"عفواً.. ماذا؟"
بدا رابي متفاجئًا وخجلا، فلم يوزن أن الجواب الذي سيأتيه بعد أنصات هو "غير ممكن".
"يساعد مهندسو اليابان بلادنا في تطوير سلاح البحرية، إن وقفنا في وجوههم لابد أن تسحبهم اليابان ما سيعود بالخسارة علينا.
من العسير علي أن أقر بذلك بصفتي الفوهرر الألماني، لكن الحكومة الألمانية اليوم لا تستطيع إنتقاد اليابان علنًا، فما نريده ليس ما نستطيع فعله دائمًا".
"هذا هو الحال إذا..."
لم يقدر رابي على إخفاء خيبة أمله.
لقد ظن أني سأدعمه والآن أحس بالخذلان.
"أأنت خائب الأمل؟".
"أنا؟.. كلا... كل ما في الأمر أني-.."
"أفهم شعورك سيد رابي، أنت خائب الأمل لأن لنا أولويات أخرى، لكن بأمل كهذه قد يصعب عليك فعل أي شيء، لأن لا تسيئ فهمي، لا أمتلك أدنا نية للسماح لهم بمورات جرائمهم عن التاريخ".
"أحقا؟ أهذا يعني أنكم سـ..."
"رويدك، الحكومة الألمانية قد تتعامى عن الحادث، لكن أفعال الأفراد لا تعنيها، ألا تتفق معي؟".
"ما مقصدك؟"
إلتفت مبتسمًا لرابي.
"عندي خطة".
***
الأول من مارس عام 1938.
تصدرت هذه العناوين صحف العالم بالبنط العريض.
"جرم اليابان في حق نانجينغ!".
"شلالات دم من عمل اليابانيين في نانجينغ".
"دمر وغتصب مستطعت... أمر رسمي لكل جندي ياباني".
"الذبح والأعتداء لا يعرف سنًا! كشفت اليابان وجهها الآخر!".
قص رابي الذي إرتحل إلى سويسرا المحايدة كل ما سمع ورأى، كما وقدم الصور التي إلتقطها في نانجينغ.
ولم تبخل الصحف التي كانت لهوفة للحصريات في محاولة جذب القراء بعناوين طنانة عن الواقعة التي راج الحديث عنها وأرفقت صور رابي وسرديته عن ما رأى في الصفحات الأولى.
ولم يستغرق خبر مذبحة نانجينغ الذي بدأ في الصحف السويسرية وقتًا حتى لف العالم.
أنشغلت الصحف من أشهرها كنيويورك تايمز وصحيفة التايمز البريطانية إلى الصحف المحلية المغمورة بنشر قصص نانجينغ.
صدمت تفاصيل المذبحة قراء العالم، وحصلت على إهتمام كبير.
فقبل اللحظة لم تكن تفاصيلها معروفة للعوام بفعل التكتم الياباني، والآن بات الجميع يعرف.
كما لم تبخل الصحف الغربية العنصرية التي تحسست طويلا من النمو السريع لليابان في رش ما تيسر من بهارات.
كما واجهت السفارات اليابانية في عدة مدن حول العالم كلندن وباريس ووارسو وواشنطن وقفات إحتجاج رفعت فيها شعارات منددة بالغزو ومطالبة بمقاطعة البضائع اليابانية.
أصدرت الحكومة اليابانية بيانًا ينفي الأقوايل بشأن ما حدث في نانجينغ، بيد أن مصداقيته لم تدم طويلا.
إذ لم يكن رابي الشاهد الوحيد، فمن بعده بدأ الأجانب الذين عادو من نانجينغ أحياء ولتم عليهم الإهتمام الإعلامي بسرد ما عندهم من حكايات.
"الوجه الآخر لليابان التي تدعي الحضارة" - عنوان أختير بعناية.
وكعنوانه الطنان، كان محتوى المقال إستفزازيًا.
إن قرأته ستجد فيه عنصرية أكثر من نقد أفعال الجيش الياباني، وهو أمر متوقع من الصحف الأوروبية.
في أوروبا الثلاثينيات، صورت العديد من السوائط الأسيوين -اليابانين تحديدًا- كعرق اصفر بين القرود والبشر.
واي يكن ما يستخدمونه من مصطلحات عنصرية، فالثابت أن إنفضاح هذه الحادثة قد زاد بلا ريب من حدة تلك العنصرية ولم ينقصها.
سيقع قصار القامة في المشاكل لفترة من الوقت.
"حضرة الفوهرر، وصل سفير اليابان توجو".
"بهذه السرعة؟ حسنًا، أدخله".
وكما توقعت إشتكت اليابان بشدة.
في الأساس شيغينوري توجو -سفير اليابان في ألمانيا- من أكابر معارضي الحرب، وقد تحدث بأدب كدبلوماسي محنك، لكنه لم يخفي غضب بلاده من القضية.
"إعذرني على هذه الكلمات، بيد أن اصوات تتعالا في الحكومة مدعية أن ألمانيا قد خذلت اليابان".
"يا إلهي، هذا أكبر من قدره، هل تريدون منا أن نتصيد ونتوقع حدوث ذلك؟" رفعت صوتي متعمدًا كأني أشعر بالسخط من ما قاله توجو :"بالله عليك كيف لنا أن نعرف أن جون رابي سيقول ما قاله في سويسرا؟ وإن كنا نعلم، فبما أنه ليس في ألمانيا فلا سلطة لنا عليه، أم تريدنا أن نغزو سويسرا لإعادته؟".
صدم توجو وهو دبلوماسي مخضرم من سيل الإتهامات الساخطة التي رميتها عليه.
"ما اقوله ما هو إلا الموقف الرسمي للحكومة-"..
"ومالي انا ومال مواقفهم، سحبت مجموعتنا الإستشارية من الصين كما طلبو، هل تعرف كم خرب ذلك علاقتنا بالصين؟ لن أتعجب إن أحجمو عن تصدير الموارد لنا، أو أنتهى الأمر بالقطيعة، فهل تعرف اليابان حقًا كم المتاعب التي وضعتنا فيه؟
لم أدخر جهدًا لتحسين علاقة بلدينا، قبلت طلباتكم المتتابعة، ولكن أن تطلبو مني الآن مراقبة كل فعل قد يأتي من أفراد شعبي زاد عن الحد! أهذا طلب تقدمه دولة صديقة؟".
لم يتوقع توجو أن تغضبني هذه القضية لذا بات اكثر ليونة وسحب منديلا لمسح عرقه المتصبب.
"من فضلك إعذرني إن شعرت بالأهانة وأرجو منكم التفهم بشيء من الحلم، فرغم أني لا أملك ما أضيفه فمهتي تحملني على نقل ما يوعز إلي من بلادي لا أكثر، إلا أنني متيقن من أن فعله لا يمثل موقف الحكومة الألمانية أو الفوهرر".
"إذا أبلغ بلادك بما يلي، سنعمل قدر إستطاعتنا على حل هذه القضية، ولكن أقل ما نطلبه أن تتوقف اليابان عن إتهامنا إجحافًا وتتحلا بالمسؤولية إن عدت ألمانيا أمة صديقة حقًا".
"سأفعل دونما ريب".
"بما أننا أغلقنا هذه القضية فسمح لي أن أسألك، بما أن ألمايا فعلت ما عليها وسحبت مستشاريها، متى ستفي اليابان بوعدها وتقدم مخططات السفن وفرق المهندسين؟ أنتم لا تنوون إخلاف عهدكم بعد ان مضينا فيه، أحسب أنك تعي أن لكل خدمة ثمن، صحيح؟".
"ماذا؟ بالطبع فاليابان ليست أمة تخون ثقة الغير دونما مبرر!".
أحقًا؟ أتساءل إذا عن ما حدث في بيرل هاربر.
"الأمر وما فيه أن قيل لنا أن جنرالكم فيلكنهاوزن لا يزال ماكثًا في الصين، فهل لنا أن نعرف صحة ذلك؟".
وهاهو تعبير توجو يتقلب بعد أن إنتهى من تقديم الأعذار، أهذا ما يسمونه تفعيل وضع الهجوم المضاد؟
يلمح توجو هنا إلى أننا لم نفي بإلتزاماتنا كما ندعي من خلال ذكر قضية فلكنهاوزن، أقر أنه تكتيك ذكي.
ولكني جئت مستعد لهذه الضربة تحديدًا.
"صحيح تماما".
"ولم ذلك؟ لقد أكدتم لنا توًا أنكم سحبتم الوفد الإستشاري من الصين، فلم لا يزال الرجل الأبرز هناك؟".
"قال أنه مرض ولم يستطع العودة إلى ألمانيا وهو في تلك الحال، فماذا عسانا نفعل؟ عموما، أمرته بالعودة مرتين وفي كل مرة جائني منه الرد ذاته، طلبت منهم التحقق من صحة قوله وأحسب أن الحقيقة ستضح لنا عما قريب.
إن كان كاذبًا فسيدفع ثمن كذبه علي غاليًا، ولن يفوتني ذلك إذ سأفعل كل ما في إستطاعتي للتحقيق في الأمر، هل يرضيكم ذلك أم عندك تخوفات اخرى؟".
"ههههه! لا اشك في ذلك أبدا".
وبذلك غادر توجو كما دخل وكل ما يحمله معه مديل مليئ بالعرق دون اي مكاسب حقيقية.
وقد أبدت السفارة اليابانية الهدوء منذ عودته.
في صباح اليوم التالي، فك فريق الشفرات عندنا رسائل توجو إلى بلاده ووضعت على مكتبي.
نظام التشفير Purple الذي تستعمله اليابان حاليًا معروف بهشاشته.
-في ما يخص إجتماعي اليوم بالفوهرر أدلوف هتلر، أكد أن الأمر جرى خارج علمه، وقد وعد بحل قضية بقاء فيلكنهاوزن في أسرع وقت ممكن.
يال السذاجة.
ومع ذلك لازلتم تحلمون بتحقيق امة شرق اسيا المشتركة والقابعة في الرخاء.
"ماهو جدولي اليوم؟".
"لديكم أجتماع مع مسؤولي الكوادر الدعائية صباح اليوم، وقد قررتم حضور عرض لرشاش جديد بعد الظهيرة، ولقاء مسؤولين حكوميين مساءًا".
"اه، كدت انسى، أتطلع لذلك".
***
مدفع MP38 الذي طورته ألمانيا النازية عام 1938 هو رشاش متفوق يتمتع بأداء ومظهر ممتازين.
إنتاجه يتم عن طريق قطع الفولاذ ما يستهلك المال والوقت.
ولذلك عمل النازيون على تحسينه ليتسنى إنتاجه بتكلفة أقل وسرعة أكبر، وهكذا ولد MP40.
الفرق أنني أمرت بأن يصنع الرشاش بتكنلوجيا الضغط لا القطع، وهو ما كان ارخص وأسرع.
بالعربي الفصيح، لم يولد MP38 المعروف في هذا العالم، يبل ولد مكانه MP40 وحمل أسمه.
كان لـMP38 تأثير حقيقي على تطوير الجيش الألماني.
فخلال الحرب العالمية الثانية إمتلكت كل فرقة نارية في الجيش الألماني رشاشًا واحدًا، وما بقي بنادق الية من طراز Kar98K، الأمر الذي أتعبهم في مواجهة السوفييت والأمريكان.
أدرك الألمان بعد فوات الأوان أن تشكيلتهم النارية لم تكن كافية وحاولو زيادة حجم القوة النارية التي تمتلكها فرقة واحدة عن طريق أنتاج كمية أكبر من السلاح الآلي كـ MP40 و StG44، والتين تتمتعان بقوة تفوق سائر البنادق الآلية لكن ذلك لم يغير كثيرًا من مجرى الحرب المسودة.
ولذا فإني قررت إنتاج كمية كبيرة من هذا السلاح الذي أسمي MP38 وتقسيمه على الجنود أول الأمر.
سيستغرق إستبدال كل بنادق Kar98K و Gew98 بهذه الجديدة وقتًا وجهدًا، لكن المبادرة به ستساهم في تحاشي كوارث مستقبلية.
"ما حال تطوير البنادق الجديدة؟ ايمضي بسلاسة؟".
"نعم فوهرر، التطوير يمضي كما خطط له فلا داعي للقلق".
أجابني هوغو شمايزر وهو ذاته الرجل الذي طور بندقية MP18 الرشاشة.
البندقية التي يعمل عليها هي StG44، والتي تعد أول بندقية هجومية في التاريخ وكان مقرر أن تغدو البندقية الرئيسية للجيش الألماني مكان Kar98K.
"ثقتي فيك دكتور، وآمل أن نرى ثمرة جهدك سريعًا".
"من فضلك، أعهد بالأمر إلي وأنت مرتاح البال".
وبفضل جهود وزير مكتب الذخائر فريتز تودت ووزير البناء ألبيرت سبير تم أصلاح النظام اللوجستي الألمانية ليظهر كفائة ملحوظة.
ولجهودهما منحتهما قدرًا من التشجيع :"لا أخفي أن توقعاتي عليكما كبيرة، إن المصانع هي كاللقلب النابض، تمد القوات المسلحة بالدماء، ما أن يتوقف أو يحدث به عطب ما تكون تلك نهاية أي معركة، مستقبل ألمانيا في أمنتكم وأمل أن لا تنسو ذلك".
"الفضل لك حضرة الفوهرر، فلولا تفويضك وثقتك ما حققنا أي شيء، كما أن للوزير سبير أسهامات كبيرة".
"هوه، يال لسانك المعسول، ألم تكن من خطط لكل شيء سيد تودت؟".
أثلج الرجلان صدري بأن منحا الفضل لبعضهما، نعم، هذه هي أخلاق العمل الجماعي.
اقضي أيامي بين جورينج وهيملر وجوبلز الذين يعيشون حربًا باردة وكل واحد منهم لا يدخر جهدًا في التقليل من صنيع الآخر، لذا فإن رؤية وفاق هذين الرجلين أشعرني أن العالم فيه بعض الخير.
خلف سبير تودت وزيرًا للذخيرة بعد ان قضى هذا الأخير نحبه في حادث تحطم طائرته في الثامن من نوفمبر عام 1940 شرقي بروسيا، وقد حاز على هذا المنصب بتزكية من هتلر، وعمل منذ إستلامه على إصلاح المؤسسة الصناعية الألمانية التي بلغت أشد درجات العجز وقتها.
وقد أثمرت جهود سبير بأن زاد الإنتاج العسكري الألماني لمواكبة توسع الحرب، وقد بلغت الإنتاجية أوجها عام 1944.
والأهم من ذلك أن ثمت من يدعي أن الحرب دامت عامًا إضافيا، والفضل في ذلك عائد لسبير.
بالطبع هذه الإنتاجية جائت في حساب الجودة.
ولكن كفائة سبير لا تقلل من أهمية زميلنا تودت، لذا امل ان لا تتنمرو عليه، فالعديد من اعمال سبير جائت بناء على خطط واعمال اسسها تودت الذي كرس نفسه لعمله على حساب نومه.
ثمت عدد من المؤرخين الذين يدعون أن سبير ما كان ليصنع ما صنع دون الأساس الذي تركه له تودت.
بإختصار، وضع تودت الأساس وأكمل سبير العمار.
"بلغت المدافع الثقيلة مرحلة الإنتاج، والكمية في إزدياد كم أوصى فخامة الفوهرر، كما شارف تطوير المدفع المسطح من عيار 15 سم على الإكتمال".
"رائع، لست شاذًا لكني أود التقدم للوزير على هذا العمل الفذ".
"سأرفض بأدب".
مشكلة اخرى واجهها الجيش الألماني ويجهله الكثير، وهي القوة النارية مقارنة بأعدائهم كالسوفييت.
لم يكن الأمر أن القوة النارية السوفيتية كانت كبيرة فحسب بل وتزامنت مع نقص المدافع والدبابات عند الألمان ما أضطرهم إلى الأعتماد على مدافع ثقيلة فرنسية وأخرى سوفيتية لتغطية النقص على عدة محاور.
ورغم ذلك لم تكن الكمية كافية حقا، لذا اجد ان افضل ما يمكننا فعله هو زيادة مخزوننا من المدافع الثقيلة قدر المستطاع قبل اي حرب مستقبلية.
كما ولشح المدفاع المتوسطة ذات المدا الأطول من مدافع الهاوتزر إضطر المدفعيون الألمان لبذل جهد مضاعف مستعملين مدافع الهاوتزر ذات المدى القصير للقصف البعيد للرد على السوفييت.
ولكم يحزنني ذلك.
"العمل جاري على تعديل هيكل Panzer 2 لتغدو مدفع ذاتي الدفع كما أمرتم، التصاميم الخارجية جاهزة وما بقب سوى تصميم القمرة".
"عال العال، يبدو أنني سأنام مرتاح البال الليلة".
حين قررنا الإعتماد على Panzer 4 وجد عدد كبير من قادة الجيش أن من المضيعة أن نحيل كل ما نملك من Panzer 2 للتقاعد.
وبما أني أعتقد ذلك أيضًا، أوعزت لمكتب الذخائر أن يطور مدفع ذاتي الدفع يستفيد من هيكل Panzer 2.
وقد تقرر يزود مدفع الهاوتزر ذاتي الدفع الجديد بمدفع هاوتزر خفيف 10.5 سم من نوع IeFH18.
وقد كانت هناك أقتراحات بأن يكون المدفع أثقل قليلا 15 سم، لكنها رفضت إذ سيشكل المدفع الأثقل ضغطًا على الهيك.
كما يتم تطوير نسخ مدفعية معدلة من Panzer 4 مضادة للطائرات، واخرى للجسور ومعارك الدبابات.
أما عن المضادة للدبابات فقد كان مدفعها نموذجًا أوليًا من Pak 38.
اه، كم هذا مثالي.
كنت مقبلًا على النوم فخورًا بما أنجزت اليوم حتى طرق احدهم باب غرفتي.
"حضرة الفوهرر؟ أنا كراوس".
"كراوس؟ مالذي جاء بك في مثل هذه الساعة؟".
الطارق هو كارل فيلهلم كراوس، حارس الشخصي.
كان كراوس في السابق متدربًا في البحرية، لكنه إختير حارسًا شخصيًا لي وهو اليوم يحمل رتبة ملازم ثاني من الـSS -قوات الأمن الخاصة-.
له قامة طويلة وجسد قوي، وشخصية لينة وسرعة بديهة، ما جعله الحارس المثالي.
كنت سأطلب منه ترك الأمر اي كان للغد، لكنه لم ينتظرني لأثنيه عن الحديث فقد أكد بسرعة.
"الأمر عاجل سعادتك، علي أن أبلغك به فورًا-".
"تحدث، عساه خيرًا؟"
"وقع حادث سير للجنرال فريتش والوزير بلومبرج".
"ماذا؟"
-نهاية الفصل-