'توقعت أن يتم إستدعائي أبكر من هذا يبدو أنهما كانا مراعيا لدرجة ما بسبب إغمائي ' _لوكاس_

هذا ما فكر به لوكاس عندما وجد نفسه في مكتب المدير مواجها المعلم كارل و رئيس مجلس الإنضباط و قد كان بدهيا سبب إستدعائه. الحادثة الأخيرة مع أيجيكل التي لم يشرح لوكاس تفاصيلها بشكل تام لهما و قد إحتوت خطة إجرامية بشكل واضح

"لذا أولا لوكاس هل أنت بخير لقد أغمي عليك بشكل مفاجئ. و بسبب ما قلته لم نتمكن من أخذك لتتعالج بشكل صحيح" _كارل_

"لا عليك معلم كارل فأنا كنت بين أيد أمينة." _لوكاس_

"إذا كنت تتحدث على أخواتك فأنت محق لكن والديك لا " _كارل_

نظر الرئيس إليهما و عندما شعر أنه خارج المحادثة لفت إنتباههما بسؤال أعادهم إلى الموضوع الرئيسي

"أعتذر على المقاطعة لكن إذا سمحت لي بالسؤال عن كيفية معرفتك بشأن أيجيكل و تورطه في هذا النوع من الأشياء " _الرئيس_

"حصلت على المعلومات من منظمة مرتزقة تلك التي ظهرت مؤخرا في الأخبار "الكيوبر". لم يكن لبحثي أي علاقة بأيجيكل لكنني ربطت بعض الخيوط هنا و هناك و إكتشفت أنه متورط في هذا " _لوكاس_

"الكيوبر ؟ أيمكنك شرح أكثر متى ذهبت إلى منظمة مرتزقة خطيرة و قوية كالكيوبر ؟" _قال المعلم كارل بنبرة هادئة و غاضبة _

"اوه لا تسئ الفهم معلم كارل. لقد صادف فقط أن تعرفت عليهم بسبب وظيفتي ذات دوام جزئي" _لوكاس_

"وظيفة ذات دوام جزئي ؟ ما دخل هذا ؟" _الرئيس_

"إتضح أن المطعم الذي أعمل فيه مكان يتجمع فيه بعض المرتزقة من تلك المنظمة و بما أنهم زبائن دائمون قمت ببضعة محادثات معهم مسبقا لذا وجدت من الملائم أن أخبرهم بطلبي و قد كان هذا خيارا جيداً خصوصاً أن إختصاص فرعهم هو المعلومات. لذا أنا قمت لم أذهب إليهم مباشرة." _لوكاس_

نظر الإثنين إلى لوكاس نظرة متشككة رغم أن القصة التي رواها مقنعة للغاية. و قد بدا الرئيس على شكل أكبر مترددا في الكلام فحسبه لوكاس يرغب في سؤاله عن ما بحث عليه من خلال المرتزقة و يتراجع كلما تذكر أن هذا تطفل منه. و قد أذهل هذا لوكاس الذي إعتقده من النوع الذي ينتدفع دون تفكير عندما يتعلق الأمر بواجبه.

"و هناك شيء آخر حيرني. جلستك الغريبة وسط الشارع في ذلك الوقت عندما إلتقينا بك ، معرفتك عدد الحراسة و تطوعك الشخصي لإلهائهم أثناء دخولنا ، خروج جميع من كان في المكتبة مذعورين عند رؤيتك و فوق كل هذا تصرفك الرزين و الهادئ في موقف حيث كانت أخواتك شبه مخطوفات. لديك موقف أشبه بمقاتل خبير يا لوكاس أيمكنك تفسير هذا لي " _المعلم كارل_

بدت ملامح الرئيس و كأنه متشوق لسماع إجابة هذا السؤال أكثر من سابقه. على الأغلب هذا أكثر ما حيرهما في ذلك اليوم لكن لا يستطيعان فتحه مباشرة. وجد لوكاس مشكلة في التملص من هذا السؤال و قد ندم بالفعل على التصرف بإستهتار أمامهما رغم أن في ظل تلك الظروف لم يمتلك خيارا سوى الإعتماد على معلم كارل لإيصاله إلى هناك و الرئيس الأكثر معرفة بأيجيكل و الذي سيكون عونا إذا حدث أي شيء مفاجئ

"لا أعلم بشأن المقاتل المحترف لكنني ساحر. جلوسي و لمسي الأرض في ذلك الوقت كان لمعرفة مكان أخواتي بإستعمال السحر" _كان لوكاس يتلاعب بالماء في الكأس بالسحر و كأنه يثبت لهم صحة قوله _

"س.ساحر؟ منذ متى ؟ لماذا ليس لي علم بالأمر ؟"_قال المعلم كارل في حالة ذعر _

"هذا حصل منذ ثلاث أو أربعة سنوات كنت في ذلك الوقت أقرأ كتب السحر فقط في مرحلة ما بدأت أقوم بالتعاويذ التي أتخيلها في عقلي دون إدراك. أخفيت الأمر لأنه لدي بعض الإدراك أن شيئا كهذا ليس طبيعي و قد كان لدي خطة أن أنضم إلى نقابة ما عندما أصبح في الثانوية حينما أحصل على إذن للعمل الجزئي" _لوكاس_

"أفكرتك على الأعمال الجزئية للقاصرين هي قتلة الوحوش و السحرة ؟" _الرئيس_

"أستطيع أن أنجح في أي مجال أختاره لكن نظرا لأن هذا المجال بدأته دون أن أدرك علي أن أفعل أفضل ما لدي " _لوكاس_

"أهذه هي الحقيقة يا لوكاس ؟ أجبني بصدق " _المعلم كارل _

نظر لوكاس بإرتباك إلى المعلم كارل غير مدرك إذا كان يسأل إذا كان كيفية تعلمه السحر أو سبب رغبته في الإنضمام إلى هذا النوع من الأعمال حقيقة. لكن بدل إستكشاف مقصد المعلم كارل قرر أن يصارحه بما أراد أن يقوله بحق

"السبب لدراستي السحر منذ الصغر هو نفس السبب الذي لأجله كنت أعمل على المثالية التي لا وجود لها في الحقيقة سواءا في الدراسة أو التصرفات أو أي شيء آخر. لم أرد أن أكون عالة لأنني فكرت أنني بهذه الطريقة لن أكون عقبة في طريقهم" _لوكاس_

لم يفهم الرئيس حديث لوكاس لكنه شعر أن الجو أثقل بالكأبة بعد كلامه فقرر عدم التدخل و تناسي الأمر فهذه المحادثة لا دخل له بها على ما يبدو

"لكنني بعد أن تغيرت غيرت تلك الخطة الطفولية الحمقاء لذا لا تقلق. أنا لن أفعل شيئا غبيا كرمي نفسي نحو وحش ما لأجل لفت إنتباه شخص لا ينظر الي مسبقا" _لوكاس_

تغيرت نبرة لوكاس من الحزن إلى الغضب الخفيف و التي بدا للمدير كهموم أثقلت على عاتق طفل منذ أدرك العالم من حوله و التي زادت حس المسؤولية تجاهه. تنفس لوكاس كأنه أخرج غيمة سوداء من المشاعر السلبية ثم نظر إليهما نظرة مهنية و قال

"الآن لا أظن أن هناك شيء لم أشرحه بشكل صحيح و إذا تجاهلت شيئا فسنتركه لاحقاً لأن الأهم هو معرفة ما سنفعله حول هذه المسألة" _لوكاس_

نظر المدير إلى الصبيان أمامه يشعر بالعجز لإشراكهما في مسألة كهذه و غير قادر على طردهما بسبب إنخراطهما المسبق بها بشكل أعمق منه شخصيا لكنه رد بطريقة واثقة

"لقد فكرت في الأمر كثيراً و لا أستطيع تخيل أن مراهقا في عمر أيجيكل كسيلار قد يفعل هذا من تلقاء نفسه لذا لوكاس أيمكنك إخباري إذا كنت تعرف عن إنخراط عائلته أو بالغ مقرب منه بهذا ؟" _المعلم كارل _

"فكرت بالأمر أنا أيضاً لكن أخته لا تبدو متورطة بهذا النوع من الأشياء فهي مركزة للغاية على جعل أكبر عدد من الناس في صفها كأي طالب نموذجي من عائلة غنية في مدرسة ستار " _الرئيس_

"بشأن هذا. أفراد عائلة كسيلار ليسوا كلهم على معرفة بهذا المشروع شخصيا لكن لديهم معرفة جزئية بأن أعمال عائلتهم ليست نظيفة كلها. و ما كنت أبحث عنه مع المرتزقة كان شيئا له علاقة بالحكومة لذا حصلت على معلومات شاملة من بينها علاقات الحكومة مع تلك العائلات و هناك أسماء محددة منها و صادف فقط أن الشخص الذي له علاقة بضالتي مرتبط بهذه القضية و من خلال هذا علمت أنهم يستهدفون طلاب مدرسة ستار" _لوكاس_

"لكن كيف توصلت لأن أيجيكل متورط؟" _الرئيس_

"أنا فقط استنتجت تورط طالب إذا كان هناك شيء من هذا القبيل و نظرا لأهمية هذا فلن يختاروا طالب ثانوي بما أن فرص إقترابه من الابتدائية ضئيلة و لن يختاروا شخصا لا علاقة له بأمرهم لذا سيكون شخصا من اللائحة التي لدي أو مرتبطا بها و عندما وجدت أن نائب الرئيس الذي يتطابق وصفه مع هذا أخذ جينيور إبتدائية من العدم أصبحت الصورة واضحة "_لوكاس_

كان الرئيس يراجع ما سرده لوكاس و تعبيره يبدو أكثر إقتناعا شيئا فشيئا بينما المدير الذي كان لديه سؤال أهم إستمر في المحادثة

"لكن لماذا مدرستي على وجه الخصوص ؟" _ كارل _

"لا أعلم و لم أكن مهتماً حقاً في معرفة السبب عند إدراك أن أخواتي أول المستهدفين" _لوكاس_

"لذا لوكاس...أولائك الزبائن في المطعم الذي تعمل فيه أيمكنك تدبير لقاء لنا معهم ؟" _الرئيس_

"هاه لماذا ؟ " _كارل_لا

"أتريدنا أن نتورط مع الحكومة أستطيع تخيل مشهد قتلهم لنا لإخفاء شهود فعلتهم إذا إكتشفوا أمرنا لذا بدل ذلك علينا أن نتواصل للعدو اللدود للنقابات و هي المنظمات و بما أن لوكاس كان محظوظا بما يكفي للتواصل مع أحد أقوى تلك المنظمات بشكل غير مباشر لذا يمكننا أن نطلب منهم التعامل مع الأمر " _الرئيس_

كان تفكير الرئيس منطقيا نظرا إلى المعلومات التي لديه لكن كلا المدير و لوكاس بدا غير راضيا فبدأ المدير بقول

"لن نفعل شيئا غبيا كهذا. حتى لو كانت المنظمات و النقابات متخاصمين هذا لا يعني أنهم يواجهون بعضهم بما أنهم في نفس الصف ضد ما يهدد الأمن و السلام." _المعلم كارل _

"حتى لو جعلنا طلبنا متوقفا فقط في حفظ سلام مدرستنا على الأقل من المشكلة. هل تعلم حتى كم ثمن الذي ستدفعه للطلب ؟ أعني طلبي مثلا لم يكن مسألة بتلك الأهمية و مع ذلك كم كان سيكلفني 10.000فيتام " _لوكاس_

صدم الإثنين بمعرفة المبلغ و لكن لم يكن لدى المدير وقت للتردد و الصدمة

"لوكاس لا تخبرني أنك مدين لهم بهذا المبلغ ؟ هذا غير قانوني تماماً" _المعلم كارل _

"أجل أليس هذا إستغلال للقاصرين ؟ النوع الذي سيجرك إلى الفساد بهذا النوع من الديون " _الرئيس_

"اوه لا لا أسأتم الفهم مرة أخرى كان هذا الثمن الأصلي الذي من المفترض أن أدفعه لو كنت بالغا قادرا ماديا ألم تسمعونني أقول (كم كان سيكلفني)؟ هذا بكل وضوح يعني أن الوضع معي مختلف. بالنسبة لي علي أن أدفع فقط 1.000 فيتام. أجل أجل أعلم ما تعنيه نظراتكم أنا مدرك أيضاً أن ألف فيتام ليس مبلغا يدفعه طالب إعدادية أيضاً. لهذا إقترحت عليهم الدفع بطريقة مختلفة و هي الإشتراك في بضعة مهمات على أنني متدرب و بهذا أدفع بمساهماتي. لم أوضح ذلك مسبقا بشكل جيد لكن مستواي السحري متفوق على من في الرتب D لذا الذهاب في مهمات بحقوق حماية كمترب و في هذا المستوى لم يكن ليشكل خطرا على حياتي بتاتاً " _لوكاس_

نظر المدير إلى لوكاس نظرة يملئها شعور ساحق بالذنب و كأنه يلوم نفسه على وصول الصبي الذي يرعاه إلى مرحلة دخول في أهوال العالم من السحر و الوحوش دون حماية أهله و نمت مشاعر كرهه لمعايير هذا المجتمع لتحقير طفل صغير لمجرد ولادته بشكل طبيعي و سليم. و بما أنه أدرك أن طلابه يراقبانه غير الموضوع بسرعة

"بدل هذا أليس علينا في البداية إخراج أيجيكل من هذا النوع من الأشياء هو في النهاية مازال مراهقا جاهلا يتبع كلام البالغين لا أكثر" _معلم كارل _

إندهش كلاهما من الأولوية التي رسمها المدير ففي النهاية قد نسوا تماماً أنه الراعي لكل الطلاب على حد سواء. و تلك كانت مشكلة بالنسبة إلى لوكاس الذي لم يفكر و لو مرة واحدة في خطة تمكن من إبعاد أيجيكل عن التوت البري. كان مع المدير حق لم يكن لدى هذا الطفل الصغير سوى السلوك في هذا الدرب و لوكاس يعلم أكثر منهم جميعاً أنه لم يكن خيارا بالنسبة لأيجيكل و هذا عندما قبض عليه في حياة لوكاس السابقة. تنهد بألم غير ظاهري و فتح فمه لتكلم لكن المدير قاطعه متابعا كلامه

"لكن بما أنني سأبدأ بهذه الأولوية فهذا يعني أنه بدآ من الآن لا دخل لكما بهذه المشكلة أيها الصبيان" _معلم كارل _

و يبدو أن لوكاس و الرئيس بديا متفهمين لدرجة كافية. و بما أن المشكلة لم تعد جماعية بعد الآن فقد انتهت المحادثة لكن لوكاس قال ما جاء لأجله

"بالمناسبة ستقوم أخواتي بتبديل السينيور لا تحديداً سيقوم أيجيكل كسيلار بالإنسحاب من مهمة السينيور عما قريب لذا لتضع إسمي في أول القائمة هذه المرة " _لوكاس_

"بما أن الوضع قد تسبب في تهديد طالباتي فسأقوم باستثناء هذه المرة و سيكون السينيور إختياريا لهن " _معلم كارل_

"هذا جيداً اوه و أيضاً طلبت أخواتي إعطائكما هذه إمتنانا لمساعدتكما " _قدم لوكاس علبتي حلوى مصحوبة بطاقات شكر للرئيس و المدير _

إبتسم المدير على نطاق واسع بينما أخفى الرئيس سعادته بهذه الهدية محرجا ثم قال لوكاس بابتسامة مريرة

"أشكرما على مساعدتكما. لا أعلم ما الذي كنت سأفعله لو لا مساهمتكما في ذلك الوقت لذا أنا ممتن للغاية. أسف على التأخير لم أستطع شكركما كما يجب مسبقا" _لوكاس_

بعد ذلك خرج لوكاس و الرئيس من مكتب المدير و سارا في الممر معاً. بما أن الدوام المدرسي قد انتهى بالفعل كان الصمت في المكان محرجا نوعا ما فألهى رئيس المجلس نفسه بقراءة بطاقة الشكر على علبة الحلوى

[شكراً لإنقاذنا من السينيور غريب الأطوار. رغم أنك لا تعرفنا و لا نعرفك إلا أنك هببت لمساعدتنا و هذا عنى لنا الكثير سيد داميان]

"بالمناسبة ما الذي شرحته لهن من الحادثة" _الرئيس_

"لم أشرح الكثير حقاً فلقد كانوا مدركين لمعظمه" _لوكاس_

"ك.كيف؟ " _الرئيس_

"لا داعي للدهشة أخواتي ذكيات مقارنة بعمرهم فنظرا لمرضهن و شرحي لطريقة علاج نقص المانا لكما أمامهن فسيكون من السهل لهن إستنتاج الفكرة الأساسية صحيح ؟" _لوكاس_

"همم يبدو أن أخواتك مختلفات عما قاله أيجيكل عنهن. فقد قال أنهن غير محبوبات بين زملائهن و يشاع أنهن غير جيدات دراسيا و ما إلى ذلك لكن مجددا بما أنها قادمة من أيجيكل قد تكون أكاذيب لهدف ما " _الرئيس_

"لا ليست كذلك حقاً. أخواتي يتعرضن للتنمر و قد تم إهمال دراستهن لمدة لذا هم كن متأخرات على أقرانهن في البداية كنت أريد أن أكون أنا السينيور حتى نستطيع إصلاح هذه المشاكل معاً لكن انتهى بهن المطاف مع كسيلار بدلا مني و على ما يبدو حاولن بمجهودهن الخاص جعله ينسحب من دور السينيور بالتنمر عليهن حتى يكرهنه." _لوكاس_

"أجل أذكر أني إقترحت عليه مرة أو مرتين الانسحاب عندما كان يعود متعباً. _الرئيس_ بصراحة لم أكن أعلم أن لديك إخوة أصغر منك. الجميع كان يتحدث على أنك الوريث الوحيد لمجموعة شركات أو ما شابه "

"هذه مخيلة الطلاب التي تحولت إلى إشاعات كالعادة _لوكاس_ سأكون ممتناً إذا شرحت لهم أنني مجرد طفل عادي من عائلة مدنية ميسورة الحال لا أكثر "

"أتظن أنني قائدهم أو ما شابه ؟ سيتحول الأمر إلى نوع آخر من الثرثرات و التي ستعود إلى نفس النتيجة. في النهاية عليك أن تقبل منصبك كنجم مدرستنا يا لوكاس" _الرئيس_

"لذا علي أن أخضع للإعجاب الغير المرحب به في رأيك ؟ أتظنين أعشق القافلة التي تتبعني حتى إلى الحمام أو غرفة تغير الملابس يا شيزلين ؟" _لوكاس_

"لقبي هو شيزرين و ليس شيزلين " _الرئيس_

"حقاً ؟ أعتذر الناس يدعونك إما بإسمك أو بالرئيس لذا لم ألاحظ التهجئة الصحيحة" _لوكاس_

رغم أنه لم يكن سوى تصحيح تهجئة إلا أن الخطأ كان مقصودا من جهة لوكاس و قد بدى داميان شيزرين حذرا بعض الشيء منه لكنه تجاهل الموضوع فقد كان نزلا إلى الطابق الأرضي و إفترقا حينها. بينما كان على لوكاس إنتظار سكارليت فحسب رسالتها النصية يبدو أن صفها تأخر ساعة اليوم. جلس على الأرجوحة في الحديقة و ظل يراقب النافذة فصل سكارليت. لم تمر فترة حتى لاحظ الأطفال لوكاس في الحديقة و فتحت كل النوافذ المطلة عليه

"أنظروا أليس هذا لوكاس غروس ؟"

"إنه هو حقاً! يبدو أنه ينظر إلى صفنا"

"أهناك من ينتظره ؟"

إستمرت ثرثرتهم حتى أمر المعلم بغلق النوافذ مجددا و الإنتباه على الدرس. كانت سكارليت في ذلك الوقت تدعي عدم المبالاة بلأمر بينما تكبح ضحكتها بالكاد.

'يبدو أن أخي قرأ رسالتي. لكن سيكون من الصعب العودة معاً بعد أن لاحظنا الكثير من الناس الآن صحيح ؟'

ثم فجأة لفت إنتباهها همس الفتاة التي بجانبها

"لا تبدين مهتمة بشأن الفارس الأبيض" _ليزا_

"لسنا في نفس الطابق لذا هذا بدهي" _سكارليت_

ليزا هي تلك الفتاة التي تقدم نوعا من محاضرات المساواة في كل مرة تنمر فيها الأطفال على سكارليت. لكن سكارليت لا تطيقها لأنها تعتبرها في نفس فئة ماري من المنافقين المتصنعين. فلو كانت حقاً لا تحب هذا التنمر لكانت قامت بإجراء ملموس بدل الثرثرة في كل مرة. لكن منذ أن شرح لوكاس لها الموضوع مع ماري بدأت تلحظ أن الأمر متشابه نوعا ما مع ليزا. فهم يرونها كالفتاة الطيبة الحساسة التي لا تعلم عن مفاهيم العالم الموضوعة من قبلهم لإقناع انفسهم بأن تنمرهم على سكارليت أمر مفهوم. رغم أن الأولاد غير صادقين و طفوليين لكن يمكن ملاحظة إعجابهم بها. و ربما هي تعتقد أن جلوس فتاة ”غنية و طيبة“ مثلها بقرب سكارليت ”العامية المكروهة“ سيجعلها سعيدة بجنون أو ما شابه. و لحسن الحظ لم تكن سكارليت وحدها التي تشعر النفور من المتصنعة ذات الأفكار المغرورة فأيضا إيجي لم يحبها إطلاقاً و صرح بإنزعاجه منها عدة مرات رغم أن الطلاب إعتقدوا أنه لم يحب تدخلها في لعبة التنمر خاصته.

بذكر لعبة تنمر إيجي، بعد ما حدث عندما ضربته سكارليت و على عكس المتوقع من طبيعة إيجي الفخورة ذهب إلى المدرسة في اليوم التالي رغم عينه المرزرقة و شفته المجروحة. فحسب معرفتهم به كان الإخوة غروس يتوقعون غيابه لبضعة أيام حتى تخفى ملامح هزيمته لمستوى جيد. كانت لارا و لانا حازمات في قول أنه يحاول تعزيز فكرة الطلاب على أنهن همجيات و عدوانيات لكن سكارليت كانت متشككة بشأن هذا. على أي حال نادها على إنفراد بعد نهاية الدوام في ذلك اليوم و غني على القول أن الطلاب كانوا يراقبانهما من مسافة آمنة مدعين أنهم سيحمون إيجي إذا حاولت تكرار فعلتها بطريقة ما رغم أنه حذرهم من إهانته و إزعاجه هكذا.

"أريد معرفة أولا هل كان ذلك الدفتر يحوي على شيء من سرك ذاك ؟ فلا أستطيع تخيل فأرة جبانة مثلك تتصرف هكذا لو لم يكن شيئا من هذا القبيل " _إيجي_

"يبدو درس القناعة لم يكن كافيا تلك المرة صحيح ؟" _سكارليت_

"أتعتقدين أنك تهديديني ؟" _إيجي_

"و كيف أهدد شخصا جلب نصف المدرسة حراسا شخصين " _سكارليت_

إلتفت إيجي بسرعة ورائه فلمح الطلاب الذي أسرعوا للإختباء فإستشاط غضبا من هذا

"لو أنك فهمت ما أخبرتك به في ذلك الوقت لكنت أدركت أنك لست حقاً ذا سلطة هنا. فهم يتبعون فقط الأشياء التي يعتقدون أنك ستقدرها منهم مثلا لو كانوا حقاً أتباعك فلم تكن لترى ظلا واحداً منهم إذا نهتيتهم عن ذلك " _سكارليت_

"إخرسي و لم تجيبي على سؤالي بعد " _إيجي_

"أخبرتك أيضاً أنني لست مضطرة لإرضائك على عكسهم. و لكن إذا كنت تعتقد أن سرا مهما في ذلك الدفتر شجعني على فعلتي فأنت مخطئ. كل الموضوع أنني إكتفيت من التماشي مع عرض تنمية ثقتك بنفسك عبر إستصغاري. إقترح علي شخص أقدره للغاية أن أبسط طريقة لإيقاف هذا هي التنمر على المتنمر أمل أنه كان مفيداً" _سكارليت_

"تنمية ثقتي بنفسي بإستثغارك ؟ أهكذا بدا الأمر لك ؟ هل أبدو لك شخصا يحتاج الثقة ؟" _إيجي_

"حسب مقالة على الأطفال يميل الأطفال للتنمر على من هم أفضل منهم للحصول على الثقة بأنفسهم. الإحصائيات في هذه المقالة كانت جيدة و مقنعة " _سكارليت_

"و تعتقدين أنك أفضل مني ؟" _إيجي_

"إنها أفضل من نظرية ليزا المضحكة ألا تعتقد ؟" _سكارليت_

(ليزا قالت لسكارليت سابقا أنهم يتنمرون عليها لأنهم معجبين بها)

"و إلا هل هناك سبب منطقي و قابل للتصديق لديك لأفعالك الطفولية " _سكارليت_

"أنا فقط أردت أن أري الجميع أنني قاسي مع الناس الذي لا أحبهم و أنت كنت في قمة اللائحة و هكذا كان الأمر " _إيجي_

"أوه بالتفكير في الأمر أنا قد ضرب من في قمة لائحتي كذلك لذا أعتقد أننا متعادلين الآن حسنا ؟"_سكارليت_

"متعادلين ؟"_إيجي_

"أجل لا تتنمر علي و على إخوتي بعد الآن فإذا فعلت سأضطر لجعلها معادلة متساوية كما هي الآن" _رفعت سكارليت قبضتها و نظرت له بحزم _

"لقد تنمرت عليك لما يزيد سنتين و ستنهينه هكذا فحسب ؟" _إيجي_

"أجل ؟ لقد قمت بما أردت فعله طوال هذه السنتين بالفعل. رغبتي في لكم غرورك و التي لم أدركها سوى الأمس قد تم تسويتها " _سكارليت_

ذهبت سكارليت بعد أن أنهت ما أرادت قوله رغم أنه هو من إستدعاها. و تماماً كما قالت له أصبحوا متعادلين ثانية و حتى هذا اليوم لم تشهد أي شيء من جهة إيجي. صحيح أن بقية الطلاب إستمروا في تنمرهم دون إيجي لكن كانت راضية أنها أخضعت المشكلة الكبرى فاجأها صوت ليزا الذي أعادها إلى الواقع

"حقاً ؟ ألا تعتقدين أنه كالأمير الساحر صحيح ؟"_ليزا_

و بعد أن راجعت سكارليت ما قالته سابقا تذكرت أنها سئلت عن رأيها حول لوكاس

"لست مهتمة للفارس أو الأمير أو أي شيء آخر" _سكارليت_

"إنها مجرد ألقاب يا سكارليت قصدته كشخص فهو أروع و أجمل صبي في مدرستنا بأكملها" _ليزا_

إستشعرت سكارليت أن ليزا تحثها على الإعجاب بشكل قسري.

'أهي تريد جعل الطلاب يسخرون مني لإعجابي بالفارس الأبيض أو ما شابه ؟ هذا سخيف و المشكلة أنني عاجزة عن التفسير لها. بالتفكير في الأمر أخبرتني لارا أنهما تورطا في أمر كهذا و أجابت لانا ب....'

"لا أراه بهذه الروعة كما تقولين. أعني مقارنة بأخي فهو مجرد طالب عادي في نظري " _سكارليت_

"إيه أتقولين إذا أن أخيك بنفس أو أعلى من مستوى لوكاس ؟" _تعمدت ليزا قول هذا بنبرة عالية ليسمعها من حولها_

لكن سكارليت لم تبدو مهتمة حقاً فكما فعلت لانا و لارا قد قالت ما تشعر به بشكل صحيح فأخوهن ليس مجرد وجه رسمي لمدرستهم. ثم سمعت رنين من هاتفها فقرأت الرسالة النصية التي كتبها أخوها في مجموعتهم

[يا فتيات قال المدير أنكن ستحصلن على إستثناء خاص و تسطعن أختيار السينيور خاصتكن بقي فقط انسحاب أيجيكل و حسب]

تفاجأت سكارليت و بالكاد منعت نفسها من الإلتفاف إلى نافذة التي يطل عليها لوكاس من دهشتها و قد زاد غيظ ليزا الداخلي عندما إكتشفت أن سكارليت لا تأبه بشيء من الإزدراء الموجه لها في خضم اللحظة

2024/07/02 · 80 مشاهدة · 3253 كلمة
نادي الروايات - 2025