الفصل الخامس والعشرون: العودة

كان الظلام دافئًا ورطبًا داخل الكهف المؤقت الذي اختاره كوروتو كمقرٍ مؤقت لمنظمته الناشئة. لم تكن رحلة العودة من قرية العشب المخفية بالسهلة، خاصةً وهو يحمل أمًا تحتضر وابنتها المراهقة الخائفة. لكن سنوات التيه في الغابة والجحيم الذي عاشه جعلت من كوروتو سيدًا في التحرك تحت جنح الظلام، متجنبًا كل العيون، حاملاً أمانته الثمينة.

وضع كوروتو جسد ميوكو أوزوماكي بلطف على فراش من الأعشاب الجافة التي جهزها مسبقًا. كانت أنفاسها ضحلة، والعرق البارد يتصبب منها. كارين تمسكت بيد أمها، عيناها واسعتان مليئتان بمزيج من الرعب والأمل تجاه هذا الغريب الأعمى الذي غير مصيرهما في ليلة واحدة.

"ستكونين بأمان هنا"، قال كوروتو بصوته المحايد، وهو يفحص الأختام التي نصبها حول الكهف. "هذه المنطقة على بعد يومين من كونوها، لكنها معزولة ومحمية بأختام إلهاء وتضليل. لا أحد سيجدكم."

ثم أدار "نظره" نحو كارين. "أنتِ مسؤولة عنها الآن. الأدوية في تلك الحقيبة. أعطهاها بانتظام. وإذا سمعتِ أي صوت... أي شيء... اختبئي فورًا واستخدمي هذه." مد لها كوناي صغيرة محفور عليها رمز غريب.

أخذت كارين الكوناي بيد مرتعشة. "ماذا... ماذا أفعل بها؟"

"كسرها. ستنطلق إشارة تشاكرا سأشعر بها من أي مكان." شرح لها باختصار. لم يكن هناك وقت للتفاصيل.

بعد أن تأكد من أنهما في أمان نسبي، غادر كوروتو الكهف واتجه نحو المخبى السري الرئيسي. كان عليه أن يجمع رجاله.

داخل قاعة التدريب تحت الأرض، كان الجو مشحونًا بالتوتر. إيتاشي وشيسوي وشينسي كانوا حاضرين. ظهور شينسي، بمانجيكيو شارينغان وهالته الكئيبة، كان يضيف بُعدًا غريبًا للاجتماع ، كان حتى إيتاشي الذي ايقظها مؤخرا اهدأ منه .

فجأة، انفتح الباب الحجري الثقيل دون أن يلمسه أحد. وقف كوروتو على العتبة، معطفه الأسود يهبطان على كتفيه، وعصابته البيضاء تبدو أكثر بياضًا في ضوء الشموع الخافت.

"لقد عدت"، قال ببساطة، ومشى إلى وسط الغرفة.

شيسوي كان أول من يتكلم، عيناه تمسحان كوروتو بقلق. "أخبار القرية سيئة. دانزو يلعب لعبة خطيرة. لقد أضعفناه، لكنه لم يُهزم."

"دانزو ليس مشكلتنا الوحيدة"، رد كوروتو وهو يجلس على صخرة مسطحة. "الأعداء يتكاثرون كالفطريات تحت المطر. ولهذا، يجب أن ننمو أسرع."

التفت نحو الباب. "أدخل."

دخلت كارين بخجل، ملابسها البالية تبدو غريبة في هذا المكان. كانت ترتجف قليلاً تحت نظرات الثلاثة الأوتشيها الأقوياء.

"هذه هي كارين أوزوماكي"، قدمها كوروتو. "ستكون تلميذتي الشخصية، وعضوة في المنظمة."

صمت مطبق. حتى إيتاشي الهادئ بدا مندهشًا.

شينسي كان أول من اعترض، صوته أجش من غير المعتاد. "طفلة؟ كوروتو، هذه ليست لعبة. المنظمة ليست مكانًا ليتامى الحرب."

قبل أن يرد كوروتو، تدخلت كارين بصوت هش لكنه حازم. "أنا لست طفلة! أنا... أنا يمكنني أن أكون مفيدة. لديّ دم أوزوماكي. يمكنني... يمكنني الشفاء."

لم يكن كلامها مقنعًا، لكن الإصرار في عينيها كان حقيقيًا.

كوروتو وضع يده على كتفها، وهي قفزة خفيفة. "قوتها الآن ضئيلة، لكن إمكاناتها هائلة. وهي لن تكون 'يتيمة حرب'، بل ستكون سلاحًا مستقبليًا. سأدربها بنفسي."

ثم نظر إلى الجميع. "وهذا يقودني إلى القرار التالي. المنظمة بحاجة إلى المزيد من الأعضاء. أفراد بأمكانيات فريدة، محطمون، يبحثون عن معنى أو عن قوة."

أخرج قنينة زجاجية صغيرة مملوءة بسائل ذهبي لامع – دمه الممزوج بالهاكي. "سأغيب لشهرين. سأذهب لضم عنصرين جديدين: زابوزا موموتشيكي وهاكو من قرية الضباب."

شيسوي قاطع، قلقه واضح. "زابوزا؟ القاتل المجنون؟ هذا خطر غير ضروري، كوروتو. ولماذا وحدك؟"

"لأنه يجب أن أذهب وحدي"، أجاب كوروتو بثقة مطلقة. "زابوزا يحترم القوة فقط. يجب أن أواجهه وحيدًا، وأهزمه وحيدًا، لأكسب احترامه، أو على الأقل خضوعه." ثم أشار إلى القنينة. "هذا الدم... سيبقي ميوكو، أم كارين، على قيد الحياة خلال غيابي. استخدموه فقط في حالة الطوارئ القصوى. قطرة واحدة كل أسبوع. إنه... ثمن باهظ."

لم يشرح أكثر، لكن الجميع فهموا implicitly أن هذا الدم الخاص كان مرتبطًا بألمه وقوته بطريقة ما.

إيتاشي التفت إلى كارين. "وما هو تدريبها خلال هذه الفترة؟"

"أنت ستهتم بها"، قال كوروتو مباشرةً. "علمها الأساسيات: التحكم بالتشاكرا، التخفي، أساسيات الأختام. شيسوي سيدربها على الملاحظة والتجنيد. شينسي... شينسي سيراقب من بعيد." نظرة كوروتو إلى شينسي كانت تحمل تحذيرًا خفيًا. كان يعلم أن الألم الذي يعيشه شينسي قد يجعله غير متسامح.

شينسي لم يعترض، فقط أومأ برأسه، عيناه الحمراوان لا تزالان تنظران إلى الفراغ.

في تلك الليلة، وبينما كان الآخرون يستعدون للمهمات الجديدة، أخذ كوروتو كارين إلى جانب من الكهف.

"التدريب يبدأ الآن"، قال وهو يرمي لها لفافة تدريب. "هذه تمارين أساسية للتحكم بالتشاكرا. أريدك أن تتقنيها قبل عودتي."

كارين التقطت اللفافة بتردد. "لماذا... لماذا تثق بي؟ لماذا كل هذا؟"

نظر كوروتو في اتجاهها، وكأنه يرى شيئًا مافيا بجسدها الفتي. "لأن العالم مليء بزابوزا آخرين، يا كارين. رجال يعتقدون أن القوة هي القوة. ولكي نغير العالم، نحتاج إلى أكثر من قوة عمياء. نحتاج إلى الإرادة. وأنت... لديك الإرادة. رأيتها في عينيك عندما وقفتِ أمام أمك."

ثم أضاف، وصوته ينخفض أكثر. "ولا تخافي من إيتاشي أو شيسوي. هما... مختلفان. قد يبدوان مخيفين ، لكنهما يحملان ألمًا يشبه ألمك ، وشينسي انه فقط بسبب الطريقة التي تيقظ بها المانجيكيو فيحتاج إلى فترة طويلة لتهدئة نفسه."

في صباح اليوم التالي، وقف كوروتو على حافة الغابة، مستعدًا للرحيل. كان يحمل حقيبة صغيرة، وسيفه "تانتو" المعلق على خصره.

إيتاشي اقترب منه. "كن حذرًا. قرية الضباب ليست كما كانت. الأحاديث تقول أن الأمور هناك... مستقرة بشكل غريب."

"كل شيء يتغير، إيتاشي"، رد كوروتو وهو يعدل عصابته. "وهذا بالضبط ما نخوض من أجله. لتغيير ما يجب تغييره." ثم أدار ظهره وبدأ بالمشي. "اعتنوا بالفتاة. وأعطوا ميوكو الدم كما أوصيت."

ومشى مبتعدًا، يترك وراءه منظمة ناشئة، تلميذة جديدة خائفة، ووعودًا بمستقبل دموي. الرحلة إلى قرية الضباب كانت مجرد خطوة أخرى في لعبة الشطرنج الكبرى التي كان يلعبها، وهو يعلم أن كل حركة قد تكلفه – وتكلفهم – أكثر مما يتخيلون.

كانت الرياح تحمل نذير شتاء قاسٍ، وكوروتو يمشي وحيدًا مرة أخرى، لكن هذه المرة، كان يحمل معه أملًا غريبًا... وألمًا أكثر غرابة.

-------------

المؤلف : اسف يقراء سيتغير موعد تنزيل الفصول سيكون كالأتي :

الإثنين - الأربعاء - الجمعة - الأحد .

يعني في دراسة و أشياء حياتية أخرى، لاكن اعدكم أن التنزيل لن ينقطع.

ولا تنسو متابعتي على باتريون ، بمزح بمزح ماعنديش اصلا .

طاب يومكم بالسرور و السعادة أيها القراء الأعزاء.

2025/09/21 · 40 مشاهدة · 953 كلمة
راكاشا
نادي الروايات - 2025