──────────────────────────
🌷 الفصل الثاني -
──────────────────────────
أومأتُ برأسي بلا مبالاة.
لهذا على المرء أن يكون لطيفًا أثناء حياته، وإلا ظن الجميع السوء به.
"…أنا لستُ من هذا النوع من الأشخاص."
"هذا مريح."
كان الدوق يشعر بالاستياء إلى حد ما من إجابتي لذلك قطب حاجبيه، لكنني تبعته كما لو أنني لم ألاحظ عبوسه.
خطوة_ خطوة_
تردد صوت خطواتنا في الردهة الطويلة.
بينما لم نكن نسمع سوى صوت صدى خطواتنا وأنفاسنا لفترة طويلة، كسر الدوق الصمت بيننا مرة أخرى.
"لكن .... هل اعتقدتِ حقًا أنني قد أفعل شيئاً سيئاً بكِ؟"
تكلم الدوق الذي كان يسبقني ببضع خطوات للأمام بصوت مضطرب قليلاً كما لو أنه لم يفكر في نفسه بهذه الطريقة من قبل.
'أفكاري حولكَ أسوأ مما تعتقد.'
صككتُ أسناني بينما كنتُ خلف ظهره، لذلك لم يلاحظ الدوق أي شي.
"لماذا لا تجيبين؟"
بينما كنتُ أشتمه داخليًا، فتحتُ فمي لأجيب على سؤاله.
"هذا .... هذا بسبب الشائعات."
من المستحيل أن أخبره أن أفكاري حوله أسوأ من فضلات الكلاب.
حياتي ثمينة-!
"الشائعات، هاه؟ لا تُصدّقي أي شيء مما يُقال. الشائعات يصنعها أشخاص حمقى يريدون جرّ الآخرين إلى القاع فقط لإرضاء أنفسهم وعقدة النقص التي لديهم."
بدت عيون الدوق الحادة غير مرتاحة للغاية.
لقد بدا كما لو أنه سوف يُصاب بنوبة صرع بمجرد تذكره الإشاعات التي تدور حوله.
أخذ الدوق، الذي بدا مستاءً للغاية من كلماتي، زمام المبادرة مجدداً واستمر في المشي قدماً.
مثل الكلب الذي يتبع سيده، تبعته بإخلاص من الخلف.
لكنني اندهشتُ من أن كل خادم التقينا به طوال الطريق لم يهتم بي وتجاهلني تماماً.
'حسنًا، لقد أتت زوجتا أب من قبل إلى هذا القصر، لذا لا بد من أنهم يظنون أنني سوف أرحل قريباً أيضاً.'
يبدو أننا وصلنا إلى وجهتنا، حيث أن الدوق الذي كان أمامي توقف عن المشي ثم مدّ يده لفتح الباب الخشبي القديم.
"سوف تمكثين هناك من الآن فصاعداً."
تحولت نظرتي بشكل طبيعي إلى حيث أشار.
كان يمكن لأي شخص أن يقول بأنها غرفة قديمة.
بدا الباب الخشبي، الذي لم يكن يبدو فاخراً على الإطلاق، هشاً للغاية كما لو أنه سوف ينهار بمجرد أن ادفعه قليلاً بكتفي.
"ألم تعجبكِ الغرفة؟"
لكن على عكس توقعاتي، كانت الغرفة نظيفة وجميلة بشكل مدهش.
أشرق ضوء الشمس الدافئ عبر النافذة الواسعة، وبدا كل الأثاث جديدًا.
لقد كانت هذه الغرفة جيدة جدًا بالنسبة لصاحبة هذا الجسد، ليونا، التي عانت كثيرًا في منزلها.
على الرغم من أنها كانت ابنة عائلة نبيلة، إلا أن ليونا سكنت تقريباً في العلية طوال حياتها.
"اعتقدتُ أن غرفة نوم الدوقة ستكون زائدة عن الحاجة بالنسبة لكِ."
"أظن ذلك أيضاً. هذه الغرفة جميلة."
"هاه؟"
كما لو كان في حيرة من أمره بسبب جوابي غير المتوقع، دعك الدوق ذقنه بشكل غريب.
عندها فقط أدركتُ أنه كان يختبرني.
"لحسن الحظ أنكِ لستِ حمقاء. أنتِ تعرفين مكانتكِ جيدًا."
'نذل، نذل، نذل.'
حاولتُ أن أبتسم ابتسامة حقيقية قدر الإمكان بينما ابتلعتُ استيائي.
من الواضح أن عبارة "الشرير المظلم الذي لا يمكن إصلاحه" التي كانت في الرواية لم تكن تصف فقط ريبيكا، بل الدوق ذات نفسه أيضًا.
"إذن ارتاحي جيداً. عليكِ أن تعتني بالطفلة ابتداءً من الغد."
وكانت تلك تحيته الأخيرة.
بعد أن قال كل ما كان يريد قوله، غادر الدوق دون أن يُغلق الباب حتى.
لم أغلق الباب إلا بعد أن تأكدتُ من مغادرته الردهة تماماً.
"غغغ ... أنا أكرهه أكثر من ريبيكا."
حقاً، أنا أريد أن أهرب من هنا.
لم أكن لأقلق بشأن نفسي لو أنني كنتُ زوجة الأب الثانية أو الرابعة، لكن الزوجة الثالثة كانت بمثابة حكم تلقائي بالإعدام.
عندما تبادرت محتويات الرواية إلى ذهني، شعرتُ أن مستقبلي قد أصبح أكثر قتامة.
ريبيكا بيتري، الشخصية الداعمة وشريرة القصة.
ماتت والدتها أثناء الولادة.
حتى أنه كانت هناك شائعات سيئة حول ولادة ريبيكا لأن هوية والدتها ظلت مخفية.
وفي هذه الأثناء، كانت ريبيكا مريضة للغاية.
لذلك فعل أبوها كل ما أرادته دون أي اعتراض، وهكذا كبرت في الدلال الزائد وأصبحت امرأة شريرة.
"تمامًا مثل الآن."
بغض النظر عن عمر خصمي الحالي، فإن دماري كان حتميًا.
لقد تجاوز شر ريبيكا ما يمكن أن يفعله الإنسان العادي ووصل أحياناً إلى درجة الشيطان.
في الرواية، كانت ريبيكا تسكب الماء المغلي على السيدات الشابات النبيلات اللاتي تكرههن، وحتى أنها قامت بطعن ذراع مرافقها بالسيف فقط لأنه لم يتخلص بشكل صحيح من الصخور التي كانت تعيق طريقها.
هذا ليس كل شئ.
لقد كانت تُعامل خطيبها ولي العهد بالمثل.
"أتساءل كيف قاموا بتربية هذه الطفلة حتى كبرت بشكل فظيع هكذا؟"
في النهاية، عندما اختار خطيبها، ولي العهد، امرأة أخرى لتصبح ولية العهد، قامت ريبيكا بتسميمها.
وبالطبع سيتم إعدامها بسبب ذلك.
جلستُ أمام المرآة بعد أن نظمتُ أفكاري حول ريبيكا لبعض الوقت.
"في الحقيقة، لدي مشكلة أكبر من ريبيكا."
نظرتُ إلى المرآة التي كانت مصقولة بشكل سلس وجميل.
شعر فضي ناعم وعيون زرقاء تتلألأ تحت الضوء.
كان من الواضح أنني أصبحتُ ليونا حقاً، حيث أن صورتها هي التي انعكست في المرآة.
في الواقع، لم يتم ذكر "ليونا" مطلقًا في الرواية، ولكن تم ذكر زوجة الأب الثالثة لريبيكا.
وفقا للكتاب، فإن زوجة الأب الثالثة التي تم إدراجها رسمياً على الأوراق كانت شخصيتها مختلفة قليلاً عن باقي زوجات الأب.
ولعل هذا هو السبب وراء إصابة زوجة الأب الثالثة، التي كانت مختلفة عن زوجات الأب السابقات، بالشلل بسبب ريبيكا.
"ها... كم أنتِ مثيرة للشفقة."
نظرتُ إلى وجه ليونا البائس عبر المرآة.
كانت بشرتها الجافة قليلاً بيضاء كالخزف كما لو أنها نشأت وسط دلال عائلة مُحبّة، لكن لم يكن هذا هو الحال على الإطلاق.
"لقد كانوا يريدون بيعها فقط، ولذلك اهتموا بها قليلاً. لكن ... هل سأصاب بالشلل حقاً؟"
لم أكن لأقلق بشأن هذا لو أنني تجسدتُ في جسد ليونا في وقت أبكر قليلاً، لكنني الآن أعيش حياة قذرة بسبب سوء حظي.
لكن على أي حال، كانت حياة ليونا أسوأ بكثير.
في نهاية المطاف، قررتُ إزالة مخاوفي وقفزتُ إلى السرير.
على عكس ما يبدو عليه، كان السرير ناعمًا ولم يُصدر أي صوت صرير عندما رميتُ نفسي فوقه، لذلك دفنتُ نفسي بشكل مريح في الملاءات الدافئة الناعمة.
"فلنترك عمل الغد إلى الغد!"
الحديث عن هذا وذاك وحده لن يُغيّر أي شيء على الفور، وحقيقة أنني أصبحتُ زوجة أب ريبيكا لن تتغير أيضًا.
"هااا ..."
ربما لأنني قضيتُ اليوم بأكمله متوترة بشأن وصولي إلى الدوقية، فبمجرد أن استلقيتُ وأغمضت عيني، انتشر الشعور بالتعب في جميع أنحاء جسدي وأثقل جفوني.
حتى عندما كنتُ في وضع بين الحياة أو الموت، لم تتمكن غريزة البقاء خاصتي من التغلب على إرهاقي.
وبعد فترة وجيزة، خلدتُ إلى النوم.
***
منذ أن سمعتُ كلمة "اغربي عن وجهي"، لم أقابل ريبيكا لعدة أيام بعدها.
السبب الأكبر وراء ذلك هو أنني لم أستطع مقابلتها من الأساس.
كان قصر الدوقية الواسع يتكون من ثلاثة مبانٍ، وتم ربط المباني الثلاثة بممر يشبه الكهف.
لهذا السبب لم أتمكن من العثور على غرفة ريبيكا عندما أتيتُ إلى هنا لأول مرة.
ناهيك عن العثور على غرفتها، كان من المستحيل بالنسبة لي أن أبحث عن ريبيكا في القصر لأنه هناك أكثر من مائة غرفة في المكان.
لذلك كنتُ أسأل الخدم المارة عن غرفة ريبيكا، لكن تم تجاهلي من طرفهم تماماً.
إما أنهم كانوا يجيبونني بشكل غامض أو يهربون قائلين بأنهم لا يعرفون مكان غرفة ريبيكا.
وبحلول الوقت الذي تم فيه تجاهلي للمرة السابعة عشرة، تمكنتُ من فهم الوضع تمامًا.
"آه. أعتقد أنني سوف أُطرد."
بعد أن أدركتُ الحقيقة في غضون أيام قليلة، عدتُ إلى غرفتي مرتاحة.
"المهم أنني بذلتُ قصارى جهدي."
هكذا طمأنتُ نفسي.
ومع ذلك، لم يكن هناك داعٍ لأقلق بشأن الموت جوعًا لأن وجبتي كانت توضع دائماً أمام غرفتي، لكنها كانت تصلني بشكل غير منتظم.
'على الرغم من أنها تحتوي على الخبز القاسي فقط.'
كان يتم تسليمي رغيفين من الخبز القاسي دائمًا بدون أي حساء أو مشروب لأتناوله معه.
تمامًا مثل المجرمة، كنتُ أقضي أيامي على مهل أثناء التقاط الخبز وأكله.
أتمنى فقط أن ينسوا أمري بهذه الطريقة.
لسوء الحظ، بعد أسبوع، جاء الدوق لزيارتي شخصياً.
وبدون أن يطرق الباب حتى، اقتحم الغرفة وبدا غاضبًا جدًا.
"لقد أحضرتكِ إلى هنا لتعتني بطفلتي، لكنكِ لم تبحثي عنها ولو ليوم واحد؟ أنتِ مختلفة جداً عن زوجات الأب السابقات."
وبينما كنتُ أستمتع بالمنظر خارج النافذة، أدرتُ رأسي واستقبلته بابتسامة واسعة.
"آه~! هذا رائع."
"رائع؟ ما هو الشيء الرائع؟"
"لأن شخصاً ما قد جاء إلى هنا وأخيرًا لإرشادي إلى غرفة الطفلة؟ بغض النظر عن عدد المرات التي سألتُ الخدم فيها، لم يُخبرني أي أحد بمكان غرفتها. أين مكان الغرفة؟ وهل يجب أن أذهب الآن؟"
نظر إليّ الدوق بتعبير سخيف.
"... هل تختلقين الأعذار لعدم ذهابكِ لمقابلة الطفلة عبر ادّعاء أنكِ لا تعلمين مكان غرفتها؟"
"أعذار؟ إنها الحقيقة."
"ههه. هل تعتقدين أنني سأصدق ذلك؟"
عبس وجه الدوق للحظة.
أنا من يجب أن ينزعج هنا.
لماذا حتى أرغب في البقاء محبوسة هنا لمدة أسبوع؟
لقد سألتُ جميع الخدم الذين التقيتُ بهم عن مكان غرفة ريبيكا، حتى أنني فتحتُ جميع الأبواب الفاخرة لأنني لم أستطع البقاء ساكنة دون فعل أي شيء.
لكن بالطبع، تم إيقافي في كل مرة.
"سواء كنتَ تُصدق ذلك أم لا، إنه اختياركَ. لكنني متأكدة من أنكَ تعرف ذلك."
"ماذا تقصدين؟"
"هل أنتَ متأكد من أنك لا تعرف؟ ألم تعلم … أن الخدم كانوا يهربون عندما أحاول أن أسألهم"
نظرتُ إلى الدوق بعيون مليئة بالريبة.
من المستحيل أن يمنعني الخدم من إيجاد غرفة ريبيكا دون أن يعرف هذا الرجل عن ذلك.
هؤلاء الخدم، الذين كانوا يتظاهرون بالجهل عندما أسألهم عن غرفة ريبيكا، كانوا يظهرون دائمًا في الوقت المناسب ويوقفونني كلما حاولتُ الخروج من القصر.
'ربما تكون ريبيكا هي المسؤولة عن جعل الخدم يمنعونني من الوصول إلى غرفتها، لكن الدوق أهملني أيضًا.'
عندما شاهدتُ التغيير الطفيف في تعابير الدوق، أخرجتُ ورقة مطوية من جيبي.
"لقد سألتُ ما مجموعه 38 شخصًا عن غرفة ريبيكا، وكتبتُ جميع إجاباتهم في هذه الورقة بالحرف."
عندما يُحاول شخص ما التنمر علي، كل ما علي فعله هو جمع الأدلة ضده.
"ما هذا؟"
"هذا لأثبتَ لكَ أيها الدوق، الذي تعتقد أنني لم أكن أفعل أي شيء على الإطلاق خلال الأسبوع المنصرم، أنكَ مخطئ."
ابتسمتُ بفخر في وجه الدوق الذي كان في حيرة من أمره.
"....."
"وبما أنكَ هنا بالفعل، أرشدني إلى غرفة الصغيرة. الآن بعدما جاء سمو الدوق بنفسه لمقابلتي، سوف أستطيع وأخيرًا رؤية وجه الأميرة الثمينة. أنتَ لا تعلم كم اشتقتُ لها."
أخذتُ زمام المبادرة من خلال تمثيل دور زوجة الأب الحنون بشكل مبالغ فيه.
نظر الدوق بحدة إلى الورقة التي أعطيتها له لفترة طويلة، ثم وكأنه اتخذ قراره، أخذ الورقة وأعاد طويها مرة أخرى ثم وضعها في جيب سترته بينما استدار نحو الباب.
"من هنا."
أنا، التي كنتُ أتبعه بفخر من الخلف، شعرتُ بالارتباك عندما أخذ الدوق طريقاً مختلفاً عمّا كنتُ اعتقد.
"إلى أين أنتَ ذاهب؟"
بينما اتجه الدوق إلى اليسار، توجهتُ أنا عفوياً نحو الاتجاه المعاكس له.
"…أليست غرفة الأميرة من الطريق المعاكس؟"
"...لقد بدأتُ أصدّق حقاً أنكِ لا تعرفين الطريق."
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────