المعركة الاولى (7)

الشخص الوحيد الذى أحبه روان فى حياته .
كانت اخت جلين الصغرى , سيلين .

" اتت لتجد جثته بعدما مات على يد الغيلان "

فتاة فى عمر السابعة عشرة .
موت اخيها الوحيد الذى يكبرها بسنة كان من الصعب ان تتحمله بمفردها .

" كنت احاول تعزيتها فقط لأن مظهرها الباكى كان يرثى له "

بدأوا يحبوا بعضهم البعض مصادفة .

" هل تقابنا لعشر سنوات ؟ "

فى اواخر عشريناته كان يخطط حتى للزواج منها .

" لكن فى النهاية , انفصلنا "

روان كان السبب .

" لم استطع ترك ارض المعركة "

اواخر العشرينات هو عمر الذروة .
كان مازال صغيرا جدا ليتخلى عن حلمه فى ان يصبح جنرال عظيم .
وفوق ذلك , بييرس الذى سمى كقائد لفرقة جديدة طلب منه ان ياتى ويقاتل بجانبه .
اعتقد انها ستكون الفرصة الاخيرة .

" حتى مع كلماتها لى الا اغادر , ان غادرت ستكون النهاية , غادرت مع ذلك "

اخذ الامر بالضبط ثلاث سنوات قبل ان يعود .
وعندما عاد , كانت بالفعل امرأة رجل أخر .

" منذ ذلك الوقت , لقد عشت كوغد مجنون "

حارب كشخص مجنون .
ونتيجة لذلك , الجندى العادى الذى لم يمكن رؤيته لثلاثة عشر عاما اصبح قائد مجموعة فى خلال سنتين .
لكن بالطبع كان هذا اكثر ما استطاع الوصول اليه .

" لقد تاقت الى اخيها الميت فى كل حياتها "

يا لها من راحة .
جلين لم يموت .
لن تكون حزينة بعد الان .

" لكن اذا تحولت الاحداث هكذا , هل سأتمكن من مقابلتها ........... ؟"

بطريقة ما حام طعم لاذع فى فمه .
اعتقد انه نسى الامر برمته , لكن الان وقد تذكر هذا , لن يكون من السهل دفع هذه الافكار بعيدا .

" ربما , الامر افضل بهذه الطريقة "

حتى لو تقابلوا واحبوا بعضهم مرة اخرى , سيتركها فقط لوحدها مجددا .
لأن فى هذه الحياة سيحلم بشىء أكبر من السابق .

" يبدو ان المعركة انتهت "

رن صوت جلين .
دفع روان هذه الافكار بعيدا ونظر امامه .
مازال هناك بعض الغيلان التى تهرب لكن القتال انتهى بالتاكيد .

" الجنود اصطفاف ! الجنود اصطفاف ! "
صاح المعاونين بكل قوتهم .
المعركة فى الشرق انتهت لكن مازالت معركة الغرب مستمرة . دفعة الغيلان الثانية التى جائت من جانب الجبل .

" حسنا , الان وقد مات قائدهم سيتفتت هذا الجانب ايضا "

بعض فترة , انتهت المعركة بفوز كاسح لفرقة روز كما توقع روان .
وقت استعادة الجثث وعلاج الجرحى .

" الوافدين الجدد مذهلين هذه المرة! "
" نعم ! انتم تدعون روان وبييرس ؟ لقد قضيتم عليهم هناك "

امتلأت المجموعة الثالثة عشرة بصخب كبير .
استحقاقات روان وبييرس الرائعة تلقت صفوف من الثناء عليهم .
كان الامر صعب , لكن بيت الذى يقيم الناس البارعين ضرب ظهر روان .

ضرب!

" ايها النذل! لقد رأيتك فى ضوء مختلف تماما ! هاهاها! "
" كوغغ "

عبس روان وحنى ظهره .

" اهيم , هل ضربتك بقوة ؟ "

ضحك بيت بشكل اخرق بينما يحك خديه .
رفع روان يده ان الامر على ما يرام ثم اومأ .

بعد ذلك اقترب تان ,

" المهارة التى استخدمتها لذبح قائد الغيلان . هل تعلمت ذلك ايضا فى معسكر التدريب ؟ "

كانت مهارة لم يرها ابدا حتى الان .
عند سؤال تان , المجموعة 13 و 14 , 12 الذين كانوا فى الجوار رفعوا اذانهم بشكل واضح .
هز روان رأسه ببطىء .

" لا . نتيحة لصدفة مؤكدة , تعلمتها من جندى متقاعد "
" جندى متقاعد ؟ ان تصل مهارة رمح جندى متقاعد لهذا . ويقولون ان العالم واسع ويوجد أناس اقوياء كثيرون بقدر حبات الرمل "

نظر تان اليه فقط بوجه ثابت .

" على اى حال , لقد حققت استحقاقات كبيرة فى هذه المعركة وانقذت حياة العديد من الناس , لذا سأدعه يمر هذه المرة لكن ............ "
" دعه يمر بمؤخرتى "

تدخل صوت بارد .
أدار تان وروان رؤوسهم ليروا صاحب الصوت .

" المعاون دوسين "

احنى تان رأسه .
قال دوسين بملامح باردة ,

" روان "
" نعم "
" ترك موقعك فى منتصف المعركة هو جريمة خطيرة "

صوت بارد .
فى الحقيقة لقد كان فى مزاج سىء لما حدث قبل المعركة .

" وافد جديد يجرؤ على تجاهل كلمات معاون ؟ "

بسبب روان , اصبح شخصا غبيا بالنسبة لجيل .

" حتى لو كان لديك الاذن من ماسون , ترك موقعك اثناء المسير جريمة خطيرة ايضا "
" انا اسف "

احنى روان رأسه .
هو يعلم سب تصرف دوسين بهذه الطريقة .


" فخره جرح بالتاكيد "

فى اوقات كهذه , من الافضل ان تظل منخفض .
اذا صحح ما حدث , سيزداد الخصم سوءا فقط .
تابع دوسين الكلام ,

" قائد الفرقة جيل جعل الامر يمر , لكن هذا شىء أنا , من أقود وأمر الجنود , لا يمكننى مسامحته "

ابدى جنود المجموعة الثالثة عشرة الذين يتابعون الموقف وجوها متوترة .

" لو كان الامر كما العادة , سيكون علينا جلدك خمسين مرة , لكن بالاخذ فى الاعتبار انك اكتشتف الغيلان المختبئة فى الممر كما قتلت قائد الاعداء , سوف اخصم مرتبك لخسمة شهور واضيف شهر تدريب اضافى "
" نعم . سوف اتبع اوامرك "

انحنى روان .
حدق دوسين اليه للحظات ثم قاد حصانه وعاد الى مكانه .
نظر بيت الى ظهر دوسين المبتعد وسأل ,

" ما هى نوع الحادثة التى قمت بها فى المقدمة لتتم معاقبتك بدلا من استلام جائزة بعدما ذبحت قائد الاعداء ؟ "

ابتسم روان بمرارة فقط ولم يرد .
نظر تان الى ملامحه وتدخل فى الحديث ,

" الم تسمع كلمات المعاون دوسين ؟ لقد ترك موقعه بارادته مرتين "

هز بيت رأسه كما لو انه لم يفهم .

" لا , لكن حتى مع ذلك , لا اظن ان هذا سبب كا...... الان وانا انظر الى الامر , هل كنت ايضا من اكتشف الغيلان المختبئة ؟ "
" نعم "

أومأ روان ببطىء .
أظهر جنود المجموعة ملامح متفاجئة مرة اخرى .

" انت حقا شىء كبير "
" صحيح , لو لم يكن موجود لتمت ابادتنا جميعا "
" لقد انقذ حيواتنا جميعا ! "

اجواء صاخبة .
حاول الجنود عن عمد تحسين مزاجه أنه تمت معاقبته .
لكن لم يهتم روان كثيرا بشأن ذلك .

" لن استخدم المال كثيرا على اى حال "

فى الحقيقة , ليس شيئا كبيرا ان يحصل على المال متى اراد .
لقد تذكر كل الاشياء الكبيرة التى حدثت عشرين سنة من الان .
وكانت هناك حالات حيث اكتشفوا بقايا مانا , مناجم للمعادن ومناجم الخام وكنوز مفقودة حتى .

" اذا احتجتهم لاحقا سينبغى على ان اتقدم بخطوة واحدة عن الاخرين واجلعهم ملكى "

والعقاب الذى حصل به على شهر تدريب اضافى كان شيئا اراد روان ان يطلبه اصلا .

" التحمل , العضلات , راحة اليد , والحركات . كل هذا كان فى فوضى "

تماما كما توحى الكلمات , مستوى المبتدىء .
احتاج الى التدريب .
وقت التدريب الفردى كان ضئيلا حقا فى تحركات المجموعة . وفى هذا الوضع أمره دوسين مشكورا ان يحصل على وقت اضافى من التدريب .

" لقد اعطانى جائزة حقا بدلا من عقاب "

ظهرت ابتسامة على وجه روان .
ثم سمعت اصوات المعاونين مجددا .

" المجموعة اصطفاف ! المجموعة اطفاف ! "

بدأ الجنود فى الوقوف والاصطفاف فى اماكنهم .
روان ايضا اراد ان يقف فى مؤخرة المجوعة 13 لكن رون صوت مألوف خلفه ,

" روان , يجب ان تذهب لتأخذ دورك "

صاحب الصوت كان ماسون .
لم يتحرك روان من نفسه ونظر الى تان .

" اذهب "

هز تان يده بسرعة . أومأ روان واسرع فى خطواته .

عندما وقف فى المقدمة رأى المعاونين مثل دوسين وجيل .

" باردة "

مازالت عيون دوسين باردة .
عندما تجمع المرشدون معا مرة اخرى بدأت فرقة روز المسير .

خطو . خطو . خطو .

اصوات خطوات الاقدام التى تهز الارض .
دخل روان , ماسون , والمرشدون الاخرون ممر ألى اولا .
هذا الممر الذى كان مملوءا بالغابات الان هو سهل خرب .

" هذا المكان كان ممتلىء بالجثث من قبل "

لكنه مختلف الان .

"مع ذلك , لقد قمت فقط بخطوتى الاولى " عض روان على شتفيه .

" ما يأتى تاليا هو الاكثر اهمية "

لحظات الاختيار ستتابع المجىء .
وفى كل مرة , عليه ان يلتقط الخيار الافضل .
لكن الشىء الجيد ان اختياره الاول لم يكن سيئا اطلاقا .
خلف روان , تتبعه فرقة روز التى فى الاساس تم ابادتها .




Ahmed Elgamal

2017/11/02 · 2,628 مشاهدة · 1381 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024