في مطبخ القصر، وقفت لاريس أمام طاولة كبيرة، تُحضِّر كعكة بحماس. كانت تخفق العجين بكل طاقتها،

وتقول لرفيلا: "أنا متأكدة أنه سيحب هذه الكعكة، نكهتها مميزة ورائحتها رائعة!"

بعد الانتهاء من إعداد الكعكة، أمسكت بها برفق، متوجهة إلى العربة. كانت متحمسة، وقلوبها تتراقص من شدة التوقع. وعندما اقتربت من العربة، جاء الفارس وساعدها في الصعود،

مبتسمًا لها: "كل شيء جاهز، آنستي لاريس."

في الطريق إلى القصر الإمبراطوري، كانت لاريس تتخيل ردة فعل الأمير الثاني عندما يرى الكعكة.

"سوف يبتسم، ويقول إنها أحلى كعكة جربها في حياته!"

كانت تخطط لطريقة تقديم الكعكة، والتفاصيل الصغيرة التي قد تجعل اللحظة مميزة.

وعندما وصلت إلى القصر، نزلت بسرعة من العربة، وهي تشعر بالإثارة. دخلت القصر، وكانت تشعر بالقلق من أن تكون متأخرة. في ممرات القصر الواسعة، رأت مساعد الأمير الثاني، رولان. لكنه عندما رآها، بدت عليه علامات التوتر، وبدأ يمشي في اتجاه آخر ليبتعد عنها.

لكنها لم تكن لتسمح له بالرحيل.

نادت بصوت واضح: "رولان!" فنضره إليها، وتوقف، بقلق.

"أين الأمير الثاني؟" سألته بشغف

. لكن رولان تردد، وحاول أن يتجنب الإجابة: "الأمير الأول طلب مقابلته..."

لكن لاريس لم تكن لتتركه بسهولة. اقتربت منه، ونظرت إليه بنظرة صارمة، مما جعل رولان يتراجع خطوة:

"لا تكذب عليَّ، أين الأمير الثاني؟"

"الأمير الثاني في حديقة اللؤلؤ." كانت إجابته تخرج بصعوبة، كأنه يخشى ردة فعلها.

فرحت لاريس فور سماعها الاسم، وركضت بسرعة نحو الحديقة. أما رولان، فقد نظر إليها بنظرة حزينة، وهو يهمس لنفسه: "إتمني ان لا تكون مثل السنة الماضية."

توجهت لاريس إلى حديقة اللؤلؤ، التي كانت مليئة بالورود الجميلة، وروائحها تفوح في الأجواء. بينما كانت تمشي، رأته أخيرًا... الأمير الثاني.

لكن فرحتها تحولت إلى صدمة عند رؤيته. كان هناك شيء في عينيه، شيء جعل قلبها يتوقف للحظة.

في صالة واسعة داخل قصر فخم تتخلله أضواء الشموع، وقف شخصان في زاوية مظلمة يتبادلان همسات خافتة.

الشخص الأول: "همم، لاريس فلانتين... لا يمكننا الاقتراب منها بسهولة. إنها حادقة وماكرة."

الشخص الثاني بابتسامة ماكرة: "نحتاج إلى شخص تستطيع الوثوق به، شخص نستطيع أن نحركه كدمية بأيدينا."

الشخص الأول بتفكير عميق: "نعم، لكن كيف؟ لاريس لا تثق بالناس بسهولة."

الشخص الثاني بثقة: "لا تقلق، سأجد الشخص المناسب لهذه المهمة... لكن، ماذا عن...؟"

الشخص الأول بدهشة: "أوه، تقصد ذلك الشخص؟ إنه..."

الشخص الثاني مؤكداً: "إذن، هو يعمل لصالحنا، أليس كذلك؟"

الشخص الأول بثقة: "أجل، لا تقلق بشأنه."

الشخص الثاني بقلق: "هل أنت واثق به؟ ألن يغدر بنا؟"

الشخص الأول بابتسامة غامضة: "نعم، لدينا سلاح سنستخدمه إذا خان ثقتنا."

الشخص الثاني بهدوء: "حسناً إذن... لنترك الأحداث تتكشف، ونراقب عن كثب."

في غرفة ماري الهادئة، التي تتناثر فيها أضواء الشموع الخافتة، يقف دانيال ينظر إلى أخته بقلق.

دانيال: "هل هدأتِ الآن؟"

ماري بهدوء: "نعم، لقد هدأت."

دانيال: "هل حدث شيء في حفل الشاي؟"

ماري بقلق وتحاشٍ: "لا... لم يحدث شيء."

دانيال يقترب ويمسك بخدود ماري بلطف ولكن بنبرة جادة: "لا، حدث شيء. لا تكذبي."

ماري متألمة قليلاً: "آه، آه! حسنًا، سأخبرك، فقط دع خدودي."

دانيال يترك خدودها وينتظر: "هيا، تحدثي."

ماري بعتاب طفولي: "هذه ليست طريقة تعامل بها أختك الكبرى."

دانيال بتجاهل: "هيا، قولي، ماذا حدث؟"

ماري بتردد: "رأيتُ لاريس..."

عند سماع اسم لاريس، تغيّرت ملامح دانيال فجأة، وشعر بشيء جعل قلبه يرتجف، لكنه تمالك نفسه وقال: "نعم، ماذا حدث؟"

ماري وهي تتأمل وجه دانيال، الذي أرجع شعره الأحمر إلى الخلف وبدت عيناه الذهبية بقلق واضح:

"لاريس قالت بصوت بارد و كأنها تذكرني بلحضات منسيه، سوف تدفتين الثمن غالي"

دانيال وكأنه كان يتوقع هذا الكلام: "همم، لاريس لم تنسَ... ولن تنسى، أليس كذلك؟"

ماري بعينين حزينتين: "نعم، لن تنسى. واليوم هو اليوم الذي ستذهب فيه لاريس إلى القصر الإمبراطوري." قالتها ببطء وهي تراقب ردة فعل أخيها، محاولة التأكد من شيء في عينيه.

تغيّرت ملامح دانيال للقلق، لتتأكد ماري مما كانت تشك فيه، فقالت بنبرة واثقة: "يمكنك الذهاب لرؤيتها، لأن الأمير الثاني... أنت فهمت قصدي."

نظر دانيال إلى أخته، وفهم أنها اكتشفت السر الذي يخفيه في قلبه، فقال بصوت خافت: "ماري، لا تخافي، يجب أن تعود الأمور كما كانت في الماضي في النهاية."

ضحكت ماري بسخرية وقالت: "لا، يا دانيال، لاريس لن تسمح لأي شيء أن يعود كما كان في الماضي... وأنت تعلم السبب."

هز دانيال رأسه بيأس، مدركًا أن كلام ماري صحيح. استدار وخرج من الغرفة، متوجهاً إلى القصر الإمبراطوري، وهو يدرك تمامًا حالة لاريس في هذا اليوم، وهمس في نفسه: "أتمنى ألا أكون قد تأخرت."

2024/11/05 · 8 مشاهدة · 684 كلمة
Moaml Osama
نادي الروايات - 2025