الفصل 9 : لقاء صديق قديم
عندما أصبحت حدود كونوها قريبة، تغير إيقاع حركته. لم يعد مجرد مسافر، بل أصبح دخيلًا. كل شبر من الأرض هنا كان تحت المراقبة. تسلل كوروتو ليس كنينجا يتجنب الفخاخ، بل كفكرة تتسرب إلى العقل. لم يكن يختبئ خلف الأشجار، بل كان يسير في البقعة العمياء التي تخلقها دورة الحراس الطبيعية. كان يشعر بملل الحارس الأول، وبقلق الثاني الذي يفكر في عائلته، وبتركيز الثالث الذي يأخذ واجبه على محمل الجد. كان يتجاوزهم كأنه غير موجود، لأن وجوده لم يخطر على بالهم أصلًا. لقد أصبح خبيرًا ليس فقط في التخفي الجسدي، بل في التخفي عن الوعي نفسه. شعر بقلب القرية ينبض من بعيد، ذلك المزيج الهائل من آلاف الهالات البشرية، شعورٌ غريبٌ بالانتماء والنفور في آن واحد. هذا المكان كان منزله يومًا ما، والآن هو مجرد مسرح لخطته القادمة.
وصل إلى وادي النهاية قبل الموعد بساعتين. لم تكن مفاجأة، فالحذر والدقة أصبحا جزءًا من طبيعته. وقف على رأس تمثال مادارا أوتشيها، تاركًا الرياح الباردة تداعب معطفه الأسود. تحته، كان الشلال يزمجر بقوة أبدية، والتمثالان الحجريان الضخمان يحدقان في بعضهما البعض عبر الزمن، شاهدين صامتين على صداقة تحولت إلى عداوة أسطورية.
"لماذا يبني البشر تماثيل لأعظم معاركهم؟" تساءل بيكو في عقله.
"لأنهم يخشون النسيان،" أجاب كوروتو بهدوء. "ينحتون تاريخهم في الحجر حتى لا يضطروا إلى حمله في قلوبهم. لكن الحجر يتآكل، والقلوب لا تنسى أبدًا."
بعد ساعتين من التأمل الصامت، شعر به. هالة تشاكرا قوية، حذرة، ومألوفة. لقد وصل إيتاشي. نزل كوروتو من التمثال برشاقة، ووقف في منتصف النهر الضحل، في نفس المكان الذي وقف فيه الأسطورتان من قبله. ظهر ظل إيتاشي من بين الأشجار، كان يرتدي زي الأنبو الخاص بكونوها، وقناعه الخزفي الأبيض يحدق فيه بلا تعابير.
بقي الاثنان صامتين لبرهة، يدرس كل منهما الآخر. ثم، رفع كوروتو يده اليمنى وقرع بقبضته على صدره مرتين، ثم ثبتها على قلبه . كان هذا هو السلام السري الذي ابتكراه في طفولتهما، ويعني " كرس قلبك " ، حسنا لقد رأه في احد المانجات في حياته الأولى و قد كان معجبا بهذا السلام لأنه يذكره بأهمية الوفاء .
ببطء، رفع إيتاشي يده وكرر نفس الحركة. ثم أزال قناعه، وكشف عن وجهه الهادئ الذي بدت عليه علامات الإرهاق والحكمة المبكرة. ارتسمت على شفتيه ابتسامة دافئة وصادقة، ابتسامة نادرة لم يرها كوروتو منذ وقت طويل.
"مرحبًا بعودتك مرة أخرى، أيها الشبح الميت كوروتو."
"لقد تغيرت،" قال إيتاشي وهو يقترب، عيناه الشارينغان المفعلتين تدرسان وجه كوروتو، الندبة الخفيفة التي تبدأ من تحت ذقنه، والبرود الذي استقر في مكان عينيه المفقودتين.
"الوقت يغير الناس، إيتاشي،" أجاب كوروتو، صوته أعمق وأكثر هدوءًا من ذي قبل. "أخبرني، كيف حال أخي الصغير؟"
"نيجي بخير،" طمأنه إيتاشي على الفور، عالمًا أن هذا هو السؤال الأهم. "إنه عبقري كما توقعت. الأفضل في دفعته. وهو حر، كوروتو. الشيوخ التزموا بوعدهم. "يعيش بلا ختم."
أومأ كوروتو برأسه ببطء، وشعر بعبء صغير يُرفع عن كتفيه. "جيد. والآن، أخبرني عن عشيرتك. رائحة التمرد تفوح منها حتى إلى هنا."
تنهد إيتاشي. "الأمر أسوأ مما تتخيل. والدي فقد السيطرة على المتطرفين في العشيرة. إنهم يخططون لانقلاب. والقرية، بقيادة دانزو، لن تتساهل. لقد وضعوني في موقف مستحيل: إما أن أقف مع عشيرتي وأرى الحرب الأهلية تدمر كونوها، أو أقف مع القرية وأشاهد عشيرتي تُباد. لم يعد هناك وقت."
صمت كوروتو للحظة، يستوعب خطورة الموقف . لقد كان مثل نا يتذكره رغم أنه لم يتذكر ذلك بالتفاصيل ، ثم نظر في اتجاه إيتاشي ، وكأنه يرى أفكاره.
"هل أخبرتما القرية أن شيسوي قد أيقظها؟"
تجمد إيتاشي في مكانه. اتسعت عيناه بصدمة حقيقية. هذا السر... لم يكن يعرفه أحد على الإطلاق خارج هو وشيسوي. حقيقة أن شيسوي أوتشيها قد أيقظ المانجيكيو شارينغان بعد موت صديقه المقرب، كان هو ورقتهم الرابحة الأخيرة، خطتهم لاستخدام تقنية " كوتواماتسوكامي" (أكره اسماء هذه التقنيات إنها معقدة ) الأسطورية على والده وإيقاف الانقلاب. كانوا يخططون لإخبار الهوكاجي الثالث في غضون عشرة أيام.
" كيف... كيف عرفتها ؟ " همس إيتاشي، صوته بالكاد مسموع.
"لا يهم كيف أعرفها " قاطعه كوروتو بهدوء. "المهم هو أن خطتكما لن تنجح. دانزو لن يسمح بذلك أبدًا . انتم مخدوعان بتمثيلية حبه للقرية ذلك الثعلب هو الأكثر جشعا بين أولائك الثعالب القدماء ، كل مايطمح إليه هو ان يصبح الهوكاجي بأي وسيلة ، لقد أكله الطمع بالفعل ، كما هو اكثر من ورث حقد وكره توبيراما للأوتشيها . إذا بقيتم على حالك النتيجة ستكون انه سيأخذ عين شيسوي لنفسه في اللحظة التي يعرف فيها بأمرها. أنتما تسيران مباشرة إلى فخ."
شعر إيتاشي بالبرد يسري في عروقه. كلام كوروتو كان منطقيًا بشكل مرعب.
"إذن ماذا نفعل؟" سأل إيتاشي . "وماذا عن إستخدامها عليه؟"
"ذلك لن يجدي نفعا فحتى قبيلة الأوتشيها تريد أن تأخذ المنصب وهذا حقكم الشرعي نظرا لأنكم المؤسسين المشاركين مع السينجو." أجابه كوروتو بكل برود سارداً إياه للحقيقة القاسية.
سأل إيتاشي يائسا "هل إنتهى كل شيء؟ ألا يوجد حل غير التضحية بأحدهما؟"
نظر كوروتو إلى السماء التي بدأت تصطبغ بلون الغروب البرتقالي.
"لا. لم ينتهِ بعد." استدار نحو إيتاشي، وعلى وجهه تعبير جاد لم يره إيتاشي من قبل. "هناك حل. حلٌ سيغير كل شيء. حلٌ يتطلب منكم أن تثقوا بي انت و شيسوي ثقة عمياء، وأن تسيروا في طريق أشد ظلمة من أي طريق مشيتم فيه من قبل ."