"صغيرتي سكارليت هل تتجسسين على والدك ؟" _الأب_
بدت علامات الغضب واضحة على وجه سكارليت و قالت بنبرة مهتاجة
"أتجسس ؟ أتعتقد يا أبي أنني أتجسس عليك ؟" _سكارليت_
كانت لارا و لانا متفاجئتان و متوترتان في نفس الوقت لقد خيل لهما أن ما ستقوله سكارليت بعد هذا هو "أجل لقد إسترقت السمع لمحادثتك و يبدو أنني فعلت الصواب بهذا " في الواقع إذا وضع كليهما في نفس الموقف لقالا هذا لأنهما بالفعل لديهما الكثير لقوله بهذا الشأن و خاصة بعد ما سمعنه بشأن التصرف عديم الرحمة الذي سيفعله لإبنه و أخيهن لوكاس. لا على الأغلب كانت سكارليت تنوي حقاً قول ما فكرت به أختيها فقد توقفت عن الكلام لتتنفس أو لضبط غضبها بالتحديد ثم قالت بثقة
"هل أصبحت مستميتا لجعل أخي سيئا لدرجة أنك لم تنتبه أنك من رد على مكالمتي يا أبي ؟كيف أستطيع التجسس عليك بهاتفي في المقام الأول ؟" _سكارليت_
نظر الأب إلى هاتفه بسرعة فوجد بالفعل إشعار بأنه يتصل بسكارليت و مدة المكالمة كانت عشر دقائق تقريباً لذا كانت منذ بداية المحادثة مع لوكاس و بما أن هاتفه كان في جيبه طوال الوقت و لم يلتقي بالفتيات منذ وصوله للمنزل بما أنه كان يستعجل في طرد لوكاس فلا شك في أن فتح المكالمة لم يكن من فعل الفتيات بالطبع سيكون موضوعا آخر إذا كان الفاعل لوكاس. صحيح أن لوكاس قادر بالفعل على سحب الهاتف دون علم الأب لكن ليس من المفترض أن يعلم بمهارة لوكاس لكن الوالد مازال مصرا على تلفيق التهم على لوكاس و لو كانت غير منطقية
أما بالنسبة للفتيات فبعد أن شرحت سكارليت لهن عن كيفية عمل المتنصت فعلى ما يبدو أنه يفتح مكالمة قسرية فور تشغيله و ستكون المكالمة مسموعة من طرف واحد و هو طرفهن. يبدو تطبيقا خطيراً لكن بما أن من رشحه و علمه لسكارليت هو ليام فلا عجب في ذلك. في هذه اللحظة لمحت لانا و لارا نظرة الأب المعتادة نحو لوكاس فإرتجلتا لحمايته
"مهلا أيعني هذا أن أبي لا يعلم حقاً أنه أجاب على اتصالنا ؟ إعتقدت أنه جعلنا نسمعه وهو يطرد أخي. هل يعقل أنه ضغط على زر الإتصال بالخطأ أثناء وضع يده في جيبه أو ما شابه ؟" _لارا_
"هممم ربما و ربما يكون قد إتصل دون إدراك منه أعني لم يسبق لأبي أن أغلق مكالمة إذا كانت منا صحيح ؟ لا عجب أنها أصبحت عادة عنده فلم يدرك حتى أنه فعل هذا " _لانا_
بدأ الأب في التشكك حقاً في الإحتماليات التي ذكرتها سكارليت و ثم أنهت سكارليت الحديث بصرامة
"سواءا كان ذلك بالخطأ أو دون شعور منه يبدو أن القدر جعلنا نسمعه هذه المحادثة لسبب ما. لا عجب في ذلك أردت أن ألهيك بمكالمة حتى تتراجع على توبيخ أخي دون سبب كالعادة فصادف أن سمعنا شيئا أكثر فظاعة ألا تعتقدان أن هذه إشارة لنا لمنع قرار والدينا التعسفي يا أختاي ؟" _سكارليت_
"عن ماذا تتحدثن يا فتيات. أنا أفعل هذا لمصلحتكن منذ أن تغير أخوكن و أنتن...." _الأب_
"و نحن ماذا يا أبي ؟ هل رأيتنا نبكي ؟ هل رأيتنا مصابات ؟ هل تدهور شيء في حياتنا اليومية ؟ على العكس تماماً أنا أرى أن هذه السنة كانت سنة رائعة و خالية من الهموم بفضل أخي بالطبع الهموم الوحيدة التي نشعر بها هي فكرة ابعادكما أخي عنا و هذا ما تخطط له الآن " _لارا_
"صغيرتي لارا أنتن متوهمات لا تعلمن الصواب و الخطأ بسبب صغركن واجبي كأب هو حمايتكن" _الأب_
"أوه هل هذا صحيح ؟ إذا أبي بما أنك تعلم ماهو الصواب أيمكنك إخبارنا ما التهديد لمستقبلنا الذي سيسببه أخي بتصرف كما يتصرف أي أخ طبيعي في هذه الحياة ؟" _لانا_
"أنتن لا تفهن أنا أحميكن ، أنا أحميكن من المصير الفظيع الذي يحمله ذلك الطفل اللعين معه ببقائه معكن. أنتن في خطر بصفتي والدكن علي...." _الأب_
نظرت الفتيات إلى والدهن بعجز لقد كن على إستعداد بالفعل على الدفاع على أخيهن لساعات و أيام إن لزم ذلك لكن ما فائدة الكلام الموجه إلى جدران لا تسمع لقد تحدثن مع الأب عدة مرات و دائماً يقول لهن أن لوكاس تهديد و هو سيحميهن قد تكون تلك وقاحة بالغة في حق والدهن و والدتهن لكن أصبح للفتيات إنطباع عنهما كشخصين يفقدان كل خلية عقل سليمة و يبدآن بتشغيل نفس الإسطوانة الصدئة كلما كان الحديث حول لوكاس. في ذلك الوقت شعر لوكاس بالإرتياب حول مسألة أخرى الوصف الصحيح هو أن غرائزه القتالية المصقولة لسنوات كانت تهز عموده الفقري بقوة كأنها تنذر بأن شيئا ما ليس في مكانه الصحيح من ردة فعل الأب المذعورة لكنه تجاهل هذا و تحدث أخيراً لينهي معركة اليوم الطويلة
"يا فتيات أظن أنكن سمعتن بالفعل بأني أملك معرفة مسبقة بقرار والدينا صحيح ؟ أنظرن خلفكن أنا بالفعل أخرجت الملابس في خزانتي لذا بإعتقادكن هل أنا شخص سيستسلم بسهولة لهذا الأمر إذا كان يكرهه " _لوكاس_
إلتفتت الفتيات إلى سرير لوكاس و بالفعل كان هناك ملابس مرتبة فوقه بعد التفكير في الأمر عندما دخلن غرفته سابقا تسألن أيضاً عن سبب وجودها. تفاجأت لانا لسبب آخر و هو إدراك أن تلك الملابس القليلة كانت كلما أخرجه لوكاس من خزانته و هذا يشمل أيضاً الملابس الموسمية على ما يبدو أن سكارليت و لارا كان لديهما علم مسبق بهذه الحقيقة بما أنهن تفحصن غرفة لوكاس سرا من قبل. أعادت الفتيات نظرهن إلى لوكاس و بدأت يفكرن بأن ما قاله منطقي لوكاس ليس شخص ضعيفا أو عاجزا عن إيجاد حلول للأمر و بالتفكير في الأمر أليس المدير في صف أخيهن إذا ليس من المستغرب أن يرفض طلب الأبوين إذا طلب لوكاس ذلك لكن هذا لم يحدث
'على ما يبدو أخي لديه مصلحة في الانتقال من هنا...مصلحة ؟ لا بل من الأفضل له أن ينتقل من هنا هذا المنزل لم يحمل سوى الألم له و المقارنة و التمييز و ذكريات حزينة. لماذا نتشبث به إذا أخي سيكون أسعد إذا كان بعيدا عن هنا لكن...لكن....' _سكارليت_
سالت دمعة على خد سكارليت الشاحب و إستمرت الدموع في السقوط فأسرعت لمسحهم لكن سمعت شهقة قادمة من خلفها لتجد أن لارا و لانا تشاركانها البكاء على ما يبدو أنهن أدركن أيضاً ما فكرت به سكارليت. تفاجأ الأب ببكاء الفتيات الذي لم يره منذ زمن و قبل أن تتوجه نظرات اللوم إلى لوكاس لأنه تحدث معهن لا أكثر. دخل المتهم سريعا إلى غرفته و عاد و في يده مجموعة من القسائم و قال
"تفضلن قسائم من مطعم ليام. لدي مهمة توزيعها لذا أملك الكثير يمكنكن أخذ بقدر ما تردن" _لوكاس_
كان تعبير الأب كما لو كان يقول "ماذا تعتقد نفسك فاعلا بإعطاء قسائم مطعم رخيص لبناتي الغاليات". لكن الفتيات اللاتي فهمن المغزى من فعل لوكاس إبتسمن بإشراق ثانية و أخذن ثلاثة قسائم بعددهن.
بعد ذلك قام الأب بحجز لوكاس كما خطط و في اليوم التالي بعد المدرسة أتت سيارة أمام المنزل كان سائقها جيف الذي لم يتحدث مع لوكاس بكلمة و أخفى وجهه بقبعة و حمل أحد الحقائب. بعد أن أدخل لوكاس حقائبه إلتفت إلى الخلف كان من المفاجئ أن يرى الأبوين يقفان مع أخواته لتوديعه لكن ربما كان هذا لإعطائه تحذيرات أخيرة أو ما شابه و قد كان صادقاً
"لقد قمت بأخذ كل شيء من غرفتك بالفعل لذا لا تأتي بعذر غبي للعودة هنا كنسيانك لشيء ما" _الأب_
"سنسأل المسؤولين عنك لذا لا تحاول إطلاق إشاعات تشوه سمعة الفتيات " _الأم_
"للأسف يا أمي هذا غير ممكن لأن مسؤولي المسكن لن يستطيعوا الإجابة حول طالب لا يسكن هناك " _لوكاس_
"ماذا ؟ عن ماذا تتحدث ؟" _الأب_
"بإختصار أنا مغادر لكن لن أغادر للمكان الذي إخترته لي _لوكاس_ لذا يا فتيات لا تشعرن بالحزن إطلاقاً فحتى لو لم يكن ذلك مستعجلا بسبب أبوينا كنت سأفعل هذا في النهاية و هذا ما يسمى بطبيعة الحال الإستقلالية"
غادر لوكاس في السيارة بعد قول هذا. كانت الفتيات متشوقات للذهاب إلى مطعم ليام للقاء أخيهن لكن بما أنه غادر للتو فهو لن يذهب إلى هناك صحيح ؟ رفعت لارا هاتفها لتراسله لكن الأب سحب الهاتف مباشرة و قال
"سنغير الرقاقات الرقمية لهواتفكن بما أن هناك أخبار مروعة حول التجسس من خلال النوع الذي تستعملنه. و دعوا لنا مهمة تسجيل كل جهات التواصل في هواتفكن " _الأب_
مدن الأم يدها لسكارليت و لانا لأجل هواتفهما أيضاً و قد كانت تبتسم إبتسامة حنونة لكن تعبير لانا القاسي طغى على وجه الأم المسالم كان وجهها كأنها على وشك الصراخ "لسن غبيات لكي لا نعرف أنكما تريدان قطع كل طرق التواصل بيننا و بين أخي أليس من الأفضل قول هذا مباشرة بدل هذه الطريقة الملتوية ؟"
بعد أن سلمن هواتفهن ذهبن إلى غرفة أخيهن حتى لو كانت خالية الآن و تبدو موحشة بعد مغادرة لكن مازلن مصرات على جعل موقع تجمعهن
"ما العمل الآن ؟ أخي لن يوصلنا و يعيدنا من المدرسة منذ اليوم و لا نستطيع التواصل معه بالهواتف. لا أعتقد أن أبي و أمي سيأخذانا لمطعم ليام في طريق العودة إذا كانا على علم بأن أخي يعمل هناك قد تكون الطريقة الوحيدة هي نظام السينيور و الجينيور" _لارا_
"مهلا مهلا أيعقل أن أخي أصبح السينيور خاصتنا لأجل هذا ؟" _لانا_
"مستحيل!!" _لارا_
"كلنا نعلم أن هذا ممكن إذا كنا نتحدث عن أخي لوكاس رغم أننا لن نحصل على حصص مع السينيور بما أن العطلة إقتربت. لكن هذه ليست المشكلة التي تحيرني إذا كان أخي لن ينتقل إلى المسكن الداخلي فإلى أين سيذهب ؟ و أيضاً _أخرجت سكارليت القسيمة التي أخذوها منه بالأمس و أضافت _ بما أننا لا نملك فرصة للذهاب إلى المطعم لما أعطانا ذلك"
"ربما كان ذلك حقاً لطمأنتنا بوجود فرص للقائه لاحق...." _لارا_
نزعت لارا نظارات بسرعة و رغم أنها لم تستعمل الإستبصار و ما شابه بعدها إنتقلت إلى قسيمة لانا ثم سكارليت فإبتسمت بنطاق واسع كانت سكارليت و لانا مستغربتين فأضافت لارا
"يبدو أن هناك غاية أخرى من هذه القسائم لنحتفظ بها الآن و إحرصا على عدم تمزقها و لو قليلاً فهي هدية من أخينا العزيز." _لارا_
كانت تلك لحظة نادرة لتولي لارا المبادرة مما جعل الأختين في حيرة و هكذا سدل الليل ستاره لذكرى الأولى لفراق الإخوة غروس. بعد ذلك توالت الأيام دون أن يسمعن خبرا عن أخيهن و في كل مرة تقترح فيها لانا أو سكارليت إيجاد حل تعترض لارا و تقول أن عليهن بالصبر و لم تتواجد سوى فرص ضئيلة في المدرسة لرؤية لوكاس أثناء تسليم المستندات للمدير و ما شابه لكن اليوم شغل تفكيرنهن لوحة النتائج المعلقة و قد كنا يتفحصن أسمائهن بدآ من آخر اللائحة إلى أولها بما أنهن لم يمتلكن الثقة لقول أنهن ناجحات لا محالة و المفاجئة كانت أن جميعهن حللن في مراكز المئة الأولى يرجع الفضل لوجود العديد من الأسئلة حول الأساسيات التي تعلمنها مرة أخرى مع لوكاس و الآن و بما أنهن نجحن بجدارة يستطعن طلب ما يردنه من اخيهن لكن مجددا هم يعانون بالفعل لإلقاء لمحة عليه فكيف سيقدرنا على الحديث معه و إخباره حول درجاتهن لكن إنقطع حبل أفكار لانا و سكارليت عندما سحبتهن لارا إلى دورة المياه بعد التأكد أن لا أحد هناك قالت ببشاشة
"لقد نجحنا سكارليت لانا لنذهب لأخي و نحتفل الآن" _لارا_
"لكن كيف ليس هناك طريقة" _لانا_
"بل يوجد لقد تركها لنا أخي بالفعل _سحبت لارا القسيمة بحرص من جيبها و قالت _ ألم تجلبنها معكما ؟"
سحبت سكارليت و لانا قسيماتهما
"أجل لكن ما الفائدة من هذه القسائم على أي حال" _سكارليت_
"أنظرن جيداً هناك شيء صغير مكتوب على القسائم _قربت لارا القسيمة لعينيها و قرأت _ بعد أن تنجحن في الإختبار سيترككن والدينا للإستمتاع كمكافئة إذهبنا إلى موقع المنطقة المهددة السابقة و إنتظرنني حتى أعود من مطعم ليام "
أشرق وجه لانا ثانية بعد قراءة الكلمات على القسيمة و قالت
"لذا أخي كتب مسبقا في القسائم لإدراكه أننا لن نقدر على لقائه بغير هذه الطريقة. أتساءل متى قام أخي بكل هذا " _لانا_
"لا يهم بعد المدرسة مباشرة سنذهب إلى تلك المنطقة المهددة " _سكارليت_