كان الممر المؤدي إلى قاعة الطعام طويلاً ومضاءً بثريات ضخمة تعكس وهجها على الأرضية الرخامية كنت أسير خلف الخادم بصمت أضم يدي إلى صدري محاولاً كبت التوتر الذي يتزايد مع اقترابنا من القاعة

[لماذا قال "ستموت"؟ هل كان يهددني حقا أم مجرد مزاح غريب؟]

رغم أنني كنت أحاول إقناع نفسي بعدم القلق، إلا أن كلماته عالقة في رأسي

عند وصولي إلى القاعة فتح الخادم الباب وأعلن وصولي رفعت رأسي لأرى والدتي جالسة بجانب الدوق البريش يتحدثان بهدوء بينما آثر يجلس على الجانب الآخر من الطاولة متكئاً ببرود على الكرس

حول نظراته مباشرة نحوي، لكن وجهه لم يظهر أي مشاعر واضحة

"أسيل، تعال واجلس بجانبي" قالت والدتي بابتسامة مشجعة

هرعت نحوها وجلست بجانبها، محاولاً تجاهل نظرات آثر الحادة

"كيف تجد القصر؟" سأل الدوق ألبريش بصوته العميق متجهاً بنظره إل

"إنه... جميل جداً ابي ~" أجبت بصوتي الطفولي

ابتسم الدوق ابتسامة خفيفة وهز رأسه، ثم وجه حديثه لآثر:

"آثر، عليك أن تعتني بأسيل من الآن فصاعداً. إنه أخوك الآن "

لم أستطع إلا أن أنظر إلى آثر بخوف خفي، لكنه لم يظهر أي انزعاج. بدلاً من ذلك، أومأ برأسه بهدوء وقال بصوت ثابت:

"بالطبع، سأفعل."

[هل كنت مخطئاً بشأنه؟ يبدو أقل عداء مما توقعت....

بعد العشاء عانقت والدتي عناقا ناعما ثم ذهبت للنوم تابعت الخدم لاني لم احفظ طرق القصر بعد واوصلني الخادم إلى جناح القصر المخصص

بينما كنت أعود إلى غرفتي، لاحظت خطوات خفيفة تتبعني. التفت لأجد آثر يمشي خلفي بهدوء.

[ أمي!!!! مخيف!! لما يتبعني؟]

حاولت التظاهر بالهدوء

وقلت بابتسامة محرجه

هل تحتاج شيئاً؟"

توقف للحظة ونظر إلي بعينين مليئتين بالغموض، ثم قال:

"غرفتك قريبة من غرفتي. إن احتجت أي شيء، يمكنك القدوم لي."

تراجعت قليلاً من المفاجأة، ثم تلعثمت: "شكراً... هذا لطف منك "

لكنه لم يرد واكتفى بالتحديق بي لثوانٍ أخرى قبل أن يدير ظهره ويكمل طريقه.

[ ماذا الأن معه ؟ أنا متوتر بالفعل ...]

***************************************

مع بزوغ الفجر، استيقظت على صوت زقزقة الطيور وأشعة الشمس الدافئة التي اخترقت ستائر غرفتي وأنا اعانق دمية الارنب الكبيرة بقوه

بعد أن غسلت وجهي وارتديت ملابسي بمساعدة الخدم قررت استكشف الحديقة الكبيرة التي رأيتها بالأمس

كانت الحديقة ضخمة مليئة بالأشجار العالية والأزهار المتنوعة أشبه بغابة مسحورة بينما كنت أتجول مستمتعاً

شعرت بشيء يتحرك خلفي عندما التفت رأيت آثر يقف على بعد مسافة ليست قريبة جداً متكئاً على جذع شجرة

كان يبدو وكأنه يتجاهل وجودي تماماً، لكنه لم يبدُ أنه جاء إلى هنا بالصدفة.

" هل كنت... تراقبني؟" سألت بتردد، محاولاً كسر الصمت

بعد لحظه صمت محرجة طويله رفع رأسه قليلاً ثم نظر إلي ببرود وقال: "ليس تماماً. كنت هنا قبل أن تأتي."

حاولت إخفاء الإحراج الذي شعرت به من خلال قول شئ والمغادره لاكنه سبقني

"الحديقة كبيرة جداً. من السهل أن تضيع هنا. لا تذهب بعيداً."

كانت نبرته أكثر هدوءاً مما توقعت، ولم تكن تحمل أي تهديد أو عداء.

[ربما، فقط هو ليس سيئاً كما ظننته.]

بقيت أنظر إليه للحظة ثم قررت الاستمرار في استكشاف الحديقة

شعرت بنظراته تتابعني بين الحين والآخر لكنها لم تكن ثقيلة أو مزعجة بل كانت أشبه بمراقبة هادئة وكأنه يحرص على ألا أتعثر أو أضيع اختفت تلك النظرات وأنا أسير في طريق

[إنه مختلف عن الصورة التي رسمتها في رأسي عنه قد يكون الأمر أفضل مما توقعت حسنا ليس لدى الشخصية الرئيسية العادلة دافع لكرهي دون سبب ]

بينما كنت أسير شعرت بالدوار وأظلمت رويتي فاجأ وسقطت على الأرض بقوه كدميه قطعت خيوطها

كنت أشعر بالألم الحارق في كل جسدي وخاصة صدري لدرجه الخدر لم أستطع التنفس أو التحرك من شدة الألم

[ لما تحدث نوبة أخرى الأن لقد كنت اخذ ادويتي بانتظام ]

لم تمضي ثوانن حتى فقدت وعي بسب الألم بينما بقيت رؤيتي تظلم وتعود كان هنالك شخص يحملني بين ذراعيه ثم فقدت وعي مرتا أخرى

شعرت وكأن العالم بأسره يبتعد عني شيئًا فشيئًا، والصوت الوحيد الذي ظل يتردد في أذني كان دقات قلبي العنيفة خيم الظلام على كل شيء لم أعد أشعر بشئ حتى اظلم وعي تماما

***************************************

عندما فتحت عينيّ كان كل شيء مشوشًا السقف المزخرف بغرفة مجهولة كان أول ما رأيته شعرت برائحة خفيفة من العطور الهادئة المنتشرة في المكان إلى جانب دفء لطيف يحيط بي حاولت تحريك يدي لكن عضلاتي كانت ثقيلة وكأنها مقيدة

"أسيل؟"

رن صوت والدتي القلق بجانبي عندما التفت بصعوبة رأيت وجهها الجميل القريب من وجهي بوجه شاحب تعلوه ملامح الفزع والقلق

"أمي؟" همست بصوت ضعيف وكأن الكلمات تهرب مني

أمسكت يدي بقوة والدموع تترقرق في عينيها: "ظننت أني سأفقدك!"

كانت عيناها مليئتين بالمشاعر المختلطة، وكأنها تحاول كبح دموعها دون جدوى

شعرت وكأن العالم بأسره يبتعد عني شيئًا فشيئًا، والصوت الوحيد الذي ظل يتردد في أذني كان دقات قلبي العنيفة. فجأة، خيم الظلام على كل شيء. لم أعد أشعر بجسدي، وكنت أجهل تمامًا ما حدث.

عندما فتحت عينيّ، كان كل شيء مشوشًا. السقف المزخرف بغرفة مجهولة كان أول ما رأيته. شعرت برائحة خفيفة من العطور الهادئة المنتشرة في المكان، إلى جانب دفء لطيف يحيط بي. حاولت تحريك يدي، لكن عضلاتي كانت ثقيلة وكأنها مقيدة.

"أسيل؟"

رن صوت والدتي القلق بجانبي. عندما التفت بصعوبة، رأيت وجهها الجميل القريب من وجهي، تعلوه ملامح الفزع والقلق.

"أمي؟" همست بصوت ضعيف، وكأن الكلمات تهرب مني

أمسكت يدي بقوة والدموع تترقرق في عينيها: "ظننت أني سأفقدك!"

كانت عيناها مليئتين بالمشاعر المختلطة وكأنها تحاول كبح دموعها دون جدوى

[لقد حدث الأمر مرة أخرى هذا الجسد الضعيف لا يمكن الوثوق به... جعلت أمي تبكي مرتا أخرى أشعر بالضيق حقا ..... أرجوكي لا تبكي]

قلت بصوت مكسور بالكاد كان مسموعا

"أنا آسف."

"لا تعتذر، يا صغيري. فقط كن بخير... هذا كل ما أريده "

عانقتني بدفى بينما لم أستطع منع الدموع من التساقط شعرت بخوفها الشديد وهذا جعلني أشعر بالذنب أكثر

2025/01/20 · 140 مشاهدة · 897 كلمة
Jeon
نادي الروايات - 2025