المعركة الاولى (6)

بينما كان روان يطعن الغيلان المهاجمة , قطع قائدهم رقاب العديد من الرماحين والسيافين .

تشويييييي!

صرخة سرقت حتى حيوية المعركة .
وحينها , الجنود الذين كانوا يهاجموا بدون التفكير فى اى شىء بدأوا بالتراجع .
امتلأ قائد الغيلان بالنشاط عند رؤيتهم .

تشويي!

أنصال هذا الفتى قطعت خلال الهواء .

" اغغ! "

الجندى ذو العيون الضيقة أغلق عينيه عندما نظر الى الشفرات القادمة اليه . اللحظة التى عاش فيها الموت , لكن بعد ذلك سمع صوت تصادم بالقرب من أذنه .

تصادم !

والصوت الذى رن فى نفس الوقت ,

" تراجعوا ! "

فتح الجندى ذو العيون الضيقة عينيه ونظر أمامه .
صاحب الصوت كان رماح بوجه طفولى .
انه روان .

" هووو "

تراجع الجندى للخلف كما لو انه يركض لفرحه أنه نجا .
بعدما تم خلق مساحة بين روان ليلوح برمحه , وضع ابتسامة مريبة بطريقة ما .

" لقد مرت فترة طويلة . لقد مرت عشرين سنة "

تشويي.

التوى وجه قائد الغيلان وصرخ .

" صحيح , لا يمكن ان تتذكرنى "

ابتسم روان وهاجم .
حواف رمحه كانت تتطلع الى اختراق صدر هذا الوغد .

تشويي!

صرخة كما لو كان يهزأ به .
لوح انصاله المزدوجة بخفة وتصدى للرمح .

تصادم!

" كوغغ . قوته جيدة بالتاكيد "

قبض روان على اسنانه نتيجة للقوة التى انتقلت خلال يديه .
اذا كانت طويلة , فلن تكون لصالحى .

" بحالتى الان استطيع فقط تبادل القليل من الضربات "

لكن حتى مع ذلك , سبب انه هاجم بثقة .

" سأريك هجوم واحد مميت "

هو مهارات الرمح العديدة فى ذاكرته .
لكنه لا يستطيع استخدامهم جميعا .
أقوى مهارة يمكنه استخدامها الان .

" الوقفات الثلاث التى تعلمتها من بييرس "

مهارات رمح بييرس تأصلت بعدما تم تعليمه من قبل ريل بيكر , وابدعوا فى المعارك التى خاضوها معا .
لأنهم واجهوا جنودا عاديين , فمازالت قوية حتى لو تستخدم المانا .

" لدى فرصة واحدة فقط . أكثر من ذلك صعب بالنسبة لى "

اهتز رمح روان وقطع خلال الهواء .

تشوييي!

أبدى قائد الغيلان تعابير انزعاج نتيجة للرمح الذى يهدد حياته بدون توقف .
رفع انصاله المزدوجة عاليا جدا محاولا قطع الرمح .
لكن الجسد الذى عرض فى لحظة .

" الان ! "

أمسك روان بصلابة وسحب رمحه للوراء بقوة .

ريب .

ألم راحة يده التى تتقطع .
لكن حركات روان لم تتأثر .

سبات !

الرمح الذى سحب الى وسطه , انطلق مرة اخرى بسرعة وطعن جسد قائد الغيلان .

تشويي!

اصبح مرتبكا للحظات , لكنه تذمر وضرب بسرعة بانصاله .

تلويح .

مباشرة قبل ان يقابل السيفان الرمح .

ثونج !

انحنى الرمح الصلب كثعبان وارتفع مباشرة الى السماء .

سبات !

مر الرمح بجانب السيفين واندفع الى رقبة الغول .

تشويي؟

فتح قائد الغيلان عينيه على اخرها لهذا الرمح الذى انحنى بزاوية مستحيلة .

طعن!

ثم اخترقت حافة الرمح رقبته .

جرر .

اصوات غضب وسقوط قائد الغيلان .
سحب روان الرمح فى حلقه وعبس ,

" كوغغ "

صدر اصوات المه .
نظر الى راحة يده التى كانت فى فوضى , تقشر جلده والدم الذى كان يجرى فيها .
لم تتمكن راحة يده الضعيفة من تحمل مهارات بييرس القوية .

" انها حقا فوضى "

بالتاكيد , فى حياته السابقة لم يستطع تنفيذها اكثر من خمس مرات تواليا .
لا , حتى استخدامها خمسة مرات الم جسده بالفعل .
انها مهارة صعبة على الجسم لكنها كانت بنفس القدر من الفعالية .

" وييييو "

نظر روان الى القائد على الارض وابتسم .
ليس حصادا سيئا بالنسبة للمعركة الاولى .
وبالنظر الى الحفرة فى رقبته ازداد اعجابه بموهبة بييرس .

" لوقفة قد ابتكرت فى وقت الراحة أن تكون بتلك القوة "

كان فى تلك اللحظة التى يبدى فيها اعجابه بفارق القدرات .
الوقفة التى نفذها بالكاد بعدما قطع راحة يده , نفذها بييرس بدون تقطر حتى قطرة واحدة من العرق .

" فى هذه الحياة سأغلق الفجوة بالتأكيد "

صمم روان مرة اخرى وبعدما أخذ رقبة القائد , رفعها الى السماء .

" الرماح روان من المجموعة الثالثة عشرة ! لقد قطعت رقبة قائد الغيلان ! "

صوت عالى .
حتى لو لم يفعل ذلك فالجنود الذين شاهدوا القتال رفعوا اسلحتهم وهتفوا له .

"وااااااااااااااا ! "
" روان! روان! روان! روان! "

تغيرت اجواء الساحة فى لحظات .
الغيلان التى فقدت قائدها لم تعلم ماذا تفعل . هبطت المعنويات الى الحضيض حتى لمست الارض واملوا فقط فى الهروب .
على الجانب الاخر , ارتفعت معنويات جنود روز عاليا فى السماء .

قطع ! طعن !
تشويي . جرر!

استمرت الغيلات بالتساقط واحدا تلو الاخر بسبب هجمات جنود روز ذو المعنويات العالية .
بعدما ربط روان رأس القائد فى وسطه عاد الى المجموعة الثالثة عشر .

" انت ايها الوغد! كيف تركض بعيدا هكذا كما تريد !"

صاح تان كما لو ينتظر هذا . لكن كانت هناك ابتسامة باهتة فى وجهه .
وهذا بسبب انه شهد هذا المشهد الذى فيه اخترق روان رقبة الغيلان .
انحنى روان ,

" بالنظر الى رفقائى يتساقطون , هاجمت فقط بمفردى . انا اسف "

اراد تان ان يقول شيئا اخر لكنه هز رأسه فى النهاية .

" كن حذرا اكثر المرة القادمة "
" نعم "

احنى روان رأسه وعاد للخلف .
المعركة كانت على مشارف الانتهاء بالفعل .
لم تتمكن الغيلان من الهجوم بعد الان فى مكان المجموعة الثالثة عشرة .

أخرج روان بعض الضمادات بينما ينظر الى القتال .

" تريدنى ان اساعدك ؟ "

جندى جديد مثله تماما كان لديه بشرة بيضاء وعيون كبيرة سأله بوجه مشغول البال .
أعطاه روان الضمادات كما لو جاء فى الوقت المناسب .

" شكرا "
" لما , لهذه الدرجة "

احتضن الجندى ذو البشرة البيضاء واسع العينين الرمح وضمده .
ضمده بدقة متناهية لدرجة ان روان اعتقد انه سيتمكن من امساك الرمح فى الحال .

" انه مألوف كثيرا ....... "

لقد كان وجها مألوفا له .
شعور انه نسى شيئا مهما للغاية .
حاول روان ان يتذكر من هذا الرجل الذى امامه .
لكن , الوافدين الجدد الذين نجو فى الماضى كانوا هو وبييرس فقط .
بسبب ذلك , لم يستطع تذكر بقية الجدد .

" لكن لماذا هو مألوف جدا ؟ "

غرق روان فى افكاره .

ثم انتهى التضميد .
فى تلك اللحظة أمسكت عينيه اصابعه الكبيرة .

" اه ! "

صاح روان بصوت منخفض .

" هاه ؟ ماذا حدث ؟ هل الضمادة ليست مريحة بطريقة ما ؟ "

سال لأنه تفاجأ .

" انه مماثل "
اهتزت عيون روان .
مر خيال شخص خلال عينيه بشكل خافت .

" هذا الفتى كان الاوبا لذلك الشخص "

وجه الفتاة الذى ملأ رأسه تماما .
هز روان رأسه واصبحت ملامحه خرقاء , ابتسم باشراق وناوله يده .

" لا شىء . شكرا لك . جلين "

الفتى ابيض البشرة وواسع العينين كان يدعى جلين .
لقد تذكر .
من كان هذا الفتى , ومن كانت أخته .




........................... end ................................








2017/11/02 · 2,484 مشاهدة · 1121 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024