بعد إنقضاء ليلة السكاكين الطويلة غمرت الضجة أوروبا، بما في ذلك ألمانيا

إنتقدت بريطانيا وفرنسا أفعالي بشدة، واصفتين الحادث بشغب لا يتحدث في دولة يسودها القانون، لكن الإستجابة المحلية إختلفت عن ذلك تماما.

وبالطبع لم يسلم المزاج المحلي من بعض الإنتقادات للقتل غير المصرح الذي لم يمر على أي إجراءات غير قانونية -ولا حتى الشكلية منها-، لكن رد الفعل عد 'جيدًا' عمومًا.

قد يبدو الأمر كذبة، لكنها حقيقة، وقد سار الأمر بالشكل نفسه في التاريخ.

أما عن ما دفع عامة الناس للهتاف لي عوضًا عن إستهجان حادث همجي كهذا، فالأمر بسيط.

بدا للمواطنين العاديين أن ما تقوم به قوات العاصفة هو ذاته. -أي همجي-

ولم يكن الجيش وحده من ينظر لقوات العاصفة بإستهجان، بل وحتى المواطنون لم ينظرو لهم نظرة طيبة.

من الشائع أن تثير هذه القوات المتاعب، كما عرف عن قائدهم كونه مثليًا.

حتى في القرن العشرين حيث توجد تكنلوجيا وإنترنت وكل أنواع البشر 'الغريبين'، لا يمكن أن تعد النظرة للمثليين طيبة، ناهيك عنها خلال القرن العشرين.

النظرة الكارهة للمثلين أشد من كره الناس للملونين في القرن الواحد والعشرين، إن عرف عن طائفة أو جماعة أنهم على هذه الشاكلة من الخلائق فلا يستغرب إن كرهتهم الأمة بأكملها.

وبعد أن تم إعدامهم بتهمة الخياة -على الرغم من أنها تهمة ملفقة- دعم الناس الحكومة بإخلاص لتخلصها من آفات المجتمع، قائلين أنها قامت بعمل فذ.

وأخيرًا، كُتمت آخر أصوات المعارضة بعد أن إمتدح هيندنبرغ عملي الجاد في خطاب له، قائلا أن إختياره لي مستشارًا كان خيارًا عظيمًا.

لكن هذا الحال إقتصر على داخل البلاد، إذ أن ردود الفعل خارجها لم تكن طيبة نهائيًا.

ولم تكن بريطانيا التي توجت نفسها حامية للدموقراطية والسلام الأوربيين وحدها في ذلك، فحتى فرنسا التي وجدت نفسها متهمة فجأة بالمشاركة في إنقلاب لا علم لها به صبت سيلًا من الإنتقادات والإدانات علي كل يوم.

إنضمت إيطاليا أيضًا إلى تيار الإنتقاد هذا بحماسته، مدعية أن ما حدث في ألمانيا لا يفعله سوى البرابرة.

بل وحتى الإتحاد السوفيتي، لكنه إكتفى بإصدار بيان إنتقاد قصير، ولم يبت في الأمر أكثر منذ ذلك الحين.

والسبب بسيط: لستالين نظرة إجابية عن هتلر.

في التاريخ، يقال أن ستالين عندما سمع بالواقعة قال لشريكه المقرب أنستاس ميكويان "ياله من رفيق!" وأنه إمتدح هتلر بقوله :"قام بعمل عظيم!".

على الرغم من الأديولوجيات فصلت بينهم، إلا أن هناك قطعًل شيئًا مشتركًا بين الدكتاتورين.

مع مضي الأيام خفت حدة الإنتقادات العامة تدريجيًا، لكن نظرة العالم إلى ألمانيا لم تكن إيجابية بعد.

وبالصدفت حدثت واقعت نسفت ذلك.

***

ما أسوأ فعائل ألمانيا النازية؟

تقويض الديمقراطية، الدكتاتورية الإستبدادية؟ أم الحرب العدوانية التي شنتها؟

أي كان ما فعلته غير ذلك، فإن الجواب الأصح يظل المحرقة.

على مد التاريخ، لايمكن رؤية نهاية للبدان التي تمارس التمييز في حق شعوب ومجوعات عرقية بعينها، في الحقيقة، الصعب هو أن تجد بلاد لا تضهد أو تمارس نوعًا من التمييز ضد عرق او شعب.

ربما دارت هذه الأفكار في ذهنك مرة واحدة على الأقل:

ثمت دول عديدة مارست التمييز والإبادة الجماعية، فلم نرى أن ألمانيا النازية هي وحدها التي علقت معها هذه الصفة كأهم خصالها؟ بل وأصبحت مرادفًا للإبادة الجماعية؟

حتى إن بحثت في قائمة أكثر الدكتاتوريين إزهاقًا للأرواح فستجد الأول في الصين والثاني قد يكون الإتحاد السوفيتي، أليس كذلك؟

وفي الوقت نفسه، ألم تقم كل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا الذين يدعون حماية حقوق الإنسان بمجازر لا تعد ولا تحصى؟ وحتى بلد صغير مثل بلجيكا ذبح 3 ملايين إنسان في الكونغو؟

مع ذلك، بين كل هذا المجازر والمذابح، ورغم التضخيم الإعلامي من قبل الحلفاء، الحق أن ألمانيا تميزت حقًا في التطهير العرقي.

هذه الدولة تجاوزت التعريف السطحي مثل إبادة الأعراق الأخرى، وأبدعت في الأمر إذ كانت المذابح في حد ذاتها مشروعًا ممنهجًا تسيره الدولة.

وقد سخَّر النازييون كل من التكنولوجيا والعلم والأنظمة الإدارية فقط في سبيل ضمانهم لتحقيق مذبحة أكثر مثالية وكفاءة.

لقد صنعو حرفيًا مؤسسات، بل وحتى مصانع تخصصها ذبح البشر، ومن الأمثلة على ذلك معسكر أوشفيتز وتريبلينكا وسوبيبور.

وحتى في أصعب أوقات الحرب حيث عانو شح في الإمدادات لم يتمكنو من التخلي عن مذبحتهم كأنها تعز عليهم.

يستحقون التصفيق لشغفهم، لا؟

إن لم تعتقد بعد أن ذلك يستحق الإعجاب ففكر بالأمر بالفطرة السليمة.

أنت في حالة حرب، وليست أي حرب، حرب عالمية، وأنت تقف ضد كل الدول الأوروبية لوحدك تقريبا وتقاتل على عدة جبهات، وتعاني نقصًا في الإمدادات والقوى البشرية للحفاظ على التفوق في مختلف المحاور، لكن القيادة فتحت مجزرة لحم مؤخرا لتحويل بعض السلاف والغجر واليهود إلى كباب، وهي تحتاج لكمية كبيرة من الموارد والجنود بإستمرار، فهل هذه فكرة ستتكون في رأس شخص يتمتع بكامل قواه العقلية؟

إن كون الجنود الذين تحتاجهم في الجبهة يُسخرون لسحب بعض الأعراق الأدنى إلى معسكرات الإعتقال، والموارد اللازمة للثكن العسكرية تُنقل لبناء مساكن لليهود والمحتجزين الأخرين، ناهيك عن الغاز والذخيرة والطعام والبنزين وغيرها من ما يحتاجه المعسكر، كلها إستهلاكيات غريبة في ظل وضع الحرب، إن كان في الإمكان تسيير كل هذه النفقات المجحفة لتخدم الجبهة لا شك أنها كانت لتغطي قدرًا من النقص الحاصل، وأشك أن القيادة كانت تجهل ذلك.

لكن النازيين لم يفعلو ذلك حتى النهاية.

ولربما تجد أنها الدولة الوحيدة التي أخلصت لمجزرتها حتى النهاية على حساب نفسها.

وعلى وجه الخصوص اليهود والسلاف، لنتحدث عن اليهود هنا، فهم الذين عاشو في ألمانيا، لقد بلغ الأمر مبلغًا مرَضيًا، إذ تخلصو حتى من اليهود الذين أمكنت الإستفادة منهم في وظائفهم والذين كانو مخلصين لألمانيا وقدمو إسهامات معتبرة.

والأمر الأكثر لفتًا للنظر هو دعم العامة لسياسة الحكومة حيال اليهود.

وعلى الرغم من صدمتهم بمعرفة المستوى الذي وصلت إليه المذابح التي أدارتها الحكومة بعد الحرب، إلا أنهم إعتبرو الإضهاد والقمع الذي لم يصل لمستوى المجازر أمرًا طبيعيًا.

وعلى الرغم من أني عمليا هتلر وأسير في ذات الطريق الذي سار عليه، إلا أني لا أمتلك نفس شغفه بمجازر لا طائل من ورائها.

هل ذكرت ذلك سبقًا؟

على كل حال، حتى الآن لا أمتلك نية لتكرار هذه الفقرة.

ولكن يبدو أن أصدقائنا لا يشاطرونني نفس الأفكار.

***

"أعد علي ما قلته للتو يا هيملر؟".

"أعني الأمر حرفيًا يا صاحب السعادة".

إقترح هيملر علي عملية قمع ممنهجة لليهود في ألمانيا بثقة كبيرة.

وكان هذا أول ما إستقبلني به في الصباح الباكر، وحين سألته عن المغزى من ذلك ألقى علي سيل من هذا الهبد الذي لا طائل منه ثانية.

"سيدي، إن اليهود كالسرطان على المجتمع الألماني، فهم يدمرون إقتصادنا وينقلون ثرواتنا إلى الخارج، بل ويفسدون تميزنا العرقي، إن تركنا بذورًا مثيرة للإشمئزاز مثلهم تنمو فسيكون صعبًا أن تجد عرقًا ألمانيا نقيًا مستقبلًا، لذا من أجل الأجيال القادمة علينا أن نقوم ب-"..

"هيملر، لا أمتلك الوقت لبحث هذا الأمر معك، لذا فإني سأكون واضحًا معك قدر الإمكان، فستمع إلي بعناية"..

شعرت أن صداع رأسي تفاقم بشدة إذا لم أنم جيدًا البارحة، وقد فرغت كل سخطي على هيملر.

"لم تضيع وقتك بأمر تافه لا معنى له؟ ثمت جبال من القضايا الشائكة التي يتعين علينا حلها، فأجد أنك لازلت عالقًا لي في القضية اليهودية أقلها أهمية وأقلها نفعًا؟ ألم أوضح لك رأيي من قبل؟ لا يهمني اليهود البتة، ليذهبو للجحيم مع كل ما ينتمي إليهم!".

"يا صاحب السعادة... قَولي أن الأجدر بك هو أن تبدأ في إيلاء إهتمام بهذه القضية"- بعد أن صحت عليه بنبرة شديدة إرتعد هيملر وبدا متوترًا، لكنه لم يذعن بعد. :"كثير من الشيوعين الذين يشكلون خطرا على ألمانيا هم من اليهود، فلا أفهم حقًا لم نترك اليهود يستفحلون في حين نضيق الخناق على الشيوعيين، أليسو وجهين لعملة واحدة؟"..

لو إمتلكت نفس هذا التفكير لفضلت إنهاء حياتي برصاصة في الصدغ -رغم اني قد لا أموت كما قد أتمنى- وقد قاومت بصعوبة فعل الشيء نفسه بهيملر لمعرفتي أن الأمر قد يحدث ضجة لا داعي لها.

يا إلهي.. ماذا أقول لهذا الرجل حتى يصمت ويحل عني؟

لعل علي تجربة ذلك...

حين أغمضت عيني وغرقت في التفكير باحثًا عن طريقة للإفتكاك من هيملر، خطرت ببالي فكرة مذهلة.

قد يبدو الأمر سخيفًا، لكن ماذا لو أفلحت مع هيملر حقًا؟

"هيملر".

"نعم".

"أتعرف لم أبقيتك إلى جواري؟".

"نعم؟" تفاجأ هيملر بهذا السؤال الذي لم يكن في الحسبان. :"آه.. لأنك أقررت بولائي لك سعادتك؟".

أثناء سجني في لاندسبيرج أثبت هيملر ولائه بإرساله الرسائل لي كل يوم.

حتى في التاريخ لم ينسى هتلر رسائل هيملر، وقام بتعيينه بعد خروجه من السجن.

"هذا صحيح، لكنني قمت بذلك أيضًا لأني رأيت فيك رجاحة العقل والموهبة، يصعب إجاد من لديهم سرعة بديهة وصفاء ذهن يقارعك".

بالطبع كنت أكذب.

ومع ذلك بدا أن هيملر قد أخذ كلماتي على محل الجد و رتسمت إبتسامة على وجهه.

"أشكرك يا صاحب السعادة! كاما هو متوقع منك، لأنك-"....

"لكن".

"؟"...

"لربما كنت مخطأ".

"سعادتك؟..."

"حسبتك ذكيًا، ولم أعتقد أنك ستصدق إشاعات سخيفة كهذه، أشعر بخيبة الأمل فيك يا هيملر".

تنهدت بصوت مسموع عمدًا، وكما هو متو٤ع بدا على هيملر الخجل، ولم يعرف ما عليه قوله.

"... لا أعرف مالذي تشير إليه سعادتك-".

"أعرف أنك لا تحب اليهود، لكني لم أتخيل قط أن تؤمن بهذا اللغط".

رؤية هيملر مرتبكًا كما لو شاهد العالم ينهار أمام أنظاره جعلتني متحمسًا -لعلي إستمتعت بالتنمر عليه- قمعت الإبتسامة التي تكاد ترتسم على وجهي وأكملت حديثي بنبرة رزينة.

"اليهود والشيوعين مرتبطون؟ لا أساس لذلك. إنها مجرد كذبة إبتدعها من لديهم نوايا لعرقلة نمو ألمانيا، أتعرف لم ذلك؟".

"لم ذلك سعادتك...؟".

"صحيح أن هناك يهودًا بين الشيوعيين، لكن بينهم أيضًا آريون ذو دماء نقية، إن نعت كل الشيوعيين بأنهم يهود، ألا يعني ذلك أن الآلريين حسب زعمك هم أيضًا يهود؟".

"اه؟ لا لا.. لم يكن هذا ما قصدته! أعني-"..

أصمت واستمع يا رجل فلم أنتهي منك بعد.

"أتعلم يا هيملر مالذي أدعو إليه منذ عام 1919؟ إنها الوحدة الألمانية، لطالما كررتها أمام الحشود، نحن في أمس الحاجة إلى أن نتحد سوية.

ولكن إن كنا نقوم بتقسيم مجتمعنا بالإنشغال بهذه القضايا الجانبية، فأي واحدة هي التي سنحصل عليها في نظرك؟ هل تريد مني أخبارك؟ ستبدأ كل طوائف المجتمع في عض بعضها وتدمير الأمة!

إن الجمع بين الشيوعين واليهود هو هراء بحت إنها إشاعة إبتدعها الذين يرغبون في عرقلة نمو ألمانيا العظمى والشعب الألماني!

لكنك من بين كل الناس، رئيس قوات الأمن الخاصة ورجل وثقت به من رجالي الأشاوس تؤمن بهذا البهتان الموجه للعامة؟ هل كنت تمزح معي أم انك جاد في قولك حقًا؟".

لهولة بدا هيملر ككلب هوسكي حزين.

غادر هيملر المكتب ونظرة بائسة تعتري وجهه، مثل من سمع خبر سقوط الأسهم التي صرف عليها شقاء عمره، ورتجف جسده مثل الحور الرجراج وهو يغادر مكتبي.

اوه، وأخيرًا سأنعم ببعض الهدوء.

***

ومنذ ذلك اليوم لم يشهر هيملر بسيف اليهود ثانية في وجهي.

لكن معادات السامية لا تزال سائدة في البلاد.

لم يكن هيملر وحده الذي إقترح تدابير كتلك، فحتى جوبلز وهيدريش ألمحا إلي أحيانا بحاجة فعل شيء بشأن اليهود.

ويبدو أنهم رجال لا يكلون.

"لم أكن أعلم أنك تكره اليهود إلى هذا الحد دكتور جوبلز، فلم ذلك؟".

"بالطبع، فاليهود عبء على المجتمع الألماني-"..

"إنتظر.. أحسب أنك قلت لي ذات مرة أن أغلب الأساتذة الذين درست على أيديهم في الماضي كانو يهودًا؟".

"نعم؟ اه؟ كلا.. أعني كيف أي حدث ذلك؟.. أنا-"...

ثم وجهت هجمتي التالية إلى هيدريش قبل أن يكون جوبلز ردًا مناسبًا.

"هيدريش، لوالدك على حد علمي علاقات طيبة برجال أعمال ومعارف من يهود في الماضي، هل هذا صحيح؟".

"سعادتك، أنى لك أن تعلم بذلك؟".

"أنى لي أن أعلم؟ أنسيت أنك أخبرتني في الحفل الأخير؟".

"أنا؟ لا أذكر أني قلت شيئًا بالرغم من ذلك"..

"ثم من أين سمعت ذلك في رأيك؟".

"ايه؟.. لعلك محق-".

لم تكن لدي الطاقة أو الرغبة في الإستماع إلى قضية المشكلة اليهودية وخطرها على المجتمع أكثر من ذلك، لقد إستمعت لهذه الأشياء خلال مرتي السابقة، ولا أريد إعادة الكرة، لذا إستخدمت بعضًا من معرفتي القادمة من المستقبل للتسبب بهجمات عالية الضرر على هاذين الرجلين.

وفي كل مرة يظهرون تعابير تُذكر بطلاب أمسك بهم يغشون في الإمتحان، والخجل بادي عليهما.

بالطبع لم يقولا لي شيئًا من ما زعمت انهما قالاه.

ولعلهما يتساءلان عما إذا كانا كثيري النسيان.

لم يفتح جورينج او هيس أفواههما في هذا الأمر بعد رأو ما فعلته بهيملر، وهذا ما أسميه الموعظة الحسنة، وبالطبع لم يعبرا أيضًا عن شيء ضد معادات السامية.

كما لم أفعل أنا أيضًا.

معادات السامية أمر عد طبيعيًا في ألمانيا، كأن تشرق الشمس من الشرق، وأن هانبورج باردة في الشتاء، إنها ببساطة أمور من المسلمات.

ولم تكن لدي نية للغطس في مستنقع القضية اليهودية.

صحيح أن معادات السامية لم تصب في صالح المجتمع، إلا أن أي محاولات لإصلاحها لن تأتي إلا بنتائج عكسية، لذا لن أضيع وقتي عليها.

هدفي هو التقدم بسلاسة في خططي مع الإحتفاظ بوضع المجتمع الحالي دون مزيد من التصعيد غير الضروري.

سياستي بشأن اليهود واضحة: لن ألمسك لذا لا تلمسني، لنرسم خط واضحًا بيننا، حسنًا؟

لكن رسالة واحدة كانت كفيلة بهز خططي.

***

"قلت رسالة؟".

"نعم، وهي رسالة موجهة إلى سعادتكم".

جائتني رسالة في حين عملت في مكتبي ككل يوم آخر.

95% من الرسائل التي تصلني هي من معجبين ومطبلين، في حين كانت ال5% المتبقية تردني من منتقدين مجهولين.

إن كمية الرسائل تفوق مقدرتي على إلقاء بال لها جميعًا، ما دفعني لتفويض موريس بأمرها حتى لا يصلني إلى ماهو مهم.

فكانت الرسائل التي يأتي بها نوريس إلي في كثير من الأحيان من مسؤولين وساسة نازيين من علية القوم، بيد أن الحال قد إختلف مع هذه الرسالة.

فقد كان الإسم الذي حملته أكثر تميزًا في نظري من كل الرسائل التي حصلت عليها آنف الوقت.

"أينشتاين؟!"

ومن قد يجهل ألبرت أينشتاين؟ أحد أهم علماء العهد، والرجل الذي صاغ النظرية النسبية.

بادر أينشتاين لإرسال رسالة لي!

لم أقدر على كبت تطلعي وقد كانت رسالة من أينشتاين، فشرعت في قرائتها من فوري.

وقد حصلت على إجابة تخص سبب مراسلته لي سريعًا.

-نهاية الفصل-

أريد نشر فصول أخرى اليوم، لكن هذا مرهون بإكتمالها اليوم.

وماذا كذلك؟ اه، نعم، عدنا للنشر اليومي، فصل أو أكثر يوميًا. :)

2024/05/28 · 79 مشاهدة · 2149 كلمة
نادي الروايات - 2025