كان الجنود يقاومون بقوة غير مرئية تحاصرهم، أجسادهم مشلولة، لكن أذهانهم ما زالت تحاول فهم ما يحدث. أحدهم حاول الصراخ، لكن صوته لم يخرج، وكأن الهواء نفسه رفض أن يحمل صوته.
أما *إنري إيموت* ، فكانت عيناها متسعتين وهي تراقب مومونجا، الذي كان يقف بلا حراك، لم يتحرك خطوة واحدة منذ أن تحدث، ومع ذلك كانت هناك قوة تفرض هيمنتها على الجميع هنا.
أحد الجنود، الذي بدأ يدرك أن هناك شيئًا *غير طبيعي على الإطلاق* ، حاول تحريك يده، لكن أصابعه بالكاد اهتزت. عرق بارد تساقط من جبينه، ثم نظر إلى مومونجا، مدركًا شيئًا مرعبًا—هذا الكائن *لم يكن مجرد رجل قوي، بل كان شيئًا يتجاوز فهمهم بالكامل*.
لكن مومونجا لم يعطهم فرصة لاستيعاب الموقف.
بهدوء مطلق، رفع يده اليمنى قليلًا، ثم قال بصوت هادئ لكنه حمل قوة كافية لتجعل الهواء نفسه يرتعش:
_"اختفوا."_
وفي لحظة واحدة، *اختفى الجنود بالكامل*.
لم يكن هناك صراخ، لم يكن هناك وقت للهروب—بل فقط *اختفاء تام* ، كما لو أنهم لم يكونوا موجودين أصلًا.
إنري، التي كانت ترتجف الآن، نظرت حولها. لم يكن هناك أثر لهم، لا أسلحة، لا دماء، لا شيء يدل على أنهم كانوا هنا قبل لحظات.
ثم نظرت إلى مومونجا، الذي كان لا يزال واقفًا بنفس الهدوء الذي بدأ به.
في تلك اللحظة، أدركت إنري *أنها أمام شيء يتجاوز البشر، شيء لا ينبغي لأحد أن يحاول تحديه*.
لكن بدلاً من أن تهرب، بدلاً من أن تصرخ، وجدت نفسها تنحني أمامه، كأن جسدها أدرك الحقيقة قبل عقلها.
بصوت منخفض لكنها بالكاد تمكنت من نطقه، قالت:
_"شكراً… سيدي."_
وهكذا، بدأ أول رابط بين *ملك الظلام والفتاة التي ستصبح جزءًا من مصير نازاريك*.
— *نهاية الفصل التاسع*