اسف لاجل الفصول القصيره يمكنكم ان تقولوا انني لا اريد ان اكون كيف اقولها.. مبالغا جدا حول الاحداث البدايه الخاصه بالاكاديميه ارد ان انظم ذلك ببساطه من البطل الى الطلاب ثم الشخصيات الاخرى

ان وصول الاكاديميه يستخدم ايضا لشرح بعض الاشياء عنها بطريقه مختصره حتى لاشرحها مره اخرى في وقت اخر

واخيرا اشكركم على قراءه الفصول وانا اسف اذا كان شرح مملا انا احاول اطفاء جو خاص بالاكاديميه حتى يمكنك تخيلها وانت تنظر وتقرا الكلمات

ـــــ

الفصل السادس عشر: الأكاديمية ـ الجزء الثالث

هكذا مرّت يومان سريعان، كما لو أنّ الريح قد طوّت أوراقهما وألقتها في مجرى النهر الهادر، بينما كانت الجزيرة العائمة تواصل انسيابها في الفضاء الشاسع، تطفو برشاقةٍ فوق العالم، كأنّها قطعة من حلمٍ تجسّد في عين السماء. هناك، في المعابد المنتشرة بين جنباتها، بدأت الأضواء تتوهّج شيئاً فشيئاً،

تبرق وتخبو بنسقٍ عجيب، لتعلن انطلاق عمليات الانتقال التي خُصّصت للطلاب. الألوان السحرية تساقطت على أرض الجزيرة كأمطار من شعاعٍ سماوي، تخترق الهواء وتصبغ الأفق بلمعانٍ يُربك البصر ويأسر القلب.

كانت أعداد الطلاب تتدفّق، تصل جماعاتٍ جماعات، مئاتٌ من كل أرض ومن كل مدينة، يهبطون في كل بقعة من أراضي أكاديمية توتنهام، فيغدو المكان أشبه ببحرٍ متلاطم من الخطوات والأصوات، تختلط فيه الدهشة بالفضول، والخوف بالرجاء، كأنّ الجميع على موعدٍ مع مصيرٍ لم يكن في الحسبان. وفي اليوم المحدّد، تدفّقوا جميعهم كالسيل، حتى غصّت الباحات والطرقات بالوجوه المتألّقة والعيون المتطلّعة. كانوا يترجّلون من عرباتهم واحداً تلو الآخر، وكلّما نزل أحدهم التقط أنفاسه بذهول، متأملاً تفاصيل الأكاديمية المهيبة. لم تكن الأبنية عادية،

بل منحوتة بدقّة، تشعّ من جدرانها لمسات من الفن الإمبراطوري العريق، ويغمرها بريق الجواهر المنثورة في الأركان. الهواء نفسه كان مشبعاً بطاقةٍ سحرية تتراقص بين الأشجار والنوافير، كأنّ كل نسمةٍ تحمل معها سرّاً من أسرار القوة.

إنّ أكاديمية توتنهام لم تكن مجرّد مكانٍ للدراسة، بل كانت جوهرةً خالدة في تاج الإمبراطورية، وأحد أهم صروحها العظمى. الاستثمارات التي أُغرقت فيها جعلتها تضاهي أبهى القصور وأعظم المعابد. ولم يكن في الإمبراطورية كلها مكان يقف على ذات المستوى من حيث العظمة والرصانة إلا أكاديمية "هيل هايم"، الأكاديمية المنافسة التي ظلّ اسمها يرنّ كجرسٍ لا يغيب في أذهان الطامحين والخصوم. كانت المقارنة بينهما تشعل جدالاتٍ لا تنتهي بين الناس، لكنّ كل حاضرٍ هنا أدرك أنّ توتنهام ليست كأي مكانٍ آخر، بل معجزة قائمة بذاتها.

تقدّم موظّفو الأكاديمية بخطواتٍ واثقة، يقودون معظم الطلاب مباشرةً إلى جولاتٍ استكشافية. كانت هذه سياسة راسخة: أن يعرف الطالب منذ اللحظة الأولى حدود عالمه الجديد، وأن ينغمس في تفاصيله المسموح بها قبل أن يُلقى في بحر التحديات. أخذوهم في البداية إلى كل زاويةٍ يُسمح بالوصول إليها، وأطافوا بهم في الباحات والطرقات والأبراج،

يعرّفونهم على أرجاء المكان الذي سيُصبح لهم بيتاً وميداناً في آن واحد. الجدران العالية المتلألئة، القاعات الرحبة، المكتبات المترامية التي بدت كمدنٍ من الكتب، كلّها أُريَت للطلاب الذين تاهت أعينهم بين رهبة الفخامة وسحر الغموض.

استغرقت الجولة وقتاً طويلاً، فبدت الشمس كأنّها تتباطأ في سيرها حتى تتيح للأعين أن تتشبّع بالمشهد. وبينما كان الطلاب يتنقّلون، علت بينهم الضحكات، وتبادلوا الأحاديث الممزوجة باندهاشٍ طفولي. كانوا كمن وجدوا أنفسهم في عالمٍ أكبر من أحلامهم، يتحدّثون ويتهامسون، بعضهم يشارك الآخرين متعته بصفاء، وبعضهم يلوذ بالصمت، يراقب بجدّيةٍ مفرطة كأنّه يقرأ في حجارة الجدران أسراراً مخبوءة.

سرعان ما بدأ التجمّع يأخذ شكلاً أوضح: معظم النبلاء اصطفّوا حول بعضهم البعض، تتشابك نظراتهم كأنّهم يبنون جداراً غير مرئي يفصلهم عن غيرهم، بينما أبناء العامة اتجهوا بدورهم إلى من يشبههم، يصطفّون في جماعات صغيرة، كما لو أنّ الروح البشرية تبحث بفطرتها عمّن يشبهها لتستأنس به. في تلك اللحظات، كانت القرارات تُبنى بصمت: من يرافق من؟ ومن يُعتبر حليفاً أو غريباً؟

في تلك الأثناء، كان استر يقف عالياً فوق أحد المباني الشاهقة المخصّصة للأكاديمية، يرقب المشهد من الأعلى بعينٍ حادة كالصقر. لم يقترب من أي أحد، ولم يُبدِ رغبةً في المشاركة، إنّما اختار المراقبة الصامتة. عيناه تلمعان بترقّبٍ جاد، كأنّما يريد أن يخترق كل وجه، وأن يستخرج من بين المئات ذلك الخيط الخفي الذي يبحث عنه. قال في نفسه: "لقد وصل الطلاب أخيراً… وهذا يعني أنّ الشخصيات الرئيسة ستصل، أو ربما وصلت بالفعل." كانت نظرته من بعيد حذرة ودقيقة، يُحاول أن يلتقط ملامح أحدٍ ما. لم يكن الأمر بدافع الرغبة في الكلام أو التعرّف،

بل كان شعوراً أعمق: رغبة في التحقّق، في أن يتأكّد أنّ كل الشخصيات التي يعرفها من الرواية التي قرأها قد اجتمعت في هذا المكان، لأنّ القصّة الأصلية ستتشابك بلا شك، وستنطلق بخيوطها المرسومة مسبقاً. لم يكن في ذهنه مجال للشك، بل قناعة راسخة لا نقاش فيها.

وبينما كان يحدّق، لمح شابين يمران بين الجمع: أحدهما أسود الشعر، قصير الخصلات، وقد ثُبّت شعره بطريقة متقنة، عيناه حمراء تتّقد بنظرةٍ ماكرة، وعلى صدر زيه الأسود يلمع شعار القمر. بجانبه آخر ذو شعر أبيض، عيناه سوداوين فارغتين كأنّ الحياة قد غادرت بريقهما، يمشي ببطءٍ لا مبالٍ.

حين وصل الصوت إلى استر من بعيد، سمع الأسود الشعر يقول: "الأكاديمية… أختي سفيريا كانت محقّة. إنّها حقاً مكانٌ صالح لتطوير المستوى. الطاقة السحرية هنا عظيمة، تكاد تفيض في كل مكان."

كان يتحدّث إلى نفسه، وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة، فيما ملامحه تجمع بين الجدّ والمرح الساخر. أما رفيقه ذو الشعر الأبيض فلم يُبدِ أي انفعال، لم يرفع حاجباً ولم يلمع في صوته أثر حماسة. قال بصوتٍ بارد: "... أريد أن أذهب إلى غرفتي. سأترك التعرّف على هذا المكان إلى وقتٍ لاحق، يا نيفر."

ابتسم نيفر ابتسامة خفيفة لكلمات رفيقه، لكنه لم يُعلّق، بل تابع السير. وبعد خطوات، قال بصوتٍ أعلى ليسمعه من الخلف: "عليك أن تحاول استكشاف المكان. فهناك امتحان غداً، امتحان سيجريه رئيس الأكاديمية بنفسه. إن فشلت فيه، ستُطرد من هنا. أظنّك ستخسر أكثر مما ستربح يا ألبرت." توقّف لبرهة، ثم أضاف: "أختي سفيريا وأبي أوصَياني بك، أخبروني أن أهتم بك. من الأفضل أن تبتعد عن المشاكل. لا أعرف عنك الكثير، سوى أن أبي يُوليك عناية خاصة."

حين سمع نيفر كلماته، ارتسمت على ذهنه صورة وصية والده التي ألقاها قبل مغادرته إلى الأكاديمية: "اعتنِ جيداً بألبرت. سأضع هذه المهمة بين يديك يا نيفر، وعليك إنجازها." كانت تلك الوصية أشبه بعبءٍ لا يملك أن يفسّره، لغزاً تركه والده مفتوحاً بلا شرح. لكنه، وبصدق، لم يكن يعنيه أن يسأل عن الإجابة؛ فطبيعته المجبولة على حب الألغاز جعلته يترك الأمر معلّقاً، متشوقاً لما قد ينكشف مع الأيام.

كان يشعر أن تلك القوة السحرية التي يملكها ألبرت مألوفة بطريقةٍ غريبة، كأنّها من ذات النبع الذي يعرفه، ولكنها في ذات الوقت مختلفة، ملتبسة، تُثير فيه الفضول. هذا اللغز، حدسَ نيفر، سيجعل أيّامه في الأكاديمية أكثر إثارة ممّا توقّع.

وفيما كان يسترسل في أفكاره، اقترب أحد موظفي الأكاديمية بخطواتٍ منظمة، ثم أخبر ألبرت بمكان سكنه الجديد. تبادل نيفر معه نظرةً سريعة، لكن ألبرت لم يلتفت، اكتفى بتجاهلٍ صامت وابتسامة خفيفة بالكاد تُرى، قبل أن يستدير مبتعداً. قال نيفر من بعيد، كأنه يودّع ظله: "حسناً، من الجيد أن تذهب. على الأقل لن تُحدث مشاكل في يومك الأول. غداً الامتحان، امتحان رئيس الأكاديمية نفسه."

وفي الوقت ذاته، كانت جولات الطلاب الأخرى تكتمل في أنحاء الأكاديمية. أفراد العائلات النبيلة، بزيناتهم المهيبة وهيبتهم الوراثية، ومعهم أبناء العامة المتواضعين، أنهوا رحلتهم في الأرجاء. ومع غروب اليوم، توجّه الجميع إلى غرفهم الخاصة، وقد قُسمت بين النبلاء والعامة، كلٌّ إلى مسكنه المحدّد، لتبدأ من هناك قصصٌ جديدة ستتداخل خيوطها ابتداءً من الغد.

***

في مكتبٍ مهيبٍ يفيض بهاءً وهيبة، اصطفّت على رفوفه وجدرانه أدوات سحرية شتّى، كلّ واحدةٍ منها تحمل بداخلها أثراً من يدٍ عبقرية وحكاية لا تنسى. كانت الأدوات مرتّبة بعنايةٍ بالغة، كأنّ كلّ قطعةٍ تعرف مكانها وتستقرّ فيه كما يستقرّ النجم في مداره. بعضها صغيرٌ يلمع كالجواهر، يبعث أضواءً متكسّرة على سطح الطاولات المصقولة؛ وبعضها كبيرٌ يتوهّج بوميضٍ خافت كأنّه قلبٌ نابض داخل حجر. في كلّ زاويةٍ من زوايا المكتب انتشرت رائحة عتيقة، خليطٌ من أوراقٍ قديمة وأحبارٍ نادرة وأبخرةٍ سحرية لا يعرف سرّها إلا من صنعها.

كلّ تلك الأدوات لم تُجمَع اعتباطاً، بل خرجت من عقلٍ واحد، من يد رجلٍ نُقش اسمه على صفحات التاريخ كأحد أعظم العباقرة في فنون السحر وصياغة المعجزات. ذلك الرجل هو مدير أكاديمية توتنهام: الترا إيماغنوس، سيّد الطاقات، ورجلٌ يُحسب حسابه في كلّ مجلسٍ من مجالس الإمبراطورية. لم يكن مجرّد مدير، بل كيانٌ قائم بذاته، شخصٌ بلغ المرتبة الخامسة من درجات الطاقة السحرية، وهي مرتبة قلّما بلغها بشر. مكانته بين الكيانات العظمى في الإمبراطورية كانت ثابتة، يقف مباشرةً تحت ظلّ الإمبراطور نفسه، كأحد أعمدة العرش الخالدة.

إلى جانبه، وفي حضرته، جلس عددٌ من المعلمين، كلّ واحدٍ منهم يحمل من الهيبة والمعرفة ما يكفي ليُعتبر سيداً في مكانٍ آخر، لكنّهم هنا كانوا كأقمارٍ تدور في فلك الشمس. جلسوا أمام الطاولة العريضة المصنوعة من خشبٍ داكن، سطحها يتلألأ تحت أضواء المشاعل الكريستالية. كانت أعينهم مشدودة إلى قوائم الأسماء الموضوعة أمامهم: أسماء الطلاب الذين سيخطون عتبات الأكاديمية في سنتهم الأولى. حملت الأوراق بين السطور بصمات القدر، فكلّ اسمٍ منها قد يصير غداً علماً، أو ينطفئ كالشرارة قبل أن تكتمل.

قال أحد المعلمين، وقد رفع رأسه عن الورق وارتسمت على وجهه مسحة من التفاؤل:

"إنّ أعداد الطلاب في هذه السنة تبدو أكثر وعداً من السنة السابقة… دون أن نذكر أولئك الذين كانوا أبناء الدوقيات في العام الماضي، والذين ارتقوا الآن إلى السنة الثانية."

كان صوته يحمل نبرة فاحصة، كمن يقيس المستقبل بميزانٍ خفيّ.

التقط معلمٌ آخر الحديث، كان يتصفّح التقرير بعينٍ دقيقة، وصوته ينساب بثقةٍ ممزوجة بدهشة:

"أنت محقّ بالتأكيد. إنّ كمية المواهب التي تجمّعت بين أيدينا اليوم تجعلني أكاد أعتقد أنّنا محظوظون على نحوٍ فائق. ما رأيك أن تقول يا…"

لكنه توقّف لحظة، وكأنّ سطراً في الورقة قد شغله عن إنهاء الجملة.

أومأ المعلمون الآخرون موافقين على الرأي، تتردّد بينهم الهمهمات كصدى واحد. عندها رفع المدير الترا إيماغنوس رأسه، وصوته المهيب شقّ السكون:

"سيكون الاختبار كما هو مقرر. ولن يتغيّر شيء. أما المعلمون المشرفون على ذلك الاختبار… فهم أنتم."

ساد لحظة صمتٍ قصيرة، ثم تابع وهو يحدّق في وجوههم بعينٍ نافذة:

"ديلان، ستكون مسؤولاً عن حماية الطلاب أثناء فترة الاختبار. ستتواجد في غرفة المراقبة، ومسؤوليتك الأولى والأخيرة هي الحفاظ على أمانهم."

نهض ديلان من مقعده بانحناءةٍ احترامية، وقال بصوتٍ واثقٍ يشبه قسم المحارب:

"سوف أتأكّد من ذلك، يا حضرة المدير."

كان رجلاً في الثلاثين من عمره، شعره أحمر يتلألأ تحت الضوء كاللهيب، وعيناه بنيّتان عميقتان فيهما صلابة رجلٍ يعرف مسؤوليته. بدا جسمه معتدلاً، وملامحه تعكس مزيجاً من الجدية والحرص.

التفت إيماغنوس بعدها إلى معلمةٍ شابة تجلس بهدوءٍ ملحوظ، وقال:

"ليلي… ستكونين أنتِ المسؤولة عن شرح قواعد الاختبار. بالإضافة إلى ذلك، يمكنكِ اختيار أحد الطلاب ليلقي الخطاب الأول في اليوم الثاني، عند بدء حفل الاستقبال."

أومأت ليلي برأسها بخفوت، لم تتكلّم بكلمة، واكتفت بنظرةٍ هادئة. كان شعرها الأسود المائل إلى الزرقة يتدلّى كستارٍ ناعم، يلمع تحت وهج المصابيح، فيما عيناها السوداوان تحملان سكينةً غامضة، كأنّها تعيش حوارها الداخلي بصمتٍ دائم.

ثم تابع المدير توزيع المهام، صوته يملأ القاعة إيقاعاً ثابتاً، ينقل الأوامر بدقّة لا تسمح بتردّد. كان المعلمون يصغون باهتمامٍ بالغ، وكأنّ كلّ كلمة تُضاف إلى عقدٍ مقدّس. وبعد أن انتهى الاجتماع، نهضوا واحداً تلو الآخر، وغادروا الغرفة بخطواتٍ تحمل مزيجاً من الجدية والتصميم. بقي بعد خروجهم شخصٌ واحد، لم يكن معلّماً بل طالباً شاباً.

ذلك الطالب كان يجلس على مقعدٍ قريب من الطاولة، شعره بنيّ ينسدل بانتظامٍ خلف نظاراتٍ أنيقة، تُخفي خلف زجاجها عينين رماديتين فيهما ذكاءٌ صامت. كان وجهه يشي بالتركيز والهدوء، وكأنّه يحمل على عاتقه هموماً أكبر من عمره. نظر إليه إيماغنوس بعينٍ واثقة، ثم قال:

"زيفر، ستكون مهتماً أيضاً بشؤوني الإدارية الخاصة. يبدو أنّ هناك الكثير من المناقشات القادمة، والوقت لا يكفي. المعلمون محقّون، هناك الكثير من المواهب التي أتت هذا العام."

ابتسم زيفر بخفوتٍ، ثم ردّ بصوتٍ يحمل انضباط الطالب وحنكة الإداري:

"بالتأكيد، يا معلم. سأحرص على ألّا تكون هناك أية مشكلة. وأنا أيضاً أعتقد أنّ مواهب هذه السنة أوفر وعداً من أي سنة مضت، بل ربما حتى من السنة التي كنتَ أنت نفسك تدرّس فيها هنا."

ارتسمت على وجه إيماغنوس ابتسامة عابرة، أشبه ما تكون بظلّ ابتسامة، ثم لم يلبث أن عاد إلى صرامته المعهودة. عندها نهض زيفر من مقعده، وجمع أوراقه بعناية، ثم انحنى انحناءةً خفيفة وغادر مكتب المدير بخطواتٍ هادئة، تاركاً خلفه المكتب المليء بالأسرار والأدوات السحرية التي لا تني تتوهّج كما لو أنّها تراقب كل ما يُقال ويُخطّط له. وهكذا انتهى الاجتماع بي

المعلمين، وتبعثرت كلماته في أروقة الأكاديمية، تنتظر أن تتحوّل إلى واقعٍ في صباح اليوم التالي.

2025/09/19 · 32 مشاهدة · 1922 كلمة
ONE FOR ME
نادي الروايات - 2025