الفصل السادس والعشرون: في أرض الأمواج المُضلِّلة

انطلقت قدمَا كوروتو الثابتتان عبر الطرق الوعرة التي تفصل بين بلد النار وأرض الأمواج. كانت الرحلة طويلة ومملة، تطارد فيها ظلال ذكريات مشوّشة. كان يتذكر أن زابوزا موموتشيكي كان مرتبطًا بقرية الضباب الدموية، بماضيها المظلم وحكامها الطغاة. لكن ذاكرته، الممزقة بين حياتين، كانت مثل ضباب كثيف يحجب التفاصيل الدقيقة. كل ما استطاع استحضاره كان صورة لمكان غارق في الرطوبة والعنف، يحكمه "الميزوكاجي" السابق الذي كان دمية في يد الأكاتسوكي أو قوى شريرة أخرى. لكن هل كان هذا هو الواقع الآن؟

بعد أسابيع من السفر، وصل أخيرًا إلى حدود أرض الأمواج. لكن ما رأه – أو ما "شعر" به – لم يتطابق إطلاقًا مع الصورة في ذهنه.

لم تكن قرية الضباب التي وقف على مشارفها غارقة في الظلم أو مشبعة برائحة الدم. بدلاً من ذلك، "شعر" بهاكي كوروتو بهالة مختلفة تمامًا. لم تكن هالة السلام الكامل، بل كانت هالة... الاستقرار. الاستقرار المزعج الذي يخفي تحته طبقات من التعقيد، لكنه لم يكن الفوضى الدموية التي توقعها.

دخل القرية متخفيًا، متسللاً كظل بين الزقاق المظلمة والمباني الرطبة. حواسه المشحونة بالهاكي كانت تمتص كل شيء: همسات البحارة في الموانئ، حديث التجار في الأسواق، وحتى همسات النينجا المختبئين في الأماكن العالية. وكانت المفاجأة الأولى.

"الميزوكاجي هي السيدة تيرومي مِي الآن"، همس تاجر عجوز لزميله، وكأنه يشارك سرًا خطيرًا. "قمعت التمرد الأخير بيد من حديد، لكنها تفتح القرية للتجارة. الأمور أفضل مما كانت عليه."

كوروتو تجمد في مكانه. تيرومي مِي؟ الاسم كان مألوفًا، لكن في ذاكرته، كانت شخصية ثانوية، لم تصل إلى السلطة بهذه السهولة أو بهذا الاستقرار.

ثم جاءت الصدمة الأكبر. استمع إلى همسات أخرى، أكثر خفوتًا، تتحدث عن "الميزوكاجي السابق". لم يكن الاسم الذي توقعه. لم يسمع مرة واحدة اسم الحاكم الطاغية الذي كان يتذكره. بدلاً من ذلك، كانت القصة مختلفة تمامًا.

"الميزوكاجي السابق... لقد تنحى طواعية؟" همس كوروتو لنفسه وهو يتكئ على جدار رطب في زقاق مظلم. "وتُركت القرية في حالة من الفوضى القصوى حتى استطاعت تيرومي مي السيطرة عليها؟ هذا... ليس ما أتذكره."

التساؤلات كانت تدور في رأسه كالإعصار. أين هو الطاغية؟ أين هي الفوضى المنظمة؟ أين هي السيطرة الخفية للأكاتسوكي؟ كل شيء كان مختلفًا.

ثم سمع الاسم الذي كان يبحث عنه. "زابوزا".

"آه، ذلك المجنون!" ضحك أحد الحراس وهو يتحدث لزميله. "حاول التمرد على الميزوكاجي السابق قبل سنوات، بعد أن شعر بالضعف في النظام. لكن تم سحقه. لم يكن تمرده بشاعة أو منظمة كالتمردات السابقة. هُزم وهرب من القرية. لم يسمع عنه أحد منذ ذلك الحين."

كوروتو شعر بموجة من الإحباط والسخرية القاسية تتلاعب به. هاهاهاها! يا لقدرٍ ساخر! حتى بعد كل هذه التغيرات، لم يتغير مصير زابوزا. لا يزال الفاشل الهارب. كان مصير الرجل محتومًا، ليس بالموت، بل بالفشل والنسيان.

لكن هذا لم يكن كل شيء. بينما كان يستمع، التقطت أذنه الحادة كلمة أخرى. "قتل عشيرة الجليد".

"نعم، لقد بدأ قبل ثلاثة أشهر"، همس راوٍ في حانة مظلمة. "مأساة رهيبة. الأب يقتل الأم بعد أن اكتشف أنها من عشيرة الجليد يوتون، ثم الابن... هاكو... يقتل الأب هربًا. فتى صغير... مصيره مجهول."

كوروتو أغلق عينيه المجوفتين تحت العصبة. المشهد كان مألوفًا، جزء من تاريخ هاكو المأساوي. ولكن توقيته مختلف. في ذاكرته، حدث هذا منذ سنوات، مما أعطى زابوزا الوقت لاحتواء هاكو وتدريبه. هنا، الحدث كان حديثًا. هاكو كان لا يزال طفلاً مشردًا للتو، وزابوزا كان هاربًا لفترة أطول.

لم يعد الأمر مجرد بحث عن حليفين محتملين. أصبح الأمر لغزًا وجوديًا. لماذا اختلف كل شيء؟ تيرومي مِي في السلطة مبكرًا؟ نظام مختلف؟ زابوزا هارب ومنسي؟ هاكو طفل مشرد حديثًا؟

وقف في الظل، وعقله يحلل كل الاحتمالات. هل كان السبب هو نفسه؟ هل لأن "سيبو" – البيجو ذو الذيول الثلاثة الذي كان يتذكره من حياته الأخرى – لم يهاجم كونوها؟ هل لأن "سيبو" انتقل إلى عالم "ون بيس" كما تذكر في نوبات صداعه؟ هل كان هذا العالم مختلفًا في أساسه؟

الأمر كان أشبه بالوقوف على حافة بحر من الضباب، حيث كل خطوة قد تؤدي إلى حقيقة مجهولة أو هوة سحيقة. لكن كوروتو لم يكن ليرتدع. الألغاز كانت وقوده. التحدي كان هواءه.

قرر البقاء. كان عليه أن يفهم عمق هذا التغير قبل أن يخطو خطوة أخرى. تنكر في هيئة بائع أعمى متجول، يبيع أعشابًا طبية بسيطة وأوانيَ فخارية. كانت الشخصية المثالية للاستماع دون أن يُلاحظ. عصابته على عينيه كانت تثير الشفقة، وهدوءه المطبق كان يبدو كاستسلام للعمى، لا كقناع لقوة هائلة.

وبكل صبر، بدأ الأسبوع الأكثر إملالاً والأكثر أهمية في رحلته: أسبوع المراقبة والانتظار، ليغوص في ضباب الماضي المضطرب لهذا العالم، ويبحث عن خيط يقوده إلى زابوزا وهاكو... وإلى الحقيقة.

-----------

بعرف الفصل كثير قصير لاكني بنظم أفكاري عشان اصنع أفضل أحداث وأشياء مهمة مأبغاش يكون في تقليد أو اشياء واحداث متوقعة مثل باقي روايات fanfic . بشوفكم بعد غذا بالفصل 27.

اتمنى لكم يوما مليء بالسرور و السعادة أيها القراء.

كما أنني سعيد بمنسابة وصولنا إلى ترتيب رقم 6 بالروايات الصاعدة و اكملنا 1000 مشاهدة و كل هذا بأول 20 يوم كمؤلف 🥳🥳 ، هذا إنجاز فريد بالنسبة لي أريد شكرا كل شخص نصحني أو حتى قال لي استمر .ودائما ما أقول أنني مرحب جميع الإنتقادات أو النصائح لان هذا ما يجعلني اتطور و أصبح أقدم فصول بافضل جودة كتابيا 😉 .

2025/09/22 · 39 مشاهدة · 816 كلمة
راكاشا
نادي الروايات - 2025