{ املأ الفراغات } (3)
_________________________________
بـاك!
طار شيء ما وكسر النافذة.
مع سماع ضوضاء عالية، اتسعت عيون رويل.
سرعان ما غطى رويل وجهه بكلتا يديه.
كانت يداه ووجهه يحترقان.
طقطقة. سقطت العديد من شظايا الزجاج في العربة.
'لم يكن زجاجًا مضادًا للرصاص'
كواجيك.
سمع صوت سحق شيء ما.
كان الصوت مرعبًا جدًا لدرجة أن رويل اخفض يده بشكل لا إرادي ونظر في اتجاه مصدر الصوت.
"هل انت بخير؟ هل فوجئت؟"
سأله كاسيون وهو يمسك برقبة شخص ما.
حينها فقط نظر رويل إلى ذراعه. تدفق الدم منها بسبب شظايا الزجاج المكسور.
"الزجاج مكسور"
"آسف. انهم اكثر مما اعتقدت..."
كانغ!
اصطدم سيف شخص ما بالخنجر الذي كان يستخدمه كاسيون.
لم يكن هناك شرارة/توهج.
حيث كسر خنجر كاسيون السيف وقطع رقبة خصمه.
"كانوا يفعلون شيئًا أزعجني"
رفع كاسيون يده. امسك بيده على سهمٍ طار من مكان ما.
تعقب اتجاه السهم.
تألق الضوء في عينيه الأرجوانية.
اختفى كاسيون دون أن يترك أي أثر.
حلقت ثلاثة أعناق في السماء المرصعة بالنجوم.
عندما عاد كاسيون الذي اختفى فجأة، كان خنجره غارقًا في الدم الأحمر.
"هذا محبط"
سلّم/مرر كاسيون لرويل سهمًا عبر زجاج النافذة المكسورة.
على الرغم من أن رويل تلقى السهم فجأة، فقد انتظر ما سيقوله كاسيون.
"شعرت بالارتياح لأن نافذة العربة كانت مصنوعة من الزجاج المقوّى، لكن السهم كان به سحر. هذا محبط بعض الشيء"
كما قال كاسيون، كان هناك شيء ما يتأرجح حول السهم. -مانا-
سواء تحطمت النافذة أو اخترقت شظايا الزجاج ذراعي ووجهي، كان هناك شيء أكثر أهمية من ذلك.
"هل امسكت بأحدهم؟"
"لا. في اللحظة التي انكسرت فيها النافذة، قررت قتلهم جميعًا"
"...كاسيون"
"لكنّي أحضرت دليلًا"
فتح كاسيون باب العربة ودخل إلى الداخل وتوقف.
كان الجزء الداخلي من العربة في حالة فوضوية أكثر مما كان يعتقد.
عندما رأى رويل و شظايا الزجاج العالقة في ذراعه، بدأت نية القتل لديه في الارتفاع.
"حقًا، من الجيد انّي قتلتهم"
صرّ كاسيون بأسنانه وسلمه بعض الاوراق.
"نمط اللهب..."
اشتعل غضب رويل وهو ينظر إلى قطعة الورق. المنظمة التي أمرت كاربينا بفتح الباب أمام ستيريا.
'أتنوي الهجوم مباشرة؟ هل تحاول اعتراض طريقي؟'
رفع رويل زوايا فمه.
كنت سعيدا جدا لأنهم أتو إليّ بنفسهم.
"أعتقد أنهم نفس الأشخاص الذين هاجموا في الصباح"
"يبدو انهم أتو لتفقدنا هذا الصباح"
للتحقق من عدد الجنود الذين أحضرهم.
"سأزيل شظايا الزجاج العالقة"
مد رويل كلتا يديه.
"هل هذا هو الدليل الوحيد؟"
"نعم، أعتقد أنهم أحرقوا وجوههم عمدًا، لأن الجميع كانوا مليئين بعلامات الحروق. بالكاد تمكنت من التقاطها بسرعة قبل أن تحترق"
كان يتألم في كل مرة يتم فيها سحب الزجاج، لكن رويل لم يرمش حتى.
هل اعتاد على الألم؟
سأل كاسيون بعد سحب كل شظايا الزجاج العالقة في يديه ووجهه.
"ألا يؤلم؟"
"سأتحسن قريبًا"
عندما كان قد اكتسب لتوه قوة التعافي، طعن فخذه بحجر.
وقد شفي في النهاية، لذلك أعتقد أنه سيشفى قريبًا هذه المرة أيضا.
انتظر كاسيون.
"...لايزال ينزف. سأوقف النزيف"
لكنه لم يتوقف.
'اوه....؟'
انها ترن بأذني بوييغ، ألم تكن قوة التعافي تعمل؟
'ألا تعمل بشكل جيد؟'
كان المكان الذي اخترق فيه الزجاج حارًا.
كان الألم شديدًا، والدم ينزف. لم تكن هناك أي علامة للشفاء على الإطلاق.
سأل كاسيون وهو يرش المسحوق على الجرح.
"أمتأكد من أن القوة تعمل؟"
"أجل"
عند رؤية وجه رويل الحائر، بدا أنه وجد الموقف شيئًا غير متوقع.
سرعان ما زفر رويل بعمق.
"هذا كل شيء"
"أتقصد مقدار الطاقة المستخدمة؟"
"أجل، لقد بذلت جهدي لتحريكها، ولكن مع النمو الحالي، يجب أن يكون هذا هو الحد الأقصى. إنها ترن بأُذني بـويينغ"
"ما هذا الصوت؟"
رش كاسيون المسحوق على ذراع رويل الأخرى أيضا.
"انه صوت القوة القصوى"
اجاب بنبرة غير مبالية، أخرج كاسيون الضمادة كما كانت. وسرعان ما فتح عينيه على مصراعيه ونظر إلى رويل.
"...على ما أظن"
اكتشف رويل الأمر اليوم فقط. هذا الصوت هو صوت قوة التعافي التي تصرخ من أجله ليتوقف عن إجهاد جسده.
ألقى نظرة خاطفة على كاسيون الذي كان قد توقف مثل التمثال، ونظر بدقة إلى قطعة الورق في حضنه.
"رويل-نيم"
"أعلم، هذا يكفي"
"أرغب بأكل الآيس كريم. أريده بشدة"
"كنت أحمق لقول ذلك. كان يجب أن أصمت وأتظاهر بأنّي لا أعرف"
"كانت هناك أوقات تساءلت فيها عن دوري كخادم شخصي مخلص"
تحدث كاسيون بجدية.
على عكس تعبيره الجاد، كانت يديه تضمد جروح رويل بسرعة ودقة.
"لقد خدعتني. لقد اخفيت كلامك حقًا"
"ماذا؟"
"الخادم المخلص لا يرى سيده يموت أبدًا. عادة ما يتقدم ويموت أولاً"
يبدو أنها تجربة.
"إذا مت، فسأنتهك العقد، وأموت أيضًا"
ما زال رويل يحدق في كاسيون بلا مبالاة/ببرود.
هل كان أحمقًا لا يعلم بهذا سابقًا؟
"من الصعب القول انّي لست نادما على ذلك. لكنّي لا أريد أن أموت. لذا أخبرني بأي شيء عن مرضك وعن قواك"
"هذا يبدو كتهديد"
"انها مخيلتك. هذا طلب من خادم شخصي مخلص"
"....ألا تفعل ذلك بالفعل؟"
خفف كاسيون تعابيره وابتسم عند سماعه بان رويل اعترف بكل شيء حتى الآن دون أن يخفي شيئًا.
على الرغم من أنها كانت ابتسامة دافئة، إلا أنها كانت مخيفة إلى حد ما.
كان مثل قطة أمام فأر.
"عندما نعود، سأطلب إصلاح العربة أولاً. لن تتمكن من استخدامها لفترة من الوقت"
'ها، انظر إلى هذا؟'
يبدو أن لديه فكرة تقريبية عن المدى الذي يمكن أن ينطق به الخادم الشخصي المخلص.
****
"....ها"
نظر جانيان بالتناوب بين رويل والعربة بتعبير مندهش. كلاهما بدا متشابهًا.
"لن اسامحك! سأعاقبهم حتى لو اضطررت إلى البحث في كل سيتريا!"
صرخ شاينول بصوت عالٍ معبرًا عن غضبه.
"هل جسدك بخير؟ ألا يؤلم كثيرا؟ انظر إلى هذا، لقد أخبرتك أن تأخذ شاينول معك"
أثار تايسون ضجة كما لو كنت مريضًا.
عندما نظر إلى آريس الذي كان يمضغ غضبه بصمت، وضع رويل يده على رأسه.
"هدوء"
أغلق الجميع أفواههم امام صوته الضعيف.
في انتظار كلماته التاليه، استنشق 'النفس' ببطء.
"انها ليست مشكلة كبيرة، ليعد الجميع للداخل"
في هذا الهراء، كان كل واحد منهم مشغولاً ببصق الضحك بتعبير سخيف.
من بينهم، كان جانيان هو الشخص الوحيد الذي يعلم بمهارات كاسيون جيدًا بما يكفي للاستماع إلى تبريره على الأقل. عند تفكيره بالأمر نادى على كاسيون.
"كاسيون"
"كان زجاج العربة ضعيفًا. لماذا لم تقوي الزجاج بالسحر؟"
نظر كاسيون إلى جانيان، لكنه وبخ تايسون.
أرخى كتفيه ونظر إلى العربة المكسورة.
"أنا متأكد من أنك ستأخذ بهذه النصيحة جيدًا"
لقد شهد عن كثب حقيقة أن رويل الذي أعطى الأوامر دون تردد عندما يتعلق الأمر بسيتيريا، لن يعطي أي أوامر ذات صلة به.
كان لديه فكره عما يجب فعله بعد ذلك.
ابتعد رويل بوجه متعب مستندًا على عصاه.
كانت ذراعاه تنبض بألم، وكان صوت الرنين في أذنيه أعلى قليلاً من ذي قبل، مما جعله يشعر بالقلق.
"لماذا لا تتوقف عن النظر إلي، وتبدأ بعلاجه أولاً؟"
ضحك كاسيون على جانيان الذي استمر في السؤال عن الأمر.
"يبدو انك تسيء فهم شيئًا ما، لذا سأخبرك. أنا خادمه الشخصي، ولست مرافقه"
اخفض آريس وشاينول رأسيهما تلقائيًا.
عند سماع كلمات كاسيون، التي طعنت بمهارة كل شخص واحدًا تلو الآخر، توقف رويل وابتسم ابتسامةً عريضة.
'إنه رجل سام حقًا'
****
"أنت رجل سام حقًا. أتعلم هذا يا كاسيون؟"
تذمر جانيان وهو يعالج ذراع رويل.
تم تطبيق الأدوية العشبية على الجروح الصغيرة، وتم خياطة الجروح الأكبر حجمًا.
لم يكن هناك شيء يختلف كثيرًا عن الطب الحديث، لذلك سأل رويل بتعبير ضجر/ملل.
"ألن يتم علاجها اذا سكبت جرعة عليها؟"
"الجرعات ليست علاجًا لكل شيء، فهي تسبب الإدمان بشكل كبير مثل المخدرات. جرعات المانا أقل إدمانًا من جرعات القدرة على التحمل، لكن كلاهما من الأدوية التي يجب استخدامها في الحالات الخطرة"
بعد وضع الضمادات، اعتقد جانيان أنها كانت فرصته، فوضع يده على معصم رويل لفحص الحالة.
تصلب وجهه تلقائيا.
كان رويل متخلفًا خطوة واحدة بإبعاد يد جانيان، لكنه أكد بالفعل حالته.
استلقى رويل على السرير متظاهرًا بعدم رؤيته، شعر بالانزعاج لأنه تجول في الأرجاء حتى هذه اللحظة بحالته هذه.
'انه مزعج'
"كيف حالته مقارنة بالسابق؟"
"إنه أسوأ مما كان عليه عندما تسمم"
"إلى هذا الحد؟ لم يكن الأمر بهذا السوء قبل يومين"
تحدثوا كما لو كانوا قد فحصوا حالته من وقت لآخر.
متى؟
أغلق رويل فمه بدهشة.
"رويل، يجب أن ترتاح الآن. سوف أوقفك قبل أن يوقفك كاسيون"
"لا يمكنك فعل ذلك"
"ليس كطبيب"
لم يكن يعرف متى تحول من فارس إلى طبيب، لكن جانيان استمر بالتذمر، قائلاً إن عشرات النماذج التي شاهدها بدت قريبة من المئات.
استمع رويل لمعظم كلماته بعبوس على وجهه.
في النهاية، كان مجرد بيان مطول يخبره بالراحة.
"لديك الكثير لفعله"
"إنه شيء يمكنني القيام به من أجلك. ماذا عن تجربة بعض الأدوية؟"
"لقد جربها كثيرا في السابق، ولكن ليس الآن، من المستحيل الشفاء تمامًا، لذلك سأهدف إلى إبطاء التقدم على الأقل"
"سأدعمك دون قيد أو شرط."
لم يكن رويل غاضبًا حتى من رؤيتهم وهم يعزفون على الطبول والجانغو، متجاهلين إياه.(١)
"تحدثا بالخارج، اخرجا"
طردهم رويل خارجًا. كان من الصعب سماع المزيد.
كان الهدف الأكبر هو إبطاء التقدم دون علاج.
كانت تلك حقا كلمات مريرة/محزنة.
لقد ادرك انه إذا لم يحصل على قوة التعافي، فربما كان ميتًا بالفعل، لذلك حدق بالسقف بهدوء.
****
تم بناء مبنى لنقابة يد الريح للبقاء فيه، كما نقلوا مقرهم الرئيسي إلى ستيريا مثلما وعدوا.
كانت مجموعة تجار بيتو تتكيف بشكل أسرع من المتوقع وتحقق أرباحًا فورية. لقد كان دليلًا على أن خام ستيريا عالي النقاء لعب دورًا كبيرًا.
عاد البارونات الذين تم طردهم إلى مقاعدهم، وتفقدوا الوضع الحالي لكل قرية، وكانوا يتعافون بسرعة. كما كان قصره مليئًا بالخدام.
تحت إشراف كبير الخدم السابق بيلو الذي عاد، قام بتوظيف بعض الأشخاص الذين أحضرهم رويل وكانوا على وشك أن يصبحوا عبيدًا، ودربهم من البداية إلى النهاية.
مع زيادة عدد الخدم، حتى عندما بقوا في القصر، قاموا بتجديده وإصلاحه، وكان يتغير تدريجيًا.
"....هذا كل شيء بالنسبة لتقرير نتائج هذا الأسبوع"
"هاه"
تنهد رويل.
"ألم تسمع أي رد من آذان ستيريا؟"
"لا، لم يأت"
"ستيريا!"
سمع صراخًا قويًا من خلال النافذة.
زاد عدد الفرسان. لكن كان من الصعب القول انهم مكتملون، لأن الكثير منهم لم يكن قد حصل على لقب 'الفارس' رسميًا بعد.
نظر رويل في بقية الأوراق.
لقد مر أسبوعان بالفعل منذ أن تم حبسه في غرفته.
السبب في أنه سمح بهذا الموقف الغريب دون أن يقول شيئًا، هو أنه انهار قبل أسبوعين ولم يستطع الاستيقاظ لمدة أربعة أيام.
"كيف تشعر اليوم؟ يبدو أن لون بشرتك قد تحسن قليلًا"
"حقًا؟"
شعر رويل بالارتياح لسماع الكملة بعد وقت طويل.
'يبدو أنه سيسمح لي بالخروج قريبًا'
ألقيت نظرة خاطفة على جانيان.
كان واقفًا مثل البواب.
بعد أن فتحت عيناي أخبرني بمدى تفاجئه، وتم وضعه تحت المراقبة في غرفته هكذا.
عليّ التأكد من انه سيتركني اذهب.
بفضل حالته المتدهورة بسرعة نمت قوة التعافي أكثر. الحقيقة وحدها جعلته سعيدًا جدًا.
"ألا يفترض بك أن تعتني بآريس؟"
"لا، لقد مهدت له الطريق، لذلك فإن الأمر متروك لأريس ليقرر كيفية المضي قدمًا"
كانت كلماته حادة بشكل استثنائي.
يبدو أن السبب في ذلك إلى حد كبير هو أنه لم يناديه بالمعلم حتى الآن.
ركز رويل مرة أخرى على الأوراق وأكل الفطيرة التي حصل عليها كوجبة خفيفة.
"لا يزال الأمن يمثل مشكلة"
"لقد نظرت في الأمر مقدمًا"
تحدث كاسيون وقدم أوراقًا جديدة.
لقد حرك لسانه في وضعية جاهزة -تحدث-، خشية ان يخرج رويل.
قرأ رويل الأوراق الجديدة.
"سعال، سعال"
سعل رويل واستنشق 'النفس'.
عندما قرأ رويل الأوراق، لم يسمع أي صوت من الخارج، كما لو كان الفرسان يستريحون.
وضع رويل البيانات جانبًا ورفع زوايا فمه.
"كيف تجرؤ الفئران على التجول داخل أرضي؟"
________________________________
يتبع>>>
~~~
(١) [هذا مثل كوري حول كيفية قيام شخص واحد بكل شيء. عادة ما يكون لديك شخص واحد يعزف على الطبل والآخر الجانغو (آلة كورية)، ولكن في هذه الحالة سوف يعزف بكلاهما، مما يعني أنه يفعل كل شيء.]
-التعريف مزروف من رواية كايل فصل ٢٩١ -
~~~