لوكاس غروس طالب في السنة الأولى في المدرسة الثانوية أشهر فتى في مدرسته أشتهر بمنظره الذي لفت نظر جميع الفتيات من جميع الأعمار يمتلك شعر أبيض لامع ، عينان زرقاوان كبحيرة راكدة ، شفتين صغيرتان تخفيان إبتسامة ساحرة، أنف صغير حاد ، وجه متوازن و بشرة بيضاء نقية يمكن وصفه بكل بساطة ب"فتى وسيم" و لم يكن وجهه كل ما يملكه فقد كان دوماً الأول في صفه في الدراسة و الرياضة كما كان لطيفا مع الجميع حتى أنه يلقب بالفارس الأبيض ،نظرا لون شعره ، الجميع يرونه كالفتى المثالي لكن بالنسبة إلى لوكاس لم يكن قريباً من المثالية حتى. لماذا ؟ لأن لديه ثلاثة أخوات.

لم تكن أخوات لوكاس الثلاث ، لانا و لارا و سكارليت، مميزات في الذكاء أو القوة أو المظهر مثله لكنهن تميزن في شيء خاص. لقد ولدن كمستبصرات. الوجود النادر في هذا العالم الذي تملأه الوحوش و المخلوقات السحرية. لا يولد منهم سوى إثنا عشرة شخص بقدرات بصرية خاصة تمكنه من رؤية أشياء لا يراها البشر العاديون و المعجزة الغريبة أن عائلة غروس ،عائلة لوكاس ، حصلت على ثلاث مستبصرين في جيل واحد

بينما كان على لوكاس أن يعمل بجد طوال حياته ليتم ملاحظته من قبل عائلته. كان إظهار أخواته لجمال عيونهن المميزة كافيا لأن يحصل على كل إهتمام أبويهم. لوكاس إحتقر أخواته دائماً فوجودهن جعل حياته العائلية عذابا متكررا

'لماذا كان عليهن أن يكن مستبصرات ؟'

'كان سيكون رائعاً لو نظر أبي و أمي إلي لحظة واحدة بدل التحديق في عيون أخواتي طوال اليوم '

'لماذا لا ينظر أحد إلي ؟'

"أخي! لقد طبخنا لك بعض البسكويت"

قالت الأخت الثانية سكارليت [الأخت الثانية بمعنى الإبنة الثانية في ترتيب الأكبر ]و قد كانت لانا و لارا ، التوأم ، تقفان خلفها متشوقات لرد لوكاس لهن

'لطالما أردن أن يحظين بإهتمامي و كأن اهتمام ابوينا لهن لم يكن كافيا '

"مقرف"

يقول لوكاس تلك الكلمة ببرود و يخرج من المنزل تاركا أخواته بتعبير متألم

' أفهم رغبتهن في الإنسجام مع أخيهن الكبير لكن لا أستطيع بسهولة نسيان المعاناة التي سببنها لي منذ ولادتهن. أبي و أمي اعتنيا بهن و دللاهن لأقصى الحدود لأن مجرد إمتلاك إبن مستبصر فسيكون لديك دعما من الحكومة يكفي لعدم العمل في حياتك مرة أخرى فما بالك بإمتلاك ثلاث. لذا بصفتي الإبن الغير مستبصر فأنا الإبن الغير نافع و كلما رأيت أخواتي أتذكر هذه الحقيقة. لا مجال لمحبتهن '

و ذات يوم خطرت في بالي فكرة إذا لم أكن نافعا لوالداي كمستبصر فيمكنني أن أكون كذلك قاتل وحوش و بهذا التفكير إشتركت في نقابة الدائرة المستديرة ، و هي نقابة يترأسها المستبصرون ، في البداية كان علي تعلم السحر و القيام بمهمات صغيرة و أضف على هذا مواكبة دروسي في الثانوية كان ذلك صعبا رغم أنها أعمال تافهة لكنني كنت فخورا شخصيا بما فعلته و لكن عندما قررت إخبار أبواي على هذا في العشاء .....

"أبي أمي منذ بضعة شهور سجلت كقاتل وحوش في نقابة الدائرة المستديرة"

"......"

"أعرف أن هذا مفاجئ لقد تعلمت بعض التعاويذ السحرية هناك لكني مازلت مبتدئا لقد كانت مهماتي حتى الآن إمساك الوحوش الصغيرة مثل المي....."

"هذا يذكرني أننا يجب أن نسجل صغيراتنا في النقابة "

تقاطع الأم حديث لوكاس لتمدح بناتها الغاليات

"أنا واثقة انهن سيعملن بجد للقضاء على تلك الوحوش المروعة"

"عزيزتي ألا تظنين أن من الخطر على بناتنا أن يقتربن من المسوخ القاتلة تلك "

"لا تقلق المستبصرون لا يقتلون الوحوش شخصيا بل هم يديرون النقابة "

"لكنهم يقاتلون في الحالات الخاصة و إستبصار بناتنا ليس قتاليا "

"لكن يوجد الكثير من المستبصرين الآخرين كما أن إستبصار لانا مفيد في القتال أما إستبصار سكارليت يساعدهم في توظيف العمال هناك و لارا ستساعدهم في معرفة مكان الخطر "

' هذا غير كاف في النهاية. علي بذل جهد اضافي في النقابة حتى يعترفان بي '

"أخي الكبير أكمل ما كنت تقوله"

كلمات لارا و نظرات جميع أخواته المتشوقة لما سيقوله حركت مشاعر لوكاس قليلاً قد لاحظ أحد في هذه العائلة مجهوده حتى لو كان من إحتقرهم فقد كان سعيداً بهذا

"لقد أعطوني مهمة القبض على الميرون و السلايم أشياء سهلة كهذه"

"كيف كان شكلهم؟ ، سألت لانا ، هل كان السلايم دبقا كما قيل عنه؟"

"السلايم يشبه الهلام أما الميرون يشبه المارشميلو "

"هذا ألطف من أن يقتل " قالت سكارليت

"نحن لا نقتلهم بل نصتادهم لكي لا يسببوا المشاكل هذا أشبه بإمساك كلاب الشوارع"

'الشعور بالاهتمام بفضلهن لا يعني أبداً أنني سأغير رأي فيهن. سيبقين دائماً شوكة في عيني '

علما أن والداي لا يهتمان أبداً بما أفعله في واصلت القتال في النقابة أتدرب و أقاتل و كان الأسوء أنهما لم يهتما عندما أصبت إصابات خطيرة في النقابة و شيئا فشيئا فقدت الشغف في الحصول على إهتمامهم لكن كرهي لأخواتي ظل متقدا.

بعد سبع سنوات أصبحت قاتل وحوش رتبة S و لقب الفارس الأبيض لم يفارقني. رتبة S يطمع فيها الكثير أظنها جيدة موضعيا لكن الشيء المزعج أنني أضطر إلى العمل تحت المستبصرين مباشرة ، و أخواتي قد إنضممن إلى الدائرة المستديرة بالفعل ، أعمل بجد لمدة سبع سنوات و في النهاية أجد نفسي أعمل تحت امرتهن

"لوكاس شكراً لعملك الجاد" قالت سكارليت

لم يعدن يذكرن أنني أخوهن في الأرجاء عندما طلبت منهن ذلك لكنهن دائماً يفعلن هذا النوع من الأشياء. أنا حتى لم أعد أسكن معهن لما لازلن جيدات معي. لقد أصبحت في الثالثة و العشرين من عمري لا يوجد فرصة أن أعود للمنزل لكنهن يطلبن هذا من حين إلى آخر. و ذات يوم من العدم تحدث معي رئيس المستبصرين هارلين

"أتريد القوة يا لوكاس ؟"

قال هذا بنبرة غامضة و بسبب العصابة على عينيه لم يكن من السهل معرفة ما يفكر به

"لم افهم مقصدك أيها الرئيس"

"حتى لو كنت رتبة S ستبقى دائماً تحتنا لأنك لم تولد مستبصرا "

كانت كلماته كالصاعقة بالنسبة لي. ذلك العجوز قال الكلمات التي لعنت بها نفسي طوال حياتي في الخفاء

"و ماذا إذا ؟" سألته لأعرف سبب هذه الكلمات الجارحة

"أتريد القوة اللازمة لتصبح متساويا معنا؟"

"و هل هذا ممكن ؟ فهذا لا يبدو واقعيا. الجميع يعلم أن لا أحد بقوة مساوية لمستبصر و أيضاً لا يمكن أن تصبح واحداً من العدم فالإستيقاظ كمستبصر يكون عند الولادة "

"الحقيقة التي لا يعرفها أحد هي أن هناك مستبصرا يتم إستيقاظه بعد الولادة "

"من؟"

" لوكاس غروس أنا أدعوك لتكون وريثي و أن تصبح مستبصر الفراغ "

كان هذا كالحلم أن تصبح أقوى مستبصر الذي يجمع بين كل الإستبصارات في وقت واحد لكن لم يكن حلما ورديا تماماً فعندما سألته عن سبب إختياري أجاب

"لأن لديك ثلاث أخوات مستبصرات"

شعرت أن ذلك العجوز يحب اللعب بأعصابي و كأنه يتعمد قول الكلمات التي تؤذيني و تغيظني

"و ما علاقة أخواتي ؟"

"لقد كنت أراقب حقدك لهن منذ مدة طويلة و أنت حقاً تستحق مكافأة على هذا"

'أيقول أن كرهي لأخواتي هو سبب إختياري ؟'

"و هذا الكره سيعطي ثماره أخيراً ، أضاف رئيس المستبصرين ، ما عدت بحاجة للإستمرار في النظر إلى أسفل لتتحاشى النظر لعيون أخواتك"

كانت تلك الكلمة المفتاح الذي حركني و جعلني أوافق

"حسنا إذا سأقبل بأن أكون وريثك. ما الذي علي فعله؟"

إبتسم ذلك العجوز إبتسامة فظيعة وقال بنبرة مستمتعة

"الأهداف الكبيرة تحتاج إلى تضحيات كبيرة"

"أتريد مني أن اضحي بشيء خاص ؟"

"لأجل أن يصبح الشخص مستبصر الفراغ على المستبصر الحالي نقل الإستبصار له. لكن لتكون أقوى مستبصر فراغ عليك التضحية بمستبصر آخر تربطك به صلة دم و تقتلع عينيه في دائرة سحرية فما بالك بإمتلاك ثلاث مستبصرين بعلاقة دم. هذا سيجعلك أقوى مستبصر فراغ في العالم يا لوكاس "

كان وقع تلك الكلمات في اذني جميلا. يقول أنني بقتل أخواتي و سبب معاناتي في هذه الحياة فسأصبح المستبصر الأقوى

"جهز لي الدائرة السحرية و سأجلب أخواتي"

"هذه هي الروح المطلوبة "

بعد هذه المحادثة ذهبت إلى منزل عائلتي بعد غياب خمس سنوات لم تكن ردة فعل أمي و أبي جادة فكل ما قالوه هو

"لا تطل الزيارة"

و هذه إجابة باردة لإبنكما الذي لم ترياه منذ سنوات لكن أخواتي اللاتي ألححن علي عدة مرات بالعودة كن في غاية السعادة حتى أنهن حضرنا عشاءا بالمأكولات التي أحبها

'هل كانت تلك الفتيات [يقصد أخواته] يعلمن أنني أحب هذه المأكولات ؟ لا أذكر أنني قلت هذا لهن سابقاً '

"أهلا بعودتك يا أخي" قالت لانا

"تناول كما تشاء أخي الكبير " أضافت لارا

"أتمنى لو تبقى معنا ، قالت سكارليت ، نحن جميعاً سعداء بوجودك أخي "

"..... أخبرتكن سابقاً أن تتوقفن عن مناداتي بأخي أنتن أعلى مني مكانة و هذا ليس تصرفا جيداً. فقد يضركن لكن ليس بمقدار ما سيضرني "

عندما إنتهيت من قول هذا كانت عيون أخواتي مليئة بالحزن و لم يستطعن الكلام حتى و عوضاً عن ذلك نظرن إلى أسفل كما كان يفعلن دائماً عند الحديث معي. أثناء ذلك الموقف المحرج تدخلت الأم و قالت

"هذا صحيح يا بناتي لا يجب أن تتحدثن بعفوية مع من أقل منكن. فهم في مقام الخدم أمام حضوركن"

أضاف أبي

"و أنت لوكاس تأكد من مخاطبة سكارليت و لانا و لارا برسمية. ما خطبك تتحدث بلؤم مع بناتي الغاليات ألا تعرف مقامهن "

فجأة صرخت لارا بكل حزم على الأب و الأم

"أخي ليس خادما"

"……"

بعد أن صرخت بتلك الطريقة أصبحت لارا محرجة من نفسها لكنها واصلت حديثها

" أأقصد لوكاس ليس أقل شأنا منا هو يعمل بجد في النقابة حتى أنه قاتل وحوش رتبة S"

أضافت لانا

"كما أننا لا نهتم إذا خاطبنا ببرود أو دون رسميات فيكفي أنه يتحدث معنا "

إعتادت هاتان أن تكونا فتاتين خجولتين مختبئتان خلف سكارليت حتى الآن عمرهما تسعة عشرة عاما لكنهما مازلتا كذلك في النقابة. من المفاجئ رؤيتهما يدافعان عني و يعبران على ما يفكران فيه

مضى شهر منذ عودتي إلى المنزل كانت أخواتي يدللنني كثيراً بينما يرمقني أبي و أمي بنظرات حاقدة و كان هذا مزعجا جداً في النهاية. لكن ، و كأنهن قرأنا أفكاري ، لاحظن الفتيات هذا

"لا تدع أبي و أمي يحبطانك"

"نحن سعيدين بوجودك معنا"

"سيعتادان على وجودك أيضاً لذا إبقى معنا أكثر "

'لقد أخبرني هارلين أن تجهيزات الدائرة السحرية اكتملت لذا لم يبقى سوى التضحية '

"لا أستطيع ذلك ففي النهاية علي الرحيل إلى أمريكا"

"هيه لماذا فجأة ؟"

"هناك مهمة من رتبة SS طلب رئيس النقابة مني القيام بها لكن لا أستطيع تنفيذها بمفردي أحتاج سبع قاتلين وحوش آخرين ب رتبة S مثلي على الأقل لكن لا أحد يقبل العمل معي و إذا لم أنهي هذه المهمة فسيتم نقلي إلى أمريكا "

"هذا سيء "

"أليس هذا قاسيا من رئيس النقابة "

" في الواقع هناك خيار آخر, قال لوكاس ، أنا لم أرد سؤالكن لأني لا أريد إزعاجكن لكن هل تردن أن تذهبن إلى تلك المهمة معي ؟ إستبصاركن يتناسب مع المهمة و ثلاث مستبصرات سيعوض سبع قاتلي وحوش "

و بشكل مباشر وافقن و قد كن سعيدات بطلبي هذا و بهذا انتهى المطاف بنا في الليل نذهب إلى النقابة

"لماذا نذهب ليلا لأخذ المهمة" سألت سكارليت

"لأنها مهمة في غاية السرية و لا يجب المجازفة بمعرفة أحدهم بها"

دخلنا قاعة خاصة و قد رسمت الدائرة السحرية على الأرضية و قد لاحظت لانا ذلك

"أليست هذه دائرة سحرية المرسومة في الأرضية"

و دون سابق إنذار سحبت شعر لانا و قطعت رقبتها بخنجر بينما كانت مشغولة بالأرضية. و عندما تركتها و الدم يسيل من رقبتها آخذا أنفاس حياتها رأيت الذعر و الصدمة على وجوه لارا و سكارليت

"قدرتها مزعجة و قد تسبب المشاكل لذا قتلتها أولا و الآن حان دوركن"

بإستعمال السحر قمت بإطلاق سهام جليدية على سكارليت أصابتها في كل مكان و جعلت جسدها مثقوبا و أثناء صدمة لارا بهذه المشاهد طعنتها في صدرها. بينما سالت دماء أخواتي على الدائرة السحرية كانت ضحكتي تعلو أكثر فأكثر

"كان هذا سهلا لقد انتهى كل شيء أخيراً"

و بهمس خفيف متألم سمعت صوت لارا التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة

"أختي لانا أختي سكارليت أسفة لأنني لم أحميكما أما أنت يا أخي لوكاس"

'أحان الوقت كي تلعنني كما لعنتكن طوال الوقت '

" نحن أسفات ، تنهمر دموعها ، لأننا لم نكن الأخوات اللاتي تمنيتهن"

بعد إنهاء كلماتها أغمضت عينيها نهائيا تاركة فجوة في قلب لوكاس

"لو انكن قلتن هذا منذ البداية لما آلت الأمور إلى هذا الحد"

بعد انتهاء هذا أخرجت عينا كل منهن من مقلاتها و رميتها في الدائرة السحرية و عندها سمعت صوت تصفيق أحدهم

"أحسنت يا لوكاس ، قال هارلين رئيس النقابة ، الآن سأنقل إليك أستبصاري"

خلع ذلك العجوز عصابته التي كانت تغطي مقليتين فارغتين [بمعنى لا يوجد عينين]

"تعرف ما عليك فعله الآن صحيح ؟"

دون تفكير كبير غرست الخنجر في عيني.و بعدها سمعت صوتا سعيداً

"تهانينا أصبحت الآن مستبصر الفراغ"

و ثم مرت عشرون سنة بهذه الحال و أنا أقود النقابة كمستبصر الفراغ. و كما قال هارلين أنا أصبحت الأقوى بينهم لم يتجرأ أحد على معارضتي أو تحدي كلما أمشي في الشارع كان الناس يهتفون ب"الفارس الأبيض" يمكن القول أنني كنت أعيش في المجد لكن ذات ليلة و من العدم طعنت نفسي بالخنجر نفس الخنجر الذي قتلت به أخواتي و أخرجت به عيونهن و عيوني و عندما ظننت أنني لن أرى سوى الفراغ حتى آخر لحظة فتحت عيني لأرى عينا تحدق بي و عندها خرجت الكلمات من فمي تلقائيا

"عين مستبصر الزمان ؟"

و خرج صوت من تلك العين

"أنا عين الزمان "

"ألم ينقرض مستبصر الزمان منذ جيلين"

"هذا لا يهم الآن "

"و ما المهم الآن أنا ميت بالفعل "

"أيوجد شيء تندم عليه "

"و ما الذي سأندم عليه أنا عشت حياة رائعة كنت الأفضل في كل شيء الذكاء ، القوة ، المظهر ، الشهرة....و أفضل شيء أنني عشت آخر لحظاتي في المجد "

"إذا لماذا قتلت نفسك "

"……"

"لماذا قتلت نفسك "

"لا أعلم "

"أنا عين الزمان أرى الماضي و الحاضر و المستقبل. أستطيع أن اريك سبب قتلك لنفسك "

"رجاءا إفعل "

و ثم تحول الفراغ الذي حولنا إلى مشاهد و مناظر من العالم الخارجي لم أتوقع أن أراها ثانية منذ عشرين عاما. و سقطت عيني على مشهد لأخواتي يتحدثن معي و كأنه تصوير إفتراضي لما حصل في الماضي

"أخي لقد طبخنا لك البسكويت"

"مقرف" (بعد ذهابه)

تمتلئ عينا لانا بالدموع و تقول

"لماذا لا يحبنا أخي الكبير"

تجلس لارا على الأرض محبطة

"أخي سيكرهنا دائماً بما أننا نمتلك عيون المستبصرين"

"يكفي إحباطا ، تحاول سكارليت طمئنة أخواتها ، أنتما في الثانية عشر لستما طفلتين لتبكيا على شيء تافه كهذا "

"لكن سكارليت ألست محبطة أيضاً. مهما نظرت إلى الأمر فأخي الكبير رائع بكل المقاييس هو ذكي و رياضي و الجميع في الثانوية يحبه لكن في المنزل يقارنه أبي و أمي دائماً بنا "

"أخي الكبير يبذل جهده لكن حتى لو أردنا مدحه على عمله الجاد. نحن لسنا من ينتظر منه سماع هذا الكلام "

إستمرت عين الزمان في إظهار جميع اللحظات التي فكرت فيها أخواتي بي واحدة تلو الأخرى ثم في النهاية أرتني مشهد قتلي لهن

"أسفات لأننا لم نكن الأخوات اللاتي تمنيتهن"

بعدها توقفت المشاهد و سألتني العين مرة أخرى

"أيوجد شيء تندم عليه "

"أخواتي هن ندمي الوحيد"

"كيف "

"لو كنت أخا لائقا لهن ، لو تخلين عني منذ البداية ، لو أنني توقفت عن لومهن و النظر إلى جانبي الخاص ، لو أنهن كرهنني كما كرهتهن ، لو أنني.... (تغرق عيونه في الدموع) لو أنني أعود بالزمان إلى الوراء لأعتذر لهن لأصلح أخطائي"

"اهذه رغبتك "

"أجل "

"سأحققها لك."

رفع لوكاس رأسه في دهشة لما قالته العين

"أنا عين الزمان و بدون مالك خاص أنا أملك قوة مطلقة أستطيع إرجاعك بالزمن. أهذا ما تريده"

"رجاءا إفعل "

"إذا إعتني بأخواتك في هذه الحياة "

و بعد قوله هذا سطع من عين الزمان نور قوي و فجأة أجد نفسي أسقط من على سريري و فوقي سقف مألوف. سقف غرفتي القديمة و عندما نظرت إلى المنبه وجدت اليوم الأول من سبتمبر سنة 2014 هذه السنة عندما أصبحت في السنة الاولى من التعليم الاعدادي و دون وعي انطلقت صرخة من فمي

"مستحيل! أنا قد عدت حقاً"

و بسبب هذه الصرخة اندفعت أخواتي إلى غرفتي

"أخي ما الخطب"

"هل أنت بخير"

عند رؤيتهن انتابني شعور لا يوصف و قد إرتعش صوتي و أنا اجيب

"أسف"

"ماذا قلت يا أخي ؟"

بدأت الدموع تخرج و إقتربت منهن شيئا فشيئا

"أنا أسف أنا كنت أخا كبيراً قاسيا (يعانقهن) أعتذر لكن أنا حقاً شخص فظيع لقد اذيتكن عدة مرات

"أخي ؟"

"هل أنت بخير حقاً ؟"

"أجل أنا بخير الآن بعد رؤيتكن و الإعتذار لكن. أخوكم الكبير سيحميكن بكل ما لديه

2023/03/28 · 1,227 مشاهدة · 2592 كلمة
نادي الروايات - 2025