هاه؟ لماذا فيكتوريا وحدها في غرفة الطعام؟
توقفت عند عتبة الباب، أتأمل المشهد أمامي بصدمة. لم يكن هناك أي أثر للدوق. فقط فيكتوريا تجلس هناك، تحتسي الشاي بهدوء وكأنها كانت تنتظرني.
حدقت في مارجيت التي وقفت بجانبي ببرودها المعتاد، دون أن تبدي أي تعبير. قبضت على ذراعها بقوة، نبرة صوتي خرجت حادة ومليئة بالغضب:
"ما معنى هذا، مارجيت؟ ألم تقولي إن الدوق هو من دعاني؟ لماذا الآن أجد فقط فيكتوريا هنا؟"
نظرت مارجيت إليّ ببرود، ثم همست بنبرة خافتة كأنما تخشى شيئًا: 'لم أُبلغ إلا بما أُمرت به، يا آنسة أوريانا.' التفتت عيناها للحظة نحو فيكتوريا قبل أن تخفض بصرها بسرعة.
لكن قبل أن أحصل على إجابة، تقدمت فيكتوريا نحوي بخطوات رشيقة، ابتسامتها الهادئة تخفي وراءها خبثًا مألوفًا.
"أختي، اهدئي." قالت بصوت ناعم، لكن نظراتها لم تكن تحمل أي نية حسنة. "أبي استدعانا بالفعل، لكنه طلب منا الحضور عند الساعة الثانية عشرة. نحن فقط حضرنا مبكرًا قليلًا."
حدقت بها دون أن أجيب. كنت أعلم أنها تكذب. لم يكن هناك شيء اسمه "حضرنا مبكرًا قليلًا"، بل كانت هذه خطتها منذ البداية. لقد أمرت مارجيت بإحضاري الآن، والهدف؟ بالتأكيد ليس جيدًا.
شعرت بمرارة في حلقي، لكنني أرخيت يدي عن ذراع مارجيت، التي انسحبت بصمت كما لو أن وجودي أو غضبي لا يعنيها أبدًا.
في تلك اللحظة، نظرت فيكتوريا إليها بابتسامة هادئة، ثم قالت بنبرة لطيفة زائفة:
"يمكنك المغادرة الآن، مارجيت. نحن بخير تمامًا."
وقفت هناك أحدق بها، يدي لا تزال مشدودة بجانبي.
هذه الفتاة... ماذا تخطط الآن؟
بمجرد أن غادرت مارجيت وأُغلق الباب خلفها، نظرتُ إلى فيكتوريا مباشرة، دون أن أضيع ثانية واحدة.
"إذن، فيكتوريا، ما الذي تريدينه؟"
رفعت حاجبها باستغراب مصطنع، وكأنها لا تفهم ما أعنيه. "ماذا تقصدين؟"
ضيّقتُ عينيّ، نبرتي كانت باردة وحادة. "أنا لست غبية حتى أصدق أن وجودي هنا مبكرًا مجرد صدفة. أليس كذلك؟"
عندها، ظهر على شفتيها ذاك الابتسام المألوف، ابتسامة تحمل خبثًا خالصًا. هزّت رأسها ببطء، ثم ضحكت ضحكة صغيرة قبل أن تقول:
"يبدو أن أختي الحمقاء قد أصبحت ذكية مؤخرًا."
بخطوات هادئة، سارت نحو أحد المقاعد القريبة وجلست عليه، واضعةً مرفقيها على الطاولة بينما تسند وجهها بيديها. نظراتها ظلت مثبتة عليّ، تمعّنني كما لو كنت لغزًا تحاول حله.
"أحضرتكِ مبكرًا لأنني أريد معرفة شيء واحد..." قالت بصوت ناعم لكنه يحمل في طياته تهديدًا خفيًا. "ما الذي غيركِ هكذا، أوريانا؟"
شعرت بقلبي ينبض بقوة، لكنني أخفيت توتري جيدًا. كانت نبرتها تحمل اهتمامًا مزيفًا، لكنها في الواقع لم تكن سوى محاولة لجمع المعلومات.
ثم أضافت ببطء، وكأنها تتلذذ بكل كلمة تنطقها:
"لقد حذرتكِ، أليس كذلك؟ إذا لم تفعلي ما أريد... فلن أنقذ الشخص الذي تهتمين لأمره."
قبضتُ يديّ بقوة، وأخذت نفسًا عميقًا بينما نظرتُ إليها ببرود.
أنا أعرف هذا بالفعل... أعرف كل شيء من ذكريات أوريانا.
لطالما جعلت فيكتوريا أوريانا تتبع أوامرها، مستخدمة هذا التهديد الحقير كورقة ضغط. وعدتها بأنها ستنقذ الشخص الذي تهتم به أوريانا، لكن في النهاية؟ لم تفعل شيئًا. لا، بل تركت الأمور تسير كما أرادت، إلى أن انتهى الأمر بموت أوريانا وحدها.
ضغطتُ على أسناني، ثم نظرت إليها مباشرة، قائلةً بلهجة جافة لا تحمل أي أثر للخوف الذي كانت تتوقعه:
"هل تمزحين معي، فيكتوريا؟"
ارتفع حاجبها قليلًا، ربما لم تتوقع هذا الرد.
"أنتِ لم تكوني تنوين إنقاذه بأي حال من الأحوال، أليس كذلك؟"
نهضت فيكتوريا من كرسيها ببطء، ثم وضعت يدها على كتفي، تميل برأسها قليلًا وهي تنظر إليّ بنظرة زائفة مليئة بالخداع.
"أوه، يا أختي العزيزة، أحقًا تظنين بي هذا السوء؟" قالت بصوت ناعم يحمل في طياته سخرية خفية. "بالطبع، كنت سأُنقذه. أعلم أنكِ كنتِ تبحثين عن طريقة لإنقاذه... كلارا أخبرتني بذلك."
تصلبت عضلات وجهي عند سماع اسم تلك الخادمة القذرة.
"قالت لي إنكِ تقضين لياليكِ في البحث عن طريقة لإنقاذه، أليس كذلك؟ لكن الآن... لم أعد أعرف ما الذي تخططين له، وما الذي يدور في رأسكِ. والسبب بسيط جدًا..."
ابتسمت ابتسامة جانبية قبل أن تكمل ببرود:
"لأن كلارا طُردت، ولم يتم تعيين خادمة أخرى بعد. لم يعد لدي مصدر يخبرني بتحركاتكِ."
لقد كانت تراقبني طوال الوقت. لم أكن بحاجة لسماع ذلك منها لأعرف، لكن سماعه الآن أكد لي أنني كنت محقة في شكوكي.
"فيكتوريا..." حدّقت بها ببرود، ثم أكملت بصوت ثابت لا يحمل أي تردد، "أبقِ ذلك الإنقاذ لنفسكِ. لا أحتاج إليه منكِ."
ارتفع حاجبها قليلًا، وكأنها لم تتوقع ردي هذا. لكنني لم أمنحها فرصة للرد. تابعت بنبرة أكثر حدة، ناظرة مباشرة إلى عينيها:
"سأنقذه بنفسي، دون مساعدتكِ. لا أحتاج إليكِ، ولذا، لستُ مضطرة لتنفيذ أوامركِ بعد الآن."
ظلّت فيكتوريا صامتة لثوانٍ، ثم انحنت قليلًا للأمام، تهمس بصوت خافت لكنه كان مليئًا بالتهديد:
"الإنقاذ ليس الورقة الرابحة الوحيدة التي أمتلكها، أوريانا."
رفعت فيكتوريا ذقنها بابتسامة متعجرفة، بينما نظرت إليّ بعينيها المليئتين بالثقة.
"لدي أيضًا حب العائلة. لا تنسي، سأكون أميرة هذه الدوقية قريبًا. أتدرين؟ لو بدأتُ بالبكاء الآن، وقلتُ إنكِ ضربتِني، فسيصدقني الجميع على الفور. وستتحولين إلى الشريرة كما كنتِ دائمًا."
ضحكتُ ببرود، ثم تقدمتُ خطوة نحوها، مما جعلها تتراجع قليلًا.
"أميرة الدوقية؟" قلتُ بسخرية، ثم هززتُ كتفي بلا مبالاة. "إن كنتِ تريدين اللقب، فاحتفظي به. لا أريده."
تلاشت ابتسامتها للحظة، لكنني لم أنتهِ بعد.
"أما بخصوص تمثيلكِ المعتاد..." مددتُ يدي وأمسكتُ بخديها، أضغط عليهما برفق ولكن بتهديد واضح. "لماذا تتكلفين عناء التمثيل؟ يمكنني ضربك الآن، لتصبح القصة حقيقية."
اتسعت عيناها بصدمة، بينما اقتربتُ أكثر وهمستُ عند أذنها:
"أو ربما... ينبغي لي اقتلاع إحدى عينيكِ، كي تبكي بصدق؟"
تراجعت فيكتوريا خطوة إلى الوراء، عيناها تتسعان دهشةً للحظة، لكنها سرعان ما أطلقت ضحكة متشنجة تحمل تهديدًا خفيًا: 'حاولي يا أوريانا، وستعلمين من سيخسر أكثر.' ثم انتصبت قامتها، تسعى لاستعادة هيبتها، رغم ارتجاف يديها الطفيف.
"ولكن ما بكِ، فيكتوريا؟ ألستِ الفتاة التي تتحكم في الجميع؟ لماذا ترتجفين الآن؟"
لكن قبل أن أسمع ردها، انفتح الباب فجأة، ليدخل الدوق إدوارد برفقة أوسكار وليونارد.
في اللحظة نفسها، تلاشت ملامح التوتر والخوف من وجه فيكتوريا، وتحولت ببراعة إلى تعبيرها اللطيف المعتاد، كما لو أن شيئًا لم يحدث.
تقدم الدوق نحوي، وعيناه تراقبانني بحذر قبل أن يقول بصوته الهادئ لكن الحازم:
"لم أكن أتوقع أن تلبّي دعوتي، أوريانا."
ابتسمتُ بخفة، ثم انحنيت له بإيماءة احترام ، مما زاد من دهشة الموجودين.
"بالطبع، سيدي الدوق، لم يكن بوسعي سوى تلبية دعوتك. أشكرك من كل قلبي على هذا الشرف."
ساد الصمت لثوانٍ، بينما حدق الجميع بي بدهشة واضحة. يبدو أنهم لم يعتادوا على هذه الطريقة الباردة بعد
"حسنًا، أوريانا، فلنتفضل جميعًا بالجلوس."
قال الدوق بنبرة هادئة لكنها تحمل أمراً غير قابل للنقاش. تحرك الجميع للجلوس، فاختارت فيكتوريا مكانها المعتاد بجوار الدوق، بينما جلس أوسكار إلى جوارها، وكأنه يحرسها دون أن يدرك ذلك.
في تلك اللحظة، تقدم ليونارد نحوي، نظر إليّ بابتسامة خفيفة وهو يقول بنبرة ودودة ولكنها مدروسة:
"أوريانا، يمكنك الجلوس هنا بجوار والدي، وسأجلس على الكرسي المجاور لك."
حدقت فيه لوهلة، أتساءل في داخلي عن نيته الحقيقية. هل يحاول التقرب مني؟ أم أنه ببساطة يراقبني مثل الآخرين، محاولًا فهم هذا التغيير المفاجئ في تصرفاتي؟
على أي حال، لم أظهر أي تردد، بل جلست برشاقة على المقعد المخصص لي، مستعدة لمواجهة الجولة التالية من هذه اللعبة التي لم أعد أنوي الخسارة فيها.
كنت أظن أنني إن تناولت الطعام مع الدوق، فلن يتم إزعاجي، وسأحظى أخيرًا بوجبة جيدة دون القلق من الألاعيب المعتادة. لكن يبدو أنني كنت مخطئة.
بمجرد أن بدأ تقديم الطعام، لاحظت أن الأطباق وُضعت أمام الجميع بانسيابية، بينما لم يُوضع طبقي إلا في النهاية، وكأنه فكرة متأخرة.
حاولت تجاهل الأمر، لكن عندما التقت عيناي بعيني الخادمة التي قدمته لي، رأيت تلك الابتسامة الماكرة، ابتسامة بالكاد ملحوظة، لكنها تحمل خبثًا مقصودًا.
كان واضحًا أنها تختبرني. تحاول استفزازي، ربما لترى ما إذا كنت سأفقد أعصابي وأفسد هذا الجو الرسمي.
لكنني لن أمنحها هذا الرضا.
بمجرد أن وضعت الملعقة في فمي، شعرت بملوحة حادة تلسع لساني، فوضعت الملعقة ببطء، محاوِلةً استيعاب ما يحدث. أخذت رشفة صغيرة من الماء، لكنني تعمدت أن أسعل بخفة، واضعةً يدي على حلقي وكأنني أشعر بانزعاج.
"أوريانا؟" كان صوت ليونارد أول من ناداني، بينما رفع أوسكار حاجبه بقلق.
شعرتُ بنظرات الجميع تتجه نحوي، فوضعت يدي على صدري قليلًا وتنهدت بصوت مسموع، ثم قلت بصوت ضعيف: "الطعام... إنه حاد جدًا... حلقي يؤلمني..."
على الفور، تغيرت ملامح الدوق وهو ينظر إلي بقلق واضح، لم يكن يتوقع هذا.
"أوريانا، هل أنتِ بخير؟" جاء صوته دافئًا لكن يحمل لمحة من التوتر، ثم أشار بيده إلى أحد الخدم: "أحضِروا الطبيب فورًا!"
"لا... لا حاجة لذلك،" لكني أضفت لمسة أخيرة على تمثيلي، حيث أمسكت بالكوب مرة أخرى ورشفت القليل من الماء، ثم أغلقت عيني وكأنني أهدئ حلقي بصعوبة. نظرت إلى الدوق بهدوء وقلت: "لم أرد أن أسبب أي إزعاج، لكن... هذا كان قويًا جدًا بالنسبة لي عن كل مرة."
لكن ليونارد لم يقتنع، حيث أمسك بالمعلقة الخاصة بي وتذوق القليل من طعامي. على الفور، تجعدت ملامحه وقال بغضب: "هذا الطعام شديد الملوحة! كيف يمكن لأحد أن يأكله بهذه الطريقة؟"
ألقى أوسكار نظرة حادة على الخادمة التي وضعت الطبق أمامي وسألها بصوت قاطع: "لماذا طعام أوريانا فقط بهذا الشكل؟"
الخادمة توترت، لكنها حاولت التظاهر بالبراءة وهي تقول: "ل-لا أعلم يا سيدي... لقد قدمت الطعام كما هو!"
"كما هو؟!" صوت الدوق كان حادًا هذه المرة، وقد نهض قليلًا من مقعده، ناظرًا إلى الخادمة بحدة. "أحضِروا كبير الطهاة فورًا، أريد تفسيرًا لهذا!"
فيكتوريا، التي كانت تراقب بصمت، لم تنطق بكلمة، لكنها حتمًا لم تكن سعيدة بهذا التطور.
أما أنا، فخفيت ابتسامة صغيرة وأنا أشعر بارتباك الخادمة وخوفها. لقد أدركتْ أنني لم أعد تلك الفتاة الضعيفة التي يمكن التلاعب بها بسهولة. لم يكن هذا انتقامًا كاملًا، لكنه كان البداية فقط.
عد لحظات، دخل كبير الطهاة إلى غرفة الطعام برفقة اثنين من الخدم، ملامحه كانت متوترة بينما انحنى أمام الدوق باحترام.
"أخبرني،" قال الدوق بصوت حازم وهو يشير إلى الطبق أمامي، "لماذا طعام أوريانا فقط شديد الملوحة؟"
كبير الطهاة نظر إلى الطبق، ثم التفت إلى الخادمة المسؤولة وقال بحدة: "هذا مستحيل! نحن نذوق الطعام قبل تقديمه، ولا يمكن أن يحدث هذا الخطأ!"
الخادمة توترت أكثر، وأصبحت نظرات الجميع مسلطة عليها.
"ربما... ربما كان مجرد خطأ غير مقصود،" تمتمت بصوت مرتجف، محاوِلةً الدفاع عن نفسها.
لكن ليونارد لم يكن مستعدًا لترك الأمر يمر مرور الكرام، فركّز نظراته الحادة عليها وقال ببرود: "حقًا؟ إذاً لماذا كنتِ تبتسمين عندما وضعتِ الطبق أمام أوريانا؟"
اتسعت عيناها، وكأنها لم تتوقع أن يلاحظ أحد ذلك، فبدأت تتلعثم: "أنا... لم أكن... لم أكن أقصد شيئًا، فقط..."
"فقط ماذا؟" قاطعها أوسكار بصوت بارد، متشابكًا ذراعيه.
الدوق، الذي كان يراقب كل هذا بصمت، قرر التدخل وقال بلهجة قاطعة: "لن أسمح بوجود من يعبث بطعام أحد أفراد عائلتي. سيتم التحقيق في هذا الأمر، وإن ثبت أنكِ تعمدتِ إلحاق الضرر بأوريانا، فستُعاقَبين بشدة."
الخادمة جثت على ركبتيها فجأة وقالت بصوت مرتجف: "سيدي! أنا... أنا لم أقصد أي سوء! لقد كنت فقط..."
لكن الدوق رفع يده لإيقافها وقال لكبير الطهاة: "تحقق في الأمر فورًا، وأريد تقريرًا واضحًا خلال اليوم."
أومأ كبير الطهاة بانحناءة عميقة وقال: "بالطبع، سيدي الدوق." ثم أشار للخدم الآخرين لأخذ الخادمة معهم، وهي تحاول التوسل ولكن دون فائدة.
أما فيكتوريا، فكانت تحاول الحفاظ على تعابيرها الطبيعية، لكنها بالتأكيد لم تكن مسرورة بهذا التطور.
تنهدتُ بهدوء وأنا أراقب المشهد، ثم نظرت إلى الدوق وقلت بنبرة ضعيفة لكن ذات مغزى: "أنا آسفة لأنني تسببتُ في هذه الفوضى، لم أكن أتوقع أن يحدث شيء كهذا."
نظر إلي الدوق بلحظة صمت، ثم قال بصوت هادئ لكنه يحمل شيئًا من الحنان: "أنتِ لم تسببي أي فوضى، أوريانا. إن كان هناك من أخطأ، فهو من سمح بحدوث هذا الخطأ في المقام الأول."
كانت كلماته تحمل اعترافًا ضمنيًا بأنني لم أعد تلك الفتاة التي يمكن تجاهلها بسهولة
أوسكار، الذي كان يراقبني بصمت طوال الوقت، نظر إلي بنظرة غير مفهومة قبل أن يقول ببرود: "تأكدي من فحص طعامك دائمًا من الآن فصاعدًا."
"بالطبع،" أجبته بابتسامة غامضة.
وقفتُ بصمت ومسحت شفتي بمنديل الحرير الموضوع بجانبي، ثم دفعتُ الكرسي للخلف ببطء حتى لا يصدر صوتًا عاليًا. انتبه الجميع لحركتي، وعيونهم تحولت نحوي بفضول، لكنني لم أُعر أيًّا منهم اهتمامًا.
استأذنت قائلة ببرود: "سأعود إلى غرفتي."
نظر إلي الدوق بقلق، ثم قال: "لكن طعامك... لم تتناولي سوى لقيمات قليلة."
رفعت نظري إليه بجمود، ثم قلت: "لم يعد لدي رغبة في الأكل، فقدت شهيتي تمامًا."
ساد الصمت لوهلة، لكن التوتر كان يخيّم في الأجواء، حتى فيكتوريا التي اعتادت أن تبتهج عند رؤيتي في موقف ضعيف، لم تستطع إخفاء قلقها. أما ليونارد، فقد بدا وكأنه يريد قول شيء لكنه تردد، بينما أوسكار حدّق إليّ بنظرة يصعب تفسيرها.
لم ألتفت إلى أحد، واكتفيت بالمغادرة بخطوات ثابتة، رغم أن جسدي كان يصرخ من الجوع.
بمجرد وصولي إلى غرفتي، أغلقت الباب خلفي وجلست على الكرسي بجانب المكتب، أسندت رأسي على الطاولة وأغمضت عيني.
"هاه... يبدو أنني لن أتناول الطعام اليوم أيضًا. يُفترض أنني نبيلة، فلماذا يجب أن أعاني حتى للحصول على وجبة سليمة؟"
حدقت في المكتب أمامي، بينما شعرت بالضعف يتسلل إلى أطرافي. لم يكن الأمر مجرد الجوع، بل الإحباط الذي تراكم داخلي. لم يكن أحد هنا في صفي، لا خدم، ولا عائلة، ولا حتى راحة بسيطة في حياتي اليومية.
أغلقت عيني للحظة، محاوِلة تجاهل إحساسي بالإنهاك. لم يكن هذا مجرد تصرف عدواني من خادمة حاقدة، بل كان جزءًا من لعبة أكبر-لعبة تديرها فيكتوريا، أو ربما شخص آخر في هذا القصر.
هاه..." تنهدت وأنا أتكئ على الكرسي، أحدق في الفراغ.
"يجب أن أذهب اليوم لزيارته..." تمتمت لنفسي، وأنا أضغط على يدي بتوتر.
ذلك الشخص... الذي كانت أوريانا تحاول إنقاذه. لم أتمكن من الذهاب إليه البارحة بسبب ما حدث، لكن لا يمكنني تأجيل الأمر أكثر. أوريانا كانت تزوره يوميًا، وإن تغيبت فجأة، فقد يثير ذلك الشكوك.
لكن ليس هذا فقط...
إنه أكثر شخص تأثرت به في الرواية، والآن سأقابله أخيرًا.
نهضت بسرعة، وأخذت نفسًا عميقًا. لا وقت للتردد.
هاه يجب ان اذهب اليوم لزيارة ذلك الشخص التي كانت اوريانا تريد انقاذه لم استطع الذهاب له البارحة بسبب ما حدث لكن علي زيارته اليوم كانت اوريانا تزوره كل يوم الم اذهب لزيارته سيكون هذا غريب
كما انه اكثر الاشخاص في الرواية الذي احببته وارغب حقا في مقابلته
🔮 الأحداث بدأت تخرج عن السيطرة... برأيكم، ما الخطوة القادمة التي يجب أن تتخذها أوريانا؟ 😈🔥
💭 هل هذا هو بداية انتصار أوريانا، أم مجرد هدوء يسبق العاصفة؟ توقعاتكم تهمني! 🤔✨
💖 "تعليقاتكم هي وقودي للاستمرار! لا تترددوا في مشاركة آرائكم وتوقعاتكم، فكل كلمة منكم تعني لي الكثير! ✨📝"
لا تنسوا متابعة حسابي علي انستا لمعرفة كل جديد aya.san._1@