──────────────────────────
🌷 الفصل الرابع -
──────────────────────────
من الواضح أن المرأة، بشعرها البني المربوط بعناية، كانت تنظر إليّ باستخفاف.
"أنا مربية الأميرة ريبيكا، اسمي جيزيل."
ومن الغريب بما فيه الكفاية، لم يبدو أن المربية كانت لديها أي نية لحمل الطفلة بين ذراعيها.
"لقد فهمت."
في ذلك الوقت، اقتربت مني إحدى الخادمات، والتي قرأت تعابير وجهي المليئة بالاستغراب من موقف المربية، بابتسامة على وجهها.
"سوف أحمل الأميرة بدلاً عنكِ يا سيدة ليونا."
تكلمت الخادمة معي بتعبير وصوت مختلف تمامًا عن ذي قبل.
قطبتُ حاجبي بشكل طبيعي عندما تصرفت معي الخادمة بشكل ودود.
'ماذا يحدث هنا؟'
كانت وجوه هؤلاء الأشخاص، الذين احتشدوا حولي وكأنهم يشكلون دائرة، غريبة.
لقد كانوا يبتسمون وعيونهم متلألئة.
الأشخاص الذين يبتسمون يكونون أكثر رعبًا.
وبينما كنتُ أشعر بعدم الارتياح، مدّت ريبيكا، التي كانت لا تزال بين ذراعي، ذراعيها نحو الخادمة.
لم يكن لديّ أي خيار سوى السماح للطفلة بالذهاب إلى ذراعي الخادمة.
قلقة من أن أحملها مرة أخرى، لفّت ريبيكا ساقيها حول خصر الخادمة.
"بوو هوو~ كيف تجرئين على لمسي!"
"بالطبع سوف ألمسكِ. لا يزال من المبكر جدًا أن تكوني سعيدة بهروبكِ من قبضتي هذه المرة يا ريبيكا."
عندما نزلت ريبيكا على الأرض، أخرجت لسانها وركضت بسرعة نحو الدمى، ثم دفنت نفسها تحت كومة من دمى الأرانب.
لم يوقفها أحد كما لو كان هذا المشهد مألوفاً.
"من الآن فصاعدًا، إذا تركتم هذا الشيء يقترب مني، سأقتلكم جميعًا."
لا تقلقي، هذا الشيء ليس لديه أي نية للاقتراب منكِ.
بعد النظر إلى ريبيكا، التي كانت تصرخ في نوبة غضب، حوّلتُ نظري ببطء إلى الغرفة.
لقد كانت هناك طاولة طويلة لا تناسب ذوق الأطفال داخل الغرفة.
ذهبتُ وجلستُ على الطاولة المليئة بالكتب التي لم تكن ريبيكا لتلمسها أبدًا أثناء وقت فراغها.
لم اكن أخطط لفعل أي شيء على وجه الخصوص.
لقد أردتُ فقط أن أرى مدى عناد ريبيكا.
وهكذا مر الوقت.
ربما لأنها ظنت أنني سوف أحملها مرة أخرى، ظلت ريبيكا مختبئة داخل كومة دمى الأرانب ولم تخرج لفترة طويلة.
وبسبب ذلك، غرقت الغرفة في صمت رهيب.
وبعد مرور وقت طويل، اقتربت جيزيل من كومة الدمى وركعت على الارض.
"أيتها الآنسة الصغيرة، ما رأيكِ بالخروج من هناك الآن؟ لا بد من أن الجو حار بالداخل."
"اصمتي! كيف تجرئين على أن تأمريني! هل تريدين أن يتم طردكِ؟"
تدفق صوت فظ من خلال كومة دمى الأرانب.
"لكن…."
"أكثر من ذلك يا مربية. سأبقى هنا حتى يخرج ذلك الشيء من غرفتي! أنا منزعجة جدًا، وأنا في مزاج سيء للغاية!"
"أوه، لا ....عليكِ أن تأكلي يا آنسة. ماذا لو أصبتِ بالحمى؟"
"فقط دعيني وشأني."
وبينما كنتُ أشاهد هذا المشهد من بعيد، أخذتُ بهدوء أحدة الكتب المتراكمة على الطاولة وبدأتُ في قراءته.
"كيف يمكنكِ أن تقولي ذلك يا آنسة؟ أنا فقط قلقة بشأنكِ، ولكنكِ ...."
"إذا كنتِ قلقة بشأني حقاً، فأخرجي ذلك الشيء من هنا."
حدّقت بي المربية، التي كانت تحاول إخراج الطفلة من كومة الدمى، بنظرات حادة.
"إذا كنتِ تحاولين تربية طفل ما عن طريق تدليله بهذه الطريقة، فسوف تزداد تصرفاته سوءًا."
إذا فعلتَ كل ما يطلبه منك الطفل، فلن تكون هناك نهاية لطلباته.
وفي النهاية، لن يستفيد الطفل من أي شيء، وسوف يتدمر فقط وتفسد شخصيته.
"... أنتِ تتصرفين كما لو أنكِ قد أصبحتِ حقًا والدة الأميرة."
كان جسد المربية، الذي كان منتصباً بشكل حاد مثل القنفذ ينفث أشواكه، يتجه نحوي ببطء.
"بادئ ذي بدء، هذا بالفعل هو واجبي. حتى لو كنتِ مربية لها، سيكون عليكِ أن تُنَفّذي ما أقوله لكِ."
كان من الصعب رفض طلباتي طالما أن الدوق قد وصفني بـ"أم" الأميرة.
لقد كانت المربية تعلم ذلك جيداً، مما جعل وجهها يحمر من الغضب.
المربية، التي كانت تصك على أسنانها، تراجعت أخيراً خطوة إلى الوراء ووقفت بصمت.
وسرعان ما شعرتُ ببردوة نظراتها نحوي من الجانب.
متجاهلة نظرتها، تظاهرتُ بالتركيز على قراءة الكتاب الذي كان بين يدي.
وفي هذه الأثناء، هبّ نسيم الريح بلطف عبر النافذة التي كانت مفتوحة قليلاً.
وبفضل ذلك، ظلت صفحات الكتب التي كانت فوق الطاولة تتمايل مرارًا وتكرارًا.
لقد كان هذا وقتاً هادئاً لا أشعر به إلا أنا.
سألتني الخادمات من حولي عدة مرات عما إذا كنتُ أريد شرب الشاي، محاولين عبر ذلك كسر البرود الموجود في الغرفة، لكنني استمررتُ في الاستمتاع بوقت فراغي متجاهلة كلامهن.
وفي نهاية المطاف، لم تعد ريبيكا قادرة على تحمل الأمر بعد الآن.
عندما سقطت إحدى الدمى المتراكمة، أخرجت ريبيكا رأسها.
"هذا يكفي! لماذا لم تذهبي بعد؟ افتحوا النافذة! الجو حار. حار!"
بعد أن قضيتُ فترة قصيرة مع ريبيكا، كنتُ قد بدأتُ أشعر بالفعل بتعب شديد.
وبينما أدرتُ رأسي لأنظر حولي، أذهلني مظهر الخادمات اللاتي رفضن الاستسلام حتى عندما كانوا متعبات من التعامل مع طلبات الطفلة بشكل واضح.
كنتُ أستطيع أن أشعر بمدى معاناتهم طوال هذا الوقت، لذلك أوقفتُ الخادمة التي ذهبت لتفتح النافذة على الفور.
"لا. لا تفتحي النافذة. قد تُصاب الطفلة بالزكام إذا فتحتِ النافذة في هذا الطقس البارد."
"يا هذه!"
بعد "تلك"، و"ذلك الشيء"، و"اغربي عن وجهي"، هل جاء دور كلمة "يا هذه" هذه المرة؟
أخرجت ريبيكا رأسها من كومة الدمى أكثر من ذي قبل.
استطعت أن أرى أن حواجبها وغرتها كانت مبللة تمامًا بالعرق.
كلما أثارت تلك الطفلة ضجة أكثر، كلما أصبحتُ أكثر إصراراً على تلقينها درسًا.
لذلك تكلمتُ وكأنني لم أسمع نوبات غضبها.
"الآن حان وقت تناول الوجبة. لا أعتقد أن الطفلة تريد أن تأكل، لذا أحضروا لي طعامي."
"نعم؟ لـ-لكن ..."
كانت المربية هي التي أوقفتني مرة أخرى هذه المرة.
"هذا يكفي. هل تحاولين مضايقة الأميرة؟"
بينما تَركَت الخادمات الحائرات وراءها، توجهت المربية نحوي بتعابير وجه متصلبة.
كدتُ أن أومئ برأسي عندما سألتني عما إذا كنتُ أحاول مضايقة ريبيكا.
"أضايقها؟ لا. أنا فقط أحاول تعليمها الآداب بشكل صحيح."
"ماذا تقصدين؟ يبدو أنكِ تحاولين أن تقولي أنني لم أعتني بالآنسة الصغيرة بشكل صحيح؟"
زادت حدة نبرة المربية تدريجيًا.
بعد ذلك، كما لو أنها انفجرت أخيرًا بعد أن وصل غضبها إلى حدوده، أحدثت ريبيكا الضجة مرة أخرى.
"مربيتي! أخرجيها من هنا! إذا لم تخرج تلك من غرفتي حالاً، فسوف أنهار هنا! هيا-!"
"الطفل المريض حقًا لا يُهدّد بأنه سوف يمرض."
"أنتِ لا تعرفين شيئًا عن الآنسة ريبيكا!"
في نهاية المطاف، صرخت المربية في وجهي بعدما أصبحت عاجزة عن تحمل إلحاح ريبيكا.
عندها فقط حدّقت الطفلة بي وهي تومئ برأسها.
"أنا لا أعرف أي شيء. لكنني متأكدة من شيء واحد، أنتِ المسؤول الأكبر عن سبب تصرف الطفلة بهذه الطريقة. أنا متأكدة من أن الدوق قد أحضركِ لأنكِ شخص كفؤ، ولهذا عهد بطفلته إليكِ."
ارتجفت شفاه المربية لأنها لم تستطع دحض كلامي.
"أعتقد أنكِ مؤهلة. لقد كنتِ تعتنين بطفلة عائلة أخرى طوال هذا الوقت. ولكن نظرًا لكفاءتكِ، لن تتمكني من الاعتراف بأن أسلوبكِ في التربية كان خاطئًا. لكن على أي حال، لا بد من أنكِ تعلمين جيداً أنه أسلوب خاطئ."
بدون قصد، أضقتُ عيني في ريبة.
قد لا يتمكن الطفل من تغيير طباعه التي ولد بها، لكنه يستطيع تغيير طباعه التي اكتسبها أثناء نموه.
لقد كان يعتمد ذلك على طريقة الأب والأم في رعاية طفلهما.
ولهذا السبب كنتُ أكثر غضبًا.
'لولا تلك المربية، لما تصاعدت الأمور إلى هذا الحد.'
فتحت المربية، التي كانت تستمع إلي، عينيها على مصراعيها واصطبغ وجهها باللون الأحمر من الغضب.
"لقد عهد لي السيد بمسؤولية الأميرة بالكامل! أنا فخورة بتربيتها بشكل صحيح."
"ليس بعد الآن. أنا المسؤولة عن الطفلة حالياً، لذا، إذا كنتِ تريدين دحض كلامي، فاخرجي من الغرفة."
"هاه؟ أنتِ تطلبين مني المغادرة بينما أنا من قامت بتربية الأميرة منذ أن كانت طفلة؟"
كانت شفتي المربية ترتجفان باستمرار، وكان من الواضح أنها كانت غير قادرة على السيطرة على مشاعرها.
لذلك أومأتُ لها برأسي فقط.
"نعم. إذا كنتِ لن تُنَفّذي ما أقوله، فاخرجي من هنا."
"...هذه الكلمة، سوف تندمين عليها لاحقاً."
"ربما. ولكن إذا كنتِ تريدين حقًا أن تجعلي ريبيكا تشعر بالتحسن، حتى ولو لفترة قصيرة، فيجب عليكِ الخروج من هنا. إذا لم تخرجي حتى بعد أن قلتُ لكِ كل هذا، فسأعتبركِ شخصًا يريد أن تكون ريبيكا منزعجة أكثر من أي شخص آخر."
بعد تلك الملاحظة، أصبحت تعابير المربية شرسة بلا هوادة.
وبدلاً من تنفيذ أوامري، تجاوزتني المربية ونظرت إلى ريبيكا التي كانت داخل كومة دمى الأرانب.
لم تكن هناك محادثة بين الاثنين، لكنني شعرتُ بجو غريب بينهما.
بالنظر إلى شخصية ريبيكا، فقد كان من المفترض أن تنزعج الآن، ولكن الغريب في الأمر أن الطفلة ظلت تنظر إلى عيون المربية لفترة طويلة فقط دون أن تقول أي شيء.
"آنستي الصغيرة، هل تريدين مني حقًا أن أخرج من هنا؟"
’هل كان ذلك بسبب كلمات المربية، أم أنه لأن نظراتها أخبرت ريبيكا بشيء غير معلن؟‘
أخرجت ريبيكا رأسها بالكامل من كومة الدمى بعد وقت طويل.
"لماذا تحاولين طرد مربيتي! اخرجي أنتِ! اخرجي!"
"إذا كنتِ تريدين مني أن أخرج، عليكِ أن تتحدثي معي بشكل صحيح يا ريبيكا. أنا أمكِ."
"أم؟ كما لو أن هذا ممكن! اغربي عن وجهي!"
"عليكِ أن تقولي 'أنا أطلب منكِ بكل أدب أن تغادري غرفتي'. إذا فعلتِ ذلك، عندها فقط سوف أخرج. وإذا كنتِ لا تريدين مني أن أطرد مربيتكِ، عليكِ أن تطلبي مني ذلك بشكل صحيح. عليكِ أن تخرجي من كومة الدمى تلك وتخبريني بما تريدين بشكل صحيح."
كان مظهر ريبيكا يتداخل بطريقة ما مع مظهري، أنا التي نشأتُ في دار للأيتام.
لقد التقيتُ هناك مع عدد لا يحصى من الأطفال، لذلك كنتُ أكثر تصميماً على موقفي هذا.
بعد أن استمتعت ريبيكا بكل شيء طوال حياتها، عليها أن تتعلم الآن كيفية الاستسلام.
'هذا أقل ما يجب أن تتعلمه من أجل مستقبلها... لا، هذا من أجل مستقبلي أنا.'
نظرتُ إلى ريبيكا، التي لم ترد على كلامي، ثم وجهتُ نظري نحو الباب.
“للأسف، لم أحصل على الإجابة التي أردتها من الطفلة. لذا يمكنكِ الخروج الآن أيتها المربية. إلا إذا كنتِ تريدين أن يتم طردكِ."
"... من تظنينني؟ لقد كنتُ مربية هذه العائلة لأكثر من خمس سنوات! أنا أرستقراطية أعلى منكِ بكثير!"
في نهاية المطاف، انفجرت المربية، وبدلاً من الخروج، وقفت أمامي مباشرة وأمسكت كتفي بقوة وكأنها تتحداني.
لقد كانت غاضبة جدًا كما لو أنها قد تضربني في أي لحظة، لكنها استمرت بالتحديق بي بجفاف دون فعل أي شيء.
بالطبع، استطاعت المربية أن تنظر إلي بدونية هكذا لأنني كنتُ جالسة على الطاولة بينما أنظر إليها.
"هل أنتِ متأكدة من أنكِ لن تندمي على ما قلته للتو؟"
نفضتُ يدها التي كانت تمسك بي بكل قوتي.
"ماذا؟"
"أنتِ لا تدركين أنكِ إذا تجاهلتِني، فإنكِ تتجاهلين الدوق الذي اختارني لأكون والدة الأميرة ريبيكا، أليس كذلك؟"
"هل تحاولين ابتزازي بذلك؟ يالها من مزحة. أعتقد أنكِ لا تفهمين الوضع الآن."
بينما كانت تضحك بسخرية، صكّت المربية على أسنانها وأخفضت رأسها نحوي.
"إذا كنتِ تريدين حقًا أن تعيشي في هذا المنزل وأن تُعاملي كسيدة، فاستيقظي من أحلامكِ هذه. سيدة من عائلة نبيلة، هاه؟ إذا استمعتِ إليّ فقط، يمكنكِ الاستمتاع بكل ما تريدينه مثل أي شخص نبيل آخر."
هل تقلّل هذه المرأة من شأني؟
ضحكت المربية بخبث ووضعت يدها الثقيلة على رأسي.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────