الفصل الثاني: الوداع والوعد
بعد ساعات، مرت على كوروتو كالدهر، كان يسير خارج مجمع الهيوغا للمرة الأخيرة. تم تضميد جراحه بطريقة بدائية، فقط لإيقاف النزيف ومنعه من الموت. كان كتفه الأيسر ملفوفًا بضمادات سميكة، وعصابة بيضاء تغطي الحفرتين الفارغتين في وجهه. لقد أصبح يشبه شبحًا يسير على قدمين.
لقد وافق الشيوخ. لم يكن لديهم خيار آخر. نص الاتفاق على أنه سيغادر القرية في تلك الليلة كخائن هارب، وسيتم إعلان وفاته رسميًا بعد فترة. "جثته" (جثة مزيفة)، ويده المقطوعة، وعيناه المدمرتان، ستُسلم إلى كوموغاكوري كدليل على "عدالة" كونوها. ونيجي، سيعيش حرًا.
قبل أن يغادر، توجه بخطوات ثابتة نحو غرفة أخيه الصغير. دفع الباب بهدوء. كانت الغرفة مظلمة، لكن كوروتو لم يعد بحاجة إلى الضوء. بحواسه الخارقة التي جلبها معه من حياته الثانية، شعر بذلك الجسد الصغير النائم في فراشه.
نيجي، ذو الخمس سنوات، استيقظ على صوت الباب. رأى أخاه الأكبر يقف في العتمة، ولم يفهم في البداية ما يحدث. "أ... أخي؟"
اقترب كوروتو ببطء حتى لا يخيفه، وجلس على حافة السرير. عندها فقط رأى نيجي بوضوح. رأى الضمادات التي تغطي عيني أخيه وكتفه، وشم رائحة الدم الخفيفة التي كانت لا تزال تفوح منه. بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه الصغير.
"أخي كوروتو... عيناك... ماذا حدث لك؟" كان صوت نيجي يرتجف.
مد كوروتو يده اليمنى، الوحيدة المتبقية له، ومسح بها على شعر نيجي الطويل والناعم. "لا تخف يا نيجي. كل شيء على ما يرام."
"ولكن... أنت مغطى بالدم!"
ابتسم كوروتو ابتسامة حزينة. "سأسافر إلى مكان بعيد جدًا. لكن قبل أن أرحل، أردت أن أعدك بشيء." اقترب منه وهمس في أذنه: "تلك العلامة الخضراء على جبهة أبي... لن تكون على جبهتك أبدًا. هل تفهم؟ لن تكون طائرًا في قفص. ستكون حرًا."
لم يفهم نيجي الصغير المعنى الكامل لكلماته، لكنه شعر بثقلها. امتلأت عيناه بالدموع وعانق أخاه من خصره، محاولًا ألا يلمس يده المصابة. "لا تذهب! ابق معي!"
عانقه كوروتو بيده الوحيدة بقوة لمدة دقيقة كاملة. "لا أستطيع... ولكن عليك أن تعدني. ستصبح قويًا. ستتدرب أكثر من أي شخص آخر. ستُريهم القوة الحقيقية للفرع الثانوي. ستُريهم معنى الحرية. عِدني يا نيجي."
نيجي، وسط بكائه، أومأ برأسه موافقًا.
ابتعد كوروتو عنه ببطء، ووقف. "تذكر دائمًا... فعلت هذا من أجلك. عش حرًا."
كانت هذه آخر كلماته. استدار وغادر الغرفة، تاركًا خلفه أخاه الصغير غارقًا في دموعه وحيرته، ووعدًا سيظل محفورًا في روحه طوال حياته.
في طريقه نحو البوابة الشمالية للقرية، البوابة التي عادة ما يخرج منها الهاربون والمجرمون، شعر بهالتين من التشاكرا تقتربان منه. رغم أن البياكوغان قد رحلت، إلا أنه لم يكن بحاجة إليها. حياته الثانية في عالم ون بيس، رغم أنه لم يتذكر منها سوى لقطات متقطعة من تدريبات جهنمية، تركته بحاسة أخرى أقوى ألف مرة: الهاكي.
كان يشعر بوجود الناس، بمشاعرهم، وبنواياهم. وهذان القادمان، لم تكن لديهما نوايا سيئة.
من بين الظلال، خرج شخصان. أحدهما معروف بسرعته الخارقة، شيسوي أوتشيها. والآخر معروف بهدوئه وعبقريته، إيتاشي أوتشيها. كانا في نفس عمر كوروتو تقريبًا، ويُعتبران من ألمع المواهب في القرية.
كان شيسوي أول من تحدث، والصدمة مرتسمة بوضوح على وجهه. "كوروتو؟ هل... هل هذا صحيح؟"
بقي إيتاشي صامتًا، لكن عينيه الشارينغان كانت مفعلة، تمسح جسد كوروتو المبتور، محاولة فهم هذا الجنون الذي حدث.
"نظر" كوروتو في اتجاههما، أو بالأحرى، وجه رأسه نحوهما. "أوتشيها شيسوي... أوتشيها إيتاشي. هل أتيتما لتوديعي؟"
تحدث إيتاشي بهدوء: "أتينا لنفهم. لماذا؟"
ضحك كوروتو ضحكة خفيفة ومريرة. "لماذا؟ لأن هذه القرية، وهذه العشائر، تشبه قفصًا جميلًا من الخارج، لكنه من الداخل مليء بالصدأ والسلاسل. أنا فقط حطمت قفصي قبل أن يُغلق علي."
حدق في إيتاشي، وكأنه يرى روحه. "إيتاشي، أنت ذكي. أنت ترى ما لا يراه الآخرون. فخر عشيرة الأوتشيها... هو سيف ذو حدين. قد يحميكم، وقد يقتلكم."
ضيق إيتاشي عينيه. كان هذا الكلام خطيرًا.
أكمل كوروتو، وكأنه يزرع بذور الشك في عقليهما. "سأرحل الآن. ولكن هذه ليست النهاية. هناك خطة أكبر تُحاك خلف الستار، وأنا مجرد بيدق فيها. يومًا ما، قد تفهمان. يومًا ما، قد تحتاجان إلى الاختيار بين العشيرة والقرية. وفي ذلك الوقت، تذكرا كلامي. أحيانًا، لإنقاذ كل شيء، يجب أن تضحي بجزء... أو أن تكون مستعدًا لتدمير كل شيء."
لم يضف كلمة أخرى. تجاوزهما وأكمل طريقه نحو بوابة القرية. بقي شيسوي وإيتاشي واقفين في مكانهما، يراقبان ظله وهو يتضاءل حتى اختفى في ظلمة الغابة.
كانت كلماته غامضة كلغز. لم يفهماها في تلك اللحظة، لكنها ستظل محفورة في عقل إيتاشي لسنوات طويلة، كنذير شؤم.
خرج كوروتو من كونوها، أعمى، بيد واحدة، وبقلب أبرد من الجليد. العالم في الخارج كان ينتظره. وهو، كانت لديه خطط. خطط أكبر من الهيوغا، وأكبر من كونوها، بل وأكبر من عالم النينجا نفسه. وفي عمق روحه، كان لا يزال يشعر بذلك الصداع الخفيف، ذلك الصوت الذي يناديه من بعيد، من زاوية معاكسة للكون. صوت الجزء الآخر منه الذي لا يزال ضائعًا. الرحلة قد بدأت للتو.