──────────────────────────
🌷 الفصل الخامس -
──────────────────────────
"ماذا تظنين نفسكِ فاعلة؟"
تفاجأتُ بتصرف المربية غير المتوقع، لذلك وقفتُ وأبعدتُ يدها عن رأسي.
"إستمعي إليّ جيدًا. أنتِ شابة ما زالت لا تعرف كيف يمشي هذا العالم، وهذا ليس جيدًا جدًا بالنسبة لكِ. لا أعرف أي نوع من الأحلام تراودكِ، لكنكِ لا شيء في هذا القصر. لأنني أنا هي الآمر والناهي هنا."
"هل قلتِ للتو أنكِ 'الآمر والناهي'؟ ليس الأميرة، بل مربيتها هي الآمر والناهي هنا؟ سوف يضحك عليكِ الناس إذا ما سمعوا كلامكِ هذا."
لم أستطع مقاومة الضحك على كلماتها لدرجة أنني بدأتُ أكافح لإغلاق فمي.
"سوف تندمين على هذا. لن تستفيدي شيئًا إذا تصرفتِ بهذه الطريقة، وسوف يتم طردكِ من هنا عارية تماماً."
"آهاا~ وأنتِ من سوف تفعلين ذلك؟ الآمر والناهي في هذه الدوقية؟ ولهذا يجب أن أتخلص من كبريائي عديم الفائدة وأنحني أمامك، أليس كذلك؟"
"هذا صحيح. يبدو أنك لستِ غبية كما تبدين. لذلك سيكون من الرائع أن تتمكني من تشغيل رأسكِ العنيد ذاك وتتصرفي كما ينبغي لكِ أن تفعلي. حتى الدوق لا يستطيع أن يفعل أي شيء لي."
رفعت المربية رأسها بغطرسة وكأنها كانت تستفسر عما إذا كنتُ قد فهمتُ كلامها.
عندما رأيتها تتصرف بهذه الطريقة، وجهتُ نظري نحو ريبيكا.
"ريبيكا. لا بد من أنكِ مجرد دمية هنا إذا ما كانت مربيتكِ هي الآمر والناهي في هذا المنزل."
ربما لأنه استفزتها كلماتي الخبيثة، صرخت ريبيكا مرة أخرى.
"أنا لستُ دمية!"
"ولكن هذا ما قالته مربيتكِ للتو. إذا لم تكوني مجرد طفلة غبية، فلا بد من أنكِ أدركتِ ما يحدث هنا. هل تعتقدين أنه من المقبول أن تنظر إليكِ مربيتكِ بازدراء وتقول أنها الآمر والناهي في هذه الدوقية؟"
ريبيكا، التي كانت تزم شفتيها في انزعاج، انفجرت غضباً بينما كانت تنفث الشرر من عينيها.
"أنا لستُ دمية!"
"بل أنتِ دمية. لا يمكنكِ حتى أن تقولي أي شيء لمعارضة مربية الأطفال الخاصة بك."
"اللعنة... لا، أنا لستُ كذلك! مربيتي، اخرجي من هنا!"
"آنستي! هل تقولين لي بأن أخرج؟ ما الذي …"
"… سحقاً لكِ. هل أنتِ صماء أم ماذا؟ اخرجي من هنا!"
"تلك المرأة تقول أشياء غريبة فقط. كيف بإمكاني أن أفكر بكِ كدمية يا آنستي؟"
عندما تحولت عيناها فجأة إلى ريبيكا، أصبح وجه المربية شاحبًا.
حتى أنها سارت نحو الطفلة على عجل وأمسكت بيدها، لكن ذلك كان بلا معنى.
"اسكتي! اخرجي! وإلا سأنهار هنا. هل تريدين مني أن أنهار وأفقد الوعي مرة أخرى؟ هل تريدين أن يوبخكِ والدي؟"
"آنستي…!"
"اخرجي!"
كما لو أنها لا تريد أن تسمع أي شيء آخر، دفنت ريبيكا نفسها بغضب داخل كومة الدمى مرة أخرى.
"آ- آنستي ..."
تردد صوت المربية الحزين في أرجاء الغرفة، لكن لم يتغير أي شيء.
لقد كانت ريبيكا ما تزال مصرة على رأيها.
نظرتُ إلى مظهر المربية لفترة من الوقت ثم نقرتُ على لساني.
"سيدتي المربية التي قالت أنها الآمر والناهي هنا. أنتِ سوف تغادرين الآن، أليس كذلك؟ لقد أمرتكِ الطفلة بأن تخرجي من الغرفة."
"كيف… كيف تجرئين … كيف تجرئين على التدخل بيني وبين الآنسة ..!"
"الآن بعد أن شهدتُ الوضع بأم عيني، لا أعتقد أن علاقتكِ بالطفلة عميقة إلى ذلك الحد. والآن أصبحتُ أعلم ما يجري هنا علم اليقين أيتها المربية. وأدركتُ ماذا فعلتِ لزوجات الأب الأخريات أيضًا. لكن لسوء حظكِ، لن ينجح الأمر معكِ هذه المرة. على عكس زوجات الأب الأخريات اللواتي نشأوا بشكل جيد في عائلات نبيلة وكأنهن زهرات في الدفيئة، نشأتُ أنا بوحشية مثل الأعشاب البرية."
"......."
"وبالحديث عن الأعشاب البرية. كلما خطوتِ على هذا النوع من النباتات أكثر، كلما أصبحت أقوى."
ابتسمتُ باستفزاز ولوّحتُ بيدي لتخرج المربية من الغرفة.
عندها اندفعت المربية، التي كانت غاضبة ومحمرة اللون، خارجاً كما لو أنها كانت تخطط للانتقام مني في أقرب وقت ممكن.
"والآن، أحضروا لي الوجبة."
"آه، حسناً يا سيدة ليونا. ولكن ماذا عن الآنسة ..."
"أحضروا وجبتها أيضًا. سأدعها تأكل عندما تخرج."
الخادمات، اللاتي كن في حيرة بشأن ما يجب فعله، خرجن وأخيرًا لإحضار الطعام.
وبفضل ذلك، لم يبقى في الغرفة سوى ريبيكا وأنا.
"ريبيكا."
أخيرًا قمتُ بإغلاق الكتاب الذي كنتُ أقرأه ونظرتُ إلى كومة دمى الأرانب.
"....."
"إذا كنتِ لا تريدين الخروج، فلا بأس بذلك. لكنني أيضًا سوف أستمر في المجيء إلى هذه الغرفة كل يوم وسأبقى هنا إلى حلول الليل."
"......."
"لذلك أريد أن أسألكِ سؤالاً، لماذا تكرهينني إلى هذه الدرجة؟"
"......"
"بلا سبب؟"
لم تجب ريبيكا على سؤالي لفترة طويلة.
ربما لا ينبغي لي أن أتوقع إجابة منها بعد.
كل طفل رأيته في دار الأيتام كان يحمل جراحه الخاصة بداخل قلبه، ولم تلتئم الجروح من تلقاء نفسها حتى لو انتظرتُ مرور الوقت بهدوء.
لقد كان يزداد الأمر سوءًا فقط، ويمزقهم تدريجيًا من الداخل.
لذا فإن أول شيء يجب فعله عندما يأتي الأطفال إلى دار الأيتام هو الاستماع إلى قصتهم.
إذا كنت لا تعرف سبب المشكلة، فلن تتمكن من إيجاد الحلول.
'لذلك أردتُ أن أعرف ما الذي تفكر فيه ريبيكا وما الذي يزعجها.'
لكن ريبيكا كانت مترددة في الكلام.
اليوم ليس اليوم الوحيد الذي سوف أقابلها فيه، لذلك قررت أن أتوقف عن إزعاجها في الوقت الحالي.
في ذلك الوقت، تمتمت الطفلة، التي كانت هادئة لفترة، بشيء ما ثم صرخت بصوت منخفض.
"...سوف تهربين أيضًا!"
"أهرب؟"
"نعم. لقد قالت المربية ذلك. أنتم جميعاً من طينة واحدة! لقد هربت الأولى والثانية، لذا ستهربين أنتِ أيضًا. لهذا السبب أخبرتكِ ألا تكوني قريبة مني منذ البداية!"
لقد كنتُ عاجزة عن الكلام للحظة.
"تلك المرأة قالت ذلك؟"
"لماذا تستمرين في طرح الأسئلة؟ وأنا لستُ دمية! أنا لا أسمع كلام مربيتي، إنها أفكاري الخاصة. يا لكِ من حمقاء!"
"أجل، لا بد من أن تكون هذه فكرتكِ الخاصة. أنتِ من طلبتِ من الخادمة أن تمنعني من العثور على غرفتكِ، أليس كذلك؟"
"أجل! هذا ليس ما طلبت مني مربيتي أن أفعله. لقد كانت تلك فكرتي!"
'على الرغم من أن موقفها غير مقبول في المقام الأول .... لكن كلما شرحت ريبيكا وجهة نظرها أكثر، كلما شعرتُ كما لو أن المربية كانت تسيطر عليها أكثر.'
من المحتمل أن ريبيكا كانت تعتبر مربيتها، التي تعتني بها منذ أن كانت طفلة، فرداً مهماً من عائلتها.
وربما كان الوضع سائداً على العائلات الأخرى كذلك.
إذا كان أطفال العائلات النبيلة يستمعون إلى مربياتهم، فيمكن أن تصبح المربية حقًا الآمر والناهي في ذلك المنزل.
ربما لهذا السبب كانت تلك المربية واثقة جدًا.
بينما كنتُ منغمسة في أفكاري، فُتِح فجأة الباب الذي كان مغلقًا لفترة من الوقت.
"لقد أحضرتُ وجبتكِ."
برز وجه ريبيكا المدفون بداخل كومة دمى الأرانب.
"أحضروها لي. سوف أتناول الطعام أيضًا."
"لا. إذا كنتِ تريدين أن تأكلي، تعالي إلى الطاولة. أنتِ لستِ طفلة حتى، فلماذا حتى نطعمكِ لقمة لقمة مثل الرضع هناك؟"
بعد ذلك، تم وضع حساء دافئ أمامي.
كانت رائحة حساء البطاطس الناعمة أكثر شهية من أي وقت مضى.
"عععع. أنتِ تعتقدين حقًا أنكِ شيء ما!"
"هذا لأنني شيء ما يا ريبيكا. أنا قلقة عليكِ. إذا لم أكن أهتم بكِ ولدي خطط لترككِ، فهل سأزعج نفسي بمحاولة إصلاح سلوككِ؟"
"......."
"عندها كنتُ سأبقى هادئة بدلاً من ذلك. لقد كنتُ سأفعل ما طلبت مني مربيتكِ أن أفعله وأجلس ساكنة في ركن الغرفة. ربما لو فعلتُ ما يحلو لها، لكنتُ سوف أعيش في راحة تمامًا مثل سيدة نبيلة حقيقية."
في هذه الأثناء، حركتُ يدي وتناولتُ حساء البطاطس بملعقة فضية لامعة.
لقد كان الطعم رائعًا.
شعر جسدي بسعادة غامرة بسبب هذه الوجبة الرائعة التي تذوقتها لأول مرة بعد تناول الخبز الجاف طوال الأسبوع.
"... لا-لا تكوني سخيفة! سوف تغادرين. أنا لا أصدقكِ! أنتِ هنا من أجل المال!"
"إذن لقد سمعتِ الشائعات. هذا صحيح. ولهذا السبب لا أستطيع المغادرة. هذا بسبب المال، وأريد أن أغيركِ أيضًا."
"...لا تستطيعين المغادرة؟ أنتِ لن تغادري؟"
"نعم."
كنتُ قد أفرغتُ بالفعل كل الوعاء.
"…حقًا؟"
"أجل. من المستحيل أن تسمحوا لي بالهرب بعدما دفعتم ثمني."
أنا أريد أن أهرب أيضاً.
من كل قلبي.
لكنني لا أستطيع ذلك، لذلك سيكون من الأفضل أن يتم طردي.
ربما إذا عاملتُ ريبيكا بهذه الطريقة، فقد تطردني هي بدلاً من ذلك.
بينما كنا على هذه الشاكلة، فُتح الباب المغلق بصوت عالٍ.
"يا له من يوم أول رائع. لقد ركضت المربية نحوي وقالت إنك تسببين الفوضى في الغرفة."
دخل الدوق، بشعره المتشابك وغير المرتب، في لحظة بنظرة غاضبة.
وخلفه كانت تقف المربية.
لقد كانت عيونها منتفخة من البكاء وتتظاهر بأنها ضحية.
"فوضى؟ أنا لا أعتقد ذلك."
تحولت نظرة الدوق بسرعة إلى الطفلة.
"هذه بالفعل فوضى. ابنتي، صاحبة هذه الغرفة، لا تزال مدفونة بين الدمى، وأنتِ، التي تحتاجين إلى رعاية الطفلة، تشربين الحساء بشكل عرضي؟"
عندما قام الدوق الغاضب بتوجيه إصبعه نحو ريبيكا، أصبح ما دار بين الدوق والمربية واضحًا حتى لو لم أسمعه بنفسي.
"آه، هذا صحيح. من الجيد أنك أتيتَ. يبدو لي أن مربية الأطفال كانت تسيء معاملة ابنتك."
"ماذا؟"
"المربية التي هناك، ماذا قالت؟"
"ليس عليك أن تعرفي."
"بالطبع ليس علي أن أعرف. لا بد من أنها تحدثت بالهراء. ربما قالت أنني أسيء معاملة الطفلة."
عند كلماتي هذه، ارتجفت شفاه الدوق كما لو كان ذلك صحيحاً.
"كيف تستطيعين التكلم بثقة هكذا؟"
"هذا لأنني لم أسيء معاملة الطفلة قط. لقد فوجئتُ فقط عندما قالت المربية أنها هي الآمر والناهي في هذا المنزل."
"الآمر والناهي؟"
"لقد سمعتها الطفلة أيضًا، لذا يمكنك أن تسألها مباشرة. أنتَ لست من ذلك النوع من الآباء الذين يثقون بكلام المربية أكثر من كلام الطفلة، أليس كذلك؟"
الدوق، الذي بدا مستاءًا، تحرك أخيرًا نحو كومة دمى الأرانب.
"ريبيكا. أخبريني من الذي يقول الحقيقة هنا؟"
"…لماذا! لماذا تثيرون الضجة حولي!"
"هل أساء إليكِ شخص ما؟"
"لم يسيء أحد معاملتي! لقد كانت هذه فكرتي!"
عند هذه الكلمات غير المتوقعة، هرعت المربية نحو ريبيكا على عجل.
"سيدتي، من فضلك أخبري الدوق. لقد كانت تسيء هذه المرأة معاملتكِ، أليس كذلك؟ هاه؟ هي- هي لم تسمح لكِ بالخروج من هنا، أليس كذلك؟"
بدا أن صوت المربية المرتعش كان يعطي تلميحاً واضحاً لكيفية تعاملها مع الطفلة طوال هذا الوقت.
مع هذا المنظر الرائع أمامي، بدأتُ في تناول الخبز.
"ماذا-!"
"عليكِ أن تقولي ذلك. هل قالت لكِ تلك المرأة شيئًا غريبًا أثناء غيابي؟ لماذا تغيرتِ كثيراً؟"
في الماضي، كان هذا القدر من الإقناع كافياً لجعل الطفلة تطيعها، أما الآن فقد امتلأت عيون المربية بالارتباك والغضب.
لقد كانت المربية مشغولة بالتحدث مع ريبيكا لإثبات براءتها بينما كانت تنتظر كلمات الطفلة بفارغ الصبر وهي تقضم أظافرها الطويلة.
"لا!"
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────