الفصل الرابع والعشرون: إنضمام بقايا الاوزوماكي (2) .
في تلك اللحظة، بينما كانت أنفاس ميوكي تضعف، قام كوروتو بخطوة غير متوقعة. سحب كونايًا من حزامه، ولم يوجهه نحوها، بل نحو راحة يده اليمنى. بشفرة حادة، أحدث جرحًا عميقًا، وبدأ الدم يتدفق.
لكن بدلاً أن يسقط الدم على الأرض، بدأ يلمع بوهج خفيف. كان الدم يمتزج بهاكي التصلب، مشكلاً سائلاً ذهبيًا مضيئًا.
"ما هذا...؟" همست كارين مندهشة.
"دمي... مُمَزَج بإرادتي." قال كوروتو بصوت هادئ. "ليس شفاءً سحريًا، بل تسريع لعملية الشفاء الطبيعية بشكل مؤقت."
وضع يده النازفة على جبين ميوكو. بدأ الدم الذهبي ينتشر على جلدها الشاحب، وبدأ لونها يعود تدريجيًا. تنفسها أصبح أقل صعوبة، لكنه لا يزال ضعيفًا.
فجأة، فتحت ميوكو عينيها. نظرت إلى كوروتو، ثم إلى ابنتها، ثم عيناها اتسعتا في خوف.
كان الهواء داخل الغرفة المتداعية ثقيلاً بروائح المرض واليأس. أنفاس ميوكو الضعيفة كانت تملأ الصمت بين الكلمات، كل شهقة منها تبدو وكأنها قد تكون الأخيرة. كارين الصغيرة كانت تحتضن أمها بذراعيها النحيلتين، عيناها الحمراء من البكاء تحدق في الغريب الأعمى الذي جاء من العدم.
"أنت... من أي قرية أتيت؟" همست ميوكو بصوت متقطع، عيناها الشاحبتان تحاولان التركيز على وجه كوروتو.
"أنا لا أنتمي لأي قرية"، أجاب كوروتو بهدوء، "أنتمي لمكان... مختلف".
تحت ضوء الشمعة الخافت، بدت ملامح كوروتو أكثر غموضاً. عصابته البيضاء التي تغطي عينيه المجوفتين، وشعره الأسود الذي ينساب على كتفيه، ووقفته الواثقة التي تناقض مظهره الشبابي.
"كلهم يقولون نفس الكلام"، قالت ميوكو بمرارة، "ثم يكتشفون قيمة دمائنا ويصبحون أسوأ من الذين سبقوهم".
كارين شدت على يد أمها، خائفة من أن تغضب هذا الغريب القوي الذي هزم الحراس بلمح البصر.
لكن كوروتو لم يغضب. بدلاً من ذلك، أدار وجهه نحو كارين وقال: "هل تعرفين لماذا اخترت أن أدخل هذه القرية بالذات الليلة؟"
هزت كارين رأسها خائفة.
"لأنني سمعت صوت قلبك من على بعد أميال"، قال كوروتو، صوته يحمل نبرة غريبة، "سمعت صرخة روحك التي ترفض أن تستسلم للظلام".
ميوكو نظرت إليه بشك، لكن عينيها برقة فجأة عندما تذكرت شيئاً. "انتظر... أنت ذلك الولد... من سنوات مضت..."
تحت العصابة، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه كوروتو. "لقد عرفتيني أخيراً".
كارين نظرت إلى أمها مندهشة. "تعرفينه يا أمي؟"
"قبل سنتين، عندما كنتُ في رحلة خارج القرية"، همست ميوكو، "صادفتُ فتىً مصاباً بجروح مميتة. حاولت علاجه، لكن جروحه كانت... غريبة. لم تستجب لقدرتي الشافية بشكل طبيعي".
"لقد أنقذت حياتي في ذلك اليوم"، قال كوروتو، "مع أنك لم تتمكني من شفائي تماماً".
ميوكو هزت رأسها، عيناها تلمعان بذكريات الماضي. "لكنهم قالوا لي أنك ميت... ".
"الموت مفهوم مرن بالنسبة لأمثالي"، أجاب كوروتو غامضاً.
فجأة، قامت ميوكو بجهد كبير ودفعت كارين خلفها، وضعتها بينها وبين الجدار. "إذا كنتَ على قيد الحياة، فلماذا عدتَ الآن؟ هل جئتَ لابنتي؟ هل تريد استغلال قوتها كما يفعل الجميع؟"
كوروتو لم يحرك ساكناً. "أفهم شكوكك". ثم فجأة، وبحركة سريعة لا يمكن تتبعها، سحب خنجراً صغيراً من طيات ملابسه وطعن نفسه في بطنه بعمق.
صرخت كارين خائفة، بينما كانت ميوكو مندهشة.
لكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما سحب كوروتو الخنجر، وجرحه بدأ يلتئم أمام أعينهمما دون أي استخدام للتشاكرا، بل بشكل طبيعي وسريع بشكل غير مألوف.
"كما ترين"، قال كوروتو بهدوء، "أنا لا أحتاج إلى قوى الشفاء. ما أريده ليس قوة ابنتك، بل إرادتها. أريد شخصاً يمكنه أن يقوى، شخصاً لن يخون، شخصاً سيحمي ظهر زملائه كما سيحمون ظهره حتى الموت. أريد شخصاً كفئاً في الأختام والفنون القتالية".
صمت للحظة ثم أضاف: "لكن هذا ليس قرارك وحدك. هذا قرارها أيضاً. ومع أنك أمها، فسأعطيك الخيار. لكما الإثنين... وفي المقابل، ستتلقين العلاج".
توقفت ميوكو عن التنفس للحظة. "العلاج؟ لكن كل الأطباء قالوا أن حالتي ميؤوس منها".
"أستطيع تحسين حالتك"، قال كوروتو، "لكن لا أضمن أنك ستستعيدين قدراتك كنينجا... ولا أضمن أنك ستعيشين لأكثر من خمس سنوات حتى. طاقة حياتك مستهلكة بالفعل بشكل كبير".
كارين تعلقت بيد أمها. "من فضلك لا تتركيني يا أمي!"
نظرت ميوكو إلى ابنتها، ثم إلى كوروتو، ثم إلى الغرفة البائسة التي عاشت فيها سنوات من المعاناة. عيناها امتلأتا بالدموع عندما تذكرت كيف استغلوا قوتها، كيف عالجت قادة القرية من أمراضهم بينما كانت هي تحتضر، كيف كانوا يأخذون من قوتها حتى كادت تموت.
بعد صمت طويل، همست: "سأرافقها على الأقل حتى أراها ناضجة تكمل سلالتنا مع من ستحب... هذا هدف حياتي الجديد والذي سيمنحني نهاية مناسبة أيضاً".
ابتسم كوروتو لأول مرة بشكل حقيقي. "قرار حكيم".
ثم تحرك نحو الباب وفتحه، ليكشف عن جثتين متنكرتين بزي قطاع طرق. "هذان كانا يتجسسان على القرية. سأجعل موتكما مزيفاً باستخدام جثتيهما".
أخرج كوروتو زجاجة صغيرة من سائل واضح وسكبها على الجثتين. بدأتا تذوبان بسرعة مذهلة، تاركتين فقط بعض الأدلة التي تشير إلى انهما ميوكو وكارين ، وجثثة الحارسين التي ستدل على حدوث مناوشة بينهم .
بعد ذلك، حمل كوروتو ميوكو على ظهره برقة مذهلة بالنسبة لقوته، وأخذ كارين بين ذراعيه. خرجوا من المنزل المتداعي الذي كان شاهداً على سنوات من المعاناة.
وقف كوروتو للحظة خارج المنزل، ثم أخرج كرة صغيرة عبارة عن مجموعة من أوراق التفجير مدموجة ببعض دماء كوروتو و الهاكي وألقى بها نحو المنزل. اندلعت نيران زرقاء غريبة التهمت المبنى بسرعة، تاركةً وراءها رماداً ودخاناً.
"الآن"، قال كوروتو وهو يلتفت نحو الأفق حيث تنتظره مغامرات جديدة، "لنبدأ رحلتنا. عالمكم القديم انتهى، وعالم جديد ينتظركم".
كارين نظرت إلى الأمام بعيون مليئة بالخوف والأمل، بينما أغمضت ميوكو عينيها وهي تشعر بالأمان لأول مرة منذ سنوات. لم يعرفوا ما يخبئه المستقبل، لكنهم عرفوا أن حياتهم لن تكون كما كانت أبداً.
وكما اختفوا في ظلام الليل، كان كوروتو يفكر في الخطوة التالية في خطته الكبرى، وفي كيف أن هذه الأم وابنتها سيكونان جزءاً مهماً من التغيير الذي سيصيب عالم النينجا إلى الأبد.
---------
المؤلف : ما رأيكم أن أبدأ في تنزيل هذه الرواية في Webnovel بالإنجليزية لاكن هنا سيبقا متقدما عنه بعشرة فصول ؟
طاب يومكم بالسرور و السعادة أيها القراء.