الفصل الخامس: سيمفونية البرق والفولاذ

مر نصل كوروتو الأسود عبر رقبة يومي كهمس في الريح.

لم يكن هناك صراع، لم يكن هناك حتى صوت مكتوم. فقط نظرة الرعب الأبدي التي تجمدت في عينيها قبل أن يفصل رأسها عن جسدها.

سقط الجسد بلا رأس على الغصن للحظة قبل أن يترنح ويهوي نحو أرضية الغابة، بينما أمسك كوروتو بالرأس المتدلي من شعره الطويل بيده اليمنى، مانعًا إياه من السقوط وإحداث ضجة.

رمى الرأس بعيدًا في عمق الشجيرات، ثم قفز بخفة عائداً إلى الظلال، تاركًا الجثة تسقط وتحدث صوت ارتطام مكتوم. "ما هذا الصوت؟" صرخ رايكو، مستديرًا نحو مصدر الصوت. "يومي!" صاح إينابا، وبدأ هو وإينازوما بالركض نحو الشجرة. عندما وصلوا، تجمدوا في مكانهم. مشهد جثة رفيقتهم بلا رأس، والدم يصبغ أوراق الشجر المتساقطة باللون الأحمر، كان كافيًا لتجميد الدم في عروقهم. "إنه هنا!" زمجر رايكو، والغضب يتفجر في عينيه. "اخرج أيها الجبان! واجهني!" من بين الظلال، خرج كوروتو بهدوء. وقف على بعد أمتار منهم، يده اليمنى ترتاح على مقبض سيفه، والرياح تداعب شعره الأسود.

مظهره الهادئ والمشوه كان أكثر إثارة للرعب من أي وحش. "أنا لست جبانًا،" قال كوروتو بصوت بارد وهادئ. "أنا مجرد صياد يختار أرض معركته." لم يحتج رايكو لأكثر من ذلك. اندفع نحوه كالطوربيد، قبضته مغلفة بتشاكرا البرق. "سأمزقك!" لكن كوروتو لم يكن هناك. بالهاكي، "رأى" الهجوم قبل أن يبدأ.

تحرك جانبًا برشاقة، تاركًا قبضة رايكو تدمر الأرض في المكان الذي كان يقف فيه. وفي نفس اللحظة، تحرك التوأم. "عاصفة البرق المزدوجة!" أطلق إينابا وإينازوما خيطين من البرق الأزرق النقي من أيديهما، تقاطعا في طريقهما نحو كوروتو. كان الهجوم سريعًا ومنسقًا، شبه مستحيل تفاديه.

لكن كوروتو لم يحاول تفاديه بالكامل. أمال جسده إلى الوراء بزاوية مستحيلة، متفاديًا الخيط الأول الذي أحرق الهواء فوق صدره. أما الخيط الثاني، فقد عرف أنه سيصيبه. في جزء من الثانية، ركز هاكي التصلب في كتفه الأيمن.

اصطدم البرق به. كان الألم حارقًا، وكأن ألف إبرة ملتهبة اخترقت لحمه. تشنج جسده من الصدمة الكهربائية، لكن الدرع غير المرئي من الهاكي امتص معظم الضرر، وحال دون إصابته بالشلل. "كيف...؟!" شهق إينازوما بصدمة. "لقد أصابته مباشرة! كان يجب أن يسقط!"

لم يمنحهم كوروتو فرصة للتفكير. تجاهل الألم المبرح في كتفه، واندفع نحو التوأم. كان هدفه واضحًا: تفريقهم. "أحمق!" صرخ رايكو وهو يندفع خلفه. "تعتقد أنك تستطيع مواجهتهم معًا؟"

لكن كوروتو لم يكن يهاجمهم معًا. اندفع مباشرة نحو إينازوما، الأخ. فوجئ إينازوما بالهجوم المباشر. حاول إطلاق تيار برق آخر، لكن كوروتو كان أسرع. انزلق على الأرض، متفاديًا الهجوم، ووجه ركلة قوية مدعومة بالهاكي إلى ركبة إينازوما.

سُمع صوت طقطقة عظام مروعة. صرخ إينازوما من الألم وسقط على ركبة واحدة، ساقه اليمنى مكسورة بشكل بشع. "إينازوما!" صرخت إينابا، وللحظة، تشتت انتباهها عن المعركة. كانت تلك هي اللحظة التي استغلها كوروتو.

استدار بسرعة، وتجاهل رايكو الذي كان على وشك الوصول إليه، ووجه كل قوته في ضربة سيف أفقية نحو إينابا. استعادت إينابا تركيزها في آخر لحظة وصدت الهجوم بالكوناي خاصتها، لكن قوة الضربة المدعومة بالهاكي كانت هائلة.

تطاير الشرر، وتراجعت إينابا عدة خطوات إلى الوراء، ذراعها ترتجف. لكن هذا أعطى رايكو الوقت الكافي. "لقد حصلت عليك!" وصلت قبضة رايكو المدمرة، المغلفة بالبرق، إلى هدفها.

ضربت كوروتو مباشرة في صدره. هذه المرة، لم يكن هناك وقت لتركيز الهاكي بشكل كامل. شعر كوروتو بأضلاعه تتكسر، وبصق الدم من فمه. تطاير جسده في الهواء كدمية بالية وارتطم بشجرة بقوة عنيفة، ثم سقط على الأرض بلا حراك.

وقف رايكو فوقه، يتنفس بصعوبة، والغضب والانتصار يمتزجان في عينيه. "هذه نهاية كل من يعبث مع كوموغاكوري." اقتربت إينابا وهي تعرج، تنظر إلى أخيها الذي كان يتألم على الأرض، ثم إلى كوروتو. "هل... هل مات؟" انحنى رايكو ليفحص نبضه. "لا يهم. حتى لو كان حيًا، لن ينجو من هذه الإصابات."

وفجأة، وفي تلك اللحظة التي ظنوا فيها أن كل شيء قد انتهى، تحركت يد كوروتو اليمنى بحركة شبه مستحيلة. سحب كوناي من جيبه، وبآخر ما تبقى من قوته، رماها بدقة قاتلة نحو وجه رايكو. كان رد فعل رايكو سريعًا. أمال رأسه، لكن الكوناي لم تكن تستهدف وجهه. كانت تستهدف عنقه. تمكن من تفادي ضربة قاتلة، لكن النصل الحاد جرحه بعمق في كتفه، قريبًا جدًا من الشريان. زمجر رايكو من الألم والمفاجأة، وتراجع خطوة إلى الوراء، يده تضغط على الجرح الذي بدأ ينزف بغزارة. "هذا الوغد..." قال بصوت متحشرج. "حتى وهو على حافة الموت..." نظر إلى إينابا، ثم إلى إينازوما الذي كان بالكاد واعيًا.

لقد خسروا اثنين، وأصيب اثنان آخران. المهمة كانت فاشلة. "لننسحب!" أمر رايكو بصوت حاسم. "خذي أخاك. سنخبر القرية أن الهدف قد تم القضاء عليه." أومأت إينابا برأسها، والدموع تنهمر من عينيها. حملت أخاها المصاب، ونظر رايكو نظرة أخيرة مليئة بالكراهية إلى جسد كوروتو "الهامد"، قبل أن يختفيا بين الأشجار، تاركين خلفهم ساحة معركة صامتة، ورائحة الدم والأوزون تملأ الهواء

-------------

المؤلف: حسيت ان الفصل 4 قصير لهذا ضفت معاه الفصل الخامس.

2025/09/03 · 92 مشاهدة · 757 كلمة
راكاشا
نادي الروايات - 2025