──────────────────────────
🌷 الفصل الأول -
──────────────────────────
"اغربي عن وجهي."
شتمتني الطفلة التي كانت غاضبة وتكافح باستماتة بمجرد أن أنزلتها من بين ذراعي.
ريبيكا بيتري.
لقد كان هذا هو اسم الطفلة التي كانت تشتمني علانية دون خجل.
بسبب كلماتها هذه، قد يتساءل المرء عما إذا كان هذا الكلام يخرج حقاً من فم فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات فقط.
لكن تصرفها هذا منطقي، فبعد كل شيء، هذه الفتاة الصغيرة هي الشريرة المستقبلية في هذه الرواية.
سوف تسمم ريبيكا البطلة التي سوف تصبح ولية العهد.
وأنا ...
كنتُ زوجة الأب الثالثة لهذه الطفلة، ليونا سيلين.
"لقد قلتُ لكِ بأن تغربي عن وجهي!"
"نعم يا ريري، ولكن يجب عليكِ أن تأكلي طعامكِ أولاً. سوف أغرب عن وجهكِ فقط بعد أن تأكلي، لذا تناولي طعامكِ، حسنًا؟"
لقد كنتُ أتصرف هكذا لأن هذه الطفلة قالت أنها لا تريد أن تأكل.
لقد كانت هذه الطفلة فتاة نبيلة من عائلة قوية، لذلك كان عليّ تهدئتها رغم طباعها الصعبة بما أنني زوجة أبيها.
وبفضل هذا، أصبحتُ أشعر وكأنني في حالة حرب كل يوم.
من هذا الذي قال أن وجود طفل في حياة المرء أمر رائع؟
إلى حد ما، يمكنني أن أتفق مع ذلك، لكن ريري استثناء.
بينما كنتُ أحاول كتم غضبي المكبوت، لم تستطع ريري تحمل غضبها وبدأت في رمي الأشياء عليّ.
'لحسن الحظ، لا يوجد شيء خطير في هذه الغرفة.'
لقد شعرتُ بالارتياح للحظة لأنني اعتقدتُ أنه لم يكن هناك أي شيء خطير بما يكفي لأتعرض للأذى، ولكن ...
ضربني شيء ما على وجهي مباشرة.
تاك-!
"آرغغ."
تأوّهتُ بسبب الألم غير المتوقع الذي شعرتُ به في جبهتي فجأة، وسقطت قطعة ألعاب خشبية تحت قدمي ثم تدحرجت بعيداً.
لقد كنتُ قد أزلتُ كل الأشياء الخطرة من هذه الغرفة سابقاً، لكن يبدو انني قد أغفلتُ هذه القطعة الخشبية بطريقة ما.
لم أستطع حتى أن أشعر بالألم بسبب حيرتي.
في البداية، اعتقدتُ أنني بخير ...
لكن في اللحظة التالية، تسرب شيء ما على وجهي بينما شعرتُ ان جبهتي كانت تنبض بالحرارة.
'إنه ليس دمًا، أليس كذلك؟'
عندما مسحتُ جبهتي بيدي، لطخ الدم الدافئ كل يدي.
"....."
إنه دم أحمر.
للحظة، تساءلتُ عمّا إذا كنتُ أحلم.
في ذلك الوقت، ركضت ريري المرعوبة نحوي بشكل متأخر.
"د- دم...! لـ-لهذا السبب قلتُ لكِ أن تغربي عن وجهي!"
إنها لم تعتذر مني حتى.
عليها اللعنة.
زوجة الأب أو زوجة البطيخ، هذا لا يهم!!
هل أتخلى عن كل شيء وأصفعها بقسوة قبل أن أهرب من هذا المكان؟
مسحتُ جبهتي بيدي دون أن أفكر حتى في استعمال منديلي لأنني كنتُ في حالة ذهول.
لقد كان هناك الكثير من الدم على وجهي لدرجة أنه حتى لو قمتُ بمسحه، ظل الدم يسيل على يدي.
لقد كان المنظر مروعًا جدًا.
عندها اقتربت ريري مني.
"ألن تغضبي مني؟"
"…ماذا؟"
"لماذا أنتِ لستِ غاضبة!"
أنا من يجب أن يغضب، لكن لماذا تصرخ هذه الصغيرة في وجهي هكذا؟
لا تقلقي بشأن ذلك يا ريري.
أنا على وشك أن أغضب يا صغيرتي.
ماذا يجب أن أفعل بكِ؟
هل سوف أشعر بتحسن إذا أخذتكِ إلى مكان معزول وضربتكِ على مؤخرتكِ؟
"... لماذا أنتِ لستِ غاضبة. لماذا؟!!"
"هذا..."
لأنني أريد أن أضربكِ، وليس أن أصرخ عليكِ.
لقد كنتُ أفكر في هذا أكثر من مائة مرة بالفعل.
أعتقد أن الأشخاص في هذه العائلة قد دلّلوكِ كثيرًا.
إذا ضربتُ مؤخرتكِ 100 مرة، هل سوف تتأدبين؟
وبينما كنتُ منغمسة في أفكاري، سُمِع صوت فتح الباب في المكان، ومعه كان هناك صوت غير مألوف.
"…إنها المرة الأولى. أنتِ أول من لا يغضب من تصرفات الطفلة."
"عفواً؟"
عند سماع صوت الرجل الصارم، رفعتُ رأسي على عجل.
لقد كان هذا الرجل هو والد ريري، رئيس السوق السوداء، والدوق إيان بيتري.
"هل تحاولين تربية الطفلة بالحب بغض النظر عما تفعله؟"
سرت القشعريرة في جسدي بسبب كلمات الرجل الصارمة.
"جلالتك، هذا ليس ما كنتُ ..."
في اللحظة التي تصلبتُ فيها بسبب نظرته الصامتة، اقتربت مني ريبيكا.
"يا هذه …"
"هاه…؟"
فقط انتظري يا ريري.
سوف أضربكِ بشكل لائق في وقت لاحق.
لكن بشكل غير متوقع، سحبت ريري حافة ملابسي نحوها.
"... لم أقصد ذلك. أنا آسفة…"
ماذا؟
هل أنا أحلم؟
على عكس توقعاتي بأنها سوف تشتمني مجدداً وتصرخ في وجهي، اندفعت ريري نحوي والدموع تتدفق من عينيها اللتان تشبهان الياقوت.
ما خطبها فجأة؟
"إنها تتصرف بشكل مختلف قليلاً ..."
حتى الدوق كان غريباً أيضاً.
مهلا، هذا ليس كل شيء!
لقد بدأت الأمور تأخذ منحى غريب للغاية.
كيف يمكنها أن تتأسف ...؟
لقد كانت بداية كل هذه القصة منذ 15 يوماً مضت.
***
كلوب_ كلوب
استيقظتُ من نومي على صوت تحرك حذوات الحصان.
"أين أنا؟!"
"…عن ماذا تتحدثين؟"
رفعتُ رأسي على عجل عند سماع صوت رجل غير مألوف.
كان الرجل الذي يُضيّق عينيه في ريبة وسيمًا بشكل لا يصدق، وسيم بما يكفي ليتركني عاجزة عن الكلام للحظات.
كان مظهره رائعًا للغاية لدرجة أنه لن يكون من المبالغة القول أنه تمثال يوناني قديم لأحد آلهة الجمال.
لقد كانت تبدو وكأن هناك هالة خفية تشرق خلفه، وكان شعره يوازي صفاء سماء الليل الحالك وعيناه تشبهان أجود أنواع الياقوت.
حتى وجهه الخالي من التعابير كان مثاليًا.
"آه…"
"ليس عليكِ أن تكوني متوترة. على أية حال، هل يمكنكِ التوقيع على وثيقة الإنتقال الخاصة بك؟"
بعد سماع الصوت غير المألوف مرة أخرى، انتظمت الأفكار في رأسي.
'أنا ... ميتة بالفعل.'
لقد متتُ بسبب حادث سيارة.
لقد كنتُ أعيش في العصر الحديث، وبينما كنتُ أطارد طفلة صغيرة كما لو أنني كنتُ ممسوسة من شيء ما، دهستني سيارة فجأة.
وعندما فتحتُ عيني، وجدتُ نفسي هنا بالفعل.
والأسوأ من ذلك أن هذا المكان لم يكن في العصر الحديث.
لقد وجدتُ نفسي فجأة أركب العربة بعدما أصبحتُ امرأة تدعى ليونا سيلين تعيش في هذا العصر.
"إلى ماذا تنظرين؟"
كانت عيون الرجل الحمراء تُمعن النظر فيّ.
"…لا شئ."
"... ليونا سيلين. من الآن فصاعداً، لديكِ مهمة واحدة للقيام بها. لذلك اجمعي شتات نفسكِ ولا تتشتتي بأمور تافهة."
عند هذه الكلمات، تبخرت كل آرائي الإيجابية حول ذلك الرجل على الفور.
لقد استحوذتُ على هذا الجسد للتو كما تعلم، ألا يمكنكَ أن تكون مراعياً قليلاً؟
'أنا ليونا.'
بمجرد أن فتحتُ عيني، تذكرتُ ذكريات ليونا.
لقد كنتُ أستطيع أن أتذكر كل ذكرياتها التي عاشتها طوال حياتها، دون أن تفوتني حتى أصغر التفاصيل.
وتذكرتُ بوضوح كبير الجزء الذي باعها فيه والدها كعاهرة بأعلى سعر أيضًا.
لذلك لم يهتم أبداً عندما قام ببيعها للدوق الذي قدّم عرضاً سخياً أكثر من دار الدعارة.
باعت تلك العائلة المادية ليونا، لكن ليونا وافقت على ذلك أيضًا.
لقد قامت بذلك لأن العيش في ذلك المنزل كان مثل الجحيم على أي حال.
بدلاً من ذلك، قد تتحسن حياة ليونا الآن بعد أن تم بيعها للترفيه عن الدوق ليلاً.
لكن ليونا، والتي أصبحت أنا، لن تذهب إلى الدوقية للقيام بهذا النوع من الأعمال.
لقد كنتُ أسير مباشرة إلى الجحيم.
أنا حالياً داخل رواية، وعائلة الدوق إيان بيتري، الذي اشتراني، كانت عائلة شريرة لا يُمكن إصلاحها، حيث كان يسكن وحش بداخل جدران قصرها.
***
لم يكن هناك مزيد من التوضيح.
بمجرد أن توقفت العربة، أخذني الدوق إلى الداخل، ثم أخذني إلى غرفة تبدو وكأنها غرفة المعيشة ونادى على ابنته.
بعد فترة وجيزة، دخلت طفلة لم تختلف عن توقعاتي قيد أنملة إلى غرفة المعيشة.
شعر أسود و عيون حمراء.
خدود منفوخة بغضب وكأنها ترى كل شيء مزعجًا للغاية.
ريبيكا بيتري.
إنها شريرة هذه الرواية.
بمجرد أن فكرتُ في هذا، فتحت الطفلة فمها.
"ما هذا الشيء الذي أحضرته اليوم؟"
عبست الطفلة التي كانت متشبثة بخصر الدوق في وجهي.
"ألن تقومي بتحيتها؟"
بينما كنتُ أُحدّق في الطفلة، رن صوت الدوق غير المريح في أذني مرة أخرى.
هذا صحيح، يجب أن أحييها بلباقة.
كافحتُ لإخفاء ارتعاش جسدي ولوحتُ بيدي للطفلة.
"…مرحباً."
"هل قلتِ للتو 'مرحباً'؟ اغربي عن وجهي."
أول شيء سمعته من هذا الوحش الصغير فور لقائنا هو عبارة "اغربي عن وجهي".
تخيلتُ فجأة أنه قد يكون من الأفضل لو أنني أتيتُ للترفيه عن الدوق ليلاً، تمامًا كما كانت تعتقد ليونا الأصلية.
لكنني كنتُ أعرف هذه الرواية جيداً، ناهيك عن نهاية هذين الشخصين اللذان كانا أمامي الآن.
ربما لأنه افترض أن التحية قد انتهت، بدأ الدوق يداعب رأس الطفلة بينما ينظر إليّ.
"ما ستفعليه منذ الآن هو أنكِ سوف تصبحين زوجة أب هذه الطفلة."
بناءً على كلمات الدوق، فتحتُ فمي بعناية.
"بالمناسبة ... كما تعلم ... أود أن أسألكَ عن شيء ما ..."
"ماذا؟"
"ما هو رقمي؟ أنا أقصد كزوجة أب لها، هل أنا الأولى أم الثانية أم الثالثة أم الرابع ...الخ."
ربما كان هذا سؤالاً غير متوقع، لكن، بالنسبة للدوق، بدا وكأنه سؤال عادي للغاية حيث أنه فتح عينيه قليلاً فقط دون أي تغيير في تعابير وجهه.
لكن بالنسبة لي، كان هذا سؤالًا مهمًا للغاية.
لقد أصيبت زوجة أب ريبيكا الثالثة بالشلل بسبب تصرفات تلك المشاكسة الصغيرة.
'من فضلكَ يا إلهي، لا تدعني أكون الثالثة.'
"هذا سؤال غير معتاد. هل أنتِ فضولية بشأن هذا؟ لا بد من أنكِ قد لاحظتِ أنكِ لستِ الأولى."
"نعم. إذًا … ما هو رقمي؟”
عبس الدوق عند استفساري للمرة الثانية.
"أنتِ الثالثة."
للحظة، أصبحت عيناي غائمة وشعرتُ وكأنني سوف أفقد الوعي.
هل هذا هو الشعور الذي يشعر به الناس عندما تنهار السماء فوق رؤوسهم؟
أنا الثالثة ...
لقد كان الإله قاسيًا جدًا معي ومع ليونا.
عندها عبست ريبيكا، التي كانت ملتصقة بالدوق مثل الزيز الصغير.
"ماذا؟ هل دعوتني إلى هنا لهذا السبب فقط؟"
"اعتقدتُ أنه يجب عليكِ أن تلقي التحية."
"هذا مزعج! هذا ليس ممتعاً على الإطلاق. أنا ذاهبة من هنا."
"بالتأكيد، لقد ألقيتِ التحية، لذلك أنتِ تستطيعين الذهاب."
"لن أذهب لأنكَ سمحتَ لي بالذهاب يا بابا! سوف أذهب لأنني أنا أريد ذلك!"
ريبيكا، التي أصيبت بنوبة غضب فجأة وبدأت تصرخ بكل جوارحها، حدقت في وجهي بعيون منزعجة.
"حسناً."
خرجت ريبيكا من الغرفة بصوت خطوات عالٍ، معبرة بوضوح عن استيائها تجاهي.
في الواقع، أنا لا أحبكِ أيضًا.
أنا أكرهكِ بما فيه الكفاية لدرجة أنني أريد أن أهرب منكِ.
'كما هو متوقع من شريرة العائلة المظلمة التي لا يمكن تغييرها. نعم، أنا أريد بالتأكيد أن أهرب من هنا.'
كان الجو في الغرفة بارداً كما لو أنها كانت مغمورة تحت بحيرة ماء متجمدة، لذلك حاولتُ التهرب من أنظار الدوق الباردة.
ولكن بعد ذلك ...
"دعينا نذهب."
"إ- إلى أين؟"
"لماذا لديكِ رد فعل كهذا؟ هل تظنين أنني قد آخذكِ إلى مكان غريب؟"
نعم، بالضبط.
لقد كنتُ أعرف فقط مستقبل هذه العائلة، لكنني لم أكن أعرف ما كان يحدث داخل هذا القصر في الماضي.
تم وصف ريبيكا في الرواية بشكل خاص لأنها كانت من نفس جيل الشخصيات الرئيسية، ولكن لم يكن هناك الكثير من الأوصاف للأجيال الأخرى.
لذلك بالطبع، لم يكن هناك أي وصف للدوق أو طباعه، لذلك أصبحتُ قلقة بشأن نواياه.
'هل سوف يقتلني فقط لأن الطفلة مستاءة مني؟'
أصبحتُ أكثر خوفًا من الدوق لأنني لم أعرف ما الذي حدث لزوجة الأب الأولى والثانية.
حتى الشائعات حول الدوق في ذكريات ليونا كانت مروعة.
[الدوق يقوم بتجارب وحشية على البشر.]
[هناك العديد من الحالات التي اختفت فيها الخادمات والخدم بشكل مفاجئ من القصر دون أي أثر.]
'أنتَ لا تعرف أبداً كم أن حياتي ثمينة ...'
في العصر الحديث، متتُ بشكل تافه، لذلك لم أكن أريد أن أموت بشكل سخيف هنا أيضاً.
ولهذا السبب ترددتُ في اللحاق بالدوق وابتعدتُ عنه قدر استطاعتي.
"ليس لدي أي نية لأخذكِ إلى أي مكان غريب ولا حتى أن ضربكِ، لذلك اتبعيني."
"آه. هل تتوقع مني أن أصدق ذلك؟"
"هل حقاً تعتقدين أنني قد أفعل شيئًا كهذا لكِ؟"
"نعم."
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────