وقف لوكاس و لارا أمام مدخل المنزل ملوحان لسكارليت و لانا اللاتي ذهبن مع والديهما لحفلة العمة لوري و بعد مغادرتهن نظرت لارا إلى لوكاس بحماس و قالت

" هل نبدا الآن ؟"

"ها ها أجل كما خططنا"

ذهب الاخوين إلى المطبخ و قد لبسا مئزرين

"إذا اخبريني ماهي لائحة الطعام ٫قال لوكاس بنبرة القائد ٫ أيتها الطباخة المساعدة"

"حاضر أيها الطباخ الرئيس ٫وقفت لارا وقفة الجندي و تكلمت بتأهب ٫ لدينا في لائحة المأكولات ماكروف ، دونات ، كعكة بطبقتين لكن هل نستطيع طهو هذه المأكولات ؟"

"لا تقلقي ايتها المساعدة فالطباخ الرئيس سيعتني بك حتى نطبخ ما تفضله أختينا"

"سأبذل جهدي أيضاً " قالت لارا بحزم

'اليوم قررنا أنا و لارا طبخ بعض الحلويات لسكارليت و لانا أولا لأن شراء شيء لهن لن يكون شيئا مميزا بما أن أبي و أمي يشتريان لهن كل ما يريدنه ثانيا لأنني أريد أن أعتذر لكل مرة طبخت أخواتي لي الطعام في الماضي و رفضتهن بكل قسوة و ثالثا لأن لارا هي من اقترح الطبخ و من المستحيل أن أرفض أختي الصغيرة العزيزة حتى أنها قررت اللائحة بنفسها مما تفضله سكارليت و لانا و إكتشفت أنني ميؤس من أمري كأخ كبير حتى أنني لا أعرف ما تفضله اخواتي و ما تكرهنه '

"أخي ماذا علي فعله أولا"

"علينا أن نصنع الخليط نضع المكونات ثم نخلطها حتى تصبح مزيج متماسك . "

بدأت لارا بتنفيذ تعليمات لوكاس بحذر و عناية

"الآن حركي المزيج بينما أصنع حشوة الماكروف"

"حاضر أيها الطباخ الرئيس "

بدأت لارا بتحريك ببطئ شديد بينما تضع نظرة جادة على وجهها

'بطيئة جداً على هذا المنوال سيعدن قبل انهاء العمل لكن مع ذلك تبدو لطيفة بتلك النظرة الجادة '

أمسك لوكاس يد لارا و بالوعاء و بدأ يوجهها حتى تقوم بالخلط بشكل صحيح

"أميلي الوعاء قليلاً و قومي بتحريكه أسرع و بقوة أكبر"

"مفهوم. أخي لماذا لون الخليط ليس ملوننا كالماكروف ؟ هل نسينا مكونا "

"ها ها ها لا لم ننسى شيئا لكن عليك التحريك جيداً حتى يظهر اللون "

"هكذا إذا ، تستمر لارا في التحريك متطلعة للون ، هيهي هذه أول مرة أدخل المطبخ بما أن مدبرة المنزل من تطبخ لنا. لكن كيف يجيد أخي الطبخ ؟"

"أحياناً عندما يتم نسيان نصيبي من الطعام أطبخ في المطبخ لنفسي "

نظرت لارا بحزن لأخيها و قالت

"لا افهم لماذا أبي و أمي يتصرفان هكذا حتى أن مدبرة المنزل يتجاهلون أخي اهذا لأننا مستبصرات لكن أخي أفضل منا هو متفوق في الدراسة لديه الكثير من الأصدقاء ، يفعل كل شيء بشكل رائع و مثالي هو حقاً يستحق الإحترام....."

ربت لوكاس على رأس لارا و قال بنبرة هادئة

"لا بأس قد كنت طفولي و ساذج في الماضي و عاملتكن بقسوة بسبب هذا لكني لم أعد أهتم بعد الآن بما أن اخواتي يهتمن لأمري لا يهمني إذا لعنني العالم كله"

"……"

"هيا الآن ليس لدينا النهار بطوله. رغم أنهم سيتأخرون بما أنهم بلا سيارة حالياً "

"ها ها هذا لأنك فجرتها. قال أبي أنه سيضطر إلى الإنتظار لثلاثة أيام أخرى حتى يستطيع شراء سيارة أخرى "

"هذا مناسب لما أردته تماماً "

"ماذا ؟"

"لا شيء "

'في الواقع توقعت أن أبي و أمي سيعودان مبكراً اليوم بما أنني رفضت أن يأخذا لارا معهم إلى الحفلة فعندما دمرت السيارة كان لعدم ايصالهن للمدرسة بها و لعدم العودة مبكراً اليوم. نوعا ما أشعر أني احتكر أخواتي لي وحدي لكني لا أريد أن أعود لتلك العلاقة الباردة بيننا كما كان و تدخل والدينا قد يؤدي إلى ذلك '

بعد ساعات من الطبخ جلس لوكاس و لارا في غرفة المعيشة في إنتظار عودة العائلة

"لقد تعلمت إعداد الدونات و الماكروف اليوم المرة القادمة لنطبخها مع سكارليت و لانا "

"بالتأكيد "

"أتساءل ماهي ردة فعلهم عند رؤية ما فعلناه "

"ما الذي فعلتموه " يأتي صوت لانا قادماً من المدخل فتندفع لارا نحو أختها

"لقد عدتما مبكراً ~"

"هذا لأن أبي و أمي كانا متعجلان للذهاب إلى المدرسة" قالت سكارليت

"المدرسة؟ ، تعجب لوكاس من هذا الموقف المفاجئ ، هل حصل شيء في طريق العودة "

"لا لا شيء خاص ، ردت سكارليت ، لكن قالت شيئا عن أن نصيحة العمة لوري مفيدة و مناسبة لحل مشكلتها أو شيء من هذا القبيل "

"هل لدى أمي مشكلة مؤخرا ؟" تسألت لارا بينما كان لوكاس يفكر في صمت

"على أي حال ما الذي فعلتموه اليوم "

"تعالين إلى غرفتي ، قال لوكاس ، أنا و لارا سنوافيكم على الفور "

أطاعت سكارليت و لانا كلام أخيهم بينما ذهب هو و لارا لجلب الحلويات

"هذه الحلويات صنعناها أنا و أخي لكما"

"واو أنتما صنعتهما"

"أجل أخي الطباخ الرئيس و الطباخة المساعدة" قالت لارا بفخر

"سمعت من لارا أن هذه مأكولاتكما المفضلة لذا طبخناها بما أننا لا نملك شيئا لفعله اليوم" قال لوكاس

"أيمكننا أكله ؟" إستأذنت سكارليت منهما لتجربة الحلوى

"بالطبع!" أجابت لارا

أخذت كلتا الفتاتين قطعة من الماكروف و وضعاها في أفواهم فتسلل الطعم الحلو في كامل براعم تذوقهما و قالا بصوت عال

"~لذيذ!~"

إبتسم لوكاس و لارا لهذه الاستجابة اللطيفة

"لما لا تأكلان الطعام معنا"

"هذا صحيح يا لارا أنت الطباخة المساعدة لذا عليك تجربة ما أعددتيه. سأقص لكن الكعك"

أمسك لوكاس السكين و بدأ بتقطيع الكعكة بينما إستمرت أخواته في التحديق به مما جعله يرتبك

"ما المشكلة يا فتيات؟"

"أخي لقد قلت أن تأكلا أنتما الإثنان معنا أنت ضمن هذا كما تعلم "

أمسكت لانا قطعة دونات و وجهتها إلى فم لوكاس

"تفضل هذه يا أخي "

لم يستطع لوكاس الامتناع و ترك يد اخته العزيزة معلقة فقضم من الحلوى القليل و أكلها

"كيف هي ؟" سألت لارا

"إنها شهية بما أن لارا من طبختها" قال لوكاس هذه الكلمات بابتسامة مشرقة فكادت لارا تطير من الفرحة و قبل أن تستاء الأختين من مديح لوكاس المستمر لاختهن الصغرى اضاف لوكاس

"أي طعام يقدمه لي أخواتي هو الألذ في العالم"

"لقد تعلمت في المدرسة في صف الطبخ كيف أعد الكوكيز سأعده المرة القادمة " قالت سكارليت بسعادة

"أنا سأسأل مدبرة المنزل على وصفات لحلويات أخرى " أضافت لانا

"يمكننا امضاء الكثير من الوقت معاً بهذه الطريقة "

"يسعدني رؤيتكن بهذه الحالة الإيجابية لكن إذا أردتن قضاء الوقت معاً فلا داعي لإيجاد عذر لهذا. إذا شعرت أنني أريد البقاء معكم سأذهب إليكن مباشرة و إذا احتجتنني فساركض إليكن "

ظهرت تعابير التأثر على ملامح الفتيات فأخوهم الذي ارادوا دائماً أن يعيرهن اهتماما يقول هذه الأشياء الدافئة مؤخرا

"لكن للأسف أبي و امي لا يوفقاني في هذا ، اضاف لوكاس ، أتمنى حقاً أن يدركا أنني أهتم لأمركن "

عند كلمات لوكاس تسللت أفكار غريبة إلى عقل سكارليت

'لطالما أراد أخي اهتمام أبي و أمي لكن منذ أن بدأنا في التحدث و قضاء الوقت معاً لم يعد يولي اهتماما لهما أنا شخصيا أرى هذا جيداً فوالدينا لا يحبان أخي لوكاس مهما بذل من جهد لذلك. لكنهما من جهة أخرى مفرطين في حمايتنا لدرجة أنهما يعتبرانه خطرا علينا لا أعرف ما الذي يفعلانه الآن لكن أعتقد أنهم يفعلان شيئا سيضر بأخي .... أريد الحديث معهما عند عودتهما لكن نظرا لمهارات أخي الذهنية العالية فشيء بسيط كهذا أدركته أنا بعقلي الغبي فلا شك أنه أدركه هل سيكون بخير إذا تتدخلت ؟ لكن أخي يتحمل كل هذا من أجلنا. هل سأكون إزعاجا له إذا تصرفت من تلقاء نفسي ؟'

بينما سيطرت تلك الأفكار الظلامية على سكارليت ربت لوكاس على رأسها بلطف و سأل

"هل هناك شيء يزعجك سكارليت ؟"

"……"

"هل حصل شيء ازعجك مؤخرا ؟"

"لا يا أخي أنا بخير كنت أفكر في شيء آخر لا أكثر"

طمئنت سكارليت اخاها و قد حسمت قرارها بالحديث مع أبويها بشأن هذا.

"أخي لماذا تركت بعض الحلوى في المطبخ ؟"

"لأبي و أمي و السيدة كاثرين بالطبع [سيدة كاثرين:مدبرة المنزل]"

"هيه أنت فكرت حتى في إعداد البعض لهم أيضاً "

"حسنا سواء أحبوني أم لا فهم أبوي في النهاية لذا يجب أن أحترمهم و أقدرهم رغم أنني حطمت سيارة أبي بالفعل و هذا ليس تصرفا تقديريا لكن لم يكن لدي خيار آخر بما أنه يريد اجباركن على الذهاب معه بدلا عني "

"لكن السيدة كاثرين تتجاهلك أيضاً لماذا تركت لها البعض "

"لا يجب أن أكون حقودا تجاهها لأنها تتجاهلني فهي تفعل هذا مراعاة لمشاعر أبي و أمي نحوي بما أنها لا تكرهني بشكل خاص فلما سأكرهها ؟"

نظرت الفتيات إلى أخيهم بنظرة دهشة فليس من السهل معاملة الآخرين بهذا لطف رغم ما عاناه

"الآن عرفت سبب لقبك في المدرسة " قالت لانا بنبرة ساخرة

"لقب ؟" تعجب لوكاس من كلامها فلم يتوقع أن ينتشر لقب الفارس الأبيض منذ بداية السنة الأولى من التعليم الاعدادي في الواقع لم يعلم منذ البداية متى بدأ هذا اللقب بالتداول بين الجميع فلقد سمع به في حياته السابقة عندما كان في السنة الأولى من التعليم الثانوي و لم يكن مقتنعا بصحتها انذاك.

"أخي دائماً يتصرف بطريقة نبيلة و محترمة ، قالت سكارليت ، حتى أن الطلاب يدعونك بالفارس الأبيض"

"حقاً ؟ لم أسمع بهذا من قبل "

"أجل لست فقط معروفا في الاعدادية فحتى طلاب السنة السادسة يتحدثون عنك أيضاً "

"يبدو الأمر و كأنهم يتحدثون عن نجم مشهور "

أصبح الأمر مملا بالنسبة إلى لوكاس فلقد إعتاد على هذا المديح لكنه في الحقيقة يريد معرفة رأي الخاص بأخواته عنه هم دائماً يخبرنه برأي الآخرين لكن لم يعبرن عن رأيهن قط لكن حالياً يكفيه معرفة أن أخواته يحبن قضاء الوقت معه

بينما كان الإخوة ينعمون في سلام كان الأبوين يتحدثان مع مدير مدرستهم

"هاه ؟ لماذا لا تستطيع الآن ؟" سأل الأب يغضب

"أسف سيدي لكن كما شرحت لا نستطيع فعل شيء حتى نهاية الجزء الأول من السنة الدراسية " أجاب المدير بهدوء

"إذا بعد ثلاثة أشهر "

__________________________________

السلام عليكم أعتذر عن السحبة إقتربت نهاية السنة الدراسية و علي التركيز على دراستي مع ذلك نزلت هذا الفصل من أجلكم و أريد سؤالكم على غلاف للرواية الأول كان جيد لكن لا أعرف السبب غيرت لغلاف الحالي و شخصيا لم يعجبني لذا سأقترح عليكم بعض الصور كغلاف

الخيار الأول:

الخيار الثاني:

الخيار الثالث:

الخيار الرابع: صورة من إقتراحكم 💕

2023/05/12 · 410 مشاهدة · 1581 كلمة
نادي الروايات - 2025