{ املأ الفراغات } (2)

_________________________________

"لقد وصلنا"

عند كلمات كاسيون، فتح رويل عينيه.

لم يكن يعرف السبب، لكن وجه كاسيون بدا منعشًا بشكل استثنائي.

كان شعره الذي يعتني به جيدًا فوضويًا بعض الشيء، وكانت الأوساخ مرئية على أرضية العربة.

سأل رويل في حيرة/تردد.

"أحدث شيء ما وأنا نائم؟"

"اجل، لقد خطا الجرذ في الفخ دون ان يدرك الوضع"

"حقًا؟"

على ما يبدو فقد ظهرت كليشيهات* شائعة أثناء النوم.

نزل رويل من العربة.

كانت البحيرة المفتوحة هي أول ما لفت انتباهه.

كان يرى الناس يأتون للتنزه أو الصيد.

كانت العربة تجذب الانتباه عن غير قصد لأنها كانت الوحيدة من نوعها هناك.

"إنها ليست نزهة يمكن أن يتعامل معها رويل-نيم، لذا لم يكن لدي خيار سوى قيادة العربة طوال الطريق إلى هنا. أعتذر عن لفت الانتباه غير الضروري إليك"

"لا يهم."

تتاك.

سار رويل إلى البحيرة بينما كان يستمع إلى ثرثرة الناس.

كان المظهر المتلألئ للبحيرة تحت الشمس جميلاً. كان الأمر كما لو أنه نُثر/رُش بالجواهر.

كان الماء صافيًا لدرجة ان الأسماك الموجودة في القاع كانت مرئية بوضوح.

'انه مكان جيد'

كان المكان المثالي للتخييم. سيكون من الجميل أن يأتي للتنزه في وقت لاحق.

"أعتقد أنهم هناك"

نظر كاسيون حوله وأشار إلى اليمين.

تجمع سبعة رجال في منتصف العمر معًا، بانتظار أن تعض السمكة صنارات الصيد الخاصة بهم.

كانوا في مكان به مياه ضحلة للغاية حيث لا يمكن صيد الأسماك، في زاوية حيث لا يوجد الكثير من الناس.

سار رويل على مهل واقترب منهم.

تاك تاك.

ضرب عصاه على الأرض ليعلن وجوده ويلفت انتباههم.

لكنهم لم يلقوا له نظرة واحدة حتى.

جلس رويل على صخرة مسطحة وسأل.

"هل اصطدتم الكثير؟"

"لم نستطع التقاط أي شيء"

كان الجواب سريعا.

"هناك ٧ منكم، لكن لا يمكنكم حتى صيد سمكة واحدة؟"

ثم نظر أحدهم لرويل.

سأله سؤالا بوجه حازم.

"ما الذي تفعله هنا؟"

"أنا هنا لمقابلة شخص ما"

"الناس مشتتون مثل الأسماك هنا"

"أنا أكره الإطالة في الحديث، لذلك سأختصر الموضوع. ارجع من فضلك"

"ما الذي تتحدث عنه؟ هناك الكثير من الأماكن للعودة إليها. إلى أين تخبرني أن أعود؟"

استنشق رويل 'النفس'.

'حقًا، انه يحب المراوغة في الحديث' -اللّف والدوران-

لم يكن يفضل هذا النوع من الحديث.

أعطى رويل قوةً لصوته حتى يسمعوه جيدًا. حيث بدت وجوههم عابسة.

"المقاعد جاهزة، لذا يرجى العودة إلى مقاعدكم الأصلية"

ترك الرجل صنارة الصيد. وقال بوجه كئيب قليلا.

"يبدو أنني اصطدت سمكة لأول مرة منذ خمس سنوات."

"لقد عثرت عليكم، وجئت إليكم مباشرة لأنكم بدوتم مستائين"

"كان لدي الكثير... من الاستياء"

"أعلم، لكنكم لم تغادروا هذا المكان"

"نحن نلوم أنفسنا وليس أنت. بصراحة، لم نكن نتوقع أن تأتي"

"سعال"

سعل رويل وضحك.

"كيف لا أعلم مدى انزعاجكم عندما تتجولون هكذا بشكل واضح؟"

"نحن آسفون"

وضع الرجال صناراتهم واحدة تلو الأخرى.

تم غمر صنارات الصيد ببطء في البحيرة.

"لم نفعل أي شيء، لا شيء. لا بد أنك كنت في الثانية عشرة من عمرك فقط. كنت صغيرا جدا..."

كانت الدموع تنهمر في عيون البعض. يبدو أنه من الصحيح أن العيون تضعف مع تقدم العمر.

نظر لهم رويل بنظرة دافئة.

"آسف لتأخري، لقد عدت الان"

"آسف يا لوردي، لم نفعل شيئًا. هُوَ... هو ائتمنك/عهد بك إلينا، لكننا..."

رفع رويل يده/كفه. -🤚🏻-

لم أرغب في سماع أي شيء آخر في الوقت الحالي.

كل ما عليَّ فعله الآن هو ملء الوظيفة الشاغرة.

نظر رويل إلى كل واحد منهم وتحدث.

"كنت غير كفؤ، لذلك أصبحت ستيريا هكذا. اريد ان اصلح الامور الان، هلّا ساعدتموني؟"

"إذا منحتنا الفرصة، فسنعمل لأجل ستيريا حتى لو كُسر هذا الجسد"

أحنوا رؤوسهم في نفس الوقت تقريبًا.

لم يجتمعوا هنا لاختباره.

على الرغم من عودته، فهم لم يبحثوا عنه، وقاموا فقط بمظاهرة صغيرة.

لو تم تجسدي كواحد منهم، لكانت القصة تتقدم بشكل أسرع.

لماذا الجميع خجولون جدا؟

ألم يعلن أنه عاد مع الفرسان؟

منذ ان تم الاعلان عن عودته مع الفرسان بهذا الشكل، أفلا ينبغي لهم أن يعودوا من تلقاء أنفسهم؟

"لماذا لم تأتوا لرؤيتي؟"

تردد الرجل في سؤال رويل.

أعرب الرجل عن ذنبه وأجاب بعد وقت طويل.

"لم أجرؤ على المجيء بسبب شعوري بالعار"

بعد فترة وجيزة، نظر حوله واقترب من رويل وتحدث بهدوء حتى يتمكن من سماعه.

"لأنه في اليوم الذي مات فيه اللورد، فقدناك لهم... كلنا خطاة. لذلك حتى لو تم طردك، حتى لو عدت، فلن نتمكن من مواجهتك"

"ها"

ضحك رويل بمرارة.

ذهبت كاربينا، لكنها كانت لا تزال تقضم ستيريا.

كنت سعيدًا لأنّي لم أقتلها. كان من المريح أنّي أرسلتها إلى أقذر مكان هنا وأكثرها إثارة للاشمئزاز.

كان عليها أن تعيش حياة طويلة وهي تعاني/تتعذب.

توقف رويل عن التفكير فيها وتنهد.

"في النهاية، غادر أولئك الذين كانوا موالين لستيريا بسببي؟"

"هذا، الامر ليس كذلك. ألم يتألم اللورد لفترة طويلة بسبب هؤلاء المتواضعين؟"

لم أستطع سماع سلسلة من الأعذار.

حتى السماء بدت بعيدة عن حقيقة أنه من أجل إعادة أولئك الذين كانوا موالين لسيتيريا، كان عليه أن يمسك رقابهم بنفسه كما هو الآن.

'...كنت اخطط للراحة'

"سعال، سعال"

اليوم، بدا صوت سعاله مثيرًا للشفقة.

"هناك شيء واحد فقط أريده منكم، وهو أن تخلقوا مكانا حيث يمكن للناس أن يعيشوا حياة عادية وسعيدة"

نهض رويل من مكانه مستعينًا بعصاه.

ابتسم وهو يشاهد النظرات تتبعه.

"قبل ذلك، عليكم تنظيف الاوساخ الهائلة التي أحدثها البارونات السابقون. لديكم الكثير لفعله، لذا فلتتسكعوا قليلا قبل العودة"

"بـ، بهذه السرعة؟"

"ألا يتوجب عليكم العمل طالما انكم متفرغون؟ سيتم تسليم خطاب التعيين غدًا أو بعد غد، لذا عودوا إلى مقاعدكم وقوموا بعملكم"

استدار رويل، متجاهلاً الأسئلة التي تلت ذلك.

كانت العصا ثقيلة بشكل خاص/استثنائي. في البداية، اعتقدت أن البقية سيتبعون بشكل طبيعي إذا ملأت مقاعد البارونات، لكن لم يكن الأمر كذلك.

لقد أحرقته كاربينا بشدة. -بمعنى آذتهم، وتسببت في ضرر كبير-

"هذا ليس خطأ رويل-نيم"

"من قال هذا؟"

"إذا كان لديك مثل هذا الشعور السخيف، آمل أن تتخلص منه بسرعة. انه ليس جيدًا لصحتك"

استبدل رويل الإجابة بشخير.

سواء طردته كاربينا أو أيا كان ما فعلته، فلم يكن هو.

لقد كان لوردًا فقيرًا قام بتنظيف عواقب الأوساخ المهولة لكاربينا، وغباء رويل السابق.

"كاسيون"

"نعم"

"من بين أولئك الأشخاص الذين تم طردهم، من هم الأقرب إلينا؟"

"مستحيل، هل…تخطط لزيارتهم جميعًا؟"

"لقد سمعته أيضا. الجميع خجلون ولا يجرؤون على العودة. ومن أجل ترسيخ ستيريا علينا اعادتهم إلى مواقعهم الأصلية. ألا تعلم هذا؟"

استنشق رويل 'النفس' بثقل/ضيق.

ثم سمع تنهيدة كاسيون.

"ألا يمكنك إرسال رسالة فقط؟"

"لنذهب"

عند سماع رده الحازم، فرك كاسيون وجهه.

****

بونغ. بونغ!

لم يتوقف آريس عن أرجحة سيفه رغم غروب الشمس.

شعر وكأنه أحمق.

ألم يضيع وقته بالاستراخ دون ان يعلم أن رويل كان مريضًا جدًا؟

منذ اللحظة التي اختاره فيها رويل، قرر أن يجعله سيدًا له.

كان عليّ أن أكون أقوى لأقف بجانب رويل في أسرع وقت ممكن.

كانت هذه مكافأة لرويل الذي أنقذه واختاره.

"توقف عن ذلك. سوف تتأذى"

كان بإمكانه رؤية وجه تايسون بواسطة الشعلة/اللهب خلف ظهره.

"تايسون-نيم"

"العجلة/نفاد الصبر قد يفسد كل شيء"

"لكن رويل-نيم مريض للغاية، ولم أخطو خطوة واحدة في طريق حمايته بعد"

"هل أنت غاضب؟"

"أجل، أنا غاضب"

"أنا غاضب أيضًا"

اشتعلت النيران بحدة كما لو كانت تمثل مشاعر تايسون.

"لم أكن أعرف أي شيء، لا شيء حقًا. رويل الذي اتذكره كان صغيرًا"

ربّت تايسون بيده على فخذه. غرق في الماضي لبرهة، ثم نظر إلى آريس بوجه ممزوج بالبؤس/حزن.

"كنت أفكر في الأمر طوال اليوم. فيما يريده رويل"

"...."

"ظل رويل يتحدث معي. وقد ظل يطلب مني مساعدة ستيريا لتصبح أقوى. لذلك فكرت فيما يمكنني فعله"

تلاشى البؤس/الحزن من عينيّ تايسون، وأشرقوا مثل النجوم الساطعة.

"أولا، سأجعلك ساحرًا، وهذا ما أرادني رويل أن أفعله"

"أخبرني رويل-نيم بأنه عليّ أن أكون ساحرًا وليس مبارزًا"

"اختيار حكيم. هذا صحيح، لديك مانا جميلة جدا"

مد تايسون يده.

اصبح الشيء المتأرجح حوله اغمق، وتحول إلى لون أرجواني.

"هذه هي المانا خاصتي"

اندفعت المانا بقوة باتجاه آريس.

بانج!

أزهر شيء ما على جسد أريس ومسح مانا تايسون.

"انظر. هذه هي المانا خاصتك"

رأى آريس النور الذهبي يتفتح من داخل جسده. كان ساطعًا بما يكفي ليمحو ظلام الليل.

"انه لون ذهبي ساطع للغاية"

"هذا..."

"لنكن أقوى معا"

ابتسم تايسون بلطف ومد يده إلى أريس.

"لنكن اقوياء لحماية رويل وسيتيريا"

"نعم، سأكون قويًا"

ضغط أريس على يده بقوة.

****

"ما هذا؟ أعتقد انه قادم من منزلي"

من خلال نافذة العربة، ظهرت أضواء بنفسجية وذهبية متوالية متشابهة.

"إنهما تايسون وآريس"

ابتسم كاسيون بسعادة.

"يبدو انه بدأ بتعليمه أخيرًا، هاه...."

زفر رويل بعمق.

"من تبقّى أيضا؟"

قابلت كبير الخدم والعديد من الخدم السابقين. لهذا السبب تمكنت من العودة إلى المنزل بعد حلول الظلام.

"تهانينا. بفضل عناد رويل-نيم، تبقى آذان ستيريا فقط"

كان الوجود المسمى 'الأذن' هو المخبر الحيّ، والمعروفون أيضًا باسم 'الجواسيس'.

كانوا ضروريين في العثور على معلومات مختلفة من خارج أو داخل ستيريا.

"ألا يؤلم؟"

أشار رويل إلى قلب كاسيون.

"لا بأس بهذا القدر. بفضلك، تمكنت من التحقق من فاعلية المنديل السحري مجددًا، لقد قضيت وقتًا ممتعًا"

"ألم ترهم أيضا؟ البكاء والقول انهم فعلوا شيئًا خاطئًا معي. كما توقعت، ما كان يجب عليّ إرسال رسالة كما قلت"

"أنا حقا لا أحب تلك النظرة على وجوههم. لقد مرت خمس سنوات. الأشخاص الذين لم يفعلوا أي شيء واستهلكهم عجزهم. في رأيي الشخصي، الأمر لا يستحق كل هذا العناء"

على عكس كلماته الجادة، أخذ كاسيون لاصقة حرارية، كانت أداة سحرية، ووضعها على جبين رويل.

"أعلم هذا"

"هل من المزعج استعادتهم مجددًا؟"

"هل أنت مجنون؟"

"هذا لا يشبهك يا رويل-نيم. ألست أنت من تبحث عن أشخاص يمكن استخدامهم بغض النظر عن ماضيهم؟"

استنشق رويل 'النفس'. أدار رأسه ونظر من النافذة.

"إنه مجرد أثر."

آثر لوجود رويل، وليس نفسه. لم أرغب حتى في محوه.

أجاب كاسيون كالمعتاد.

"هل هذا صحيح؟"

ويرليك.

فجأة أخذ الخنجر بيده. وتوقفت العربة.

لاحظ رويل شيئًا غريبًا.

"ما الخطب؟"

"ابق هادئًا في العربة. إياك ان تخرج"

اختفى كاسيون من ناظريه. نظر رويل من النافذة مرة أخرى.

كان الظلام حالكًا، ولم ير سوى النجوم اللامعة في السماء بوضوح.

للحظة وجيزة، ظهرت بعض الأضواء.

بدا عددهم أكثر من ثمانية أشخاص حتى كتقدير تقريبي.

'لصوص... لا أعتقد ذلك.'

حبس رويل أنفاسه عند سماع صوت اشتباك السيوف بهدوء.

'من هؤلاء؟'

كانت هناك عدة احتمالات بإمكاني تخمينها، لأنّي قمت بعدة أمور/أشياء. لكنّي وضعت قيودًا على معظمها.

بـاك!

طار شيء ما وكسر النافذة.

مع سماع ضوضاء عالية، اتسعت عيون رويل.

________________________________

يتبع>>>

~~~

[يقصد بالكليشيهات الأحداث الشائعة او المكررة في القصص او الروايات، كهجوم قطاع الطرق او اللصوص على العربة في الطريق.]

قد يلاحظ البعض اختلاف ترتيب فقرات/احداث الفصل مع الفصل الاجنبي، لأني نقلته من الكوري~

~~~

2022/11/27 · 500 مشاهدة · 1637 كلمة
Sandie 💜
نادي الروايات - 2025