الفصل السادس والعشرون ــ يبدو ان المعارك قد بدات ــ الجزء الثاني
٠
ما هذا
لماذا يقف هذا الشخص هنا؟
كان الهواء من حوله ثقيلاً كقطعة قماش مبللة،
والطريق الذي توقعه مفتوحًا ومشرقًا،
وجد نفسه فجأة أمام عائق بشري.
بينما كان يتوقع ان يكون الطريق مفتوحا بالنسبه اليه
كان يقف امامه الان شاب صاحب عيون حمراء
مع ابتسامه ماكره على وجهه
كانت تلك الابتسامة تتحدى قوانين الفيزياء،
كيف لشفتين أن تتمددًا بهذا الشكل المريب
دون أن ينهار الوجه كله؟
"ما الامر يا (استر) لقد اشتقت اليك جدا"
صوته كان ناعمًا كالحرير المسموم،
يملأ الأذن بدفء وهمي
قبل أن تدرك سميته.
بعد ان قال الشاب ذلك
(اليانور زيبيكيان) التي كانت خلفي تراجعت قليلا
ولكنها قالت بصوت هامس لي
كان همسها رقيقًا كحفيف أوراق الخريف،
محملًا بكمية هائلة من الذعر
الذي حاولت إخفاءه دون جدوى.
"الذي يفعله السيد الشاب (جيلان) هنا؟"
سؤالها علق في الهواء مثل رائحة غريبة،
جميعنا نشمها ولكن لا أحد يعترف بوجودها.
لم اقل شيئا
لقد حددت فقط ب(جيلان) وبقيت صامتا
كنت انظر اليه بهدوء من الخارج
لكن من الداخل، كان الأمر مختلفًا،
كان قلبي يؤدي رقصة تابوتية
على أنغام طبول من الرعب.
ولكن قلبي كان ينبض ببرود
ــ ما الذي يفعله هنا..
هذا خاطئ
كان من المفترض ان يكون امام (البرت)
لماذا هو امامي انا..
(ادوارد جيلان) الملقب بنمر القرمزي
هذا المجنون القتالي
لماذا اتى الي انا
لقبه "نمر القرمزي" كان مبالغًا فيه بوضوح،
فالنمور أنيقة وهادئة،
أما هذا فكان يشبه قطة حائط متوحشة.
"يبدو انك لا تتحدث
هل يعقل انك تعاني من مشكله كبيره يا (استر)
لقد كنت اتوقع ان تاتي الى مقاتله مباشره بعد ان تراني
الست ترغب باثبات انك قوي"
كلماته كانت تتساقط مثل طلقات نارية عشوائية،
كل طلقة تصيب فراغًا
لأنه كان يخاطب شبحًا، شبح (استر) الحقيقي.
ماذا
عن ماذا يتكلم هذا المجنون
هل يعرفه (استر)
لكن هذا مستحيل
انا لا اتذكر ان (استر) قد التقى بهذه الشخصيه من قبل
لقد كان مختفيا داخل عائلتي (فينيكس)
كان الاختباء داخل عائلة (فينيكس)
أشبه بإخفاء فيل في خزانة ملابس،
الأمر يحتاج لمعجزة أو لكمية هائلة من الغباء.
فجاه
تقدم (جيلان) سيفه ذا الشفره الحمراء تحرك
صوت احتكاك المعدن بالهواء صادرًا "شيحين"،
صوتٌ باردٌ ينذر بدمٍ ساخن.
وفي نفس الوقت
بدات نيران صغيره بالتكون حولي
كانت النيران دافئه جدا وليست ساخنه
كأنها بطانية غير مرئية
تحاول أن تواسي روعي دون فائدة.
لكن عيون (جيلان) وبشرته البيضاء الشاحبه
والابتسامه الماكره
جعلت قلب (استر) ينبض ببطء
كان قلبي ينبض ببطء شديد،
كأنه يحاول توفير الطاقة
للهروب الوشيد.
ــ هل سوف يهاجمني
مستحيل
هل ساستطيع الدفاع
امام من
المستحيل ان استطيع ذلك
تقاربي لا يتجاوز 60%
بالاضافه الى ان فنوني القتاليه ضعيفه جدا
مقارنه به
مقارنتي له بي كانت أشبه بمقارنة فرخ عصفور
بنسر جائع،
نتيجة المقارنة واضحة ومأساوية.
هذه المقارنه البارده داخل راسه
لم تمنعه من التحرك
وتعديل وضعيته وامساك بطرف سيفه
في نفس الوقت
بدات صواعق كهربائيه خفيفه بالدوران حول جسد (استر) شيئا فشيئا
كانت الشرارات الكهربائية ترقص حولي
كحفلة تنكرية صغيرة
قبل العاصفة الكبرى.
"هم هم"
(جيلان) وبعد ذلك قال
اثناء اتخاذ وضعيه اكثر جديه
حيث بدات النار باتخاذ شكل هاله حمراء
"حسنا اذا..
يبدو انك تطورت"
"هذه الطاقه مستقره
لقد تمكنت من..
الحصول على سيطره جيده على قوتك"
كانت كلماته تحمل ذرة إعجاب حقيقية،
مختلطةً بكمية هائلة من الرغبة في تمزيقي،
مزيج سام جدًا.
فجاه
قطع كلامه صوت الفتاه التي اسفه
وجهها العلوي كان مخفيا خلف وشاح ابيض
كان الوشاح الأبيض ناصعًا لدرجة مريبة،
كأنه يحجب أكثر من مجرد وجه،
ربما يحجب أسرار الكون أيضًا.
"ايها السيد الشاب
نحن لا نرغب بالقتال..
اتمنى ان لا تفعل شيئا متهورا"
كان صوتها حكيما وهادئا
وكانها تقدم النصيحه
نبرتها كانت هادئة كسطح بحيرة في ليلة صافية،
لكننا كنا جميعًا نعلم أن تيارات قاتلة
تعتمد تحت ذلك السطح.
لكن (جيلان) قام بالسخريه
"هذه الطاقه
اليس الطاقه المقدسه"
"يا للهول
ما الذي تفعله القديسه معك يا.. (استر)"
كان يسالني
بينما كان ينظر الى القديسه باستغراب
وكانه لم يلاحظها من قبل
الا بعد ان تكلمت
لم اجب
ليس لانني خائف من الاجابه
ولكن لانني لم امتلك اجابه مقنعه..
في النهايه
التقاء بالقديسه بالاختبار كان عشوائيا
ثانيا
لم اعرف ما الذي يجري بين (جيلان) و(استر) الحقيقي
لذلك اي كلمه قد تكون خاطئه
في هذا الوضع
كان موقفي أشبه من يمشي على حبل فوق هاوية،
وأي كلمة خاطئة ستكون المقص الذي يقطع الحبل،
وسقوطي سيكون كوميديًا ومؤلمًا بنفس الدرجة.
لقد كانوا جميعا الان
في منطقه صخريه في ارض الاختبار..
بدايه معركه في هذا المكان
قد تكون خطوه خاطئه بنسبه الي
ــ سحقا
لا امتلك فرصه اذا حدث قتال
وسوف يتم اثبات كميه اضافي
في ثواني معدوده..
ربما المهارات الذي كسبتها في القليل من التدريب
سوف تعطيني دقائق فقط او ثواني معدوده
كانت مهاراتي التي اكتسبتها من التدريب القليل
هزيلة كدرع من ورق،
أمام سيفه الحاد.
لكن ذلك لم يجعلني ابدو افضل
اذا تم سحقي نهائيًا
كانني ارغب بان احصل على المرتبه الاولى
في هذا الاختبار
لانها طريقه رائعه للحصول على مكافات
التي سوف تساعدني بالمستقبل
حلمي بالمركز الأول كان طموحًا جميلاً،
أشبه بحلم فأر بالهرب من متاهة
بينما يقف قطة عملاق عند المخرج.
( منظور (ليانور زيبيكيان) )
لقد كانت تشعر بالتوتر الذي كان في الهواء
كان الامر بين (استر دي فينيكس) و(ادوارد دي جيلان)
موضوعا لم تكن تعرفه (ليانور) اي شيء عن
كان التوتر في الجو كثيفًا يمكن تقطيعه بالسكين،
ولكن أي شخص يحاول ذلك
سيجده سكينًا موجهًا نحو رقبته.
ــ هل سوف يتقاتلون بجديه
ما الذي يجب ان افعله
هل ابتعد ان افعل شيئا
لكن لقد اخبرت السيد الشاب (استر)
انني سوف ابقى معه حتى نهايه هذه المرحله على الاقل
لقد كان يبدو انه يعرف الكثير من الاشياء
حول هذا الاختبار
وقد تكون مفيده بالنسبه الي
بقاؤها معه كان قرارًا حكيمًا،
أشبه بالالتصاق بأكثر بحارة خبرة
على سفينة تغرق في محيط عاصف.
بدات الارض بالارتجاج
انحنت هي بالاضافه الى (استر) لحظه
ان (جيلان) يفعل نفس الشيء
قبل ان يفهم الثلاثه ما الذي يحدث
حدث صوت انفجار
في مكان قريب منها
سمعت (استر) وهو يقول
"هذا هو الوقت"
ثم بدا بالركض
لم تعرف ما الذي تفعله
لكنها ركضت بالتاكيد خلفه
ركضها كان اندفاعًا أعمى،
مثل فراشة تتبع ضوءًا في ظلام دامس،
على أمل ألا يكون ذلك الضوء مصباح صائد حشرات.
سمعته يقول
"عليك ان تتبعيني بسرعه..
سوف يكون كل شيء خطيرا ابتداء من الان"
وكانه كان يتنبا بالمستقبل
حدث شيء فظيع
ليس فقط امامها
بل للارض بكاملها
في الوادي الصخري
بدات تهتز وكانه زلزال
"اللعنه ما الذي يجري"
ذلك كان صوت (جيلان) الذي انطلق بالتاكيد خلفنا
لقد كان يركض ايضا بسرعه
اندفعنا نحن الثلاثه حتى توقف (استر) مباشره
امام مكان غريب كان يشبه الهاويه
"ما هذا .."
قال (جيلان) لكنه توقف
ونظر الى الهاويه
ثم نظر الينا
"لقد وصلنا الى الهاويه"
الارض الذي كانت تتشقق
بدات تتخذ شكلا
وفي ثواني معدوده
ظهر غولم عملاق مصنوع من الصخر امامنا
ظهور الغولم كان مشهدًا مهيبًا،
كأن الجبل نفسه قرر أن يستيقظ من غفوته
ويبدأ يومه ببعض أعمال الشغب.
(جيلان) و(ليانور)..
كلاهما سمع (استر) يقول
"اذا اردتم ان تنجحوا قوموا باتباعي فقط"
بعد ذلك
بدون ادنى اهتماما بما سوف نفعله
قفز مباشره في الهاويه
نظرت مصدومه الى هذا الفعل المجنون
ليس انا فقط
لاحظت ان (جيلان) فعل نفس الشيء
ولاول مره اختفت الابتسامه الماكره عن وجهه
وتحولت الى ارتباك
تحول ارتباك (جيلان) كان أجمل شيء شاهدته اليوم،
كأن دمية شريرة قد انقطعت خيوطها فجأة،
ليظهر من داخلها دمية أخرى، حائرة هذه المرة.
ــ ماذا افعل
هل افعل هذا
ــ لكنها فجاه شعرت بالارض وكانها على وشك الانفجار
القولم الحجري قام بضرب الارض بقوه شديده
سبب انفجارا مدمرا
"دويii!"
وبدات الارض من تحت تتشقق نحونا
ثم خرجت مباشره اشواك من الارض
مصنوعه من الصخور الحاده التي تشبه الرماح المتجهه نحونا
بدون تفكير
نظرت الى الهاويه
وفكرت في شيء واحد
ــ مستحيل ان يرمي نفسه بدون خطه
سوف اثق به هذه المره
ــ هكذا قامت بالقفز
قفزتها كانت قفزة إيمان حقيقية،
إيمان أعمى في شخص يقفز في هوة
على أمل أن يكون في الأسفل وسادة ناعمة،
وليس صخورًا حادة.
( منظور (ادوارد دي جيلان) )
لم يصدق (ادوارد) ما الذي حدث امامه
قبل قليل
قامت القديسه التي التقى بها قبل ثوان معدوده بالقفز من هويه مظلمه بدون قاع
اراد ان يوقفها
ولكنها سقطت حتى اختفت في النهايه
كان ينظر الى الجولم الذي كان يحدق فيه
"هذا سيء
لن اكون قادر على هزيمه هذا الوحش"
شعوره بالعجز كان طعمًا مرًا في فمه،
طعم لم يعتد عليه
نمر قرمزي اعتاد على أن يكون الصياد وليس الفريسة.
( القولم ــ النوع وحش صخري ــ كائن مصنوع من الطاقه الصخريه والطاقه السحريه المدمجه
لديه نواة من الطاقه السحريه
تمده بالقوه من خلال تحويل الارض الى طاقه
من خلال عمليه خاصه جدا
الطريقه الوحيده لهزيمته هي بتدمير النواه
تحذير ــ يمكن تدمير النواه بسهوله
لكن في نفس الوقت القولم الصخري يمتلك ذكاء عاليا
يستطيع تغيير مكان النواه بسهوله )
المعلومات ظهرت في رأسه
كأنها لافتة تحذيرية مضيئة
في طريق سريع مسدود.
عرف انه لن يستطيع هزيمه هذا الوحش بسهوله
واذا قام بقتاله بقوته الحاليه
قد يستطيع الفوز
ولكن ذلك سوف ياخذ منه الكثير من الوقت
والطاقه السحريه
ــ سحقا
هل افعل هذا
ــ لقد فكر قبل قليل وفهم ما الذي فعلته القديس و(استر)
ــ بالتاكيد يعرفون شيئا
ولهذا قاموا بفعل ذلك
ــ نظر الى الهاويه
وبعد ذلك شاهد طلقات الصخور والرماح تتجه نحوه
اخذ نفسا عميقا
واندفع نحو الهاويه
قبل ان يسقط
قال
"اذا فشلت بسبب ذلك الحقير سوف اقتله"
تهديده كان آخر شيء سمعه الهواء
قبل أن يبتلعه الظلام،
وعدًا جميلًا بالانتقام إذا نجا.
---
المعركه بين (كريستوفر) و(دكلين)
كانت سريعه جدا
حيث انتقل (دكلين) بين ظلال بسرعه
باستخدام مهاراته
وجه ضربات بالخناجر التي كانت قادره على الاختراق
استشعار (كريستوفر) السريع
كانت حركات (دكلين) أشبه بظل يحلم بأن يصير إعصارًا،
سريعة ومربكة.
"هذا مزعج
مهاراتك وسرعتك غريبه"
ابتسم (كريستوفر) اثناء قول ذلك
ثم حول سيفه الكبير الى نصل حاد جدا
وتغير ايقاع وحركاته
تفاجا (ديكلين) من هذا التغيير
حيث اصبح سيف (كريستوفر) فجاه اصغر
تحول السيف كان خدعة بصرية مذهلة،
كأن السيف قرر فجأة اتباع نظام غذائي
ليخسر نصف حجمه في ثانية.
لم يكن هذا التغيير الوحيد
في ثانيه واحده
تم قذف (ديكلين) عده امتار للخلف
"أووف!"
نظر الاخير الى ذراعيه الذي كانت تهتز
ومن ثم اطلق صوتا ساخرا
قبل ان يقول
"اوه ..
لقد كنت جيدا.."
"لكن ان تستطيع تعزيز وتحويل طاقتك السحريه
اي نوع من المجانين انت"
"تبين ان النبلاء حقا يصلون الى مستوياتنا
لا تصدق"
كان كلامه يحمل ذرة اعتراف مقنعة،
مختلطة بكمية مناسبة من السخرية الحميدة.
يرد عليه (كريستوفر) وهو مستمتع بهذا المديح
"انت ايضا لست سيئا بالنسبه الى عامه"
"قوتك استثنائيه"
تبادل الإطراء بينهما كان مشهدًا جميلاً،
كأنهما متسابقان في سباق ماراثون
يتبادلان عبارات التشجيع قبل أن يدفع أحدهما الآخر من على حافة الهاوية.
لقد اراد الاثنين الاصطدام مره اخرى
حيث كان وجوههما مبتسمه
وكانهما مستمتعان بالقتال
لكن فجاه
ليس فقط بالنسبه اليهما
بل ايضا الى جميع الاشخاص في المنطقه القريبه
بدات الارض تهتز بلا توقف
لم يكن الاهتزاز الصغير
لقد كافي لكي يعيق توازن معظم الاشخاص العاديين
لكن بنسبه لهم
هم المدربون ومستخدمي السحر
كان توازن احد القوانين الخاصه بالقتال
الذي كانوا يطبقونها فورا
ما الذي يجري بحق الجحيم في هذا المكان
هذه الفكره بدات تراود في اذهان جميع المشاركين في الاختبار
كان السؤال يتردد في كل عقل،
سؤال مصحوبًا بموجة من الذعر
والرغبة في العودة إلى المنزل دافئًا.
لكن في اللحظه التاليه
بدات الاشجار المياه سواء الذين كانوا امام الشواطئ او البحيرات او الصحاري
الارض حولهم بدات تتخذ اوضاعا غريبه وتتطاير
حيث تتشكل عمالقه مصنوعين من الماء الارض الرمل والصخور وحتى الاشجار
جولم متحركون تم تشكيلهم فورا
اصيب معظم المشاركين الذي تعرفوا على هذه الاشكال بالخوف وبداوا
"هذا جنون انهم جولم"
صرخة أحدهم كانت تحتوي على كل دروس التاريخ
التي تذكر أن مواجهة الجولم فكرة سيئة دائمًا.
"تبا ما الذي يجلب هذه الوحوش الخطيره الى هذا المكان
هل هذا جزء من الاختبار ام ان هناك مشكله"
"يا ايها الحمقاء قوموا بالهروب
لا يمكننا مواجهه هذا الكائن"
كان القولم احد الوحوش الخطيره في اي زنزانه
وفي اي مكان واي بوابه
من الخطر جدا الاقتراب من هذه الكيانات
لانها قادره على التجدد بلا حدود
طالما لم يتم تدمير النواه
هم اقوياء جدا داخل البيئه الخاصه بهم
فقط السحر الاقوياء الذي يفوقونهم قوه
يستطيع هزيمتهم بسهوله
لكن الذين في نفس المستوى واضعف
عندما يواجهونهم سوف يموتون ميته بائسه
كانت حقيقة مأساوية،
أن تكون ضعيفًا في عالم مليء بالوحوش العملاقة
يعني أنك مجرد دبوس في لعبة البولينغ الكونية.
(كريستوفر) توقف عن القتال وابتسم
وقال وهو ينظر الى الجولم الشجر الذي تشكل امامه مباشره
والذي لم يكن وحيدا
كان هناك العشرات من نفس النوع
ابتسامته تحولت الى رغبه داميه بالقتال
"ياه كما هو متوقع من هذا المكان"
"انه مليء بالمفاجات
لا اصدق انني سوف اجبر على مواجهتي هذه الكائنات المرعبه"
كانت كلماته قد تبدو وكانه شخص يخاف
ولكن اللهجه المازحه التي قالها بها
كشفت عن رغبته الشديد بتدمير هذه الكيانات المصنوعه من الاشجار في ثواني معدوده
رغبته في القتال كانت واضحة،
كأن طفلاً قد وجد صندوق ألعاب جديد
ومليئًا بدمى يمكنه تحطيمها.
(ديكلين) دخل الى ظلال
وبعد ذلك وقف فوق احد الاشجار البعيده
نظر الى (كريستوفر) وفكر
ــ همممم مثير للاهتمام..
الاختبار اصبح اصعب بكثير
ــ ثم قال وهو يشير الى (كريستوفر)
"ايها النبيل
ما رايك بالتعاون حتى نخرج "
كانت دعوته للتعاون نادرة،
كأن ثعلبًا دعا دجاجة لتتعاون معه
للخروج من حظيرة الدجاج.
(كريستوفر) التفت ورفع راسه
عيونه البنيه كشفت عن موافقته
ولكنه قال
"بشرط
ما رايك ان يكون هناك جوله اخرى"
"ما زلت ارغب برميك خارج الحلبه
بطريقه نظيفه"
لم يكن هناك صوت في الغابه
سوى ضحك (ديكلين) الخفيفه ولكن المسموعه
"ها ها ها..."
"لا داعي لك تقول هذا الشرط
مازلت ارغب بضربك حتى الموت"
"يدي ما زالت لامسه من ضربتك"
تبادل التهديدات اللطيف بينهما كان أشبه برقصة تانغو،
كل منهما يعرف خطوات الآخر،
ويستمتع بها رغم احتمالية السقوط معًا.
---
نهاية الفصل السادس والعشرون
---
إلى قراء هذا الفصل — وخاصة (محمد):
أرجو منكم أن تقرأوا هذا الفصل بعين الناقد الحاد أو بعين المتفرّج الكسول (لكلٍ فضيلته)، ثم أخبروني برأيكم بصراحة — نعم، بصراحة كاملة بلا مجاملاتٍ دبلوماسية.
يا (محمد)، أنت مُذكرٌ بالذات: أريد تعليقك الصريح هنا، لا حاجة للتورية، قل لي هل ضحكتَ، هل تذكرتَ قهوتك، أم أنني ظلمتُ قهوتك بجعلها تبكي؟
وأؤكد لكم — وأؤكد خصوصًا لـ(محمد) — أني أرسلت هذا الفصل بوعدي: وعدٌ بأن أُزعجكم بمزيدٍ من الحلقات إذا أحببتموه، ووعدٌ بأن أتحمّل نقدكم إذا كرهتموه.
فهل سننفّذ الوعد أم نتركه ينتحب في زاويةٍ مظلمة من قائمة الانتظار؟
أنتظر تعليقاتكم/تعليقك يا (محمد) — بعينٍ ساخرةٍ ولطيفة في آنٍ واحد.
مع خالص الامتنان (وقليل من التوتر الفكاهي).