──────────────────────────

🌷 الفصل السابع -

──────────────────────────

"أنا لا أعلم شيئًا عن هذا الشأن. لكن إذا كنتِ مربية أطفال حقًا، فيجب أن تعرفي أنه لا ينبغي عليكِ أن ترفعي صوتكِ عندما تكون الطفلة نائمة."

"... هذا لأنكِ تستمرين في قول الهراء!"

"إذا كنتِ لا تريدين أن يتم جرك خارج هذه الغرفة بالإجبار، دعي الطفلة تستريح واخرجي من هنا بهدوء. أخشى أن الطفلة سوف تستيقظ إذا ما بقيتِ هنا."

نظرت إليّ المربية لفترة طويلة جداً.

ولكن بعد ذلك، سواء غيرت رأيها أم لا، خرجت دون أن تقول أي شيء.

كاحتياط في حالة عودتها، بقيتُ في الغرفة لمدة نصف ساعة أخرى قبل أن أغادر لغرفتي أيضًا.

"إذا ما عادت المربية إلى هنا، تعالي وأخبريني في أي وقت."

"…حسناً. لقد فهمت."

لم يكن يبدو أن هؤلاء الخادمات سوف يستمعن إلى كلامي حقًا.

رغم أنهم كانوا يعاملونني بشكل أفضل مقارنة بما كانوا عليه عندما وصلتُ إلى هذه الغرفة لأول مرة، إلا أن رئيستهم كانت هي المربية، وليس أنا.

لذلك استدرتُ دون أن أقول أي شيء إضافي.

"أنا متعبة."

لقد كان هذا هو أول يوم لي في العمل، وكان يومًا حافلًا بالأحداث مما جعلني أشعر بالنعاس الشديد.

ولكن عندما كنتُ على وشك الخروج من غرفة ريبيكا، أوقفني أحدهم.

"عفواً ... سيدة ليونا."

"نعم؟"

"من- من الآن فصاعدًا، سأصطحبكِ من غرفتكِ إلى هنا بانتظام في الصباح...!"

لقد كانت هذه إحدى الخادمات.

أعتقد أنني رأيتها في غرفة ريبيكا لفترة وجيزة، لكنها لم تكن مميزة كثيراً ولذلك لم أستطع تذكرها.

"اِسمي مَيّْ!"

وبينما كنتُ أحدق بها، خفضت المرأة رأسها على عجل وقدمت نفسها.

"لقد مرت 3 أشهر فقط منذ أن دخلتُ قصر الدوق."

"إذا كنتِ معي، فقد يتسبب لكِ هذا بالمزيد من المتاعب."

لا يمكن أن تكون هذه الخادمة سعيدة بمرافقتي فجأة.

لكن مَيّْ، التي كانت غافلة عن قلقي، ابتسمت بإشراق.

"لا بأس! في الواقع، ربما سوف أستقيل من هنا قريبًا. لذا... من فضلكِ لا تشعري بالضغط! أنا لستُ في صف المربية أو الدوق!"

"إذن أنتِ لستِ في صفهم، أليس كذلك؟ لكن ليس عليكِ أن تقولي هذا لي مباشرة. كلما فتحتِ فمك بسهولة، كلما زاد احتمال أن تُشنقي يومًا ما."

عند كلماتي هذه، أمسكت مَيّْ رقبتها على عجل.

"سوف أبقي ذلك في بالي…!"

لقد كانت هذه نصيحة لي ولها.

وكانت أيضًا نصيحة لـ"مَيّ" بشأن الشخص الذي أرسلها إلى هنا.

"إ-إذن هل يمكنني مرافقتكِ يا سيدة ليونا؟"

"اِفعلي كما يحلو لكِ. أنا سوف أعود إلى غرفتي على أية حال."

بدأت مَيّ، التي بدت سعيدة لسبب ما، تسير أمامي بينما تسبقني بخطوة أو اثنتين.

بشعرها البني، بدت في نفس عمري، لكنها كانت أكثر إشراقًا مني.

"لقد كنتُ قلقة من أنكِ قد ترفضيني!"

"حقاً؟"

"أنا أريد أن أنسجم معكِ يا سيدة ليونا!"

"ألم تقولي للتو أنكِ سوف تستقيلين من هنا؟ لماذا تريدين أن تنسجمي معي؟"

"آه ... هـ-هذا ..."

استطعتُ أن أرى أن خطواتها تعثرت فجأة.

"هذا صحيح. ولكن أليس من الأفضل أن ننسجم مع بعضنا البعض قبل أن أغادر؟"

"هذا صحيح. ولكن لماذا حتى تغادرين؟ لا يوجد شيء أفضل من أن تكوني خادمة في هذه الدوقية."

عندها فقط استدارت مَيّ وصفّقت بيديها بحماس.

"في الواقع، يقوم القصر الإمبراطوري بتوظيف الخادمات في الآونة الأخيرة! لذلك أريد الذهاب إلى هناك."

"القصر الإمبراطوري؟ إنهم بالكاد يقومون بتوظيف عمال جدد ما لم تكن هناك مناسبة خاصة، أليس كذلك؟"

"بينما يقومون باختيار خطيبة ولي العهد، سوف يكون قصر ولي العهد قيد الترميم. وبما أن ولي العهد قد يتزوج في وقت قريب، فإنهم يقومون بجمع الخادمات وإعدادهن منذ وقت مبكر. بهذه الطريقة، لن تضطر خادمات القصر إلى الانتظار لمدة سنة أو سنتين قبل أن يشتغلن في قصر ولية العهد الجديدة."

عندما سمعتُ كلماتها، تنهدتُ ببطء.

بالتفكير في الأمر، كان من المفترض أن تصبح ريبيكا خطيبة الأمير.

سوف تصبح شخصيتها السيئة بالفعل أسوأ بمجرد أن تصبح خطيبة ولي العهد.

'إن كلمة فتاة متعجرفة بشكل يفوق الخيال تناسبها تمامًا.'

بمجرد أن كنتُ على وشك التنهد مجدداً، خطرت في ذهني فكرة جيدة.

'لقد أصبحتُ ليونا على أي حال. لقد تخلت عائلتها عنها, ولن يبحث عنها أحد إذا ما اختفت. لذا إذا لم يكن لدي أي مكان أذهب إليه لاحقًا، فهل يجب أن أصبح خادمة في القصر؟'

لقد كنتُ قلقة لفترة من الوقت حيال الطريقة التي سأعيش بها بعد طردي من هنا.

بالنسبة لـليونا، كان وجود الأسرة أسوء من غيابهم، حيث كانوا يتشبثون بها مثل العلقة ويمتصون دمها إلى آخر قطرة.

ولذلك، فإن القصر الإمبراطوري يمكن أن يصبح ملجأً لي بعد هروبي من هنا.

ابتسمتُ بلطف قدر الإمكان لـمَيّ، التي أعطتني مثل هذه المعلومات القيمة.

"لقد فهمت."

"نعم! لهذا السبب سوف أصبح بالتأكيد خادمة في القصر!"

"نعم. آمل أن تحققي هدفكِ."

ومع ذلك، لم يكن لدي خيار سوى الشعور بالغرابة.

لماذا تخبرني الخادمة التي التقيتُ بها للتو اليوم بمثل هذه المعلومات التفصيلية؟

لقد كان هذا يبدو كما لو أنه سيناريو مكتوب.

"ولكن هل يمكنكِ قول ذلك بشكل عرضي هكذا؟ هل يتقبل الدوق فكرة أنكِ سوف تستقيلين بهذه الطريقة؟"

"آه نعم. هو يفهم ذلك. أوه، لقد وصلنا~!"

في هذه الأثناء، كنا قد مشينا لفترة طويلة، وقبل أن أعرف ذلك، وصلنا بالفعل أمام غرفتي.

"أنتِ مذهلة مَيّ. لقد عرفتِ أين تقع غرفتي في الحال."

ليس هذا فحسب، بل كانت كل تصرفاتها مشبوهة.

"لقد- لقد سمعتُ عن مكانها من شخص ما. لقد كنتُ مفتونة بالسيدة ليونا منذ المرة الأولى التي التقينا فيها وأردتُ أن أكون إلى جانبكِ."

"حسناً. شكراً لكِ لإحضاري إلى هنا."

"إذن سوف آتي لاصطحابكِ قبل أن تستيقظ الآنسة غدًا!"

أحنت مَيّ رأسها بأدب وفتحت لي الباب، لذلك دخلتُ الغرفة بينما أستمتع بالفخامة الغير متوقعة.

لقد كنتُ متعبة جدًا لدرجة أنه بمجرد أن أغلق الباب، ألقيتُ بجسدي فوق السرير ونمتُ.

***

كان كل يوم يشبه الآخر إلى حد كبير.

وكأنها كانت ملتزمة بما قالته، جاءت مَيّ لاصطحابي كل يوم.

هل هذا بسبب ذلك؟

لقد أصبحتُ أتمكن من العثور على غرفتي بدونها.

لقد كنتُ سيئة جدًا في الاتجاهات، ولم أكلف نفسي عناء حفظها لأنني اعتدتُ أن يكون هناك من يرشدني.

لكن لحسن الحظ، بدأتُ أحفظ الطريق في كل مرة أخرج فيها تحسبًا لموقف غير متوقع.

بحجة الشعور بالاختناق، كنتُ أتجول في القصر قبل أن أذهب إلى غرفة ريبيكا، وبفضل ذلك أصبحتُ أتذكر الطريق بدقة.

لقد كان هناك مطبخ صغير ليس ببعيد عن غرفتي. وكان المطعم، الذي كان يفتح أبوابه فقط عندما يأتي الضيوف، خالياً.

كنت أذهب إلى هناك كل ليلة وأعد لي الطعام الذي أرغب في تناوله.

وهكذا كنتُ أقضي وقتي في الدوقية.

لم يقل الدوق شيئًا عني منذ ذلك الحين، وكل ما كان علي فعله هو القدوم ثلاث مرات يوميًا لرؤية ريبيكا.

لسوء الحظ، لم يكن هناك شيء اسمه الطرد.

لقد مر 15 يومًا.

"ماذا ستفعلين اليوم؟"

"......"

"ألن تجيبني الآن؟"

"…نعم. لا تتحدثي معي. إنكِ مزعجة."

مع مرور الأيام، أصبحت أعصاب ريبيكا أكثر حدة كما لو أنها كانت تظهر أنها ليست سعيدة بوجودي هنا.

"حسناً. إذن افعلي ما يحلو لكِ. سأقضي أيضًا بعض الوقت في قراءة الكتب الأخرى."

في البداية، بدأت الطفلة تفتح قلبها لي، ولكن بعد ذلك تغيرت ريبيكا مرة أخرى.

لقد أصبحت حساسة للغاية ونأت بنفسها عني.

نظرتُ بهدوء إلى ريبيكا، ثم حولت نظري إلى الكتاب الذي كان بين يدي.

لقد كانت الساعة الحادية عشرة تقريبًا.

كان لدى الطفلة روتين ثابت.

كانت ريبيكا تستيقظ حوالي الساعة 11 صباحًا، ثم تغتسل، ثم تتناول وجبة الإفطار، وبعد ذلك، تمضي الوقت في فعل ما تريد القيام به.

كانت تبقى في الغالب داخل الغرفة، ولكن هناك أوقات تتحرك فيها الطفلة بشكل غريب.

كانت ريبيكا تذهب مرة في اليوم إلى الحديقة عندما تصبح شمس الظهيرة دافئة.

ولهذا السبب ذهبتُ إلى مكتب الدوق مع مَيّ بعد أن عهدتُ بالطفلة للخادمات الأخريات لأخذها إلى الحديقة.

ظهوري المفاجئ جعل وجه الحارس الذي كان يحرس المكتب يتحول إلى اللون الأبيض.

"آه... سيدة ليونا."

"لقد جئتُ لرؤية الدوق. لكن وجهك يبدو متصلبًا للغاية كما لو أنه ليس من المناسب لي أن آتي إلى هنا."

"أوه، لا. أنا فقط لم أكن أعتقد أنك قد تأتين إلى هنا. سأعلن حضوركِ للدوق."

نظر الحارس إليّ وإلى مَيّ بتعبير مذهول ثم دخل إلى الداخل.

وبعد فترة، فُتح الباب، وأخيرًا، حظيتُ بمقابلة خاصة أخرى مع ذلك الرجل بعد وقت طويل.

"هل جئتِ لمقابلتي؟ كم أن هذا تصرف نادر."

"أنا هنا لأقول لك شكراً، وهناك شيء أردتُ مناقشته معك أيضًا."

"لماذا حتى تشكريني؟"

"لقد أصبح من السهل علي التجول في القصر لأنك قمت بتعيين مَيّ لإرشادي. لذلك أردتُ أن أعرب عن امتناني لك."

كان الدوق مندهشًا بعض الشيء مما قلته، ولكن بعد ذلك ارتسمت ابتسامة على وجهه.

"إذن أنتِ تعرفين بالفعل؟"

"من المستحيل أن يقترب مني شخص ما دون أن يحمل نوايا خفية. من الأساسي أن نكون حذرين بشكل خاص من اللطف غير المشروط."

لقد عرفتُ ذلك على الفور عندما اقتربت مني مَيّ فجأة.

لكن الأمر المثير للدهشة حقاً هو أن الدوق لم يكن يعلم أنني على علم بذلك.

بينما كنتُ ثابتة في مكاني، نظرتُ إلى الدوق لفترة طويلة.

"لكن وجودها بجانبكِ ليس ناتجاً بشكل كامل عن أمري لها. يبدو أنكِ أسرت قلب الخادمات بطريقة ما، لأن عدد المتقدمين لخدمتكِ قد زاد بشكل كبير."

"أنا سعيدة لسماع ذلك."

لماذا؟

يجب على المرء أن يكون حذراً بشأن اللطف غير المشروط، ولكن لماذا تريد الخادمات أن يصبحن إلى جانبي؟

في الواقع، ليست لدي أي فكرة عن هذا.

ولكن بعد ذلك، نظر الدوق إليّ وهو يصفف شعره غير المرتب.

"إذن لماذا أتيتِ إلى هنا اليوم؟"

"ما رأيك أن نتمشى قليلاً؟"

"نتمشى؟ أتساءل عما إذا كنتُ أحلم الآن."

أثناء قوله ذلك، قام الدوق بترتيب الوثائق التي كان يُعاينها في مكان واحد فوق المكتب.

"لن ترفض؟"

"لأنني فضولي بشأنكِ. لقد سمعتُ أنكِ كنتِ تفعلين أشياء غريبة لابنتي في الآونة الأخيرة."

"سوف أعتبر أن كلماتك هذه مديح لي."

"إنه مديح بالفعل."

عندما رأيته يقبل دعوتي بهذه السهولة، ابتسمتُ.

مهما كان السبب، أنا فقط بحاجة لأخذه معي.

وفي هذه الأثناء، ارتدى الدوق سترته واقترب من الباب.

"دعينا نذهب. ولكن إلى أين نحن ذاهبون؟"

"متاهة الحديقة."

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2024/01/11 · 64 مشاهدة · 1565 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025