'مرت أسبوعين على عودتي لعمر الثانية عشر أحاول أن أكون أقرب إلى أخواتي رغم أن كل ما أفعله الآن هو ايصالهن من المنزل إلى المدرسة أريد حقاً تعويض ما فاتني'

تنهد

"هل هناك خطب ما يا أخي ؟" حدقت لارا في لوكاس الذي كان يتنهد بإستمرار

"كنت أفكر في الذهاب إلى مكان ما في عطلة نهاية الأسبوع معكن. رغم أننا اخوة لكننا لم نفعل شيئا كهذا من قبل"

ظهرت إبتسامة مشرقة على وجه لارا عند دعوة اخيها الكبير لكن سرعان ما إختفت

"أود ذلك حقاً لكن لانا و سكارليت ستذهبان مع أبي و أمي إلى حفلة أحد أصدقائهم"

'لطالما أراد والدينا التفاخر بالفتيات أمام أصدقائهم أعترف أنني شعرت بالغيرة في الماضي فرغم كل ما فعلته و انجزته لم يفخرا بي لكن الآن ما يزعجني هو أنهن يستعملان الفتيات بشكل كبير'

"إممم أخي الكبير هل أنت غاضب؟"

"لا أنا محبط لأننا لا نستطيع الذهاب جميعاً بالمناسبة لماذا لن تذهبي معهم "

"ههذا لأنني سببت المشاكل في آخر مرة ذهبنا فيها "

"مشاكل ؟"

"لقد إستعملت إستبصاري دون إذن أمي "

'لا بد أن لارا إستعملت إستبصارها على أحد اصدقاء أمي و أخبرتها أنها تمتلك هالة سوداء فأغضبتها و انتهى المطاف بمعاقبة هذه الطفلة المسكينة لكونها صادقة '

"سيكون هدرا ألا نقوم بشيء لهذه العطلة"

"إذا ما العمل؟"

"هممم ما رأيك بأن نقوم بشيء مميز لسكارليت و لانا بما أنهما ستعودان متعبتان من الحفلة "

"أهي مفاجئة"

"أجل بالتالي علينا أن نخفي الأمر طوال الأسبوع إتفقنا؟ "

"حسنا "ردت لارا بكل حماس على لوكاس. و أخيراً تسنى لها أن تقضي وقتا مع أخيها

في اليوم التالي و كما في صباح كان لوكاس يوصل أخواته

"أخي مشهور جداً ، قالت سكارليت ، كلما رأيته في الإستراحة يكون محاطا بكثير من الناس"

"أجل حتى أن من الصعب المرور بجانبهم" أضافت لارا

"قد ينتهي بنا المطاف نتدافع بينهم " قالت لانا

"أنا أسف لا بد أن هذا مؤلم. ليس و كأنني أحب تدافع الناس علي "

"لماذا أخي الكبير رائع "

"شكراً لك أشعر بالسعادة إذا رآتني أخواتي رائعا لكن لن أشعر كذلك إذا رآني الجميع رائعا "

"هل هم يسببون المتاعب لك "

"الكثير من المتاعب في الواقع. تخيلن أن تجدن أنفسكن وسط موكب يتبعنكن في كل مكان أحياناً قد يسوء الوضع حتى يصبحون مطاردين قد يسرقون أدواتك أو يلتقطون لك صورا دون إذن و الأسوء مهما حاولت ابعادهم يلتصقون بك أكثر "

"ها ها ها أنت لم تتغير يا لوكاس "

التفت لوكاس إلى الخلف ليعرف صاحب الصوت المألوف لكنه تجاهله فور رؤيته بما أنها ماري

"أليس هذا قاسيا "

"هيا بنا يا فتيات ، يتجاهل ماري و يتحدث إلى أخواته ، سنتأخر إذا واصلنا التمشي هكذا "

"لماذا العجلة يا لوكاس ؟ ليس لدينا حصة الآن "

"أخواتي من سيتأخرن"

"منذ متى تهتم بامرهم ؟ ألم تكن تحتقرهم منذ السنة الماضية "

"……"

"لا تخبرني أن هذه طريقتك في الإنتقام منهم تدعي أنك ترعاهم ثم تتخلى عليهم هذا يبدو كلعبة عقاب "

"……"

"أأخي هل أنت بخير ؟"

فجأة يقف لوكاس و يشير إلى ماري

"أخواتي العزيزيات أترون هذه الفتاة هذا ما نسميه مطارد صحيح أنها زميلتي في الصف لكن لقد قالت للتو أننا لا نملك حصص في الصباح إذا لماذا هي هنا؟"

"أيعقل أنها تتبع أخي الكبير"

"للأسف هذا صحيح و هذا هو تعريف المطارد أي شخص يتبعك إلى كل مكان بشكل مزعج و أخوكم الكبير محاط بأمثالها دائماً "

"هذا سيء!"

"أخي المسكين"

"إبتعدي عن أخي الكبير ايتها الملاحقة "

كانت ماري تستشيط غضبا لوصفها بالملاحقة لكنها سرعان ما بدلت تعابير وجهها و أخرجت الدموع من العدم

"أنت قاس يا لوكاس لما تقول لي هذا الكلام القاسي مؤخرا لقد اعتقدت أننا اصدقاء"

قالت هذا بكل عاطفية لكن عندما رفعت رأسها لترى ردة فعل لوكاس وجدته قد ذهب هو و أخواته بالفعل

"هاه ذلك الفتى..... يجب أن تكون شاكرا لأن شخص مثلي مهتم بك إنتظر و سأجعلك تنظر الي"

بينما كانت ماري تتواعد كان لوكاس يضحك في الطريق

"ها ها ها ها ردة فعلها كانت مضحكة جداً. شكراً لكن لقد انقذتموني هناك"

"؟ لكننا لم نفعل شيئا"

"لا هذا جيد كفاية. اوه بالمناسبة من سيرجعكم إلى المنزل اليوم ؟"

"إنها امي"أجابت لانا

"لارا سأعيدك إلى المنزل سيرا اليوم حسنا؟"

"ححسنا "

"لماذا لارا فحسب ٫سالت سكارليت٫ لما لا يعيدنا أخي الكبير معه أيضاً "

"هذا سري أنا و لارا صحيح ؟"

"أجل إنه سرنا هيهي "

"هذا غير عادل "

كانت لارا تبتسم طول الطريق بينما كانت سكارليت و لانا عبستين لأنهما لن تذهبا مع لوكاس و لارا و بينما كان لوكاس مستمتعا بتعابير وجوه أخواته اللطيفة و وصلوا إلى المدرسة بهذه الحالة

"أراكم لاحقاً"

"نراك لاحقاً أخي الكبير"

'الآن بما أنني اوصلتهن علي الذهاب لجمع معلومات"

ذهب لوكاس إلى مطعم عائلي و جلس في الطاولة التي في الزاوية و يمسك صحيفة على الطاولة دون قرائتها فتأتي نادلة و تسأل على طلبه

"هل يمكنني السؤال على طلبك سيدي ؟"

"أريد الحصول على خدمة الغرف "

عند كلام لوكاس اظهرت النادلة تعبيرا جاد فمن الغريب طلب خدمة غرف في مطعم عائلي لكن في الحقيقة كانت تلك شيفرة خاصة

"لأي غرفة ؟"

"الغرفة الثالثة في الطابق السفلي "

"هل أتيت معي إلى هناك سيدي "

"بالطبع "

نهض لوكاس و سار خلف النادلة و هو مازال ممسكا بالصحيفة. فأخذته إلى درج متجه إلى أسفل ثم ادخلته غرفة حيث وجد كثيراً من طاولات القمار و رجال عصابات يقامرون هناك

'إذا هكذا كان المكان قبل خمس سنوات مثير للشفقة '

"سيدي من هنا"

إصطحبته إلى طاولة يجلس فيها رجل في العشرين من عمره نظر إلى لوكاس بعينيه الغائرتين ثم قال

"من هذا ؟"

"إنه عميل أيها الرئيس"

ضحك الرجل بإستهزاء بينما لازم لوكاس الهدوء

"طفل اعدادية عميل عندنا ؟ يبدو أنني مازلت أرى العجائب إذا ماذا تريد ؟"

سحب لوكاس مقعدا و جلس عليه كما لو كان ملك المكان

"لا أثق بقدرتك في تلبية طلبي"

"و أنا لا أثق بقدرتك في الدفع "

"و هل تظنني سأترك المدرسة و أتي إلى ملهى صباحي سري مثير للشفقة مثل هذا دون القدرة على الدفع"

"ألا تظن أنك وقح بالنسبة إلى طفل "

"قول الحقيقة ليس وقاحة البعض يزينها بالأكاذيب لكن في رأي هذه هي الوقاحة. و هذا المكان للمصدقيات لهذا أفضل أن أكون كذلك أيضاً "

فجأة تتعالى ضحكة الرجل في أرجاء الملهى و كان الجميع ينظرون إليه و كأنه شيء نادر رؤية رئيس المكان يضحك بهذه القوة

"أنت أول عميل يقول هذا الكلام أعجبتني يا فتى ماذا تريد مني ؟"

"كما قلت سابقاً ليس لدي الثقة أنك تستطيع تلبية طلبي لذا لنقسمه إلى طلبات صغيرة أولا "

"~كما تريد ~ إذا أيها العميل ماهي طلباتك الصغيرة "

"أريد معرفة أماكن زنزانات الوحوش كأول طلب "

"من النادر أن يسأل مواطن عادي على الزنزانات. هل يعقل أنك قاتل وحوش "

"مدرستي تمنع العمل بدوام جزئي حتى المدرسة الثانوية "

"مدرسة ستار الأكادمية صحيح ؟ يمكن تميزها من زيك المدرسي. إنها مدرسة راقية لا بد أنك طفل غني"

"أنا ميسور الحال "

"هذا ما يقله كل وغد غني "

"إذا أنا كذلك "

"أنت حقاً طفل متهور أتيت إلى مكان تجمع رجال العصابات مرتديا زي مدرسة راقية و مصرحا أنك طفل غني لقد لفت انتباه الجميع بالفعل "

ينظر إليه الجميع و الابتسامة تعلو وجوههم

"لا اظنهم مزعجين بقدر الإزعاج في مدرستي"

"أتسمي تهديد الخطف بازعاج هين ماذا ستفعل في هذه الحالة"

"سيتوجب علي الإعتذار لك لإيذاء ضيوفك"

"حقاً ؟ لا أهتم حقاً فأنت مثير للإهتمام أكثر منهم و هؤلاء ليسوا ضيوفي أنا على أي حال"

"و أنا لا أهتم. لنعد لموضوعنا متى ستجهز طلبي ؟"

"لا أعلم لم يطلب أحد هذا من قبل فالنقابات هي الوحيدة التي تعتني بهذه الأمور لماذا لا تذهب إليها بدلا مني"

"لا أريد التعامل مع النقابات و أيضاً لا أظن المعلومات ستكون دقيقة مثل التي هنا"

"ها ها أنت أول عميل يقول هذا الكلام. حسنا سأعمل على طلبك لكن ماذا عن الدفع "

"أنا لا اعدك بالدفع الفوري "

"هيه رغم أنك طفل غني "

"طفل غني و ليس طفل مدلل "

"يالشفقة. لكنني لن اتعامل إذا لم يكن هناك ضمان على الدفع "

"لا تقلق كما قلت أنا اقسم طلبي لذا مازلت سآتي مرارا و تكرارا و في مرحلة ما سأستطيع الدفع و إذا واصلنا في علاقة عمل جيدة فيمكنني تقديم أفضل من المال لك"

"و ماهو ؟"

"التخلص من العار الموجود هنا أو علي القول جعل ضيوفك الوحيدين الذي يتم استقبالهم "

"جميل. لكن هل تعلم ما الذي تقوله ؟"

"و هل كنت سأقول شيء لا أعرفه سيبدو ذلك كتهرب من الدفع "

"إذا أخبرني لماذا تظن أنني أريد التخلص من طاولات القمار هنا "

"هذا لأنه مزعج "

"لديك مشكلة مع الأشياء المزعجة "

"ألم تعجبك اجابتي "

"إنها مبهمة جداً أعطني إجابة مقنعة"

"حسنا. هذا لأنك ليام فروست"

نظر الرجل بتعجب إلى لوكاس و كان غارقا في أفكاره الغائمة

'مثير للإهتمام الجميع هنا يعرفني بإسمي فقط لكن كيف عرف هذا الفتى اسمي الكامل و إضافة إلى اشارته بالتخلص من طاولات القمار يقصد أنه سيساعدني في الحصول على التحكم الكامل بالمنظمة أي أنه يعرف بشأن أخي و مازل يريد دعمي أنا قال أنه يعرف هدفي لأنني ليام فروست هاه. هذا الفتى غريب حقاً '

"حسنا أقنعتني لكن ليس من العادل أن تعرف اسمي و أنا لا أعرف خاصتك "

"اسمي لوكاس غروس لا حاجة لتذكره "

2023/03/29 · 602 مشاهدة · 1477 كلمة
نادي الروايات - 2025