بعد أن أكمل لوكاس عمله مع ليام خرج بهدوء كما دخل و عاد ادراجه إلى المدرسة حيث كانت أخواته أمام البوابة ينتظرن الأم لتصل و فور رؤيتهن إلى لوكاس اندفعن نحوه
"أخي أين كنت ؟"
"لم نرك طوال اليوم أنت لم تدخل إلى المدرسة ؟”
"هل حدث شيء ما ؟"
كان لوكاس متفاجئا فقط كانت هذه أول مرة تبحث عنه أخواته في المدرسة ففي العادة يتجنبن إزعاجه أو عرقلته كما أنه يدرس في الطابق الثاني لذا كان سعيداً بمجيئهم له
"أسف لجعلكن تقلقن علي لقد تكاسلت و هربت من الدراسة لا تفعلوا مثلي اتفقنا ؟"
عبست الفتيات عند كلام لوكاس مما جعله مرتبكا من ردة فعلهن الغير المتوقعة
"ما الأمر ؟ أهناك مشكلة ؟"
"أهي تلك الفتاة من الصباح ؟، سألت سكارليت ، هل ما قالته لك ازعجك يا أخي ؟"
"تلك الفتاة متنمرة ، قالت لانا في غضب ، قالت كلام سيء لأخي لدرجة أنه لم يحضر إلى المدرسة بسببها "
"بالطبع لن يفعل إذا كان شخص مثلها زميلته في الصف ، نظرت لارا إلى لوكاس بحزم و هي تقول ، سنلقنها درسا لن تنساه إذا رأيناها مرة أخرى حسنا ؟"
"بففت ﴿قهقهة﴾ "
أحرجت الفتيات عند رؤية لوكاس الذي ضحك على عزمهن لكن سكارليت ردت بسرعة
"لماذا تضحك ؟ نحن جادات"
"أجل أجل أعلم هذا لكنني كنت أفكر في أنكن لطيفات"
ثم أكمل لوكاس ضحكه بينما خجلت الفتيات من الاطراء المفاجئ فلم تكن معتادات على اطراءت من شخص غير ابويهما اللذان يميزانهن لكن لوكاس كان صادقاً في اطرائه فبالنظر إليهن عن قرب يمكنك معرفة انهن لطيفات.
سكارليت بشعر أبيض مثل لوكاس ، وجه صغير و عينا مستبصرة المهارات المميزة قرمزيتان كالياقوت تماماً مع نظراتها الفضولية حول الناس. و لانا و لارا بشعر أسود طويل و خدين محمرين و إبتسامة واهنة الفرق الوحيد في هاتان الأختين كان في إختلاف أعينهما فعينا لانا كانتا حادتين جداً كعينا وحش كاسر و مع لونها الذهبي الفاقع يعطي شعور قيادي كما هو متوقع من مستبصرة تحكم أما عينا لارا كانتا زرقاوان كلون المحيط لكنهما عميقتين للغاية فالنظر إليهما كالغرق في أعماق ذلك المحيط بنفس هذا العمق ترى أعمق نقطة في الإنسان.
[للمعلومات شكل العيون مختلف لأنها عيون المستبصرين و لا دخل لهذا بجيناتهم ]
لكن للأسف لا يمكن لأحد رؤية مدى جمال و لطافتهن بسبب نظارات الاخفاء التي يضعنها على عيونهن و هي نظارات سحرية تجعلك شخص غير مميز أو عادي بالنسبة للاخرين و قد ألزمهم الأبوين على وضعها لأنهن مستبصرات
"لا بأس ، يربت لوكاس على رأس سكارليت ، أنا حقاً بخير ماري لم تزعجنني في الواقع خشيت أن تكن أنتن من شعر بالانزعاج مما قالته بشأنكن "
"لا نحن بخير "
"إذا هذا جيد "
ثم ظهرت سيارة الأم و خرجت و الابتسامة تعلو وجهها
"بناتي! لدي خبر جي.... ، لاحظت وجود لوكاس فأصبحت تعابير وجهها جادة ، ماذا تفعله هنا ؟ مهمتك الحالية هي ايصالهن من المنزل إلى المدرسة "
"لماذا توقفت يا أمي أريد أن أعرف ماهو الخبر الجيد "
نظرت الأم إلى لوكاس بحدة أكثر و قد بدت منزعجة حقاً من وجوده
"أنت..... "
"أريد أن أعرف ، أسرعت سكارليت في الرد على كلام أمها ، ماهو الخبر الجيد يا أمي ؟ "
"أجل ما الذي حصل ؟"
"أخبرينا "
تأثر لوكاس بردة فعل اخواته لحمايته من غضب الأم و قد تأكد مرة أخرى كم كن أخواته مراعيات له و لعلاقته مع والديهم
"﴿تنهد﴾ حفلة العمة لوري التي سنذهب إليها في نهاية هذا الأسبوع ستأتي لارا معنا لقد تدبرت الأمور معها و ما عادت غاضبة هل أنت سعيدة يا لارا ؟"
كانت لارا متفاجئة و لكن حزينة في نفس الوقت فهي كانت متحمسة لنهاية الأسبوع التي وعدها اخاها بها كما أنها لا ترغب بالجلوس في الحفلة أمام ناس غير مريح كالعمة لوري التي كانت تمتلك هالة سوداء غير مريحة. نظر لوكاس بتماعن إلى لارا ثم واجه الأم بحزم
"و لماذا تظنين أن لارا ستكون سعيدة ؟"
"ماذا ؟"
"لا أعرف الوضع لكن تلك السيدة لوري كانت مستاءة من لارا صحيح "
"صحيح " أجابت لانا
"إذا تلك السيدة تقرر متى تريد أن تطرد لارا من حفلاتها و أن تسقبلها ؟" رد لوكاس بجدية على الأم
"هذا طبيعي فقد اساءت لارا التصرف مع العمة لوري "
"حقاً ؟ أنت تهتمين بإستياء السيدة لوري أكثر من استياء لارا من نفس الموقف "
"و من قال أن لارا مستاءة ؟"
"لارا طفلة لطيفة و لا أظنها ستسيء إلى السيدة لوري دون سبب بل يجدر القول لا اظنها قصدت الإساءة أساسا لكنك حرمتيها من الذهاب معكم و لا تريدين منها أن تستاء "
"من تظن نفسك ؟ لأنك اوصلتهن بضع مرات أصبحت ولي امرهن لا شأن لك ببناتي و لا تتدخل في حياتنا "
"بإستخدام هذا المنطق لا يجب عليك أن تتدخلي في شؤون لارا إنها مشكلتها هي مع السيدة لوري إذا أرادت أن تعتذر لها فستفعلها يوما ما عندما تريد ذلك و ليس في نهاية الأسبوع لأنك قررت ذلك. الآن إعذرنينا يا أمي أنا و لارا سنعود إلى المنزل سيرا. سكارليت لانا نراكم في المنزل ~"
أمسك لوكاس يد لارا و ذهبا في طريقهما بينما كانت الأم غاضبة جداً
"ذلك الشقي كيف يجرؤ على أخذ إبنتي مني"
إستمرت الأم في شتم لوكاس بينما راقبت سكارليت و لانا في صمت ثورة أمهما الانفعالية في ذلك الحين كانت لارا تأنب و تلوم نفسها
"أسفة أخي الكبير بسببي أمي ستوبخك بشدة"
"لا تخافي أنا لست منزعجا من أمي هيا الان لنتجول في المدينة و نبحث على شيء لمفاجئة سكارليت و لانا"
"لقد بدتا محبطتين طوال اليوم لأننا اخفينا شيئا عليهما "
تجول لوكاس و لارا في المدينة لكن هذا الهدوء لم يبقى دائماً عندما لاحظ لوكاس متتبعين خلفه
'لقد كانوا يتبعونني منذ خرجت من مقر ليام لا بد أنهم من رجال العصابات هناك. عددهم لايزال ثابتا إذا هم لم يتبعوا سيارة أمي جيد سكارليت و لانا آمنتين لكن الآن كيف سأتعامل مع هؤلاء'
شدت لارا قميص لوكاس بينما ترتعش
"أخي هناك خطر الكثير من الناس الخطيرين قادمين"
'تستطيع لارا استشعار الخطر المحتمل بفضل قدرتها إذا الآن علي أن أتصرف بسرعة و بحذر'
"أنتما من مدرسة ستار هاه ، إقترب رجل كبير الحجم منهم و بقية العصابة خلفه، أتعلمان ما الذي سيحصل بعد ذلك"
"سنعود إلى منزلنا كما نفعل دائماً "
" و هل تظن هذا خيارا واردا أمامنا ؟" أمسك ياقة لوكاس و رفعه إلى فوق
" أخي!"
"أوه هل أنت قلقة حول أخيك الكبير كم هذا لطيف ~"
مد الرجل يده ليلمس رأس لارا فأمسك لوكاس بها بشدة حتى سمع صوت تكسير منها يتبعه صوت صراخ الرجل
"لا تجرؤ على التفكير حتى في الإقتراب من أختي"
"ذلك الوغد " يتقدم نحوه الخمسة البقية مع سيوفهم الحادة فتحرك لوكاس بخفة بينهم حرصا على حماية لارا أولا
"إذهبي بعيدا و إلا تأذيت"
"لكن أخي.... "
"أنسيت أن أخيك الكبير يستطيع هزيمة عشرين شخصا دفعة واحدة هيا بسرعة "
و عندما ابتعدت لارا قليلاً أمسك لوكاس بذراع أحدهم و قلبه على الآخر دون عناء ثم أمسك أحد السيوف و بدأ بجرح رجال العصابة عدة جروح طفيفة كلما إقتربوا للهجوم و إذا اندفع أحدهم بإتجاه لارا سحبه إليه مرة أخرى. لقد كان يقاتلهم دون تعبير كأنه أمر مفروغ منه لكن واصل إستخدام مهارات قتالية مبهرة و هذا لأنه لاحظ أحدهم يصوره في الخفاء. عندما أفرغ لوكاس من رجال العصابة اتجه إلى لارا
"هل أنت بخير لارا ؟ كان هذا مرعبا بلا شك"
"~رائع ~"أظهرت لارا تعبير انبهار على لوكاس مما جعله حائرا ثم أضافت
"أخي رائع جداً هزم ستة رجال اقوياء في وقت واحد"
"لا يجب أن تنبهري من هذا "
"لكن أخي قوي حقاً "
ثم إصطحبوا المجرمين إلى الشرطة و لكن الأمور لم تسر بشكل جيد في النهاية ففور عودتهما إلى المنزل استقبل وجه لوكاس صفعة من قبل الأب
"ماذا تظن نفسك فاعلا ؟ أن تصل إلى حد منع لارا من الذهاب و سحبها بعيدا عن أمها حتى تعرضها للخطر غيرتك من بناتي تجاوزت الحدود "