{ واحدًا تلو الآخر } (3)
_________________________________
"أحضر البيانات حتى اتخلص من هذا الوجه الغبي"
بناءً على كلمات رويل، وضع جانيان المواد على الطاولة كما لو كان يرميها.
أشار رويل إلى البيانات.
"هذه شهادة أولئك الذين اعترفوا بأنك أعددت مكيدة لتلفيق تهمة لنقابة يد الريح. ودليل على أن الأموال قد سلمت لهم"
اتسعت عيون ماتيروس كما لو كانت على وشك الخروج. أفيد أن اشخاصًا مشبوهين قد توقفوا عند نقابة يد الريح.
'لا تقل لي أنهم كانوا هم'
"بالإضافة لكونك تجني المال من العبودية التي تحرمها الدولة. لقد فعلت كل هذا حتى يتألق هذا القصر والنقابة"
"حسنًا، ماذا تقصد!"
"كن هادئاً"
عندما زاد جانيان من زخمه، ارتجف ماتيروس وأحنى رأسه.
"أتعلم لماذا كنت أتفقد الوقت؟"
بدأ ماتيروس في التعرق أكثر.
لقد مر أكثر من 30 دقيقة منذ قدومهم.
"لا، لا تقل لي...!"
"نعم، سيأتي الجنود هنا قريبًا، لذا التزم الصمت"
"هـ...هذا!"
كنت متحمسًا جدًا لرؤية وجهه يحترق باللون الأحمر. كم سيكون محبطًا لأنه لا يستطيع التحرك أو المجادلة بتهور.
"لا تقلق، سيتم التخلص من نقابتك وقصرك جيدًا"
في اللحظة التي سمع فيها صوت جانيان يقول "لقد جاءو"، انتهى الامر.
"وقت الشاي انتهى"
نهض رويل من مقعده.
لقد جعل كاسيون يركض في البرية قدر الإمكان، لذلك لن يتمكن كورينس، سيد لومينا، من تغطية الحادث بسهولة.
'سيكون من الجيد تلقيه كهدية'
ارتفعت زوايا شفتيه.
"أنت!، هل تعلم ماذا فعلت لأذهب إلى هذا الحد؟"
"هذا ليس من شأني"
"اعوانكـ-…! لا، انتم دمرتم كل شيء! لن أسامحكم! لن أسامحك! انت!"
فجأة، تذكر ماتيروس ما تم اعطاؤه 'منهم' حتى يتم استخدامه يومًا ما. ولم يكن الوقت المناسب ليكون انتقائيًا/صعب الإرضاء.
هرع ماتيروس إلى رويل بشيء ما في يده.
ومع ذلك تم قمعه بسهولة من قبل جانيان. في اللحظة التي كان فيها على وشك استعادة ما كان في يده، انفجر شيء ما.
"سعال!"
تردد جانيان وغطى وجهه بيديه.
"…سم؟"
"سعال!"
عندما نظر جانيان إلى الوراء، خرج الدم الأحمر الداكن من فم رويل.
بدأ لون الجلد يتحول إلى اللون الأرجواني.
ضحك ماتيروس ورفع صوته.
"جيد! فلتمت! وغغـ…"
لكمه جانيان بكل قوته في وجهه. يبدو أنه قد فقد كل صبره/تركيزه.
لكنه قمع عواطفه وذهب إلى رويل.
"رويل! رويل! استيقظ!"
ترنح رويل وسقط.
بعد أن أصيب بشيء ما في وجهه،وسعل دمًا. كان هناك شيء ما معطل. لم يستمع إليه جسده.
'ما هذا؟'
شعر وكأنه يشتعل/يحترق في جميع أنحاء جسده.
"…قرف!"
كان الأمر أكثر إيلامًا مما كنت عليه عندما أصبت.
أزيز.
كان الصوت الذي سمعته من قبل يرن في أذني. كانت رؤيتي مشوهه/ضبابيه.
قال جانيان شيئًا ما، لكنّي لم أستطع سماعه.
وغاص في الظلمة.
****
أزيز!
بدا وكأنه صوت دوران المحرك.
حاول رويل فتح عينيه، وشعر أن الإحساس بجسده يعود ببطء.
"…لا بأس. احصل على مزيد من النوم"
نام مرة أخرى بعد أن علم أنه على قيد الحياة بصوت كاسيون الذي بدا وكأنه تهويدة.
لم أكن أعرف عدد المرات التي استيقظت فيها ونمت مرة أخرى.
وبكل مرة شعرت وكأنّي رأيت شيئًا مختلفًا.
غانيان آسف/نادم، وآريس يبكي، وكاسيون غاضب.
لا أعرف عدد الأشخاص الموجودين هناك، لكنّي رأيت عددًا قليلاً من الأشخاص يأتون ويذهبون.
لكنّي لم أتمكن من فتح عيناي. يبدو أن قوة التعافي تقول إنه لم يكن جاهزا بعد للنهوض.
لم أكن أعرف كم مضى من الوقت، لكنّي فتحت عيناي أخيرًا.
"…آه"
لقد أعمتني شمس الصباح.
كان فمي جافًا وجسدي كله ضعيف. شعرت أن شيئًا ما كان فارغًا.
"أنا جائع."
خرج صوت متصدع.
"سأجهز الوجبة قريبًا"
سمعت صوت كاسيون بجواري.
على عكس الصوت الذي سمعته عندما لم أتمكن من فتح عيناي، فقد كان مشرقًا.
أدار رويل رأسه بصعوبة.
"كاسيون"
"نعم"
"…آسف"
"رويل-نيم لم يحنث بوعده"
"نعم"
أغلق رويل وفتح عينيه.
في هذه الأثناء، ذكَرَ/طرَحَ كاسيون قصة تسميمه، حيث فتح عينيه بعد خمسة أيام.
لم أمت هذه المرة بسبب قوة التعافي، لكن في المرة القادمة...
'أنا متأكد من أنّي بحاجة إلى قوة المقاومة من أجل البقاء'
[قوة المقاومة].
سواء كان السم، أو السحر، أو أي شيء آخر، انها واحدة من القوى التي تركها/خلّفها البطل وراءه والتي تجعله مقاومًا للألم.
كاد أن يموت بسبب قلة/زيادة المانا، وكاد السم أن يقتله.
'لا بد لي من الحصول عليها، بالتاكيد'
"السم."
تحدث كاسيون بحذر. أومأ رويل برأسه.
لم يرَ قط سمًا يُرش هكذا من قبل، وليس عطرًا.
"كان أول نوع رأيته. اعتقدت أنّي أعرف معظم السموم، لكنّي لم أتوقع حدوث ذلك"
"إزالة السموم..."
"لقد استغرق الأمر بعض الوقت لإزالة السموم منك لأنّي لم أكن أعرف نوع السم. لقد كان من حسن حظك حقًا أن لديك تلك القوة"
تلمع عيون كاسيون بذكر عملية إزالة السموم.
'أعتقد أن كاسيون من فعلها، بالنظر إلى ما يقوله'
"تم قطع رأس ماتيروس بالأمس لإلحاقه الضرر باحد النبلاء. وقد أجريتُ بعض الأبحاث شخصيًا"
"بحث؟"
"اجل، لماذا حاول استعباد الناس وأين كان ينوي بيعهم؟"
ايقظ كاسيون رويل، واعطاه الماء، واستمر.
"لم اجد شيئًا"
"…لا شيء؟"
"لكنّي عثرت على قطعة من الورق عليها نقش على شكل لهب في موقع التجارة" (١)
سأل رويل، الذي سارع لشرب الماء، في دهشة.
"المجموعة التي علّمت كاربينا كيف تنهب سيتريا؟"
"هذا صحيح."
"كل شيء مرتبط ببعضه البعض"
"على أي حال، بات الوقت متأخر للحديث، خذ يوم نقاهة آخر لهذا اليوم، واذهب لزيارة نقابة يد الريح غدا"
"نعم."
لأكون صريحًا، لم يكن لدي القوة للنهوض. ضحك كاسيون باقتناع على كلمات رويل.
"ثم سأجهز وجبتك وأعود..."
"رويل!"
فتح جانيان الباب. حدق به كاسيون علانية واستأذن رويل وخرج إلى الخارج.
"كيف حالك؟ ألا تزال بحاجة لمزيد من النوم؟"
على عكس تعبيره القلق، وقف جانين بعيدًا.
أجاب رويل سؤاله، وهو لا يعرف ما الذي كان يفعله.
"انا بخير"
"…أنا آسف. أشعر بالخجل من نفسي"
"فلتعتبره دينًا"
"كدت تموت. أنت لم تستيقظ حتى لمدة خمسة أيام. هذا خطأي، لذا يمكنك أن تضربني حتى تشعر بالرضا"
عندها فقط لاحظ مسافة جانيان.
شعر جانيان بالذنب ولم يستطع الاقتراب منه.
'يا للجنون'
بدلاً من الكلام، صفق رويل بيديه. عندها فقط اقترب جانيان.
"ليس لدي القوة لضربك، لذلك أنت مدين لي بواحدة"
"دين؟"
"ألم تقل انك نادم على ذلك؟"
لم يُحسم تعبير جانيان الحازم بسهولة، رغم أنه كان يمزح.
كفارس، لم تستطع الوعود الاستمرار في إثقال/التأثير على قلبه.
"أنا على قيد الحياة، وهذا يكفي"
"لايكفي قول هذا. ظللت تتقيأ الدم، وعروقك كلها تظهر، وبشرتك..."
"حسنًا، إذا كنت ستلقي مثل هذا الحديث اللطيف، فاخرج"
لوح رويل بيده. فقط أثناء طرده ابتسم جانيان بشكل محرج.
"عندما تعود، تخلص من كل شيء. لأنّي سأفعل نفس الشيء أيضًا"
"…حسنا"
"ورجاءً استدعي اريس"
"أنت تبدأ في التصرف مثل كاسيون"
"أنت مدين لي بدين كبير، لذا يجب أن أستخدمه كثيرًا"
"حسنًا"
فجأة أخرج جانيان سيفه عندما ظننت أنه سيذهب للخارج.
صرير.
كان رويل في حيرة من امره من الصوت وافعال جانيان.
'ماذا يفعل؟'
"أنا، جانيان كروفت، من الفرسان الزرق، سأحمي رويل ستيريا، أقسم على شرفي كفارس بهذا"
كان رويل مندهشًا حقًا من الاعلان المفاجئ على غفلة.
قسم الفارس. لم يكن إجباريًا مثل عقد المانا، لكنه كان قسمًا يجب على الفارس أن يحافظ عليه.
"…أجننت؟ قم بإلغائه فورًا"
فجأة أصيب رأسه بالصداع.
كان هو وجانيان من دول مختلفة.
ماذا سيحدث لو اندلعت الحرب؟
"سأذهب"
ابتسم الشخص الذي تسبب في الصداع بخفة وخرج.
'رجل مجنون'
حاول رويل أن يتغاضى/يتناسى هذا الامر.
بعد برهة سمع طرقًا على الباب.
"ادخل"
أريس، الذي كان يأكل جيدًا لبضعة أيام، جاء بعناية إلى الداخل.
'…ألا يبدو أطول قليلا؟'
توقف رويل عن النظر إلى آريس، ونظر إلى نفسه.
لم يتغير جسده كثيرًا منذ دخوله الجسد لأول مرة. بدلاً من ذلك، شعر وكأنّه يجف.
"شكرًا لك"
احنى آريس رأسه بحسرة قبل أن يتكلم. كان صوته منخفضًا.
"وانا آسف"
"ماذا؟"
نظر أريس إلى رويل المحتار من كلماته.
كان رويل أنحف مما كان عليه قبل عدة أيام. كان يشعر بالقلق من أنه قد يجف.
"كل شىء. شكرا لك وآسف"
تحولت عيون آريس إلى اللون الأحمر قليلاً.
"كان قراري أن أساعد، لذلك لا بأس"
تأثر آريس لأنّي اخبرته أنه كان جشعي للمساعدة. أنا متأكد من أنه سيتفهم الامر.
"هل لديك مكان تذهب إليه؟"
"لا"
"هل قلت إنك مدين؟"
"....نعم."
أحب رويل الوضع الحالي.
الآن بعد أن زرعنا البذور، وبدأت تنضج، علينا حصادها.
"اذا، كن مرافقي"
"نعم؟"
"كن مرافقي"
"أنا؟ أتقصدني؟ كيف أجرؤ.."
"لهذا السبب اقترحت ذلك"
ظهر نمط درع على ظهر يد رويل.
بغض النظر عن قلة معرفة أريس، فقد كان يعلم ما يعنيه ذلك.
ضحك رويل بغطرسة.
"أنا اللورد"
"لـ...لورد!"
تمتم أريس مجددًا بصوت منخفض.
لم يكن مجرد نبيل، بل لوردًا.
"هل تفهم إذا أخبرتك أنّي اخترتك من منظور سيد العائلة؟"
على عكس جسده ضعيف المظهر، لم تكن عيون رويل ضعيفة.
كان صوته هادئًا للغاية وكان ينظر إلى اريس مباشرة.
لم تكن هذه كذبة، حتى أن أريس تمكن من اكتشاف ذلك بسرعة.
سرعان ما نشأت الأسئلة مرة أخرى. لماذا هو؟
"حسنًا، لنغير الموضوع. سعال."
كان يتألم في كل مرة يسعل فيها، لكنه لم يرفع عينيه عن أريس.
"أريد شخصًا اعهد له بحماية ظهري، وأريدك أن تقف هناك."
في تلك اللحظة، فهم آريس أخيرًا.
على الرغم من عدم امتلاكه لأي شيء بين يديه، فقد أصبح شخصًا موثوقًا به لهذا السبب.
شعر بالغرابة.
شعر بالدغدغة لأنها كانت المرة الأولى التي تلقى فيها تلك النظرة الجديرة بالثقة.
"لماذا أنا؟"
سأل أريس، بوجه يطلب تأكيدًا منه. وليس مجرد اجابة.
"لأنّي أنقذتك"
خرج صوت مكتوم ولكنه طبيعي، من شفاه رويل الجافة.
ضحك أريس لأول مرة.
اختلطت الدموع بالضحك.
لم يستطع ايقاف الدموع، لان الدفء اقترب واحاط به بين الذكريات المؤلمه والمرهقه.
"شكرا.....شكرا لك"
"ليس هذا الجواب"
"سأتبع اللورد"
________________________________
يتبع>>>
~~~
١- تم ذكر الجماعة -او المنظمة- ذات نقش/نمط اللهب في الفصل ١٠ و ١١.