حركتهم. نظراتهم تتجه إليه.
"نحن لسنا وحدنا"، تابع كوروتو، عيناه تتجولان في الظلام المحيط كما لو كان يرى ما لا يُرى. "أشعر بالتشاكرا ... غريب. معقد. مثل نبات متوحش يزحف تحت الأرض، طاقة طفيلية تبحث عن جذر لتتغذى عليه. وأخرى... كثقب في الفضاء نفسه، تهرب من الإدراك. وثالثة... جشعة. جشعة للسلطة، للسيطرة، للدم. ومحاطة بهالات بشرية... لكنها بلا نفحة من المشاعر. مجرد أدوات."
صمت قصير ثقيل. ثم، انطلقت الكلمات من فمه بسرعة وببرودة تكتيكية، كمن يلعب لعبة شطرنج ضد خصوم غير مرئيين.
"لقد وقعنا في مصيدة. هؤلاء ... الأوغاد ... لن يترددوا في إبادة كل من في طريقهم. وسيلقون باللوم على 'D'. التهمة جاهزة."
نظر إلى رجاله. "شينسي، إيتاشي. اتجها إلى الجنوب الشرقي. ستجدون خارج العشيرة ببعد 4 أميال خلف شجرة صنوبر بها قبل بومة قاعدة 'الجذور' الأقرب للعشيرة . أريدها أن تختفي . دانزو هناك . على الأرجح يمتلك تقنية الإيزاناغي. ينوي جمع المزيد من عيون الشارينغان. اصيباه، أشلوا خططه ، لكن لا تقتلوه . ليس بعد . كونوا حذرين . هو ثعبان يلدغ حتى وهو يحتضر."
ثم التفت إلى شيسوي. "شيسوي ، أنت معي . الآن."
لم يكن هناك وقت للأسئلة. إيتاشي وشينسي تبادلا نظرة واحدة قصيرة، ثم اختفيا في ومضة، متجهين نحو الجنوب الشرقي.
أما كوروتو وشيسوي فانطلقا نحو الغرب، نحو مصدر تلك الطاقة الطفيلية الغريبة.
في داخله، كان كوروتو يخطط خطواته التالية. 'شينسي سيكون جواسيسنا داخل الأكاتسكي لاحقاً. لكن يجب أن يبدو وكأنه لم ينضم إلينا أبداً. ظهور سوسانوو إيتاشي في معركة ضد دانزو سيعزز هذه الرواية... سيعتقدون أن إيتاشي هو من يقود مجموعة منفصلة.'
---
في الجنوب الشرقي فب مخبأ الروت
في أعماق أحد المخابئ السرية، كان دانزو محاطاً بأعضاء الجذور الأوفياء. على طاولة أمامه، سبع أوعية خاصة، بداخل كل منها عين شارينغان تتألق بضوء شرير. كان على وشك إنهاء طقسه الدنيء بأخذ عين أخرى من آخر سجناءه.
قبل أن تنزل يده، انفتح جدار الظلام نفسه.
ظهر عضوان منظمة D وكأنهما خرجا من العدم. لم تكن هناك كلمات تهديد صاخبة، فقط حضورهم كان كافياً لملء الغرفة ببرودة الموت. طاقة التشاكرا الكثيفة جعلت الهواء ثقيلاً.
تحدث إيتاشي بصوته الهادئ والقاتم بنبرة التغير بالقناع ، والذي يحمل في طياته تهديداً لا يحتاج إلى ارتفاع: "إذن، أنت دانزو. يلقبك رئيسنا بصرصور الجشع . إذا هل تريد أن تلفق تهمة هجوم على القرية لنا؟"
حاول دانزو أن يتحلى بالبرودة، محاولاً المناورة بالكلام. " إذا هذا هو شكل الزي الرسمي لكم. إذا من خلال الزي استنتج حقا انكم تمثلون العناصر ولكن ما هو عنصر الهاكي يا ترى ؟ لم اسمعه بحياتي قط؟"
لكن كلماته توقفت عندما رأى عيون عنصر النار تتحول إلى مانغيكيو الباردة والمليئة بالازدراء . لم يكن هناك مجال للكلمات.
انفجر القتال.
لم تكن معركة قوة غاشمة، بل كانت رقصة معقدة من المكر والخداع والقوة الساحقة. أعضاء الجذور، المدربون على القتل الصامت، هاجموا بتنسيق مميت. لكن تعاون إيتاشي وشينسي كان من مستوى آخر.
تحرك شينسي كالشبح، كل هجوم موجه إليه إما يُؤجل تأثيره أو تُخفّض شدته إلى مستوى لا يذكر، بينما يرد هو بهجمات سريعة وقاتلة. كان يشبه ماءً لا يمكن إمساكه أو إيذائه.
أما إيتاشي، فكان كارثة متجسدة. قوة النار كانت عالية المستوى ملأت المكان حرارةً ولهيباً. وعندما ظهر الـ"سوسانوو" العملاق، الهيكل العظمي البرتقالي المحمر الذي يحمل سيفا لا يرحم، تغيرت ديناميكية المعركة تماماً. كل هجوم من الجذور تحطم على السيف، وكل ضربة من السوسانوو أطاحت بعدة مهاجمين مرة واحدة.
دانزو، رغم كبر سنه، كان لا يزال في قمة نخبة الجونين. سرعته وتقنياته، خاصة تقنية الرياح (Futon) القوية، كانت خطيرة. لكنه كان في موقف دفاعي. كان يحاول شراء الوقت، عينه المغطاة تلمح بين الحين والآخر إلى الأوعية المحتوية على عيون الشارينغان.
كانت المعركة تختبر القوة الساحقة لأوتشيها ضد المكر والدهاء السياسي. الغرفة، التي كانت يوماً مخبأً سرياً، أصبحت الآن ساحة دمار، مليئة بالحفر والدخان وصرخات المقاتلين الذين سقطوا.
---
في الغرب خلف ساحة التدريب التشونين الأوتشيها.
بينما كان كوروتو وشيسوي يقتربان من مصدر الطاقة الغريبة، قال كوروتو فجأة دون أن يلتفت: "أظهر السوسانوو في القتال."
رد شيسوي على الفور وبثقة مطلقة: "حاضر."
لم يسأل لماذا. الثقة التي بنوها خلال سنوات من العمل والمعرفة المتبادلة جعلت التساؤل غير ضروري. كان يعلم أن كوروتو يرى لوحة أكبر لا يرها هو.
عند وصولهم إلى عمق في الغابة، وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع شخصين. أحدهما كان يرتدى قناعاً اصفر وعليه خطوط سوداء (توبي)، والآخر كان نصف جسده مغطى بنبات غريب (زيتسو).
لم توجد تحيات. لم توجد مقدمات. بمجرد التقاء الأعين، انفجرت المواجهة.
تحرك شيسوي بسرعة لا تصدق. الـ"سوسانوو" الخاص به، مختلف عن ذي إيتاشي، ظهر فوراً. كان عبارة عن هيكل أخضر اللون، ساطع ورشيق، يتحرك بسرعة البرق. هاجم توبي مباشرة.
القتال كان شرساً وسريعاً. قوة شيسوي وسرعته، المعززة بالسوسانوو، كانت واضحة. في الواقع، في القوة الخام والسرعة، كان يتفوق على توبي. ضربات السوسانوو كانت سريعة وقوية، لكن...
كانت كل ضربة تمر عبر توبي كما لو كان شبحاً. تقنية "كاموي" الخاصة به جعلته غير ملموس، قادراً على نقل أجزاء من جسده إلى بعد آخر.
كان شيسوي يهاجم بعنف، لكنه كان يضرب الهواء. بينما زيتسو، بجسده النباتي الغريب، كان يراقب ويعلق بلهجة مستفزة، محاولاً إرباكه نفسياً.
كوروتو لم يتحرك. كان يراقب فقط، عيناه تحلان كل حركة، كل تدفق للطاقة. كان يدرس.
بعد عدة دقائق من القتال العقيم، حيث كان سوسانوو شيسوي يحطم الأرض حول توبي دون أن يمسه، تدخل كوروتو أخيراً.
صوته كان هادئاً وحاسماً، يقطع عبر ضجيج المعركة. "كفى."
توقف شيسوي على الفور، السوسانوو يختفي لكنه يبقى في حالة تأهب.
نظر كوروتو مباشرة إلى توبي. "لن أفصح حقيقة قتلكم لهانزز السلمندر . لن أفضح دوركم هنا. وفي المقابل، اغربوا عن وجهي. الآن."
صمت مطبق. حتى زيتسو توقف عن سخرياته.
ثم، أخيراً، صوت توبي المشوه خرج من خلف قناعه . "صفقة عادلة."
وبدون كلمة أخرى، بدأ جسديهما يبتعدان في دوامة، مختفيين في الفضاء نفسه كما ظهرا.
بعد أن اختفيا، سأل شيسوي، حيرته واضحة: "لماذا رحلوا بهذه السهولة؟ لماذا قبلوا الصفقة؟"
أجاب كوروتو، عيناه لا تزالان تراقبان المكان حيث اختفوا، وهو يحلل كل ثانية من المواجهة. "لم تكن معركة حقيقية. كانت اختباراً. هم كانوا يختبروننا، يقيسون قوتنا، مدى معلوماتنا، وإلى أي حد يمكننا السيطرة على منطقتنا (كونوها). ونحن كذلك كنا نختبرهم. حصلنا على لمحة عن قدراتهم، خاصة تقنية ذلك المقنع الغريبة. المعرفة، شيسوي، هي السلاح الحقيقي في هذه الحرب. والآن، كلا الطرفين حصل على قطعة جديدة من اللغز."
بعد أن عاد الفريقان إلى نقطة الالتقاء، كان الظلام لا يزال يخيم، لكن بريق الفجر بدأ يلوح في الأفق.
إيتاشي وشينسي اعطوه علب الشارينغان التي خزنها إيتاشي و ايضا عيون فوغاكو كما أبلغا عن تدمير قاعدة الجذور وتعطيل خطة دانزو، وإن كان الأخير قد تمكن من الهروب في الفوضى، محافظاً على قنينتين من الشارينغان التي جمعها. الجرح الذي تركاه فيه سيبطئه، لكنه لم يقتله.
كوروتو استمع بهدوء، ثم قال: "جيد. هذا يكفي... في الوقت الحالي."
نظر إلى شينسي. "اللعبة الآن أكبر. ستنتشر أخبار هجوم 'مجموعة أوتشيها المنشقة التي انضمة إلى D' على كونوها. هذا سيجعلك تائهاً في أعين الأكاتسكي. استعد للدخول إلى جحورهم. سيكون هذا دورك القادم."
قبل أن ينصرفوا، أوقف كوروتو إيتاشي للحظة " اعتقد انك فهمت لماذاجعلت تفعل ذلك ، إيتاشي ، اما بخصوص اخوك فأعدك بانه سيصبح قويا تفخر به ، سيكون ضروريا لمستقبل البشرية اجمع."
أخيراً، بقي كوروتو وحيداً مع شيسوي لفترة. "دانزو جرح، لكنه لم يُقتل. أعداؤنا الجدد أظهروا أنفسهم واختبؤوا مرة أخرى. اللعبة أصبحت معقدة."
شيسوي نظر إلى الأفق حيث تشرق الشمس. "ماذا الآن؟"
ابتسم كوروتو ابتسامة خفيفة، مليئة بالخطط والأسرار. "الآن... نستعد للخطوة التالية. المخبأ الذي يمكنه الهروب من تعقب ذلك الطفيلي ... أعضاء جدد سينضمون ، و ايضا تعاوننا مع أوروتشيمارو الذي يمتلك بعض التقنيات و البحوث المثير و هناك ايضا شيء شخصي يجب علي حله... إنه بخصوص الصداع ، لا يزال امامنا طريق طويل شيسوي . هاهاهاها..."
ضحكته كانت هادئة لكنها مليئة بمشاعر معقدة، تختلط مع أولى اشعة الشمس الدافئة، وهي تعلن أن العاصفة ستهدأ اخيرا ... لبعض الوقت اخيرا ، بداية لفصل جديد من هذه القصة .
---------------------------------------
المؤلف : اعتقد بكذا هنبدأ أخيرا بالدخول لعمق القصة و قد اكشف بعض من الحقيقة عن ذكريات كوروتو في الفصول القادمة ترقبو ~.
و إذا كان لديكم نصيحة قد تحسن من القصة فأرجو منكم تنويري بنصائحكم😉.
طاب يومكم بالسرور و السلام أيها القراء (^ー^).