الفصل الثلاثون: حلبة المصير المُعلّق

(مكان الجولة الأخيرة من الامتحان)

صرير خفيّ يُثقب السكون، كأظافر شبحٍ يحكّ على لوح زجاجي قديم.

ثم صمت مطبق يغمر كل شيء، كقطعة قماش ثقيلة مُلقاة على أفواه العالم.

تحطمه همسات متشابكة، تتلاطم كأمواج خفية في قاع بحيرة مظلمة.

فجأة، وكأنما بنقلة سحرية غير مسبوقة، كيدٍ إلهي قلب لوحة الكون رأساً على عقب.

وجد الطلاب جميعهم أنفسهم داخل شيء يشبه الكولوسيوم، كحلمٍ مزقته الأوهام فسقطوا في حفرة زمنية.

الهواء كان ثقيلاً برائحة الغبار القديم، كذكرى ميتة لم يعد أحد يبكيها.

والحجارة الباردة، كقلوب المسؤولين عن هذا الامتحان الغبي.

أشعة شمس خجولة تتسلل من الفتحات العليا، كسارقي قبور يتلصصون على جثة الدفينة.

مرسلةً أعمدة ضوئية تلمع فيها ذرات الغبار المتطايرة كالنجوم الصغيرة، أو كالذباب المحتضر الذي يرقص رقصة الموت قبل سقوطه.

بعضهم كان متفاجئاً، عيناه تتسعان كفطر نما فجأة بعد المطر، دون استئذانٍ أو حياء.

بينما البعض الآخر كان ينظر بحذر إلى الآخرين، نظراتٌ حادة كالسكاكين تتبارز في الخفاء، وكأنهم في سوق عبيد يختارون ضحاياهم.

(نيفر) يقول بهدوء مريب، وصوته ينساب كالأفعى على أرض رملية، حرفاً يزحف نحو آذانهم.

"رائع جداً.. يبدو أن نهاية الاختبار السابق حدثت بشكل مفاجئ حتى لنفسي أنا."

لم تكن مجرد كلمات، بل كانت غيمة شكّ تحجب قوس قزح من اليقين، كضباب يخنق الحقيقة.

(البرت)، الذي كان يضع يده بإحكام على مقبض السيف الخاص به، كأنه يحاول سحب روحه من غمدها المعدني.

يقول بلهجة باردة، "نيفر.. انظر إلى المكان. هناك الكثير من الأشخاص. ألا تشعر بهذه الهالة السحرية؟"

كانت كلماته مثل جمرات تتساقط على أرضية من جليد، تذوب بخيبة أمل.

ابتسم (نيفر) فقط، ابتسامة لم تصل إلى عينيه الحمراوين، كقناعٍ من خشب مُعلّق على جدار مهجور.

"بالطبع. هناك الكثير من النبلاء.. بالإضافة إلى بعض العامة الاستثنائيين مثلك. الاختبار الذي سوف يحدث الآن قد يكون الأفضل."

كانت كلمة "الأفضل" تحمل في طياتها نكهة معدنية كرائحة الدم، نكهة مألوفة في هذا المكان.

بعيداً عنهم، (جوي) بالإضافة إلى (جيسيكا) كانوا ينظرون أيضاً إلى زملائهم في المكان.

(جيسيكا) تضحك، صوت ضحكتها يشبه رنين جرس بلوري في صمت المقبرة، صوتاً ينكسر على شواهد القبور.

وهي تعرف أن القتال سيكون هو جوهر الامتحان التالي، كالمعتاد في هذه الأكاديمية التي لا تعرف سوى لغة العنف.

المكان الذي يشبه حلبة القتال جعلها تحرك الهواء من حولها بدون وعي، طاقتها السحرية كانت تغلفها من الحماس.

والرياح كانها تخبرها أن تستعد للمتعة، كعاهرة تستعد لحفلة موسيقية.

كانت كالعاصفة تستعد للهبوب، عاصفة من الهراء والدمار.

علي عكس من ذلك، (جوي) كان أكثر هدوءاً. خناجره الاثنان موضوعان في مكانهما، باردان ومميتان كأنياب ثعبان نائم.

عيونه الحادة تراقب المكان بمعانٍ، كصقر يحسب حركات الفريسة من على بعد، صقر جائع في سماء مليئة بالفرائس السهلة.

بنفس الوقت، هو لا يترك مكان صديقته التي كانت متحمسة، بل يتنهد في الداخل، صوت تنهيدته خافت كحفيف أوراق الخريف الذابلة.

ويقول بنفسه: "أنا لا أشك بأن القتال سوف يكون جوهر الأمر، لكن هذه القدرات السحرية التي في المكان... الجميع ليس عادياً."

أشعر وكأن هناك عدداً كبيراً في الدرجة الثانية. صحيح أنهم منخفض المستوى، ولكن البعض ربما حتى في الدرجة العالية.

أياً كان ما سوف نواجه أنا و (جيسيكا)، سيكون غير عاديين بالتأكيد، كأننا في سيرك والجميع مهرجون مسلحون.

كانت أفكاره تدور كعجلة طاحونة في ليلة مظلمة، طحيناً من القلق والخوف.

ثم توقف عن التفكير للحظات بعد أن تذكر أحد الأسماء، كأن اسم ذلك الشخص كان شوكة في خاصرته، شوكة سميكة ومؤلمة.

"ما الذي يفعله ذلك الشخص من عائلة (فينيكس)؟ كنت أرغب بأن أذهب معه."

لقد كان يبدو وكأنه يعرف الكثير من الأشياء حول الاختبارات وطريقة النجاح فيها.. سحقاً!

كنت سأتمكن من التقاطه ولكن ذلك الضوء كان أسرع مني في بداية اختبار الغابة.. لكن هذا لا يهم الآن.

علي أن أركز على الذي يحدث الآن معي، كالفأر المحاصر الذي يفكر في الهروب من المتاهة.

ربما أهم شيء هو أنني لم أفقد سوى القليل من طاقتي السحرية. لدي حوالي 60% من الطاقة السحرية بعد القتال في الاختبارات السابقة.

فقدان ما يتجاوز الأربعين بالمئة من الطاقة السحرية أمر مهين بالنسبة لي، ولكن على الأقل (جيسيكا) لم تفقد أيضاً كثيراً من قوتها السحرية.

هذا هو الشيء الأفضل. كان يشعر كمن خسر كنزه لكنه وجد قطعة ذهب وحيدة في الوحل، وحلاً يعيساً في بحر من الخيبة.

بينما كان يفكر (جوي أندرسون) في هذه الأمور في عقله، كان يرصد أيضاً حركات الطلاب، سواء كانوا الذين يتحدثون مع بعضهم.

والذي كانوا أيضاً يرتدون ملابس النبلاء باللون الأحمر والخطوط الذهبية، أو العامة الذين يرتدون الملابس الزرقاء للخطوط الفضية.

كلهم داخل نطاق بصره، يركز أيضاً طاقته السحرية لكي يستمع إليهم. خططه دائماً جاهزة، ويفكر فيها في هذه اللحظات.

كقائد يحسب خطوات معركة لم تبدأ بعد، معركة قد تكون نهايتها موته.

خطوة.. خطوتان.. ثلاث.. وصل (كريستوفر) الذي كان بجانبي (ديكلين) المسير حتى توقفوا في مكان بعيد عن الطلاب ولا ينظر إليه الأشخاص عادة.

(ديكلين) وضع ظهره على الحائط، الحجر البارد يلامس ظهره كرفقة قديمة، رفيقاً وفياً في عالم من الخيانة.

بينما (كريستوفر) قد كان يبتسم وهو يفعل نفس الشيء، لكن ابتسامته كانت كالقناع على وجه من خشب، قناعاً رخيصاً يخفي تحته مجرماً.

(كريستوفر) وهو يأخذ نفساً هادئاً، كمن يستنشق عبير زهرة سامة، زهرة جميلة تقتل ببطء.

"ياه.. يبدو.. أن وعدنا بجولة أخرى لن يأخذ الكثير من الوقت قبل أن يتحقق، أيها القاتل."

كان السبب الذي يجعل (كريستوفر) ينادي (ديكلين) بالقاتل هو أسلوبه السريع وتقنيته الخناجر المظلمة، بالإضافة إلى أسلوبه السريع وهجماته الذي تأتي دائماً من الظهر.

طريقة مناسبة للقاتل لكي يقتل خصومه بدقة وسرعة، كسكين في ظلام الليل.

كانت كلمة "القاتل" تتدلى بينهما كجثة مشنوقة، جثة تنتظر الدفن.

ابتسم (ديكلين) وكأنه شعر بالمديح من اللقب، وقال، "أنت محق. سيكون أمراً مذهلاً أن أقوم بقطع رقبتك إذا سمحوا لي في هذا الاختبار."

أنت تعرف، أشعر بالحماس حينما يكون الهدف الذي أنتظره داخل نطاق خطتي وضربتي المحكمة."

مع أنه كان يقول ذلك بهدوء هائل، إلا أن الصوت ونبرة الأمر كان تهديداً واضحاً، كصوت سكين تُشحذ على حجر، صوتاً يقطع الهواء.

لكن (كريستوفر) تعامل مع هذا التهديد بحماس، كمن يستقبل مهرجاناً في أرض مقفرة، مهرجاناً للموت والدم.

"بالتأكيد. أنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر. أريد أن أرى كيف سوف يقطع سيفي جسدك إلى نصفين."

الوعد بينهما كان سريعاً جداً، بينما كان ينظران إلى الطلاب الآخرين، كان هناك ابتسامة هادئة ترتسم على وجوه الاثنان.

بالإضافة إلى وعد القتال المشترك، كرقصة موت تم الاتفاق على خطواتها، رقصة لن ينجو منها أي منهما.

الطلاب نظروا إلى فوق، لأن هناك شاشة بدأت بظهور. ضوء الشاشة، أبيض ساحر ومخادع، جذب أنظار الجميع.

الطلاب، بمن فيهم العامة والنبلاء، بدأوا بالتحدث، همساتهم تتحول إلى دويّ كالنحل الغاضب، نحلاً بلا ملكة في خلية محطمة.

"قد حان الوقت! سوف يخبروننا الأساتذة بموضوع الامتحان. أنا مستعد لكي أقاتل بكل ما في وسعي!"

كان هذا صوت طالب متحمس يصرخ بجانب جميع الطلاب الآخرين، صوته يرتفع كصافرة قاطرة في ليلة صامتة، صافرة لا تجلب سوى الخراب.

صوت ساخر من بعيد، وكان خاص بنبيل، "نعم، أنت كذلك أيها العامي. سوف تكون مجرد شخص عادي، بينما أريهم قدراتي."

صوت ذلك الشاب النبيل كان مليئاً بالغطرسة، واضحاً للجميع من سمعه في هذه اللحظة، كرائحة العفن الفاخرة، عفن النبلاء المتكبرين.

استمرت هذه الأصوات بالارتفاع شيئاً فشيئاً. بعض الأشخاص كانوا ينتبهون، البعض الآخر كان يتصرف بلا مبالاة.

هذه المجموعة من الأشياء كانت تنتشر بين الباقين، كعدوى غير مرئية، حتى أوقفهم صوت من الشاشة.

الشكل الذي ظهر على الشاشة كان شكله رجل، شعره أحمر كالنار المتوهجة، وبشرته بيضاء كالرخام البارد.

يبدو في العشرينات وقريب من الثلاثينيات أيضاً. كانت ملامح وجهه جادة، ولم يكن هناك ابتسامة على وجهه، فقط تحليل بارد.

كانت عيونه بنية غامقة تحدق بالطلاب، والهالة التي أطلقها جعلت جميع الطلاب يصمتون مباشرة، وينصتون إلى الصوت.

كأن حبلاً خفيّاً شدّ أعناقهم نحو الأعلى، حبلاً من الخوف والرهبة.

بنفس الوقت، كان (البرت) و (جيسيكا) و (كريستوفر) و (جوي) و (ليانور) و (جيلان) وبعض الطلاب الذي كانوا أيضاً ينظرون إلى الأعلى قد صمتوا مباشرة.

وأرادوا سماع الكلمات القادمة، كمساجين ينتظرون حكم الإعدام.

كنا مندهشين بوصولكم إلى هذا المستوى. عددكم الكبير قد جعلني أشعر بالفخر لانضمامكم إلى الأكاديمية (توتنهام).

كان صوتاً هادئاً يختبهم أنه سعيد بانضمامهم، بارداً بكل معنى الكلمة. الكلمة بدا وكأنه كان يقول ذلك فقط لأجل الرسمية.

وليس لأنه كان يعني ذلك، كرسالة محفوظة تُقرأ على الموتى، رسالة لا معنى لها.

لكن... صوته توقف فجأة، وكان صوته قد تغير فجأة لكي يصبح أكثر عمقاً، كالهاوية تتكلم، هاوية الأكاديمية التي لا قاع لها.

الانضمام إلى أكاديميتنا يفوق هذا المستوى بكثير. تحتاجون لإطلاق إمكانية أكبر من هذا، لكي تحصلوا على الفرصة الانضمام إلى هذه الأكاديمية.

إلى هذا المكان الذي سوف يقودكم إلى المستوى التالي، أو إلى الجحيم، يعرف؟

ببساطة، كان الصوت يخبرهم أنهم ليسوا كافيين، حتى بعد إظهارهم كل هذه القدرات في الاختبارات السابقة.

وأن عليهم إظهار مستويات أقوى إذا أرادوا الانضمام، كالكلاب المدربة التي يجب أن تقفز أعلى.

فهم الجميع هذه الرسالة. بعضهم كان ينظر باستخفاف، بينما الآخر كان يبتسم بتحدٍ للاختبارات القادمة.

لكن بعضهم قد تراجع، ونظر إلى الأسفل، وشد قبضتيه، حتى أن العظام ابيضت تحت الجلد، عظاماً تحمل أحلاماً محطمة.

بعد ذلك، أشار (ديلان) بيده، وظهرت أسماء الطلاب، من أسماء عدد كبير منها، بما فيهم النبلاء الذين كانوا هنا والعامة.

جميعهم كانوا ينظرون إلى هذه الأسماء، وأمام الأسماء كان هناك عدد كبير مكتوب تحته نقاط. الأرقام تومض كعيون شيطان في الظلام، عيوناً تراقبهم وتستهزئ بهم.

معظم الطلاب لم يفهموا معنى هذه النقاط، ولكن الأذكياء من الطلاب فقد فهموا، لكنهم لم يستطيعوا تحديد كيف تم قياس هذه النقاط بالتحديد.

في النهاية، بالاختبار السابق، كان الهدف هزيمة طلاب آخرين في قتالات والحصول على النقاط منهم.

ولكن بفضل انتهاء الامتحان السريع، لم يحصل على الكثير من تلك النقاط، بل لم يحصل على الأقل عدد كبير منهم على أي نقطة.

كان الأمر كمن ذهب لصيد السمك فوجد الحوض قد جف، جفافاً تاماً.

بما أنكم الآن تروا شاشة النقاط، بالإضافة إلى الأسماء، الآن سوف أخبركم بما هو الامتحان الأخير بالنسبة لكم..

بعضكم الذي لم يفهم الأمر، نعم، هذا هو الامتحان الأخير بالنسبة لكم جميعاً، الأخير في حياتكم ربما.

(البرت) بالإضافة إلى بقية الشخصيات الرئيسية، وهم يسمعون كلام الأستاذ (ديلان)، ازدادت عيونهم تلقاً.

بنفس الوقت، بكلمات الأستاذ الذي ظهرت، فهموا أن الاختبار الأخير الذي سوف يظهر سوف يعتمد على النقاط التي تم جمعها.

صحيح أن معظمهم أيضاً قد حصل على نقاط، إلا أنها لم تكن كثيرة. لذلك كانوا سعداء بنظر إلى نتائج، أرادوا أن يعرف من هو صاحب المرتبة الأولى.

نظراتهم تتقافز كالضفادع على أسماء الشاشة، ضفادع في بركة مليئة بالتماسيح.

لم يتأخر (ديلان) على الشاشة، حيث أظهر الاسم الذي كان في الهواء، والذي جعل معظم الطلاب الذين لم يروا صورة الشاب الذي كان على الشاشة أبداً يصابون بالذهول.

بينما بعضهم الذين كانوا يعرفون الشاب، سواء من لحظات من هذا الامتحان منذ دخولهم إلى أكاديمية (توتنهام)، أو من خارج الأكاديمية، أو من الإشاعات، تمكن من قراءة الاسم الذي كان أسفل صورة الطالب.

شعر أشقر، عيون زرقاء، ملامح حادة، وزاوية الفك الممتازة. يمكن لأي شخص أن يميز هذا الشاب على أنه وسيم.

كان هناك نظرة احتقار في عينيه، وكأنه لم يرى أي شخص مكافئاً له أبداً. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك عبوساً قاتلاً مرسوماً على وجهه بكل دقة.

وكأنه لم يضحك أو يبتسم من قبل. إضافة إلى ذلك، كان يرفع دائماً كتفيه إلى الأعلى مع صدره، والذي جعله مليئاً بالكبرياء.

سواء كانوا العامة أو بعض النبلاء الذين رأوا الصورة قد أصيبوا بالانبهار للحظات من الشخص الذي أمامهم.

كأنهم يشاهدون تمثالاً إلهياً نزل من عليائه، تمثالاً متكبراً ومملوءاً بالغطرسة.

(البرت): "ليس هذا هو الشخص الذي قام بإنهاء الاختبار الذي كنا نواجه فيه الغوريلات داخل الغابة."

لم يكن سؤالاً، بل كان مجرد شكلي من أشكال التساؤل، الفضول فقط. لم يكن هناك تعبير على وجه (البرت).

إلا أنه شعر بطريقة ما أن الشاب الذي على الصورة سيكون مزعجاً جداً بالنسبة له في المستقبل، كشوكة في خاصرة التاريخ.

"أنت محق. إنه من عائلتي (فينيكس). إنه من أحد المراكيز العشرين. عائلة (فينيكس) مؤثرة جداً، ويمتلكون سلالة الدم الخاصة بالفينكس، طائر العنقاء، الذي يمتلك الكثير من القدرات الأسطورية."

كان صوت المديح الذي يخرج من فم (نيفر) لم يكن عادياً، لكن بنفس الوقت، كانت عيونه الحمراء المرفوعة إلى الشاشة تبتسم.

بينما كانت قبضته تحكم على السيف الذي كان على خصره، كأنه يستعد لقطع رأس الأسطورة نفسها، أسطورة النبلاء المتغطرسين.

من كانت هي؟ إنها (ليانور). وقفت بجانب مجموعة كبيرة من الطلاب الذين لم يتمكنوا من التعرف عليها لأنها تستخدم قدرتها للابتعاد.

بجانبها كان (جيلان) ينظر، وعينه ترتجف.. لكنها استطاعت تحديد أنه لم يكن غاضباً، بل متفاجئاً، مرتبكاً، مشاعر لن تستطيع توقعها.

لكن حتى هي لم تستطع إلا أن تنظر إلى الصورة بنفس المشاعر. لقد التقت بهذا الشاب لأول مرة في الصحراء، والآن هي تنظر إليه وهي تسمع أنه صاحب المرتبة الأولى.

"هذا مستحيل." تمتمة (جيلان) بجانبها، لم تستطع أن تعرف ما الذي هو مستحيل. المعلومات التي حصلت عليها من هذه اللحظات أثناء مشيهم في الصحراء.

هي وصاحب الصورة، أكدت لها بشكل كبير قدراته الاستثنائية. حتى أنها أرادت أن تقوم باتباعه حتى تستفيد من معلوماته.

لكنه تمكن بطريقة ما من الابتعاد بسرعة لدرجة أنها لم تستطع اتباعه، كالشبح الذي يذوب في ضوء النهار، شبحاً لا يُمسك.

"ليس عليك أن تتفاجئ." أرادت أن تقول ذلك، لكنها احتفظت بكلماتها، لأنها شعرت بأن الهالة التي كانت بجانب (جيلان) كانت ترتفع ببطء.

مع عيونه الخضراء التي كانت تصدر إشارات متصاعدة. ولكن أخيراً، اختفى كل تلك المشاعر، وكأنها كانت سراباً.

لتحل مكانها ابتسامة ماكرة باردة، قبل أن يقول: "مثير للاهتمام، أيها الجبان الصغير. لقد أصبحت مختلفاً كثيراً عن وقت ما كنا أطفالاً، يا (أستر)."

يبدو أنك أصبحت مختلفاً كثيراً .." لكنه توقف، وقال بشكل أكثر جدية، "حينما سوف ألتقي بك هذه المرة، سوف أتأكد من اختبار هذا التطور الذي حصلت عليه."

كانت كلماته وعوداً مسموعة بالدم، وعوداً لن تذهب سدى.

العودة إلى الشاشة التي أظهرت صورة (أستر دي فينيكس)، كان (ديلان) ينتظر الجميع لكي ينتبهوا إلى الصورة.

شيئاً فشيئاً، بدأ الطلاب يعرفون الاسم، حيث انتشر بهمسات بطيئة بين الطلاب. جميعهم أصبحوا يعرفون اسم (أستر دي فينيكس).

وأنه من عائلة (فينيكس). الاسم يتدلى في الهواء كرائحة المسك والدم، رائحة النبلاء والموت.

امتحانكم بسيط. سوف يكون عليكم مقاتلته، صاحب المرتبة الأولى الموجود في هذه الصورة. لا يهم المراتب الأخرى.

لأنه بالنسبة إلى الأكاديمية، نحن لا نركز سوى على المرتبة الأولى، كالعادة في هذه الأكاديمية المتغطرسة.

بالنسبة إلى الشخصيات الرئيسية التي سمعت ذلك، اختفت ابتساماتهم، وحل معها رغبة كبيرة بتغيير هذا الكلام الذي قاله (ديلان).

لكنهم جميعاً كانوا صامتين، كتماثيل في معبد مهجور، تماثيل لا حول لها ولا قوة.

هدفكم الوحيد، لمدة ساعة كاملة، ابتداء من الآن بعد أن يتم نقلكم، هو البحث عن صاحب الصورة وهزيمته، والحصول على وسامه النبيل..

يمكنكم أن تتعاونوا، ويمكنكم أن تقاتلوا بمفردكم. لا يهم. الذي يحصل على هذا الوسام، سوف يكون له الحق بأن يضاف اسمه إلى سجل أفضل الطلاب في أكاديمية (توتنهام).

بالإضافة إلى ذلك، سيكون له الحق بالحصول على الدعم من الدرجة الأولى من الأكاديمية، سواء بالتقنيات أو البوابات أو حتى بالتدريب الخاص.

حيث سوف يحصل على امتيازات كاملة. بينما إذا لم تستطيعوا أنتم القيام بذلك، فهذا يعني النهاية بالنسبة لكم.

سوف يتم إخراج جميع الطلاب حتى يتبقى 50 طالباً منكم بشكل عشوائي. انتهى من قول كلماته، واختفت الشاشة.

في الثانية التالية، انتقل كل الطلاب إلى بيئة حصرية، عبارة غابات واسعة. كانوا جميعاً مصطفين فوق أحد الجبال.

ينظرون إلى الغابة الخلابة أسفلهم، التي بدت كفم وحش أخضر ينتظر فريسته، وحشاً جائعاً لا يرحم.

المهمة: هزيمة الطالب صاحب المرتبة الأولى. المكافأة: قبول جميع الطلاب للانضمام إلى أكاديمية (توتنهام).

الفشل بإنجاز المهمة: سوف يتم إقصاء الـ 250 طالباً بشكل عشوائي، حيث لا يهم صاحب المرتبة الثانية بعد الآن.

لأنه يمكن أن يخسر أيضاً فرصته بالانضمام للأكاديمية. سوف يتم إقصاء الطلاب بعد نهاية الساعة بشكل عشوائي.

هكذا، تم ظهور عداد في السماء، يشير إلى ساعة واحدة، ويبدأ بالتحرك، ثانية تلو الأخرى.

دقات القلب تصبح أصداء للعدّ التنازلي، عدّاً تنازلياً لحياتهم في هذه الأكاديمية المجنونة

---

نهاية الفصل الثلاثون

---

📜 رسالة الكاتب (الفاقد لأعصابه قليلاً) إلى القرّاء بعد "الفصل الثلاثون: ساعة الصيد"

أعزائي المتابعين… أو كما أحب أن أسميكم: الأشخاص الذين يستمتعون بمشاهدة شخصيتي وهي تحترق ببطء داخل فوضى سحرية من صنع يدي.

مرحباً بكم مجدداً في فصلي الجديد، أو كما أسميه شخصياً: “الفصل الذي قرر فيه الجميع أن يطاردوا البطل بدل أن يراجعوا امتحان التاريخ.”

نعم، لقد وصلنا إلى النقطة التي تحولت فيها الأكاديمية السحرية إلى برنامج نجاة على طريقة:

"اقتل زميلك لتنجح!"

أوه، واسمحوا لي أن أطمئنكم: لا، لم أفقد عقلي تماماً بعد…

لكن بعد كتابة هذا الفصل، أعتقد أنني أستطيع سماع أصوات البلورات السحرية تهمس لي في الليل قائلة:

"لقد تجاوزت الحدود، يا مؤلف."

أعني، فكروا معي لحظة — مئات الطلاب، ساعة في السماء، وكلهم يتسابقون ليصطادوا أستر...

ولا أحد منهم تساءل:

> "هل هذا الشيء قانوني أصلاً؟!"

أو "أين لجنة حقوق الطلاب؟!"

لكن لا بأس… طالما أن هناك دماء، توتر، وابتسامات باردة، فأنتم راضون، أليس كذلك يا عُشّاق الكارثة؟ 😌

المهم —

قبل أن تغلقوا الصفحة، أريد أن أسألكم سؤالاً وجودياً صغيراً:

لو كنتم داخل هذا الامتحان… هل كنتم ستطاردون أستر؟

أم تختبئون خلف شجرة تكتبون ملاحظات نقدية حول مستوى القتال؟ 🤔

جاوبوني في التعليقات، أو على الأقل أرسلوا لي تعويذة تعينني على البقاء عاقلاً حتى الفصل القادم.

لأن القادم؟

القادم سيكون أكثر فوضى مما تتخيلون…

(وأكثر مما يحتمله قهوتي أيضاً). ☕💀

حتى ذلك الحين،

ابقوا على قيد الحياة… أو على الأقل، أبقوا على قيد القراءة.

— الكاتب الذي يبتسم رغم أنه يعلم أن الجميع سيحاول قتل بطله في الفصل القادم.

2025/11/08 · 60 مشاهدة · 2735 كلمة
ONE FOR ME
نادي الروايات - 2025