بعد أن غادر *سيباستيان* لتنفيذ أمره باستكشاف العالم الخارجي، وتوجهت *البيلياديس* لحماية الطابق التاسع، بينما ذهبت *ألبيدو* لدعوة جميع الحراس إلى الطابق السادس، بقي *مومونجا* وحده في قاعة العرش، غارقًا في صمت مطلق.
كان الجو يبعث على الهيبة، فالمشاعل تلقي ظلالًا متراقصة على جدران القلعة، والصمت لم يكن مجرد غياب الأصوات، بل كان *هدوءًا يحمل ثقل السلطة المطلقة*.
مومونجا لم يكن مجرد هيكل عظمي يجلس على العرش؛ خلف تلك العظام المذهّبة، خلف تلك العينين المتوهجتين، كان هناك *عقل خارق يتأمل في كل خطوة قادمة*.
لقد كان ممثلًا حائزًا على *الأوسكار* ، قادرًا على التحكم في تعابير جسده وصوته ليبني صورة لا تُقاوم من الهيبة والغموض.
كان يحمل *دكتوراه في علم النفس* ، يفهم كيف تعمل العقول، يعرف كيف يتلاعب بالمواقف ليصبح سيدها.
كان *منومًا مغناطيسيًا محترفًا* ، يستطيع التأثير على اللاوعي دون أن يدرك أحد أنه يفرض سيطرته.
كان *عالمًا في علم الجسد وفن التلاعب* ، يفسر أدق الإشارات، يعرف متى يتحرك، متى يصمت، ومتى يُلقي بكلماته التي تصبح قانونًا لا يُناقش.
وفوق ذلك كله—لقد *قرأ رواية أوفر لورد بالكامل* ، درس كل الحروب، كل استراتيجيات القيادة عبر التاريخ، كل التلاعبات الذهنية التي استخدمها أعظم الشخصيات في تاريخ الأنمي والواقع.
لكن لا أحد في نازاريك كان يعرف ذلك. بالنسبة لهم، كان *الحاكم الأعلى، الذي لا يُسأل، الذي لا يمكن لأحد أن يشك فيه*.
وقف من مكانه ببطء، مشى نحو أحد الأعمدة الرخامية، واضعًا يده العظمية عليها، مستشعرًا ملمسها.
كان كل شيء *واقعًا حقيقيًا* ، لم يعد عالمًا رقميًا بعد الآن.
همس لنفسه بصوت بالكاد يُسمع، لكنه حمل يقينًا مطلقًا:
_"إذا كان هذا العالم حقيقيًا… فمعناه أنني يمكنني حكمه بالكامل."_
لم يكن الأمر مجرد رغبة في الهيمنة، بل كان *حتمية تاريخية* —الملك الحقيقي لا يترك العرش، بل يسطر الواقع كما يشاء.
وهكذا، انتظر عودة *سيباستيان* بتقريره، واستعداد *الحراس* في الطابق السادس… استعدادًا *لأول خطوة ستجعل هذا العالم ينحني أمامه*.
— *نهاية الفصل الثاني*