عندما ظهر *مومونجا* أمام الجنود، لم يكن هناك خوف واضح في أعينهم، ولا ارتباك مفاجئ كما كان متوقعًا. كان الأمر كما لو أنهم لم يدركوا بعد أن هذا الكائن الذي يقف أمامهم ليس بشريًا.

كانوا جنودًا مدربين على مواجهة الخطر، يعتقدون أن دروعهم وسيوفهم تكفي لإخضاع أي تهديد قد يواجههم. بالنسبة لهم، لم يكن مومونجا سوى رجل غريب يرتدي عباءة سوداء، شخصًا قد يكون ساحرًا أو محاربًا قويًا، لكن *ليس شيئًا يتجاوز حدود فهمهم*.

أما *إنري إيموت* ، فلم يكن خوفها قد تحوّل إلى إدراك بعد. كانت مشاعرها متخبطة بين الرعب من الجنود الذين كانوا يلاحقونها، والارتباك من الشخص الذي ظهر فجأة أمامها. في عقلها، كان مومونجا مجرد رجل غامض، ربما فارس أو ساحر قوي جاء لإنقاذها.

لكن كل شيء تغيّر في *اللحظة التي تحدث فيها مومونجا*.

عندما قال ببرود: *"أنتم تزعجونني."*

*تجمد الجنود* ، ليس لأنهم خافوا، بل لأنهم *فقدوا السيطرة على أجسادهم* بالكامل. شعروا وكأن قوة غير مرئية قد شلّتهم، وكأن الهواء أصبح أثقل مما يمكنهم احتماله.

إنري، التي كانت تقف وراء مومونجا، لاحظت أن أجساد الجنود توقفت فجأة، لكن لم يكن هناك أي هجوم واضح من الساحر أمامها، لم يكن هناك أي حركة تشير إلى أنه فعل شيئًا—ومع ذلك، *كان الجميع قد استُلبت إرادتهم تمامًا*.

في تلك اللحظة، أدركت إنري أن هذا *ليس مجرد إنقاذ عادي* ، بل كان *أمرًا يتجاوز فهمها بالكامل*.

نظر إليها مومونجا بهدوء قاتل، ثم قال بصوت جليدي: *"أنتِ بأمان الآن."*

وهكذا، بدأت اللحظة التي أدركت فيها إنري *أن الرجل الذي أمامها ليس بشريًا ، بل هو شيء أقوى بكثير مما يمكنها فهمه*.

— *نهاية الفصل الثامن*

2025/06/04 · 3 مشاهدة · 254 كلمة
نادي الروايات - 2025