اتمنى يا صديقي ان تخبرني برايك في خانه التعليقات
ذلك مهم جدا بالنسبه الي
وشكرا
ــــــــ
الفصل الثالث عشر: كاتسومي اوريمارو ـــ السيف الذهبي
قبل لحظات من انفجار الضوء الأرجواني الذي انبثق من قلب الغابة، كان السكون الموحش يسبق العاصفة. لم يكن في السماء سوى سواد كثيف تتخلله غيوم متراكمة تتحرك كأنها جموع غاضبة، وفي ذلك الظلام الحالك شقّ شيطان عظيم الفضاء بجناحيه الهائلين، يحلّق
بسرعة لا يعرف لها حدّ، عيناه الحمراوان تبرقان كجمر مشتعل يتوهّج في ليلٍ مظلم. كان يحدّق بجنون، ينقّب النظر في كل اتجاه، ويصبّ طاقته الشيطانية في الهواء كمن يلقي شباكه في بحر واسع بحثاً عن صيدٍ بعينه.
إن تلك الطاقة التي أطلقها كانت تتغلغل في كل ذرة من الفضاء، كأنها ألسنة دخان سرّية لا تراها العين البشرية، لكنها تلتفّ وتتشابك حول جسده لتضاعف من حدّة حواسه. وبفضل تلك القدرة، كان بصره يمتدّ بلا حدود،
يخترق المسافات، يعبر الحواجز، ويكشف ما وراء الجدران وما خلف الأشجار. بدا وكأنه يرى كل ركن في إقطاعية الكونت "سوهو"، يرى القرويين الفارّين في الأزقة، ويرى صرخاتهم وهم يتساقطون واحداً تلو الآخر تحت سيوف جيشه الشيطاني الذي انتشر كالسيل الجارف في كل الأرجاء. لم يكن يعبأ بتلك الصرخات، بل لم يكلّف نفسه حتى بالالتفات إليها؛ فما هي إلا أصداء عابرة لا تعني له شيئاً أمام ما يبحث عنه.
توقف فجأة في منتصف الهواء، جناحاه الضخمان خفقا بخفة حتى بدا كأن الزمن قد تجمّد لحظة واحدة. حدّق بعينيه الحمراوين في الفراغ، كانتا حادتين مثل خنجرين مصقولين، يبحثان بشراسة لا تعرف الرحمة. تمتم بصوت يقطر غضباً:
"أين هو ذلك السيف بحق الجحيم؟! أنا متأكد أن طاقته كانت قادمة من هذا المكان… لا يمكن أن أكون مخطئاً."
لم تكد الكلمات تفلت من بين شفتيه السوداوين حتى شعر بذبذبة غريبة في الهواء، إحساس خفي يشبه الارتعاشة التي تسبق العاصفة. التفت بحدة، نظر باتجاه الغابة البعيدة عن القرية التي كان جنوده يمزقونها إرباً. هناك، في عمق الأشجار المظلمة، كان مصدر ذلك
الشعور. وارتسمت على شفتيه ابتسامة وحشية، اتسعت شيئاً فشيئاً حتى كشفت عن أنياب حادة كالمناجل، تلألأت عيناه بتألّق شيطاني، فقد أدرك أنه عثر على ما يسعى إليه منذ زمن.
"هناك… في ذلك المكان. عليّ أن أذهب إليه."
لم يتردّد لحظة واحدة. فتح جناحيه اللذين امتدا بطول هائل كأنهما قادران على حجب القمر، وانطلقت عضلاته المجرّدة المليئة بالقوة كآلة حرب لا تُقهر. جسده الذي تجاوز ثلاثة أمتار اندفع كالصاعقة، وفي لحظة خاطفة مزّق السماء نفسها، ليتحوّل إلى شهاب أسود يشق الفضاء، يرسم خطاً مظلماً يبتلع ما حوله.
كانت سرعته مروّعة، حتى أن الريح التي أعقبت اندفاعه تحولت إلى موجة صادمة عظيمة اجتاحت الغابة، خلعت الأشجار من جذورها كما لو كانت عيدان قش، وكسرت الصخور إلى شظايا متناثرة. ارتجّت الأرض تحت وقع نزوله، وارتفعت سحب التراب في الهواء كأن الأرض نفسها تعلن استسلامها أمام قوته.
حين لامست قدماه الضخمتان التربة، اهتز المكان بأسره. توقفت ابتسامته الوحشية، ثم تجلّت من جديد، ابتسامة قاسية باردة تشبه نصل سيف. رفع بصره نحو ما كان أمامه، وإذا بشلال عظيم يتدفق من أعالي الصخور. مياه نقية صافية انهمرت بلا توقف، صافية لدرجة أنها عكست ملامحه السوداء بدقة كأنها مرآة.
انعكس وجهه القاتم في تلك المياه المتدفقة، عيون كالجمر تتوهج في وجه أسود كالليل، ملامح قاسية مرسومة بعنف، ابتسامة تفيض شراسة. لحظة مواجهة غريبة، كأن الماء أراد أن يسخر منه بإظهار صورته الحقيقية، أو لعلها كانت محاولة من الطبيعة لتقول له إنه دخيل لا يليق بهذا المكان الطاهر.
تمتم بصوت أجش:
"أنت… من أنت؟"
لم يكن يخاطب الماء وحده، بل كان يستشعر تلك الطاقة التي تملأ الأجواء من حول الشلال، طاقة غريبة لا تشبه شيئاً مما واجهه من قبل. في تلك اللحظة التي ركّز فيها طاقته الشيطانية لتعقب أثر السيف الذي بعثه ملك الشياطين كي يجده، اخترق مسامعه صوت آخر، صوت بشري لا لبس فيه، يخرج من حنجرة شاب يقف على مقربة منه.
أدار الشيطان بصره ببطء نحو مصدر الصوت، كانت عيناه تضيقان شيئاً فشيئاً، كأنهما تتحولان إلى شفرات. بدا مفاجأً للحظة، ثم خرج صوته متعجباً ممتزجاً بالتهكم:
"أنت؟! كيف يمكنك الوقوف أمامي؟ أنت مجرد كائن بشري ضعيف، لا قيمة لك."
وقف الشاب في مكانه، يرتجف بجسده النحيل، عيناه السوداوان تحدقان في ذلك الكائن المروّع. شعره الأبيض المنسدل على كتفيه كان يتمايل مع تيار الريح الباردة القادمة من الشلال، ومع ذلك لم يتحرك خطوة إلى الوراء. كان جسده يرتعد، ليس من البرد، بل من الرعب الصارخ الذي اجتاح أوصاله.
ذلك المخلوق أمامه كان بارتفاع ثلاثة أمتار، جسد يفيض بالعضلات وكأن كل عضلة فيه وُجدت للقتل والبطش. بشرته السوداء الداكنة كانت مشوبة بلمعان
يذكّر بالحديد المصقول، وعيناه لم تكونا سوى جمرتين مشتعليتين في محجرين عميقين. وقف الشاب، لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، عاجزاً عن النطق، كأن لسانه جمد من شدة الصدمة.
ضحك الشيطان ضحكة حادة، صاخبة، ترددت أصداؤها في الفضاء:
"كيكي كيكي… يا له من أمر مؤسف. ستموت هنا بلا شك. لكن قبل ذلك…"
تقدّم خطوة بطيئة، عيناه تقدحان بالاحتقار، نظر إلى الشاب وكأنه ينظر إلى حشرة داس عليها خطأً. قال بصوت يقطر ازدراءً:
"أخبرني… ما هذا الشلال الذي أمامي بالضبط؟"
كانت عيناه تلمعان بالغضب، فقد شعر بطاقة غريبة تتدفق من الشلال نفسه. لم تكن مجرد مياه تسقط من علٍ، بل كانت تحمل قوة غامضة، طاقة تمنعه من الاقتراب، وكأنها جدار خفي منيع. ذلك الأمر بالنسبة
لشيطان علوي مثله كان لا يُحتمل. لقد اعتاد أن لا يقف أمامه شيء، أن يخضع له كل شيء، لكن هذا الشلال الطاهر أجبره على التراجع، أجبر كيانه الأسود على التردد. وهذا ما أثار داخله كراهية عارمة لا توصف.
تابع بصوت يقطر تهديداً:
"إذا أخبرتني، قد أتركك حيّاً… تماماً كما تركت جميع أولئك الذين مزّقت أجسادهم في القرى القريبة."
كانت كلماته تنزف قسوة، وكل حرف منها يُسمع كأنه حكم بالإعدام مؤجل. الشاب ما زال واقفاً، جسده يهتز، عيناه متسمرتان على الوحش الذي أمامه. لم يكن يعلم هل يجيب، أم يفرّ، أم يستسلم. كان عقله في دوامة، قلبه يخفق بعنف يكاد يمزق صدره، والهواء البارد
يختلط بحرارة خوفه ليحوّل لحمه إلى كتلة متيبسة لا حراك فيها.
لكن بعد ان انتهى الوحش من الكلام صمت فجاه عيونه اصبحت حمراء وتغير في لحظه واحده وكانه اصيب بالصدمه حتى الجنون
***
كان الصمت يثقل صدر الشاب كأنّه جبل من صخر، وارتجاف جسده لم يكن ارتجافاً عادياً يولده البرد أو الخوف العابر، بل كان ارتجافاً يخرج من أعماق الروح، من موضعٍ لا تصل إليه يدٌ ولا دواء. كانت عيناه تائهتين بين الذهول واليأس، تبحثان عن فسحة ضوء في ليلٍ حالك لا نجوم فيه. حين سمع الكلمات التي تفجّرت من فم الشيطان أمامه، شعر وكأن شيئاً في داخله قد انكسر إلى شظايا صغيرة متناثرة.
قال بصوت متقطع، يجرّ خلفه أنفاساً متثاقلة:
ــ «ماذا قلت؟ ما الذي فعلته؟... القرية... هل... هل قلت إنك دمّرت القرية؟!»
في اللحظة نفسها توقّف الارتعاش فجأة، لا لأن الطمأنينة تسللت إلى أوصاله، بل لأن جسده لم يعد قادراً على الاستجابة للفيض الكاسح من الألم. فتح الشيطان عينيه قليلاً، كأنّه يتفحّص وجوداً غريباً تجرّأ على مواجهته، ثم أطلق ضحكة ممتلئة بالعبث والاحتقار، ضحكة كمن يسخر من هشاشة عالم كامل.
ــ «نعم،» قالها ببرود يتشح بالمرح المسموم، «الشياطين الذين أرسلتهم الآن يفتكون بكل القرويين، يذبحونهم دون رحمة كما تذبح الذبائح. هذه المنطقة بأسرها ستُدمَّر الآن مباشرة. لن يظلّ حجَرٌ على حجَر، ولن يبقى صدى لصوتٍ بشريٍّ هنا.»
ارتجف الشاب مرّة أخرى، لكن ارتجافه هذه المرّة لم يكن خوفاً، ولم يكن غضباً صافياً، بل مزيجاً خانقاً من اليأس والعجز، إحساسٌ بأن الأرض تبتلعه ببطء وهو لا يستطيع أن يقاوم. لم يعد يرى الشيطان وحده أمامه، بل رأى صوراً متداخلة تتدفق في عقله: وجه أمه
المرهق من السهر على راحته، صوتها الحنون وهي تناديه قبل أن يغادر القرية صباح ذلك اليوم، والدمعة التي لمحتها عيناه وهي تتوسل إليه ألا يتأخر عن العودة.
ــ «بُني، عليك أن تعود... قبل أن يحل منتصف الليل،» كان الصوت يرنّ في رأسه كدوامة، يتكرر بلا انقطاع، كأنه نبوءة لم يأخذها على محمل الجد.
بدأت قطرات الدموع تنساب من عينيه بلا إذن، كأنهما سيل جارف لم يحتمل ثقل الألم. رفع صوته المرتجف، صوته الذي لم يخرج من منبع خوف بل من منبع يأسٍ عميق:
ــ «أرجوك... أخبرني أنك تكذب. لا يمكن أن تكون قد دمّرت القرية... أمي هناك، أرجوك! قل إنك تكذب!»
توقف الشيطان لحظة، كأنّ وقع الكلمات أثار فيه شيئاً عجيباً. لكن التوقف لم يكن بدافع رحمة، بل ليمنح نفسه لحظة يستطعم فيها السخرية من هذا الطلب. ثم انفجر ضاحكاً ضحكةً غريبة الإيقاع:
ــ «كيكي... كيكي... كيكي! لا يُصدّق! هذه أول مرة منذ ألف عام أسمع مثل هذا السؤال الغريب من بشري. حقاً، إنك مضحك يا صغير البشر!»
ضحكته لم تكن ضحكة فَرَح، بل قهقهة مسمومة، كأنها صفعة على وجه الحقيقة. غير أنه سرعان ما غيّر
ملامحه، فصرخ بغضب مزلزل وصوت لا يعرف الرحمة:
ــ «أخبرني بمكان السيف... وإلا سأمزّقك إرباً وأجعلك وقوداً للجحيم فوراً!»
لكن ألبرت، الشاب الذي كان واقفاً متجمداً، لم يكن يعرف مكان السيف. عقله كان كالغيمة الممزقة، يوشك أن ينطفئ. وفي اللحظة التي ظن أن نهايته اقتربت، دوّى في أعماقه صوتٌ آخر، صوت لم يأتِ من العالم الخارجي، بل من فراغ داخلي أبعد من حدود الجسد.
رأى نفسه فجأة في فضاء بعدي مختلف، لا أرض فيه ولا سماء، بل كرة ضخمة من طاقة داكنة نقية تحيط به. هناك، وسط تلك الطاقة، تجسّد شكل بشري غامض، عيناه تشعّان بوهج ذهبي غريب، كأنهما شمسٌ وُضعت في قلب العدم.
جمد الوقت حول ألبرت، ولم يعد يسمع شيئاً سوى صوت ذلك الكيان العجيب:
ــ «أنت... أظن أنك ستموت قريباً. لذلك، قبل أن تفنى وتزول، قررتُ أن أختارك لتكون مضيفي الجديد. تحررت الآن أخيراً، ولن أسمح لنفسي بأن أُسجَن ثانية. لذا... أنت هو خياري.»
لم يكن الصوت يحمل سخرية ولا كراهية، بل كان يتكلم بلا مبالاة، كأن ما يجري في الخارج لا يثير فيه أي اهتمام، وكأنه يتحدث بدافع الملل فقط. نظر ذلك الكيان إلى ألبرت الذي كان متجمداً أمام الشيطان في العالم الواقعي، وقال بهدوء لا يخلو من تحذير:
ــ «انتبه... قوتي عظيمة. هذا الشيطان الصغير قادر على قتلك إن لم تحذر. سيكون من المحزن أن أفقد حريتي في اليوم الأول من تحرري.»
وفجأة، ظهر أمام ألبرت سطر منقوش في الفراغ، كأنه وحي من عالم آخر:
ــ الاسم: ألبرت
ــ التوافق: 81%
ــ السلالة: (التنين الذهبي)
ــ تنبيه: يتم تفعيل السلالة عبر استخدام قوة خارجية (مستوى القوة الخارجية: 20%)
ــ التوافق مع الظلال: 81%
تفاجأ الشيطان الذي كان يراقب ألبرت أمامه، شعر كأن تهديداً خفياً يتسرب من جسد الفتى الصغير. ارتجف لوهلة، وكأن غرائزه تنذر بخطر أكبر مما يستطيع أن يستوعب.
وبلا مقدمات، اندفع السيف المهترئ المعلق على خاصرة ألبرت بسرعة البرق، كأنه استجاب لنداء غامض، وضرب الشيطان بضربة خاطفة. لم يتردد الشيطان في الدفاع، فاصطدم السيف بقوته. التصادم أنتج موجة صدمة عظيمة، دوّت كالرعد، ففجّرت الهواء ودفعتهما بعيداً في اتجاهين متعاكسين.
ارتطم جسد ألبرت بالأرض وهو يرتجف بجنون، لكن عينيه كانتا مشتعِلتين برغبة مجنونة في سفك الدماء. رفع صوته المتهدج، المملوء بتوسّل غريب:
ــ «أخبرني أنك تمزح... أمي ما زالت حية... أليس كذلك؟ لقد كنتَ تمزح، أرجوك، قل إنك كنت تمزح!»
كان صوته شبيهاً بالتوسل، لكن ليس توسلاً خائفاً كما اعتاد الشيطان أن يسمع من البشر. كان توسلاً مشوباً بجنونٍ يائس، كأنما اليأس نفسه قد تحوّل إلى قوة.
ضحك الشيطان مرة أخرى، نظراته مليئة بالدهشة والاستهزاء في آن واحد:
ــ «يا له من بشري مثير للاهتمام! هذه القوة لا تليق بعمرك... كيف يمكن أن تمتلكها؟ أشعر وكأنني واجهت طاقة مماثلة في زمنٍ مضى...»
لكن قبل أن يكمل كلامه، تحركت الظلال التي تحيط بالمكان، كأنها استجابت لأمرٍ غير منطوق، فانقبضت فجأة وأحاطت بالشيطان، قيدته كأنها أصفاد من عتمة صلبة.
ظهر ألبرت أمامه مباشرة، عيناه تحملان تناقضاً مروّعاً: إحداهما ذهبية متوهجة بجنون، والأخرى سوداء تفيض بالدموع. قال بصوت متهدج:
ــ «أخبرني... أرجوك... قل إنك تمزح... أمي ما زالت على قيد الحياة...»
رفع يده، فتجمعت الظلال حول السيف، وصاغت نصلاً مظلماً رهيباً. وفي لحظة واحدة، دون تردد، هبط السيف على الشيطان بكامل قوته.
انفجر المكان بدوي هائل، غطت موجات الظلال مئات الأمتار في ثانية، كأن الليل نفسه انفجر.
وحين انقشع الدخان، وقف الشيطان كأنه لم يُمسّ بسوء. بينما كان جسد ألبرت قد ارتطم بجدار صخري طبيعي، فاخترق الجدار حتى تكسرت عظامه، وانكسرت يده التي تمسك بالسيف. ومع ذلك، ظل السيف في قبضته، كأنه يرفض مفارقة يده حتى في لحظة الانكسار.
ارتجف الشيطان قليلاً، لم يكن ارتجافه خوفاً من قوة مدمرة، بل اشمئزازاً من فكرة أن بشريّاً تجرأ على لمسه وألحق بجسده خدشاً طفيفاً.
ــ «أيها الكائن الوضيع، هل تجرؤ على لمسي؟!» صرخ بغضب، واشتعلت من حوله صواعق حمراء كأنها ثعابين نارية.
ــ «أنا كايزن، أحد خدم السيد الشياطين الأوفياء! كيف تجرؤ أيها البشري على تلويث جسدي بلمسك؟ هذه الإهانة ثمنها دمك وتعذيبك في الجحيم إلى الأبد!»
تحول جسده إلى شهاب ناري، اندفع في ثانية واحدة مسافة كيلومتر، يده تحولت إلى نصل حاد قادر على شقّ الفراغ نفسه.
لكن فجأة، تجمد جسده في الهواء. في اللحظة نفسها، ظهر ظل أيقظ في ذاكرته صوراً قديمة جداً. رأى صورة رجلٍ بشعر أبيض طويل، يقف في الهواء، عيناه ذهبيتان، صورة أرعبت الشياطين قبل ألف عام.
ظهر أمام ألبرت سيف يشبه الكاتانا، يطوف في الهواء، ثم اندمج بجسده تلقائياً. فتح عينيه رويداً رويداً، لكن هذه المرة كانتا ذهبيتين كلتاهما، وشعره الفضي الأبيض يطفو في الهواء كأنه يستمد طاقته من الفراغ ذاته.
خرج الصوت ذاته الذي سمعه من قبل، لكن هذه المرة واجه الشيطان مباشرة:
ــ «سيد الشياطين... لا أصدق أنه ما زال حيّاً بعد ألف عام. يبدو أن معركتنا الأخيرة لم تكن كافية لإنهاء ذلك الحقير.»
رفع السيف، نصله يلمع ذهباً، والظلال من حوله ارتفعت كأنها كائنات مطيعة لأمر خفي. أمسكت بجسد كايزن وشلّت حركته.
ــ «فلتمت أيها الحقير... هذه آخر لحظة في حياتك البائسة.»
امتزجت الطاقة السوداء التي تتدفق من ألبرت بالطاقة الذهبية المنبعثة من السيف، فتكوّن ضوء أرجواني اخترق السماء، مزقها وأطلق سحراً رهيباً:
ــ «سحر التهام الشياطين: الجوع بلا حدود.»
انفجر الضوء الأرجواني، مزّق السماء القرمزية، وبدأ يلتهمها. لم يشعر كايزن
إلا بجسده يُلتهم ببطء من طرف كائن غريب. ارتجف، تمتم بجنون، كأنه تذكّر شيئاً مرعباً من الماضي:
ــ «أنت... أنت... لا يمكن! كاتسومي اوريمارو...»
وكانت تلك كلماته الأخيرة.