"وضعي مع المانا حرج ؟ و بطريقة لا تصدق ؟" -لانا-
«هذا ليس عيبا فيك أو ما شابه لا تسيئي الفهم كل ما في الأمر أن هناك عدد من الناس يولدون مع كره المانا و هذه نتيجة للإستعمال السيء لأسلافهم للمانا » -لوكاس-
"لماذا تكره المانا أطفال من فعلوا السوء لا ذنب لهم" -لارا-
«المانا ليست كائنا حيا لكنها تمتلك الحد الأدنى من الإرادة بفضل الهاوية. و هذه الإرادة ليست متطورة بما يكفي لتميز من تحمل منه الضغينة كلا لنقل أنها بطيئة في كره الهدف حتى أن التوافق السيء سيترسخ بعد أجيال من الضغينة» -لوكاس-
"بطيئة في كره الهدف ؟ لم أفهم أيمكنك الشرح بشكل تفصيلي"
-سكارليت-
«إمم هذا يعتمد على دورة المانا في العالم و التي تشبه التبادل الغازي للشجرة: الهاوية تخرج المانا النقية من خلال الشقوق المرتبطة بعالمنا و التي تكون الزنزانات ، المناطق المهددة و الوحوش بحد ذاتها و نقوم نحن بإمتصاص المانا النقية و نخرج المانا النجسة و التي تعود للهاوية بنفس الطريقة حتى تتجدد -لوكاس- قد تستغرق عملية التجدد أجيالا فهي عملية تجديد للمانا من العالم بأسره دفعة واحدة لذا المانا النجسة التي حملت الضغينة نحو بعض البشر ستعيدها لنسل هؤلاء من خلال ما نسميه التوافق السلبي شرحي صعب صحيح أعتذر لا أعرف كيف أبسط الأمر أكثر»
"كلا كان واضحا تماماً -لانا- قلت أن التوافق لا يؤثر على الإستخدام صحيح ؟ لكنك وصفت توافقي بالحالة الحرجة بشكل لا يصدق لذا هل هناك مشكلة في حالتي ؟"
«حسنا التوافق مع المانا يشبه العلاقات مع البشر يمكنك تدميرها كما يمكنك بناءها أو إصلاحها لذا المشكلة ليست في سلبية التوافق بحد ذاته لكن نظرا لنوع إسبصارك الذي يشير إلى التسلط و الهيمنة بشكل واضح فتوافقك لن يتطور حالياً و بما أن الإستبصار يعتمد أساساً على المانا للإستمرار فلا تستطيعين توقع دعم المانا لك في الأوقات الحرجة» -لوكاس-
إستمر الصمت لمدة بعد إنتهاء لوكاس. حقيقة أنه لم يخفي هذه الحقائق لطمأنة لانا يعد تقدما رائعاً. أمسكت الأخت الكبري بيد لانا بإحكام و قالت بصوت ثابت
"إذا ماهو الحل في رأيك" -سكارليت-
«أقترح أن تبدأ لانا في تعلم السحر -لوكاس- قد تعتمد محبة المانا أحياناً على نوع و فصيل السحر الذي تعتمده. مثل الحال معي أنا لم أكن لا محبوبا و لا مكروها من قبل المانا إضافة إلى التطور البطيء و الثابت مع المانا كان فصيلي من السحر شيئا أسطوريا و النوع كذلك جعلني أصل إلى المستوى S في التوافق كذلك» -لوكاس-
أظهرت سكارليت دفترها و بدأت تدون دون سابق إنذار و كانت تتمتم بما تكتبه بصوت منخفض
"التوافق مع المانا يكون صفة من الولادة يمكن تطويرها حسب نوع و فصيل السحر أو التطور التدريجي في التعامل مع السحر....فهمت. أخي أيمكنك شرح لي الفصائل و الأنواع الجيدة و السيئة ؟"
"ها ها ها أختي سكارليت تبدو مثل عالمة السحر الآن " -لارا-
"عالمة السحر ؟ آه دعك من هذا لدي سؤال أهم. نحن إخوة صحيح ؟ يعني أننا نملك نفس السلف لماذا فقط لانا من تعاني من التوافق السلبي و خاصة أن أختها التوأم تمتلك توافقا رائعاً ؟" -سكارليت-
«سؤال جيد. هذا بكل البساطة لأنكم يا فتيات تمتلكون أسلافا منفصلين عن آل غروس و هم المستبصرين الذين إمتلكوا قدراتكن في السابق -لوكاس- ربما سمعت عن هذا كثيراً يا لانا بما أنه مرتبط بك. من بين كل الإستبصارات الأخرى فإن أسلاف مستبصري التحكم هم أكثر من قاموا بفرض قدرتهم على المانا و هذا لأن قدرتهم أساساً التحكم بالمانا الممتصة من قبل البشر »
"لذا أنا سأستمر في جعل المانا تكرهني في كل مرة أستعمل فيها قدرتي لكنها في المقابل ستعيد الكره لمستبصري التحكم من بعد أهذا ما تقوله يا أخي ؟"
«ليس تماماً. إذا وافقت على تدريب الإستبصار الخاص الذي خططت له سابقا فسأريك الطريقة الصحيحة لإستعمال قدرتك و التي لا تتضمن التحكم القسري على المانا -لوكاس- لكن لانا لا أريدك أن توافقي على هذا لأنك لا تريدين أن تكوني مكروهة من قبل المانا أو لأنك لا تريدين توريث هذا الكره لمن بعدك كما فعل من سبقك إفعلي ما تحبينه و تريدينه لنفسك فقط لك أنت هذا بالتأكيد ينطبق على لارا و سكارليت. لا أقصد أنه يجب أن نتجاهل بعضنا في قرارتنا لكن لنجعل رغابتنا متعلقة بدئرتنا الصغيرة من الأشخاص الذي نهتم حقاً بأمرهم فقط حسنا ؟»
لم تفهم الفتيات معظم ما قاله لكنه تضمن شيئا كان يلقنه لهن منذ فترة و هو الجشع الشخصي: وضع أفكارك و مشاعرك قبل كل شيء و الكفاح لإيصالها للآخرين مهما كانت الوسائل الممكنة. لقد بدأن بالفعل في التعبير عن أنفسهن أكثر ربما ذلك كان منذ تصالحوا مع لوكاس أو منذ أن قال لهم أنه سيحبهم دائماً بأي شكل كانوا و مهما حدث.
من جهة لوكاس كان نادما بالفعل في إعتبار نفسه ضمن دائرتهن من الأشخاص المهمين. لوكاس يعلم أن أخواته إعتنين به و إهتممن به دائماً هذه حقيقة معروفة بالفعل. لكن إعتبار نفسه من المهمين بينما كان يضطهدهن و يحتقرهن منذ فترة قصيرة دون ذكر الألم الذي تسبب به لهن قبل العودة بالزمن لهو غرور ساحق من وجهة نظره و حتى لو قالت إخوته الآن أنه من المهمين بالنسبة لهن فهو لن يستطيع الإعتراف بذلك لنفسه
"أجل. أنت على حق كالعادة يا أخي -لارا- أنا أريد أن أقوم بالتدريب لأنني في الطريق الصحيح لتطوير نفسي بالفعل. أستطيع الآن التحدث بثقة ، التعلم و معرفة المزيد و علاقاتي مع من حولي تصبح أوضح تدريجيا لذا العمل على إستبصاري سيكون خطوة قادمة جيدة "
كانت إجابة لارا غير مقنعة بالنسبة للوكاس و رغم أن إخوته أعطوا إجابة قريبة لكن إجابة لارا لم تبدو في محلها بالنسبة له
مرت الأيام على هذا المنوال و اليوم الأخير الذي يقضيه لوكاس و ليام في المنطقة المهددة قد وصل
"هذه مشكلة كبيرة " -ليام-
"مشكلة ؟ لا أهتم طالما لن تعرقل عودتي" -لوكاس-
"مهلا لما أنت بلا إحساس عندما تتعلق المسألة بك شخصيا ؟ إسمع هناك عدد هائل من الصحافة في الخارج و عندما تخرج سيكشف وجهك هل لا بأس بذلك بالنسبة لك أو هل لديك خطة ما ؟" -ليام-
بما أن لوكاس يعلم بالفعل أن ليام ساحر مكاني فسيكون من الأسهل طلب منه توصيلة إلى مكان بعيد عن الصحافة لكن ، بعد أن تعلم على يد ليام أسس تجنب التجار المخادعين في الأيام السابقة و ما مر به في عقده الأول مع ليام ، حفر لوكاس قاعدة في رأسه ”لا أحد في العالم سيعطيك أي شيء بالمجاني غير نفسك ، من يحبك و السذج“. و ليام لا ينتمي لهذه الفئات بشكل واضح. ربما كان الإعتراف مؤلما لكن لوكاس أدرج إسمه في لائحة السذج لا يتعلق الأمر بالتجارة وحدها فتصرفات لوكاس اللا مبالية بمحيطه جعلته يعطي الناس من حوله ما يريدون بغية عدم إزعاجه لكن هذا لم يتسبب سوى في إلتصاقهم أكثر فأكثر و لكن عطائه أصبح عادة له في تلك المرحلة سواءا كان الطالب النموذجي أو الفارس الأبيض فقد أعطاهم ما كانوا يبتغون أن يروه في لوكاس بدل شخصيته الحقيقية أو هذا ما قاله له ليام بنفسه. حقيقة أنه لم يدرك هذه الحقيقة عن شخصيته من قبل أشعرت لوكاس بالهزيمة ضد ليام لكن نوعا ما جعله أكثر راحة عندما شعر بالتطور المستمر لنفسه
"لا تقلق سأستعمل سحري الخاص للتخفي و المغادرة" -لوكاس-
"بجدية لوكا أنت بالفعل مخلوق غامض بالنسبة لي الآن أتعلم؟ أنت تجيد جميع عناصر السحر الستة الأساسية و تتقن كل واحدة منها حتى الرتبة S هل يمكن إعتبارك بشري الآن ؟" -ليام-
"يبدو أنك أخيرا قيمت مهاراتي بنجاح يا ليم " -لوكاس-
"الشكر لك لأنك لم تعد تراوغ لإخفائها بعد الآن" -ليام-
في هذه الفترة الصغيرة التي قضياها معاً جمعت لوكاس و ليام رابطة جيدة بما يكفي حتى يستقر ليام أخيراً في إسم للوكاس و الذي كان أول لقب ناده به و بدوره لوكاس قرر إختصار إسم ليام. و الذي جعلهما يبدوان حقاً كصديقين رغم أن كلاهما في الواقع تحركهما المصالح أو هذا ما يظهرانه لبعضهما البعض
(تعليق المؤلفة: أيها القراء الرجاء عدم التأثر الشديد بمدى قرب لوكاس و ليام الحالي فالسبب الحقيقي للإستقرار في الإسم لأنني لا أملك مفردات مشتقة من لوكاس بعد الآن 😅 أمزح أمزح
وقف كلاهما أمام وحش زعيم و حوله ما يعادل أربعة عشر أو خمسة عشر وحشا في رتبة D. لم يستغرق منهما لحظة حتى طارت رؤوس الوحوش الصغيرة أو تلاشت تماماً و بقي الزعيم الذي لم يعد يشكل مشكل كبيرة ، ربما هو كذلك بالنسبة لمبتدأ كليام لكن بما أنه مع لوكاس فقد كان مقتنعا أنه سيكون بخير. وجه ليام مسدسه نحو الوحش بينما إنطلق لوكاس بسرعة إلى المقدمة
أطلق ليام رصاصة كادت تصيب لوكاس لو لم يقفز في الوقت المناسب و النتيجة كانت إصابة رجل الزعيم بدل ذلك أثناء فقدانه توازنه إلتف لوكاس في الهواء أثناء إشعال النيران في رجليه. ركل الزعيم ركلة سحقة جمجمته و حول النيران العظام المكسورة إلى رماد بالفعل
الآن بعد أن أكملوا مهمتهم التي طالت أسبوعين كما هو مخطط له أصبح بمقدور لوكاس العودة. لف نفسه عاصفة رياح ناعمة و قال لليام
"أسرع طريقة لمحو هذا الحاجز هي مغادرته لذا سأغادر أولا" -قال لوكاس هذا و إختفى فجأة -
(تنهد)
"أنت حقاً متبلد المشاعر ظننت أنني شرحت مسبقا أن هذا ليس جيداً لك لوكا" -ليام-
لكن لوكاس لم يكن يتوقع أن يجد ماري في منزله تتحدث مع والديه بشكل عفوي و مرح. لم يعتبر لوكاس ماري كشخص خطر لكن مسألة أخيها جعلته قلقا بشأن مكان أخواته اللاتي من المفترض انهن عدن إلى المنزل في هذا الوقت من المساء لكن لا يوجد أثر لهن
*****
مرحبا أولا أريد الإعتذار على سحبتي السابقة و أعدكم بالتنزيل الأسبوعي كل يوم ثلاثاء و إن شاء الله أفي بوعدي و لا تصير مشاكل مثل المرة السابقة
ثانيا لاحظت أن نظام روايتي يستمر في التعقيد أكثر فأكثر لذا إذا كان لدى أي واحد سؤال حول نظام السحر الهاوية أو ما شابه في روايتي يكتب في التعليقات و أنا سأشرح في الفصل اللي بعده
و شكراً لقرائتكم و دعمكم المستمر لرواية "أنا فارس أخواتي الأبيض"