حيث كان آثر يقف كان مكانا موحشا مكان يشبه المخبا السري الدماء كانت في كل مكان وحوله مجموعه من الجثث لم يبدوا عليهم الكثير من المقاومه كأنهم ماتوا بضربه سيف واحده
أنهم الأشخاص الذين حاولوا العبث في الدوقيه حيث كانوا ينقلون مواد ممنوعه في أراضي الدوقيه
جاء الفارس المرافق من أحد الممرات وعلى رداءه القليل من الدماء سلم منديلا لآثر باحترام شديد الذي كان وجهه يحمل قطرات من دماء من حاولوا الوقوف بوجهه
"لقد كأن هذا المكان الأخير .. سموك"
كان آثر في طريقه للخروج لكنه شعر بمانا أسيل بدأت تصبح أضعف شيئا فشيئا حتى اختفت تماما قطب حاجبيه بانزعاج
لم يحدث ذالك من قبل عندما يكون ناءما تكون المانا مستقرتا وضعيفه لكنها لم تختفي مطلقا أبدا إلا عندما حدث ما حدث في الحديقه
تمنى آثر أن لايكون قد حصل ما يفكر به لاكنهم عندما وصلوا إلى حيث تركه مع الفرسان لم يجد له أثرا انقطعت اثار المانا في زقاق معزول
وقف آثر في منتصف الزقاق يحدّق في الأرض حيث اختفت آثار مانا أسيل كانت يداه مشدودتين على مقبض سيفه وأصابعه البيضاء من شدة الضغط تشير إلى الغليان الصامت داخله
"سموك..." حاول الفارس التحدث بحذر لكن صوته تلاشى عندما التفت آثر ببطء نحوه لم يكن وجهه يحمل أي تعبير غاضب لم يكن هناك حتى أثر للذعر فقط هدوء قاتل
"اعثروا عليه"
كان صوتا باردا وحدا يدب الرعب في قلوب الأخرين
***************************************
استيقظ أسيل على إحساس بارد يزحف على بشرته فتح عينيه ببطء ليجد نفسه في غابة كثيفة أشجارها العملاقة متشابكه الرطوبة في الهواء تجعله يشعر بثقل غريب في أنفاسه
حاول تحريك يديه لكنه شعر بشيء يقيدهما حبال خشنة كانت تلف معصميه بإحكام لدرجة أن جلده قد تشقق ونزف تململ قليلاً وأصغى بحذر إلى الأصوات القريبة
كان هناك شخصان يتحدثان أحدهما كان مألوفًا... الفارس الذي كان من المفترض أنه ذهب في "مهمة طارئة"
"هل تأكدتَ من أن لا أحد تبعك؟" سأل الرجل الملثم بصوت خشن
"بالطبع، لم يشك أحد في أي شيء " أجاب الفارس بصوت هادئ لكن في نبرته شيء جعله يبدو أقل من مجرد تابع وأكثر كأنه متواطئ حقيقي
تسارعت أنفاس أسيل وهو يشعر بالخطر يحيط به لقد كان هذا الشخص من فرسان الدوقية لكن... لقد خانهم
لم يكن لديه وقت ليفكر أكثر فرك معصميه معًا رغم الألم الحارق يحاول تحرير نفسه شعر بالألياف تخدش جلده لكنه لم يتوقف كان قلبه ينبض بجنون
[ .........هذا مؤلم]
وأخيرًا بعد جهد مؤلم انزلقت يده اليمنى من الحبل متحررة لم ينتظر للحظة استخدم أصابعه المرتجفة لفك العقدة حول يده الأخرى وحين تحررت أخيرًا لم يتردد
قفز واقفًا وركض بكل قوته
كان قلبه يدق بجنون كأنه يريد تمزيق صدره والخروج كان جسده ضعيفًا والخدر لا يزال في أطرافه لكنه لم يتوقف الغابة كانت كثيفة الأشجار كأنها تبتلعه
"توقف!!"
سمع صراخ الفارس خلفه لكنه لم يلتفت لم يكن هناك وقت كان يسمع خطواتهم الثقيلة تطارد خلفه لكنه كان صغيرا سريعًا وانزلق بين الأشجار والأغصان بسهولة
كان البرد يجمد أطرافه لم يعلم أن كان بسبب البرد أو الخوف
كان أسيل يركض بلا توقف قدماه بالكاد تحملانه أنفاسه تتقطع وحرقة شديدة تمزق رئتيه لكنه لم يستطع التوقف لم يكن الأمر مجرد هروب… بل كان صراعًا يائسًا للبقاء
ثم فجأة شعر أن الهواء تغير
شيء مرعب انتشر في المكان
توقف جسده عن الحركة وكأن قوة خفية شلت أطرافه ارتعشت أنفاسه وهو يرفع رأسه ببطء وعيناه تتسعان بصدمة
هناك في عمق الظلام بعيدا… كان يقف آثر
لكن هذا لم يكن آثر الذي يعرفه
كان كيانًا أشبه بكابوس متجسد
لهب أزرق مقدس بدأ ينتشر من تحت قدميه يزحف عبر الأرض كأنه مخلوق حي يبتلع الأشجار والأوراق والعشب… لكنه لم يكن يحرقها بطريقة طبيعية لا هذه النيران لم تكن تهتم بالمادة… بل كانت تحرق كل شيء على مستوى أعمق شيء لا يمكن إدراكه أو الهروب منه
الهواء امتلأ بصمت غريب… لم يكن هناك صوت احتراق لا صراخ لا شيء… فقط هدوء خانق هدوء أسوأ من أي عاصفة
أسيل لم يستطع التنفس
جسده تجمد بالكامل قدماه لم تعودا قادرتين على حمله سقط على ركبتيه دون أن يدرك ذلك حتى لم يستطع حتى الصراخ لم يستطع حتى أن ينطق بشئ…
نظر إلى آثر ذلك الوجه البارد تلك العيون اللامعة بالضوء الأزرق القاتل والسيف في يده الذي تقطر منه دماء لم يعرف مصدرها…
ثم تحرك آثر
لم يمشِ لم يركض… بل ظهر أمامه كأن المسافة بينهما لم تكن موجودة من الأساس
أسيل شهق بصمت جسده يرتجف بعنف صوت قلبه كان الشيء الوحيد الذي سمعه وهو يحدق به برعب مطلق
لم يقل آثر شيئًا
لم يحتج إلى ذلك