لا تقلق يا اخي.. سوف استمر بتحميل الفصول وانا اشكرك جدا على تعليقك.. بالنسبه لكم يا رفاق اتمنى ايضا ان تعلقوا ايضا..
ارغب بان ترتفع مستوى هذه الروايه بصراحه انا اعرف لو انني قمت بتنزيلها على انها مترجمه لكانت اسرع بالنجاح بشكل كبير.. معظم الاشخاص يحبون قراءه الروايات المترجمه.. حتى عدو البطل كانت كذلك
والمهندس الكارثه لكنني اتمنى ان تكون .. كروايه مؤلفه قادره على تجاوز المشكله
الفصل العشرون: المستوى الثاني من الاختبارات ـ قاعه الفراغ
الطلاب الاضافه الى المعلمين الذي كانوا في قاعتي المراقبه ويشاهدون كلمات الفتى الاشقر كانوا صامتين بعد ان سمعوها وكانهم تحت تعويذه
نيفر الذي كان على بعد خطوات من استر شاهده ويبتعد بعد ان انتهى من الكلام وكانه قد قال كل ما لديه معظم الطلاب الذين كانوا في الخلف
عدد من النبلاء بالاضافه الى العامه لم يستطيعوا ان يسالوا الشاب الاشقر نظروا الى ملابسه وراءوا الشعار الذي عليه العنقاء ذلك الشعار لعائله من رتبه المركيز النبلاء لم يستطيعوا ان يسالوا
كانت هذه الاكاديميه تمنع الطبقيه الا ان هناك اشياء لا يمكنك ان تفعلها بالاضافه لانهم يدركون ان هذه الاكاديميه اذا قمت تمكنوا من النجاح فيها في المستقبل فانهم لا يستطيعون .. ان يجعلوا انفسهم في مشكله فقط بشيء صغير
النبلاء داخل تسلسل هرمي جميع النبلاء الموجودين حاليا كانوا اما انهم من عائله فرعيه او نبلاء بلا لقب فقط بالولاده ولم يمتلك اللقب المستقبل
لذلك بقوا صامتين وهو من يشاهدون الشاب وهو يبتعد قليلا عنهم بينما يحدق في المكان
والذي كان المكان الذي وصل اليه لقد كان عباره عن قاعه عملاقه ارضيه السوداء جدران سوداء وسقف اسود بنفس القدر مع وجود اضواء تلمع باللون الابيض من السماء مصنوعه من البلورات السحريه
نيفر لم يقل شيئا ولكنه تراجع عده خطوات عيونه كانت هادئه لكنه يتذكر شيئا قد سمعه من اخته
في احد الايام قبل الذهاب الى الاكاديميه لقد كان في قاعه التدريب لكن اخته اتت لكي يتدربوا لكن بعد ان انتهى التدريب.. كان ينظر اليها بتساؤل
في ذلك الوقت سالها"اختي.. هل هناك اشخاص في الاكاديميه تجدين انهم.. اقوياء بقدرك"بالنسبه الى نيفر كانت اخته لطالما كانت قويه وهي مرشحه قويه لكي تنال منصبه والدهم في المستقبل
بالاضافه الى ذلك هو لا يحب المسؤوليات الذي سوف يتلقاها اذا اصبح هو الدوق لذلك لطالما كان يدعم اخته في فكره ان تصبح هي الدوقه
وضعت سفيريا يدها قليلا على ذقنها بينما كانت تحدق بالنافذه الذي كانت تطل على القمر وشعره الابيض ينعكس منه ضوء القمر بينما عيونها تتوهج لدقيقه قبل ان تجيب وهي تهمم ببساطه"نعم ... اربعه حتى .. اعتقد انهم ليس فقط بنفس مستواي بل انهم يخفون شيئا ما ولديهم قدرات خاصه لا يعرفها"
تفاجئ نيفر من هذا الخبر لدرجه انه نظر الى اخته بغير تصديق لكن تنفسه كان هادئا مجددا شعر بالحماسه لقد كان يحب ان يكتشف كل شيء سفيريا الذي كانت تنظر الى اخاها.. ابتسمت فقط
العوده الى الحاضر كان نيفر قد ابتعد في الحقيقه كان سعيدا بانه لم يحصل على الاجابه الذي ارادها لم يكن يحب ابدا اجابات السهله لطالما كان ايضا يحب الالغاز الذي يعطيها اليه الاخرون وينتظرون منه حلها
نظره الى الشاب الذي كان بجانبه وقال"يبدو ان الاختبار يحمل ايضا.. بعض المفاجات.. المتوقعه واشخاص مميزون.. اكثر ما كنت اتوقع"
البرت نظره ايضا الى الاشقر بهدوء شديد قبل ان يقول بصوت هادئ"نعم هذا حقيقي.. لم اشعر باي اختلاف في طاقه السحريه قبل ان نصل الى هنا وجودنا داخل نوع من سحر الوهم .. هو شيء لم اتوقع"
فهم نيفر ذلك عرف منذ وقت طويل ان البرت لا يمتلك دراسه .. جيده بالطاقه السحريه حتى انه كان متفاجئا في البدايه لان مستواه كان عاليا جدا بالنسبه الى شخص قد تدرب بمفرده بدون معلمين حتى هو الذي يصل مستوى توافق لديه الى 76% لا يستطيع سوى ان يقول ان هذا مذهل جدا بشكل كبير
ان التدريب لدى معلم موجود .. موجود بيئه من الطاقه السحريه حول لك بشكل مستمر يساعد نواه الطاقه السحريه على الزياده ما يسمح لك بالارتقاء بالمستوى بدون كميه كبيره من الطاقه السحريه يصبح الشخص الذي يعتمد فقط على جهوده ابطا بكثير
لكن ان يتمكن شخص من ان يرتقي بهذه الطريقه من خلال التدريب وحده بدون مساعده"هذا الشخص بالتاكيد يمتلك موهبه وحشيه"
لم يتابع في الافكار ونظر الى اماكن الذي نظر اليها استر والذي لاحظها كان ذلك الشاب يبدو كانه غير مهتم بما سوف يفعله بعد ذلك لكنني كنت متاكدا انه يعرف شيئا ما غريزتي تخبرني بذلك
"هذه الغرفه.. مختلفه"قال البرت استمع نيفر"اشعر وكان الطاقه السحريه الموجوده هنا.. تحاول امتصاص الطاقه السحريه الخاصه بنا"ثم نظر الى نيفر...".. لا استطيع ان اركز اكثر.. يبدو ان هناك شيء في هذا المكان يجعل من استخدام.. الاستشعار السحري صعبا"
بعد ان قال البرت ذلك حول نيفر ان يقوم بذلك ايضا في الثانيه التاليه تمكن من ان يشعر بنفس الشعور الذي وصفه البرت لكن بشكل اكثر دقه لانه كان ملما وقد درس الحواجز السحريه
".. ان جدران هنا يبدو كانها تجمع القوه السحريه .."توقف للحظات بينما يفكر بالكلمات المناسبه لكي يصفها قبل ان يقول"اظن ان هناك تعويذه يتم تحضيرها في هذا المكان.. وعلى وشك ان تنطلق"
على الزاويه الاخرى وبعيدا قليلا عن مكان نيفر والبرت كان جوي وجيسيكا يشعرني بنفس الشعور الطاقه السحريه وهي تمتص ببطء ليس بمستوى كبير حتى يشعر بها الاشخاص الذين ليسوا جيدين باستشعار طاقتهم السحريه
"هل تقول.. ان ابن عائله فينيكس... هو من حل المكان السابق"تسائل جيسيكا.. كان جوي يفكر للحظات حول الذي يجب ان يقوله لقد كان لديه علاقه صداقه منذ الطفوله .. لذلك لم يخفي الامر
"لقد كان غريبا.. في البدايه لم يحاول حتى القتال بدوي وكانه كان ينتظر مثلي كنت اعتقد.. انا فقط يشعر بالملل او هذا ما فكرت فيه لكن في الثانيه التاليه"
"كان قد بدا بالحركه وذهب نحو مجموعه من الاشجار وفي الثانيه قد اختفى المكان الذي كنا نقاتل فيه.. انا لم اشعر ان هناك فرق بين تلك الشجره والباقين سوى انها لا تمتلك اي طاقه سحريه"
بعد ان استمعت قال جيسيكا"اظن فقط ان تلك الشجره الذي قام ابن عائلتي فينيكس .. هي فتيل من اجل ايقاف.. التعويذه الذي كنا في داخلها.."
بعيونها الارجوانيه.. حدقت بالجدران والارضيه"ان اختبارات الاكاديميه... ليست مجرد قتالات"كان صوتها منزعجا وهي تقول ذلك.. لانها تحب القتالات اكثر"لكن اذا اردنا ان نخرج.. يجب ان نعرف كيف نستطيع ان نحل هذه الغرفه.. بما ان ابن فينيكس .. قد يمتلك اي فكره لنذهب لكي نتكلم معه "
فكري جوي للحظات واخيرا تنهد"انت محقه انا ارغب بالتفكير اكثر ولكن.. يبدو انه يعرف بعض الاشياء المهمه لذلك من الجيد ان نعرفها ايضا.. وربما اذا عرضنا السعر المناسب قد يوافق فبالنهايه هذا اختبار المهم للجميع الناس الذين هنا"
انطلق الاثنان معا وذهب نحو الشاب الاشقر صاحب شعر العنقاء.. الذي يبدو هادئا ومنعزنا على الاخرين والذي كان يحدق بالجدار.. بهدوء شديد
***
كانت القاعة التي اجتمع فيها الطلاب قاعةً لا تُقاس بمقاييس البناء المعتاد، بل كانت عالماً صغيراً بحد ذاته. مساحتها الشاسعة تذكِّر من يدخلها بأنّها ليست مجرد مكان مادي، بل اختبار لحدود الروح والعقل. سقفها الأسود الممتد كسماء بعيدة يطلّ عليهم بثقلٍ لا يُحتمل، وجدرانها المصقولة أشبه بمرآة داكنة تبتلع أنفاس الداخلين.
الأرضية اللامعة بلون السواد حملت وقع الخطوات كأنها تستمع إليها، وتعيدها في صدى خفي يوقظ الحذر في النفوس. بين هذا السواد، توهّجت بلورات بيضاء مثبتة في العلو، تنثر أنواراً متكسّرة، أشبه بوميض النجوم في فضاء مغلق، تضفي قدراً من الغرابة والرهبة.
في طرفٍ بعيد من القاعة وقف أستر، الفتى الأشقر الذي بدا كأنه قد انفصل عن الآخرين، كطائر يرقب السرب من علٍ. عيناه الزرقاوان كانتا جامدتين، تحدقان في الجدار كأنما يقرآن فيه سطوراً خفية لا يراها سواه. لم يكن انعزاله عن الطلاب هروباً ولا كبرياءً ظاهراً، بل كان انعزالاً يشبه الحصانة، كأن جسده في المكان لكن وعيه في مكان آخر.
اقترب جوي وجيسيكا منه بخطى محسوبة. كانا يسيران ببطء، كل خطوة لهما تحدث صوتاً باهتاً على الأرضية الصلبة، وصمتهما يزداد ثقلاً كلما اقتربا منه. توقفا على بعد خطوات قليلة، وجهاهما يعكسان خليطاً من الحذر والتساؤل.
ساد الصمت بينهم لحظة بدت أطول من حقيقتها. لم يقطعها سوى نظرة عابرة من أستر إليهما، نظرة قصيرة كأنها وزنتهما في لحظة واحدة ثم عاد إلى صمته وإلى مراقبة الجدار والطلاب في آن. كان الثلاثة جميعاً من العائلات التي تحمل لقب المركيز، ولذلك لم يكن بينهم حاجة للانحناء أو التظاهر بالتراتبية؛ المراتب الاجتماعية بينهم متقاربة، وهذا منح اللقاء طابع الندّية لا التبعية.
كان جوي أول من كسر الصمت. شعره الأشقر بدا وكأنه يضيء في انعكاس البلورات، وعيونه الحمراء تنفذ في حذر إلى وجه أستر. قال بنبرة خافتة تحمل شيئاً من التحفّظ:
ــ "كيف عرفت أن تلك الشجرة مختلفة عن سائر الأشجار؟"
مرّت دقيقة صامتة، كأن القاعة بكاملها تحبس أنفاسها. لم يردّ أستر فوراً، وإنما ظل يحدّق في الجدار، وكأنه يوازن بين أن يجيب أو يصمت. وأخيراً، خرج صوته بارداً، غير مبالٍ، أشبه بصوتٍ يتحدّث لا لأنه يريد بل لأنه مضطر:
ــ "لقد كان واضحاً... الحاجز السحري يتطلب وجود عاملٍ لموازنة الطاقة."
جمل قليلة، لكنهما حمَلتا في طياتهما ما يكفي من التفسير. توقّف عن الكلام، تاركاً المعنى معلقاً في الهواء. تبادل جوي وجيسيكا النظرات، وفكرا في ما قاله، ثم توصلا إلى الخلاصة بأنفسهما. كان الأمر منطقياً، وكان أسلوب أستر في الاختصار يوحي بأنه لا يريد الخوض أكثر مما يلزم.
ابتسمت جيسيكا، صاحبة الشعر الوردي الذي انعكس بلون غريب تحت ضوء البلورات، والعيون الأرجوانية التي بدت وكأنها تلمع بفهمٍ داخلي. لم تكن ابتسامتها ابتسامة لطف أو تسلية، بل ابتسامة من يعرف، ابتسامة مُدرِكة لشيءٍ خفي. قالت بسخرية لاذعة:
ــ "إذاً... ماذا ستفعل الآن؟ أتراك ستكتفي بالحديث إلى الجدار أحياناً، أو بتوجيه نظرات مبعثرة إلى الطلاب؟ أم أنك تملك بالفعل طريقة للخروج من هذا المكان أيضاً؟"
كان صوتها حاداً، يختبر صبره ويستفزه. إلى جانبها، بقي جوي صامتاً للحظة، ثم رفع نظره بعينيه الحمراوين الثابتتين إلى أستر، يتأمل ملامحه.
وفي اللحظة التالية، حدث ما لم يتوقعه أحد. بدأ الجدار الذي كان يحدّق فيه أستر منذ البداية يتوهّج ببطء، كأن ضوءاً دفيناً يستيقظ في داخله. زاد التوهج تدريجياً، فتحوّل إلى بريق لافت، ليمتد على سطح الجدار كأن نسيجاً سحرياً قد انكشف.
لم يدرك جوي وجيسيكا ما يجري إلا حين سمعا صوت أحد الطلاب من الخلف يصيح بدهشة:
ــ "ما هذا؟ الجدار... إنه يتوهّج!"
التفت كثير من الطلاب نحو الصوت، وبدؤوا يحدقون بدهشة في الجدار المضيء. لحظات من الصمت والذهول سادت المكان، إلى أن تجسدت أمامهم كلمات مضيئة على السطح، كأن الجدار تحوّل إلى لوحةٍ تعلن أمراً عظيماً.
كانوا قد رأوا شيئاً مشابهاً في الامتحان السابق حين بدأت الجدران بالتوهج، لكن هذه المرة كانت الكلمات أوضح وأشدّ وقعاً. ظهرت العبارة الأولى كتحية:
ــ "تهانينا أيها الطلاب، لقد حققتم إنجازاً رائعاً. تمكنتم من الخروج من المستوى الثاني من الامتحان بسرعة، ووصلتم إلى قاعة الفراغ."
تتابعت الكلمات، تصوغ إعلاناً جلياً:
ــ "لكن في الوقت نفسه، يجب أن تكونوا مستعدين للجولة القادمة من الامتحانات. هدف الامتحانات أن تدركوا مستوياتكم، وأن تفهموها فهماً كاملاً. كونوا جاهزين لتعرّض الألم... أو الأذى الشديد، بل حتى الموت؛ فكل شيء وارد. سيبدأ الامتحان التالي بعد عشر دقائق."
حين تلاشت الكلمات، خيّم الصمت مرة أخرى. لم تكن هناك حاجة لشرح إضافي، فالرسالة كانت واضحة كالشمس.
قرأ جوي العبارات بصوتٍ غامض، كأنه يستجلي سرّها، ثم التفت إلى أستر وسأله:
ــ "أنت... كيف عرفت أن هذا الجدار بالذات سيكون هو الذي يعرض الرسالة؟"
أما جيسيكا، فبقيت تحدّق في أستر بعينين مشغوفتين بالفضول. كان اهتمامها أكبر من مجرد سؤال؛ لقد أرادت أن تفهم. الفتى الأشقر ذو العيون الزرقاء بدا غير مبالٍ، كأنه لم يتفاجأ، بل كأنه كان يتوقع الرسالة. بل أكثر من ذلك، تصرّف وكأنه يعرفها مسبقاً.
في داخله، كانت أفكار أستر تتناوب بسرعة:
ــ "اللعنة... لم أتوقع أن يأتوا إلي بهذه السرعة. كنت أظن أنهم سينشغلون بمحاولة كشف لغز غرفة الفراغ."
لقد كان يعرف تماماً أن هذه القاعة ليست تحدياً حقيقياً. كانت أشبه بغرفة استراحة، فسحة مؤقتة تمنح الطلاب فرصة لالتقاط الأنفاس بعد جولات قتال طاحنة. وفي زاوية عينه، لمح الطلاب المنهكين، بعضهم يتنهد براحةٍ واضحة بعد أن نجوا. معظمهم من العامة والنبلاء الأقل شأناً الذين كابدوا أضراراً جسيمة في مواجهة وحوش الغابة، من غوريلات حجرية متوحشة، أو ذئاب شرسة. كان المشهد كافياً ليُشعره بمزيج من الشفقة والحيطة.
تنهد في داخله ببطء:
ــ "ذلك الطالب الذي سقط أمام ألبرت مباشرة... لقد تلقى ضربات لم يستطع احتمالها. لا أعرف اسمه، ولم أهتم، لكنني لا أملك إلا أن أشعر بشيء من التعاطف."
كان أستر يعي بوضوح أن الفرق بين من يقاتل ومن يراقب فقط فرقٌ شاسع، أشبه بالهوة. من عاش على الأرض من دون خوض المعارك لن يستطيع أن يدرك حجم الرعب الذي تخلّفه مواجهة مباشرة مع الموت.
المعرفة التي امتلكها من الرواية الأصلية مكّنته من تجاوز الاختبار السابق بسهولة. لم يفعل ذلك طمعاً في التميز وحده، بل لأنه لم يستطع تحمّل فكرة البقاء في حالة قتال متواصل.
كل جولة من الامتحان كانت تستمر ثلاثين دقيقة على الأقل، ثلاثون دقيقة من الصراع المستمر ضد وحوش لا تنتهي. كيف يمكن له أن يحتمل ذلك وهو لم يمسك سيفاً إلا منذ أسابيع قليلة؟ لم تكن لديه المهارات القتالية الكافية، ولا الخبرة التي تؤهله للصمود في معركة كهذه.
لهذا، لجأ إلى ما يعرفه من الرواية. تذكّر أن ألبرت في الرواية الأصلية كان قد ضرب بالصدفة شجرة معينة أثناء قتاله مع الغوريلات، فانكشف لاحقاً أنها كانت المفتاح لوقف الحاجز السحري. لذلك، بدأ أستر يراقب الأشجار بعناية، يبحث عن تلك التي تخلو من الطاقة السحرية. لقد أخذ منه الأمر وقتاً وجهداً، لكنه عثر عليها أخيراً، وفعل ما كان يجب فعله.
أراد أن يبدو كما لو أنه اكتشف الأمر بالمصادفة، مثل ألبرت. لكن الواقع خالف التوقعات؛ فالتعويذة المثبتة على الشجرة كشفت أن ما فعله لم يكن محض مصادفة، بل فعل مقصود. وهكذا، التفتت الأنظار كلها إليه، وهذا بالضبط ما لم يرغب به.
فكّر بمرارة:
ــ "تباً... لست خائفاً من أبطال القصة الرئيسيين ولا من قوتهم، لكنني أخاف من طريقة تفكيرهم. ماذا لو اعتقدوا أنني أخفي قوة غامضة؟ أسوأ ما يمكن أن يحدث أن يظن أحدهم أنك تملك شيئاً يجعلك تتفوق عليه."
كانت القاعة بالفعل مجرد غرفة للراحة. عشر دقائق تفصلهم عن الامتحان التالي، والسبب الوحيد لبقائهم هنا هو أن الممتحنين، المعلمين الذين يراقبون، أرادوا جعل الأمر أكثر عدلاً. لقد تجاوز أستر العامل الزمني، وأخرج المجموعة من الامتحان السابق خلال خمس عشرة دقيقة فقط، بدلاً من ثلاثين. ولتعويض النقص، مُنحوا عشر دقائق إضافية قبل أن يبدأ الامتحان الجديد.
غير أن وجود جوي وجيسيكا أمامه مباشرة جعله يشعر بالانزعاج. بدا واضحاً أنهما قررا البقاء إلى جانبه، ليس لأنه أقوى منهما، بل لأنهما أيقنا أنه يملك معرفة خاصة أو وسيلة خفية قد تفيدهما. لم يكن من الممكن أن يطلب منهما الابتعاد؛ فهم جميعاً من نفس المرتبة النبيلة، والحديث معهم بتعالٍ قد يشعل نزاعاً لا يريد خوضه، خصوصاً قبل الامتحان التالي.
قال في نفسه:
ــ "أنا لا أملك القوة الكافية لأسيء إلى أحد هنا. الاختبار القادم سيكون اختبار المجموعات... ولا بد أن أكون حذراً."
لم يكن الطلاب في هذه القاعة وحدهم؛ كانت هناك عشرات القاعات الأخرى يخضع فيها طلاب آخرون للاختبارات نفسها، كلٌ في فضائه الخاص. كثير من الشخصيات الرئيسية الأخرى ستدخل قريباً بعد نقلهم من هذه الغرفة، وبالطبع سيكون النقل عشوائياً، ما عدا من كان قريباً من بعضهم في لحظة الانتقال.
ألقى أستر نظرة سريعة على بقية الطلاب. بعضهم بدأوا يتحدثون بقلق، وبعضهم الآخر أظهر شجاعة مصطنعة. كان المشهد بشرياً بامتياز: حين يواجه الإنسان أزمةً مجهولة، يبحث على الفور عن شخص آخر ليتحدث معه. فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، وحتى في أحلك المواقف، يظل بحاجة إلى كلمة أو نظرة من شريك في المحنة.
المعلمون الذين يراقبون عن بُعد كانوا يعرفون ذلك جيداً. لقد صُمم الامتحان بحيث يدفع الطلاب إلى التجمّع والتقسيم بأنفسهم، في محاولة لاكتشاف من يمكن الاعتماد عليه في اللحظات الحرجة. كانوا ينتظرون أن تنبثق هذه التشكيلات التلقائية قبل أن يُنقل الطلاب إلى المرحلة الأخيرة من الاختبارات.
وبينما كان أستر واقفاً في مكانه، ساكناً كالظل، كان عقله يغلي بالأفكار، يحاول أن يوازن بين المعرفة التي يمتلكها من الرواية وبين الواقع الذي يتكشف أمامه. كان يدرك أن كل كلمة، كل حركة، كل نظرة قد تغيّر موقعه في هذه اللعبة القاسية التي يسمونها امتحاناً.
عشر دقائق فقط كانت تفصله عن المجهول، عشر دقائق يختلط فيها القلق بالترقّب، والرهبة بالأمل. وفي هذا الزمن القصير، كان كل طالب يحاول أن يجد مكانه، وكل نفس تتردد بين الشك واليقين.