الفصل السادس: أصداء شظايا الروح الممزقة

مرت ساعات. تحولت شمس الظهيرة إلى ظلال طويلة، ثم حل الظلام الكامل. الغابة التي كانت مسرحًا لمعركة عنيفة عادت إلى سكونها الطبيعي، وكأن شيئًا لم يكن.

لكن شيئًا ما كان.

فتحت عينان غير موجودتين. أو بالأحرى، استيقظ وعي في جسد محطم.

أول ما شعر به كوروتو كان الألم. لم يكن ألمًا عاديًا، بل كان محيطًا من العذاب النقي. كل عصب في جسده كان يصرخ. أضلاعه المكسورة كانت تخترق رئتيه مع كل نفس ضحل، وكتفه المحروق كان ينبض بألم حارق، وجسده كله كان مزيجًا من الكدمات والجروح.

حاول التحرك، لكنه أطلق أنينًا مكتومًا. استغرق الأمر ما بدا وكأنه دهر ليتمكن من التقلب على بطنه. اتكأ على سيفه، مستخدمًا إياه كعكاز، ودفع نفسه ببطء إلى وضعية الجلوس. كان الدم الجاف يغطي وجهه وجسده، ورأسه يدور.

مد يده اليمنى إلى صدره. شعر بحافة حادة لعظمة مكسورة تحت جلده مباشرة.

ابتسامة باهتة ودموية ارتسمت على شفتيه. "نجحت..." همس بصوت مبحوح. "قتلت اثنين... وأصبت اثنين. لقد اعتقدوا أنني مت."

كان هذا الانتصار مريرًا. لقد دفع ثمنه غاليًا. نظر إلى جسده. الندوب والجروح ستشفى مع الوقت، لكنه شعر بندبة جديدة، ندبة نفسية أعمق. لقد قتل مرة أخرى، ليس دفاعًا عن شخص ما، بل من أجل بقائه. شبح الغابة قد تذوق الدم، وبدأ يعجبه.

(صراحة، هاد الولد خاصو يمشي عند شي طبيب نفسي. ولكن ف عالم ناروتو، الطبيب النفسي الوحيد هو الألم)

الإرهاق والألم كانا أكبر من أن يتحملهما. انهار جسده مرة أخرى، وغطس وعيه في بئر من الظلام.

لكن هذا الظلام لم يكن فارغًا.

وجد نفسه يقف في مكان غريب. سماء حمراء كالدم، وأرض سوداء متصدعة. كان يقف على قمة جبل من الجثث، جثث جنود يرتدون زيًا لم يره من قبل، زي حكومة العالم. في يده، لم يكن سيفه القصير، بل كان سيف "أوداتشي" طويل وضخم، نصله أسود كالفحم، وتنبعث منه هالة بنفسجية شريرة.

"لقد فعلتها مرة أخرى، ناوي-تشان!"

سمع نفسه يتحدث إلى السيف، بصوت بدا مألوفًا وغريبًا في نفس الوقت. "ناوي-تشان"؟ اسم فتاة لسيف شيطاني؟ لم يكن هناك منطق.

"كوروتو-ساما!"

التفت نحو الصوت. رجل ذو شعر أخضر طويل ووشم غريب على وجهه كان ينظر إليه بإعجاب. "لقد قضيت على الكتيبة السابعة بأكملها بمفردك! أنت حقًا منجل الثوار!"

"منجل الثوار"؟

قبل أن يستوعب كوروتو ما يحدث، اهتزت الأرض. ومن خلف الرجل ذي الشعر الأخضر، ظهر وحش هائل. مخلوق يشبه سلحفاة عملاقة بثلاث ذيول ضخمة، وقوقعة مليئة بالأشواك. الوحش ذو الثلاثة ذيول... إيسوبو.

لكن... ما الذي يفعله بيجو من عالم ناروتو في ذكرى من عالم ون بيس؟ كان عقله يتشقق تحت وطأة هذا التناقض المستحيل.

الصداع الذي كان يلازمه دائمًا انفجر في رأسه بألم لا يطاق. وكأن روحه تتمزق.

...

استيقظ فجأة، يلهث بحثًا عن الهواء. كان لا يزال في نفس المكان في الغابة، لكن شيئًا ما قد تغير.

الألم... اختفى.

جلس بسرعة، متجاهلاً الاحتجاج الخافت من عضلاته. تحسس صدره. الأضلاع المكسورة... لم تعد مكسورة. كانت سليمة تمامًا. نظر إلى كتفه، مكان حرق البرق. لم يكن هناك سوى جلد وردي جديد. الجروح، الكدمات، كلها اختفت.

تفاجأ كوروتو. هل كان كل ذلك مجرد حلم؟ لا، لقد كان حقيقيًا جدًا. أمسك بسيفه. الدم الجاف عليه كان دليلاً. ملابسه الممزقة والمخضبة بالدم كانت دليلاً.

إذن، كيف؟

ركز حواسه على جسده. شعر بطاقة غريبة، طاقة حيوية تتدفق في خلاياه، تصلح التلف بسرعة غير طبيعية. تجدد. لقد اكتسب قدرة على التجدد.

لكن كيف؟ هل كانت تلك الذكرى هي السبب؟ ذلك السيف؟ ذلك البيجو؟ الأسئلة كانت تدور في رأسه بلا إجابات.

ثم شعر بشيء آخر. شرارة خافتة في أعماق روحه، شيء كان نائمًا وبدأ يستيقظ للتو. لم تكن تشاكرا، ولم تكن هاكي تنبؤ أو تصلب. كانت هالة من الإرادة النقية، هالة ملكية. الهاكي الملكي

كانت ضعيفة جدًا، مجرد بصيص. لكنها كانت موجودة. حاول تركيزها، وشعر بضغط خفيف ينتشر منه. فأر كان يختبئ في شجيرة قريبة سقط فاقدًا للوعي فجأة.

إذن هذا صحيح. تجدد، وهاكي ملكي. لقد تغير شيء جوهري فيه في تلك الليلة.

لكن هذا التجدد لم يكن نعمة خالصة. بينما كان يتأمل، شعر بوخز حاد في مكان جرح الكوناي على كتف رايكو. بدا وكأن الألم يعود، لكنه كان أشد بخمس مرات. استمر لبضع ثوان ثم اختفى. أدرك الحقيقة المروعة: جسده يشفى بسرعة، لكنه يسجل "صدى" الألم، ويعيد تشغيله بشكل مضاعف من وقت لآخر.

والصداع... ذلك الصداع الروحي اللعين، أصبح أقوى، أكثر إلحاحًا. وكأن ذلك الجزء المفقود من روحه أصبح ينادي بصوت أعلى بعد أن رأى تلك الذكرى المستحيلة. النوم سيصبح ترفًا نادرًا الآن.

وقف كوروتو على قدميه، ينظر إلى قمر الليل. لقد نجا. بل وأصبح أقوى. لكنه أصبح أيضًا أكثر انكسارًا من الداخل.

لقد مرت ستة أشهر منذ أن غادر كونوها. العالم الخارجي قاسٍ وخطير. لكنه تعلم، وتأقلم.

"إيتاشي... شيسوي..." همس في الريح.

لقد تركهم ليواجهوا مشكلة تمرد الأوتشيها وحدهم. هو ليس بطلاً، وليس من واجبه إنقاذهم. لكنهم كانوا أصدقاءه الوحيدين تقريبًا في تلك القرية. وهو مدين لهم.

"عام وأربعة أشهر..." حسب في عقله. "عندما أبلغ الثالثة عشرة... سأكون قد أتقنت هذه القوى الجديدة. سأكون قد أصبحت أقوى."

اتخذ قراره في تلك الليلة، تحت ضوء القمر الشاهد على موته وولادته الجديدة.

"سأعود. ليس ككوروتو هيوغا، بل كشبح. وسأساعدهم على إنهاء هذا التمرد بطريقتي الخاصة."

نظر إلى الأفق في اتجاه كونوها. رحلته للنجاة قد انتهت. الآن، ستبدأ رحلته للعودة إلى الجحيم.

2025/09/05 · 92 مشاهدة · 824 كلمة
راكاشا
نادي الروايات - 2025