──────────────────────────
🌷 الفصل السادس -
──────────────────────────
"إذن لماذا ... لماذا أصبحتِ فتاة سيئة هكذا يا آنسة؟ أنتِ فتاة جيدة، أليس كذلك؟"
"ريري، تحدثي معي. ما الذي يجري هنا؟ لماذا أنتِ مختبئة داخل كومة الدمى هذه...؟"
المربية، التي اعتقدت أن كل شيء سيسير وفقًا لخطتها، بدأت تصبح عدوانية تدريجيًا.
حتى أنها أدخلت يدها بالفعل بين الدمى لتحاول إخراج الطفلة من هناك.
"سيدتي، عليكِ أن تستمعي لي."
"لماذا تثيرون هذه الضجة! أنا هنا فقط لأنني أريد ذلك."
على عكس توقعاتي بأنها ستقول الحقيقة بشأن المربية، لم تقل ريبيكا أي شيء.
لقد كانت فقط تدحرج عينيها الكبيرتين في الأنحاء.
عندها فقط عرفتُ كيف كانت تتم معاملة الطفلة من قبل المربية.
لقد كان هذا هو السبب الذي جعل المربية واثقة جدًا من نفسها.
'لا يمكن للطفلة أن تتحدث عن المربية بالسوء أبدًا. إنها المرأة التي تثق بها أكثر من والدها. لقد كانت تقول أشياء سيئة أثناء النظر إلى عيون المربية ... لأنها كانت تخشى أن تتخلى عنها مربيتها إذا لم تفعل ذلك.'
تحول الافتراض الذي وضعته سابقًا إلى يقين.
ولإثبات ذلك، استمر الدوق في طرح الأسئلة، لكن الطفلة غضبت فقط.
"هذا مزعج! اخرجوا من هنا!"
"ريري، ماذا تريدين من بابا أن يفعل؟ هل تواجهين صعوبة مع أمكِ الجديدة؟"
في ذلك الوقت، نظرت إليّ الطفلة بسرعة.
"لا. إنها مزعجة بعض الشيء، لكنني سأتركها فحسب."
"آنستي!"
"أنا لا أقول أنني أحبها! إنني فقط …أريد مراقبتها."
كانت كلمات ريبيكا المفاجئة غير متوقعة، لذلك كان من الطبيعي أن يحول الجميع أنظارهم نحوي.
صكت المربية أسنانها كما لو كانت سوف تنفجر في أي لحظة.
"... ريري. هل تريدين حقاً أن تبقيها بجانبكِ؟"
"لماذا تستمر في طرح الأسئلة! لقد قلتُ أنني سوف أفعل ذلك!"
عندها فقط نهض الدوق من مكانه بعد أن هدأ بالكاد من غضبه، ثم أراح تعابير وجهه.
حاول الدوق ترتيب شعره غير المرتب بأصابعه، ثم نظر إلى المربية التي كانت خلفه بنظرة من الانزعاج.
(فاعلة خير: شعره غير مرتب غالباً لأنه جاء يركض)
"...لا أعتقد أنه كانت هناك مشكلة كبيرة كما قلتِ أيتها المربية. عكس ما قلته، ريري …"
"لا، لقد كانت هناك مشكلة كبيرة. أنا متأكدة من أن تلك المرأة ..."
"لا تناديها بـ'تلك المرأة'. إنها أم الطفلة وسيدة هذا المنزل. انتبهي لكلامكِ."
عندها فقط عضت المربية شفتيها وتوقفت عن إحداث الضجة.
"… لقد فهمت."
"لن أغض النظر في المرة القادمة إذا ما سبّبتِ مشاجرة أخرى كهذه. بغض النظر عن مدى ثقتي بك كمربية، فأنت مجرد مربية. أتمنى ألا تقتحمي مكتبي بتلك الطريقة مرة أخرى."
"......"
حتى لو لم أرى عيون المربية التي كانت مثبتة على الأرض، فقد كانت أفكارها واضحة.
"وأنتِ أيضًا. كوني حذرة. سأترك الأمر يمر هذه المرة، لكنني لن أتسامح معكِ أبداً إذا ما اشتكت طفلتي منكِ بعد ذلك."
"بالطبع."
أتمنى أن تطردني بدلاً من أن تسامحني.
قمتُ بِحَثّ الدوق، الذي بدا في حالة مزاجية سيئة، على العودة إلى مكتبه وابتسمتُ بلطف.
بعد أن نظر إليّ لفترة طويلة بوجه مستاء، خرج وأخيرًا من الغرفة ثم ساد الهدوء في المكان مرة أخرى.
وعلى عكس توقعاتي بأن المربية سوف تثير ضجة على الفور، إلا أنها لم تتحرك من مكانها كالصخرة.
"أيتها المربية، يمكنكِ الخروج إذا كنتِ تريدين ذلك."
"هل تطردينني الآن؟ لم يقل سيدي أي شيء عن هذا قبل أن يرحل."
"لا، لقد قصدتُ أنه يمكنكِ الخروج من الغرفة إذا كنتِ غير مرتاحة."
أظلمت عيون المربية.
"... هل أنتِ فخورة بنفسكِ هكذا لأن سيدي سمح لكِ بالإفلات بفعلتكِ اليوم؟"
لقد كانت المربية مشغولة بتحريف كل كلمة من كلماتي ومحاولة السخرية مني مثل المصورين الصحفيين في برامج النجوم.
"بالطبع أنا فخورة بنفسي."
كان هناك طقم شاي أمامي بعد أن أنهيتُ وجبتي.
لم يكن شرب الشاي في حد ذاته شيئاً يناسب ذوقي، لكنني تعمدتُ شم رائحة الشاي بتمعن ثم قمتُ بإيماءات مبالغ فيها.
"إن رائحته طيبة."
"الآنسة الصغيرة لم تأكل بعد، لكنكِ بدأتِ تشربين الشاي لوحدكِ بالفعل؟"
"لم أكن أعلم أنكِ تهتمين بريبيكا إلى هذا الحد أيتها المربية."
وقفت المربية في مكانها كالتمثال لأنها كانت خائفة من فقدان منصبها.
"دعيني أقول شيئًا آخر أيتها المربية. أنا أشعر أنكِ لا تستطيعين الاعتناء بالطفلة جيدًا، لذلك لن أسمح لكِ بالبقاء على انفراد مع ريبيكا في الوقت الحالي إلا عندما أكون معها."
"هاه؟ هل تقولين أنه لا ينبغي لي أن أعتني بالآنسة في الليل؟"
"هذا صحيح. لا تقلقي. ريبيكا محاطة بالعديد من الخادمات الممتازات إلى جانبها. وإذا لم يكن هذا كافياً، سوف أبقى معها أنا أيضًا."
على عكس المربية المتجهمة، كان الجو في الغرفة هادئًا.
"يمكنكِ اختيار ما إذا كنتِ تريد البقاء أو الخروج من الغرفة. لكنني سوف أبقى هنا."
"......"
مر وقت طويل دون أن تقول المربية أي شيء.
بدلاً من صوتها، لم أتمكن سوى من سماع صوت أنفاس ريبيكا المكبوتة داخل كومة دمى الأرانب.
'إذن أنتِ لا تريدين الخروج.'
حدقت المربية في وجهي لدرجة أنني اعتقدتُ أن عينيها قد تخرجان من مكانهما.
كلما فعلت المربية ذلك أكثر، كلما بالغتُ أنا أكثر في تصرفاتي من خلال شرب الشاي وقراءة الكتب.
في النهاية، خرجت ريبيكا من كومة الدمى بنظرة منزعجة قبل حلول المساء.
"أنا جائعة."
"هل تريدين أن تأكلي؟"
"أجل. بغض النظر عما سوف تقولينه، سوف آكل."
"تفضلي. أحضروا الطعام لنا نحن الاثنين."
"لماذا لا تغادرين!"
"من أجل أن أتأكد أنكِ تتناولين ثلاث وجبات في اليوم. من أجل أن أطمئن ما إذا كنتِ مريضة أم لا. هذا هو واجبي. أنا هنا من أجل أن أعتني بكِ كأمكِ. ولهذا السبب أنا لن أغادر."
"...أنتِ لستِ أمي حتى، أنتِ فقط تتظاهرين بأنكِ أمي! لا تجعليني أضحك."
ريبيكا، التي كانت تجلس في أبعد مقعد عني، داست بقدميها وبدأت تضرب الطاولة بالأواني.
كما لو أن هذا كان مشهدًا مألوفًا، قامت الخادمات بتسريع وتيرتهن ووضعن الطعام في النهاية أمام ريبيكا.
ربما لأنها كانت خائفة من أن آخذ طعامها منها، رفعت ريبيكا الملعقة بسرعة وبدأت في إفراغ طبقها.
"يمكنكِ أن تأكلي ببطء. لن آخذ الطعام منكِ بعيدًا."
".... أنتِ لن تأخذيه بعيداً؟ لكنكِ تصرفتِ كما لو أنكِ سوف تفعلين ذلك!"
"لقد كنتُ فقط أحاول أن أعلمكِ الأخلاق الأساسية. لا ينبغي لأحد أن يسرق الطعام من شخص بدأ في تناول الطعام بشكل صحيح."
عندها فقط شربت ريبيكا الماء وبدأت في تناول الطعام ببطء.
ومع ذلك، لم تكن الطفلة مرتاحة تماماً لأنها كانت مشغولة بالتحديق بي.
'آداب الأكل هي أساس جميع الأساسيات. يجب أن أعلم الطفلة عنها، لكن الآن ليس الوقت المناسب للقيام بذلك.'
عندما كنتُ على وشك الخروج من الغرفة للسماح لها بتناول الوجبة بأريحية، قفزت ريبيكا من مقعدها، بينما تركت وراءها بضع ملاعق من الحساء والخبز والفواكه والمشروبات.
"أنا ذاهبة للعب."
"هل أنهيتِ طعامكِ؟"
"ماذا؟ هل سوف تتدخلين في وجباتي الآن؟"
نظرتُ إلى بقايا الطعام على الطاولة.
لم تأكل ريبيكا أي خضروات ولم تلمس حتى شريحة اللحم المطبوخة واللذيذة.
"هل هكذا تأكل الطفلة دائماً؟"
رفعتُ ذقني لأشير به نحو ريبيكا التي كانت تجلس على الأرض، عندها أحنت الخادمة التي كانت بجانبي رأسها بسرعة.
"الآنسة ريبيكا لا تأكل جيدًا عادةً. وخاصة هذا النوع من الأطباق …"
لقد قالت الخادمة أن ريبيكا لا تستطيع هضم الطعام القاسي مثل اللحوم.
"إنها لا تبدو صغيرة إلى ذلك الحد."
كما لو أن ذلك لفت انتباهها، تحول رأس ريبيكا نحوي قليلاً.
"أنا لستُ صغيرة؟"
"هل قلتِ أنكِ في الخامسة من عمركِ؟"
"نعم! أنا في الخامسة."
"أجل. أنتِ لستِ صغيرة جدًا بالنسبة لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات."
عند كلامي هذا، ابتسمت ريبيكا بشكل مشرق.
"إذن أنا لستُ صغيرة."
تفاجأتُ بصوتها البريء الذي سمعته لأول مرة.
'ألم يخبرها أحد من قبل عن هذا؟ يبدو أن ذلك لأنه ليس هناك أي طفل آخر يمكنها مقارنة نفسها به. ومع ذلك، كان ينبغي على المربية أن تخبرها بذلك.'
بينما كنتُ غارقة في التفكير، اعترضت المربية على كلماتي بصوتها الحاد.
"لماذا لا تتوقفين عن قول هذا الهراء للآنسة؟"
"الهراء؟ أنتِ بالتأكيد تعلمين أكثر من أي شخص آخر أن الطفلة أطول من بقية أقرانها، أليس كذلك؟"
"إنها ليست طويلة. كيف يمكنكِ أن تقولي هذا وأنتِ لا تعرفين شيئًا؟"
هل قالت للتو أنني لا أعرف شيئًا؟
بما أنني عشتُ في دار للأيتام، فقد رأيتُ أطفالاً في سن الخامسة أكثر من أي شخص آخر.
لذلك أعلم يقينًا أن ريبيكا أطول من عمرها.
حتى ليونا، التي عاشت في هذا العالم وواجهت العديد من الصعوبات، كانت على دراية جيدة بهذه المعلومات الأساسية.
ولكن بأن تكذب هذه المربية بوقاحة هكذا أمامي...
"أيتها المربية، يبدو أنكِ لا تعرفين ذلك لأنك لم تخرجي من هذا المنزل منذ فترة طويلة."
"... هل أنتِ تسخرين الآن؟"
"لقد سخرتِ مني أولاً. أنا فقط أرد لكِ الجميل."
عند سماع كلماتي، بدأ فم المربية يرتجف.
اهتزت عيناها يمينًا ويسارًا كما لو كانت تريد أن تضربني على الفور.
"أنتِ وقحة جدًا بالنسبة لشخص جاء إلى هنا من أجل المال. لو كنت مكانكِ، كنتُ لأكون محرجة جدًا للوقوف أمام الآنسة ريبيكا. النساء اللواتي جئن قبلكِ لم يأتوا ليأخذوا المال ويبيعوا أجسادهن مثل العاهرات كما تفعلين أنتِ الآن."
"مربية أطفال لا تقوم بالانتباه إلى أي نوع من الكلمات تقوله أمام طفلة في الخامسة من عمرها؟"
"لكن كلامي ليس خاطئاً، أليس كذلك؟"
"ربما. لكن ما الفرق بين أن ألعب أنا دور والدتها من أجل المال وأن تلعبي أنتِ دور مربيتها من أجل المال؟"
"كيف تجرئين…!!!"
لا أعرف من أين جاءت ثقتها بنفسها، لكن المربية حاولت رفع صوتها علي لكنها أغلقت فمها على الفور.
"أخبريني، ما الفرق بيننا؟"
"......"
"هناك قول مأثور يقول: إذا كان بيتك من زجاج، لا ترمي بيوت الناس بالحجارة. من المضحك حقاً أنك أنتِ من تقولين مثل هذا الكلام لي."
"نحن مختلفتان!"
"لا يوجد أحمق في هذا العالم يعتقد أننا مختلفتان. إذا كنتِ سوف تصرخين هكذا كالبعير أمام الطفلة، فما عليك سوى الخروج من هنا. سوف أطردكِ هذه المرة إذا كرّرتِ فعلتكِ هذه."
"......."
يحتاج بعض الأشخاص إلى أن يتم توبيخهم بقسوة من أجل أن يتمكنوا من الاستيقاظ أخيرًا.
تماما مثل هذه المربية.
وأخيرًا، بدأتُ في تناول وجبتي المتأخرة بعد أن أصبحت الغرفة هادئة مجدداً.
لقد أصبح الحساء بارداً بالفعل وفقدت شريحة اللحم دفئها، لكن الطعام كان ما يزال لذيذاً جدًا.
وبفضل ذلك، أنهيتُ وجبتي بسرعة.
'إذا كان بإمكاني تناول مثل هذه الوجبة اللذيذة كل يوم، فسوف أزور هذه الغرفة يومياً حتى لو لم يعجبني ذلك.'
إذا أتيتُ إلى هنا كثيرًا، سوف تكرهني ريبيكا أكثر.
وفي النهاية، سوف يطردني الدوق من هنا، أليس كذلك؟
هبت رياح المساء معتدلة من النافذة.
"حسناً أيتها المربية، لنخرج."
"هل تعنين كلامكِ حقاً؟ هل أنتِ متأكدة من أنكِ لن تسمحي لي بالبقاء هنا طوال الليل؟"
"بالطبع، لذلك دعينا نخرج الآن."
"هاه؟ لكن الآنسة لا تستطيع النوم بدوني!"
"حسنًا، أنا لا أعتقد ذلك."
ربما لأن اليوم كان صعباً، فقد كانت ريبيكا نائمة بالفعل بين ذراعي خادمتها.
"هاههه .... أخشى أنها سوف تبدأ بالبكاء وسوف تبحث عني فور ما تستيقظ!"
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────