المعركة الاولى (5)

هناك حقا غيلان اكثر من جيشهم .
لكن لأن هؤلاء الرفاق كانوا يهربون الى الشارع المفتوح الصغير فى الغرب , صفهم لم يكن جيد لتلك الدرجة .
شكل طويل .
وأحاطتهم فرقة روز بشكل حدوة الحصان .

" مت ! مت ! "
" المقدمة تتم اختراقها ! ادعموهم من اليمين واليسار ! "
" المصابون الى الخلف ! المصابون الى الخلف ! "

جيش الغيلان كان ايضا فى حالة من الفوضى , لكن الاصوات التى ترن بدون توقف شدت انتباههم .

"اهااااااااااااه "
" انا , انا لا اريد الموت "

نصف الجنود الجدد فى كل مجموعة كانوا يرتعشون بينما يباعدون مسافتهم .
من بينهم , الطبيعى فقط كان روان .

اشتباك !

غرز روان حافة رمحه فى رأس غول .
وفى اثناء ذلك اتجهت اليه غيلان اخرين .

" هممف !"

تذمر روان وضرب ذقن الغول بنهاية رمحه .

سحق .
تشوييي .

وفى لحظة , سحب الرمح الذى دقه فى رأس احدهم ولوح به فى قوس جميل دفع الغيلان المقطوعة رقابهم الى الخلف .
بطريقة طبيعية بالضبط كالمياة المتدفقة .

" انظر الى هذا الفتى "

تان الذى يواجه الغيلان التى بجانبه واكشتف واومضت عينيه .
كان مذهولا بمهاراته فى الرمح .
لكن روان شعر انه يموت .

اللعنة . اشعر كاننى سأموت من الم راحة يدى هذا "

يده كانت ضعيفة حقا .
وبسبب ذلك لم يتمكن من الامساك والتلويح كما اراد .
فى الاساس , الجمال فى استخدام الرمح هو ان تكون قادر على الهجوم والدفاع فى نفس الوقت بدون توقف .
لكن الان , التدفق كان يقف بين الحين والاخر .

" بعد انتهاء المعركة , يجب ان اركز على تدريب مهارات رمحى "

اعتقد هذا فى حياته السابقة , كانت لديه مهارة رمح ممتازة , لكن حتى مع ذلك , كونه قائد فيلق الرماحين الاول هو افضل ما استطاع تحقيقه .
اذا اراد استهداف شيئا اعلى , يحتاج مهارات رمح افضل .

" لفعل ذلك , يجب ان اصل الى المستوى الذى وصلت اليه فى السابق فى اسرع وقت ممكن "

مهارات الرمح التى أصقلها لعشرين سنة فى الحروب الحقيقية . كل هذه الاشياء كانت فى رأسه بالفعل , على اى حال .

" وبعد ذلك , اذهب الى مستوطنة بوتر . اذا ذهبت الى هناك ......... "

كان يخطط للذهاب الى مستوطنة بوتر بعدما ينتهى اخضاع الوحوش هذا .

" هناك مستقبل فى ذلك المكان "

ظهرت ابتسامة على وجه روان .
حتى حينها كان رمحه يتحرك بدون توقف .

قطع .

سقطت رؤوس الغيلان واحدة بعد الاخرى .
الموقف اصبح يصب فى كفة فرقة روز شيئا فشيئا .
لكن حينها , ظهرت سحابة من الغبار فى ناحية الممر الاخرى .

" انهم قادمون ! "

اصبح وجهه حادا .
الغيلان المختبئين فى الناحية الاخرى كانوا قادمين .
الان سيتغير منظور القتال كليا .

" الفرسان ! الفرسان ! الى الجنوب ! الى الجنوب ! "
" الرماة ! شحن ! "

أوامر القادة اصبحت يائسة .
تدهور اصطفاف حدوة الحصان فجأة .

" الرماحين ابقوا فى اماكنكم ! اقتلوا الاوغاد القادمين من الجبل ! "
" نعم ! " ردوا باصرار قوى .

رغم ان اعداد الغيلان القادمة من اعلى الجبل كانت كثيرة , لم تكن لتلك الدرجة حيث لا يستطيعوا التعامل معها .
كانوا فى حالة حيث كانوا منتشرين جدا .

" الجنود الجدد ! استجمعوا شجاعتكم ! الان , ليس لدينا الوقت لنعتنى بكم "

صاح اوليفر .
خلفه , جندى جديد الذى كان يضرب برمحه بينما يرتعش .
كانوا يشعرون بذلك ايضا .
ان الخط القوى يعانى من صعوبات اكبر .
فى ذلك الوقت ظهر روان فى مجال رؤية بييرس .
مشهد تلويجه بالرمح بحركات ناعمة وقطعه للغيلان .
فى كل مرة تسقط الغيلان على الارض ورقابهم مقطوعة .

" روان "

فتى لم يكن مختلف عنه من يوم مضى . هذا الفتى كان يساهم بشكل عظيم كما لو اصبح شبح حرب .

" انا ايضا ...... هل سأتمكن من فعلها ؟ "

الاطراءات التى سمعها فى معسكرات التدريب حتى ورمت أذناه .

< موهبتك فى الرمح هى الافضل >

وفى الحقيقة , لم يفشل ابدا فى وضع اسمه اولا فى الاختبارات . لكن اذا كانوا ضد وحوش , جسدك سيتصلب .

" انا , انا جبان "

امتلأ وجه بييرس بالدموع .
بعد فترة قصيرة , اندفع نحوه غول بعدما اخترق التشكيلة .

" شيت ! "

مد اوليفر رمحه متأخرا , لكنه لم يصل .
وصل الغول الى بييرس فى لحظة .

تشوييي !

اندفع الرفيق نحوه وصنع بعض الضوضاء .
لكن هذا كان كل شىء .

طعن !

كانت حافة الرمح تطعن رقبة الغول .

" هاه ؟ اوه ......... "

صاحب الرمح كان شارد الذهن المتردد , بييرس .
عندما هددت حياته دفع رمحه غريزيا .
سرعة الرمح كانت رهيبة لدرجة ان الغول المهاجم مات بدون ان يعرف ماذا اصابه .
صاح اوليفر الذى كان ينظر اليه بينما يبتسم باشراق .

" لقد أديت جيدا !حافظ على هذا ! "
" نعم ؟ نعم ....... "

رد بحالة مرتبكة .

" هل , هل يجب ان افعل هذا ؟ "

الشعور الذى أحسه عندما دفع الرمح الى رقبة الغول مازال باقى فى راحة يده .
لم يكن صعبا .
دق قلبه اسرع وارتفع ضغط دمه .

" انا , على ان افعل ذلك انا ايضا ! "

الوجه الملىء بالدموع عاد ببطىء الى طبيعته .

انطلق بييرس ودعم الصفوف الضعيفة .
فى نفس الوقت , وجه رمحه الى الغول الذى كان يتجه نحوه .

سلااش .

سقطت رأس الغول على الارض .

" بييرس ايها الوغد . اخيرا استجمعت شجاعتك "

روان , الذى كان يواجه الغيلان فى مقدمة المجوعة الثالثة عشرة ابتسم وهز رأسه .
الان , هو وافد جديد لا احد يعرفه , لكنه كان الفتى الذى التقطه الموهبة الافضل فى تاريخ مملكة رينس .

" لا يمكننى ان اخسر امامه "

بييرس كان مبتدىء فى الثامنة عشرة من العمر .
هو ايضا مبتدىء فى عمر الثامنة عشرة من العمر فى عيون الاخرين , لكن لديه خبرة عشرين سنة كان رماح بارع كبير عمره 38 عام .

رسم رمح بييرس خطوط من الضوء واستمر بالرقص .

" لكن هل هذا الوغد مازال بعيدا ؟ "

بينما يلوح برمحه , عينيه مازالت موجهة ناحية الجبال .
هناك فتى ينتظره .

" هو بالتاكيد فى نفس حجمى "

الفتى فى ذكرياته .
كان قائد جيش الغيلان وكان بنفس طوله ايضا .
فى الاصل , الغيلان لا تتجاوز صدر البشر فى الطول .

" لقد استخدم انصال مزدوجة "

حمل الفتى سيوف فى كلتا يديه وتجول فى ارض المعركة بلا رحمة .
عدد جنود فرقة روز الذين سقطوا على يديه ربما العديد من العشرات .

سلاش .

سقط غولين من رمح روان على الارض .

" جيد ! استمروا هكذا ! "
" سنتعامل مع هذا فى اسرع وقت ونتجه الى الغرب ! "
" اقتلوا ! "

الجنود الذين قادوا الزخم صاحوا بصوت عالى .
فى ذلك الوقت , ظهر الفتى فى طريق الجبل الشرقى .

" لقد أتى ! "

قائد جيش الغيلان الذى ينتظره روان .
ليس الامر وكأن قائد قد ظهر .

تشوييي !

اصدر صرخة قوية وغاضبة .
بعد سماع صوته , الغيلان التى كانت تدفع الى الخلف اندفعت للأمام بغضب كبير .
بالضبط كما لو وصل بطلهم اخيرا .

" ماذ , ما هذا ؟! "
" هل هذا غول ايضا ؟ "
" أليس هذا أورك ؟ اورك ؟ "

ارتبك الجنود الذين اكتشفوا قائد الغيلان .

عض روان شفتيه .

" سيكون افضل لو كان اورك . مهارته اعلى بمستوى من مهارة الاورك "

لم يكن القائد عبثا .
لكن , جيش روز الذى لا يمكن ان يعرف هذا رفعوا اسلحتهم وهاجموا .

سلاش .

الرأس التى تدحرجت على الارض لم تكن للقائد بل احد الجنود .

" هاه ؟ "
" هاااه ؟ "

فى تلك اللحظة , تذكر اوجوه الجنود المرتبكة .

" صحيح , ليس من السهل على شخص عادى مواجهته ! "

فرقع روان لسانه وركل الارض بقدمه .
تحرك جسده ناحية قائد الغيلان .

" انت ! الى اين تذهب ! "

رن صوت تان وراءه .

" سأذهب لأحصل على رأسه " كلمات لم يستطع قولها .

لمع رمحه بضوء الشمس .


.............................................................



2017/11/02 · 2,542 مشاهدة · 1325 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024