تحملتُ عواقب افعال والدتي المتجسدة [ 55 ]

[ 1 أغسطس، عام 769

وصلتُ إلى جوار البحر الداخلي. انضمّت إيزابيلا للمعركة للمساعدة في القضاء على الوحوش كما في القصة الأصلية، والفارق الوحيد هو أن تريستان جاء معنا أيضًا.

كنت قلقة أن تؤثر فيه الوحوش فيستيقظ كملك للشياطين، لذا حاولت منعه من القدوم، لكنه أصرّ بشدة ولم أستطع ردعه. حسنًا... إن راقبته عن قرب فلن يحدث مكروه، أليس كذلك؟

عليّ أن أكون شديدة التركيز من الآن فصاعدًا.

أما تريستان، فقد أغمي عليه فور أن سمع عن موجة "الزواج بالخطف" التي انتشرت مؤخرًا. يقول إنه عليّ أن أقلق على نفسي لا عليه... هل فقد عقله؟ لماذا يقلق عليّ أنا؟]

[ 3 أغسطس، عام 769

إيزابيلا ما زالت بخير حتى الآن، وهذا طبيعي، فقد بالغت في حمايتها، وطلبت من تريستان أن يراقبها أيضًا.

لكن المشكلة الحقيقية ليست هنا.

أعتقد... أن تريستان معجب بي...]

"آه، هذا لا نحتاجه! مرريه!"

[ 7 أغسطس، عام 769

إيزابيلا اختُطفت، ووصول فرسان الهيكل قد تأجّل.

الأحداث بدأت تنحرف عن مسارها.

لا يمكنني التحرك لإنقاذها قبل وصول فرسان الهيكل.

القدر يتصرف بذكاء؛ فبمجرد أن يحدث أي تغيير طفيف، يلتقطه بسرعة ويعيد صياغة مجرى الأحداث.

وإن استمرت هذه الانحرافات، فقد يحلّ على إيزابيلا الابتلاء المقدر لها في وقت أبكر من المفترض.

ما العمل...؟]

توقفت إستيل عن القراءة وقد تجمّد وجهها.

وعند نهاية الصفحة الأخيرة، ظهرت كتابات سريعة متداخلة مع النص.

‏[43°29'27.9"N, 34°17'38.8"E]

مرة أخرى... كانت الكتابة باللون الأحمر.

مرّرت إستيل أصابعها على الحروف وهي تهمس:

"ما هذا...؟"

المشكلة أنها لا تملك أي فكرة عن معنى هذه الرموز.

مع أنها نشأت قرب البحر، فإنها لم تبحر يومًا في حياتها.

وهي في ارتباكها، هرولت نحو سيدريك الذي كان يتفقد المكان، وأشهرت أمامه تلك الحروف الحمراء.

تفاجأ قليلًا، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وقرأها على الفور كما لو كانت شفرة بسيطة:

"خط العرض 43 درجة، 29 دقيقة، 27.9 ثانية شمالًا... وخط الطول 34 درجة، 17 دقيقة، 38.8 ثانية شرقًا."

سارعت إستيل بتدوينها على الخريطة، ثم نظرت إليه بعينين لامعتين:

"واو! أنت عبقري يا سيدريك؟"

"هذا من الأساسيات."

"آه..."

أحسّت إستيل بالحرج، شعر فجأة بأن ما قاله لم يكن موفقًا، فألقى نظرة إلى ملامح إستل المربكة، وإذا بقلبه على غير عادته يهوي في صدره.

لم يكن قصده إحراجها، بل قال ما قاله بلا تفكير، بدافع التواضع لا أكثر.

"لم أقصد ذلك—"

"هنا، من هذا الاتجاه."

مدّ يده على عجل ليبرّر كلامه، لكن إستيل كانت أسرع.

استدارت فجأة، وركضت نحو إيدغار لتُريه الخريطة.

بقيت يده معلّقة في الهواء للحظة قبل أن يسحبها، وعندها التقت عيناه بعيني لوتشي التي كانت يتابع المشهد باهتمام.

هزّت التنينة رأسها نافية وقالت:

"لا تقلق، إستيل لا تفكّر كثيرًا."

"دعكِ من الأمر—"

"على أي حال، أنت دائمًا هكذا، وأظن أن الأمر لا يختلف هذه المرة."

تركت لوتشي هذه الكلمات المستفزّة وراءها، ثم أسرعت لتختبئ خلف سارية السفينة.

في تلك الأثناء، كان إيدغار يطالع الإحداثيات التي تلتها عليه إستيل على الخريطة، وملامحه تتبدّل ببطء.

"أأنتِ متأكدة؟"

"كانت مكتوبة في المذكرات... بالحبر الأحمر."

"وهل تعرفين أين يقع هذا المكان؟"

'بالطبع لا، أليس كذلك؟'

رمشت إستيل بحيرة، فمال إيدغار برأسه وأجاب:

"إنه في قلب البحر الداخلي... في أعمق نقطة فيه."

"ماذا؟!"

"لا توجد جزر هناك بطبيعة الحال، وفوق ذلك فالأعماق شديدة الغور لدرجة أنّ حتى سفن الصيد نادرًا ما تقترب من هذه المنطقة. أأنتِ واثقة أنّه المكان نفسه؟"

"أعمق... نقطة؟!"

شعرت وكأن الفرضية التي بنَتها بعناء قد انهارت تمامًا.

'أعمق مكان في البحر؟!'

عضّت إستيل على أسنانها وهي تهمس:

"أمي... بحق خالق السماء..."

'وماذا تريدين مني أن أبحث في عرض المحيط بالضبط؟'

لمّا لاحظ إيدغار أنّها تتلعثم بلا إجابة، أطلق تنهيدة، ثم بدأ برسم دائرة سحرية.

هوووووش!

اندفعت ريح عاتية حتى كادت إستيل أن تفقد توازنها، لولا أن أمسكها إيدغار من مؤخرة عنقها وأعادها واقفة.

'فتشي مجددًا.'

'ها؟ عن ماذا؟'

رؤية حيرتها دفعت إيدغار لتنهيدة أخرى.

'تبًا، أشعر أنني انجرفت في ورطة ما كان عليّ أن أقترب منها. كان عليّ أن أكتفي بأبحاثي بدل التورط مع هذه المتهورة...!'

أشار إلى مذكرات الساحرة العظيمة وصرخ:

"المذكرات! أو اذهبي وانعمي بقيلولة واحلمي علّك تجدين الجواب!"

"آه! لماذا تغضب؟!"

"نحن لا نعرف ما الذي نبحث عنه، ولا مكانه، وربما هناك مجانين يطاردوننا، وأنتِ تسألين لماذا أغضب؟!"

حينها فقط، بدت إستيل وكأنها أدركت حقيقة الوضع.

"...آه!"

"أي آه هذه؟! سأفقد عقلي."

'حسنًا... يبدو أنه محق في غضبه.'

اعترافها الداخلي جاء سريعًا.

فتحت المذكرات على عجل، تقلّب الصفحات حتى توقفت فجأة أمام مقطع غامض:

[ 4 أغسطس عام 769

إيزابيلا يجب أن تُنقَذ على يد ميكاييل.

يجب الحفاظ على بعض أحداث الرواية كما هي لإحداث التغيير المطلوب، ولهذا لا يمكنني أن أنقذها بنفسي الآن.

لكن، لا يجوز السماح لها بالعودة إلى موطنها أيضًا. إن عادت، فسيؤدي الأمر إلى حرب مع دولة أخرى بدعوى غزو أراضيها.

يجب إبقاء السفينة في مكانها ومنعها من العودة.

في البحر الداخلي لا توجد أي جزر، إذن فلتبقَ وسط البحر.]

وسط البحر...

على الأرجح هذا هو المكان الذي يتجهون إليه حاليًا.

لكن ماذا فعلت أمها لإبقاء سفينة الخاطفين هناك؟

عاصفة؟ أم أنها... صنعت جزيرة؟

وضعت إستيل يديها على رأسها، وانهارت جالسة:

"آرغ! ألا يمكنها أن تكتب بشكل واضح بدل كل هذه الألغاز!"

'فكري... فكري... عليّ أن أجد دائرة سحرية أخرى تحبس والدي، وأتعامل معها وأبطلها، ثم أواجه جزءًا من جسد الشيطان المختوم.'

'والآن أمي توجهني إلى... وسط البحر.'

عضّت شفتيها وهي تحدّق في الخريطة.

'ماذا فعلتِ بالضبط هناك...؟'

لكي توجد دائرة سحرية، يجب أن يكون هناك أساس أو أرض صلبة، لكن الخريطة لا تشير إلى أي شيء من هذا القبيل...

فجأة، أحسّت بأن ظلًا غطّى رأسها، وبدأت قطرات ماء تتساقط على أنفها.

تجهمت ملامح الرجلين المرافقين لها، ومدّ سيدريك يده ليختبر قوة الرياح والرطوبة، ثم قال:

"هناك عاصفة قادمة."

"لقد انتهينا."

أطلق إ:دغار تنهيدة وبدأ يرسم دائرة لتهدئة الرياح.

وبينما كان سيدريك يصلح السارية، لمح شيئًا آخر فجأة، فاستدار بوجه متصلب:

"الوضع في أسوأ حالاته."

"أرجوك لا تقل إن أحدهم يطاردنا."

"في الواقع... أحدهم يطاردنا."

"هذا لا يخفف من الأمر!"

في الأفق، كانت هناك سفينة أكبر بكثير من سفينتهم.

'ليست عبّاد الشيطان... أليس كذلك؟'

أغمضت إستيل عينيها بقوة، لكن صوت التنينة المرافقة لها جعلها تتمنى أن يُغمى عليها:

"إستيل، هذه الرغبات التي أشعر بها تشبه ما التقطته في مكتبة الشيطان."

أرادت إنكار الأمر، لكن إنذار التنينة التي كانت تحرس مكان به طاقة الشيطان لا يمكن الاستهانة به.

شدّ الثلاثة أنظارهم نحو السفينة الغامضة.

وفي تلك اللحظة—

فوووش!

انطلق رمح من النار نحوهم.

تمتم إيدغار بشتيمة، ورسم دائرة جعلت مياه البحر أمامهم ترتفع كسدّ أطفأ اللهب، لكن العدو بدا مستعدًا لهجوم آخر.

ألقت إستيل المذكرات في المقصورة الداخلية وهتفت:

"إيدغار! أين كتاب السحر؟"

"في حقيبتي!"

"وماذا تنوين أن تفعلي؟"

أخرجت كتابًا ضخمًا بعنوان أساسيات القتال بالسحر، وفي زاويته العليا اسم الساحرة العظيمة.

'حسنًا... أستطيع فعلها. لا، بل يجب أن أفعلها... وإلا متنا جميعًا.'

ارتسمت على وجهها ضحكة جافة وهي تفكر:

' يقال إن بعض الحيوانات تدفع صغارها من على الجرف لتعليمها الصلابة... هل أمي مثلها؟ كيف يكون عليّ في كل مرة أن أخاطر بحياتي؟'

كأن إيدغار فهم ما يدور في رأسها، فضحك ضحكة مكتومة:

"بالطبع! السحر الحقيقي يُصقل في أرض المعركة!"

'أسوأ مُعلّم على الإطلاق... ما كان يجب أن أسمح بانضمامه إلينا.'

فكر سيدريك ثم أعدّ سيفه وقال بحدة:

"وأنتَ... ما الذي تعلّمه بالضبط؟"

"لم أكن أنوي هذا، لكن الوضع أصبح فوضويًا، فماذا أفعل؟ إستيل! الصفحة 267!"

عثرت إستيل في تلك الصفحة على دائرة لاستدعاء صاعقة، فقبضت على يدها المتعرّقة.

'صحيح... الدراسة الحقيقية هي الدراسة قبل الامتحان مباشرة، والحياة معركة حقيقية!'

تبادلت نظراتها بين الكتاب وبين السفينة التي تُمطرهم بالهجمات.

وبعد أن استجمعت أنفاسها، سألت سيدريك:

"ما تقديرك لإحداثيات تلك السفينة؟"

تفحّص الرجلان الخريطة، آخذين بالحسبان المسافة عن نقطة الانطلاق، وموقع الشمس، والمعالم المحيطة.

وأخيرًا قال سيدريك:

"تقع تقريبًا عند خط عرض 43 درجة و29 ثانية شمالًا، وخط طول 31 درجة و37 ثانية شرقًا. لكن من الصعب التأكد تمامًا."

بلا تردد، بدأت رسم الدائرة.

"إنها هي!!"

"اللعنة، هذه الطاقة السحرية مطابقة لطاقة الساحرة العظيمة!"

بينما كان الأعداء يشتمون عند رؤية الدائرة الذهبية المشعة، كان إيدغار يصدّ وابل النيران المتتالية بمياه البحر، وهو يصرخ:

"أيتها البليدة... أسرعي بالحركة!"

"أنا أفعل ما بوسعي!"

كان بطؤها بسبب نقل الرسم من الكتاب.

وبعد أن أنهت تحديد قوة البرق ونقطة ضربه، وضعت النقطة الأخيرة—

كاااااااااااااااااااااااااااان!

دوّى صوت مهول غطّى البحر، فتهاوى الجميع أرضًا على متن السفينتين، إلا سيدريك الذي بقي واقفًا يحدّق في البحر.

"الإحداثيات خاطئة، يجب نقلها شرقًا قليلًا. أعيدي المحاولة."

"وأيضًا... زيدي القوة للضعف!"

"آه! كفى صراخًا!"

ومع دموع الإحباط، عادت إستيل لترسم الدائرة.

في تلك اللحظة، انطلقت نحوها سهام، لكن سيدريك قطعها بسيفه في الهواء، وهو يضغط عليها:

"إن لم تستطيعي، فمرّري الأمر لإيدغار."

لكنها أطبقت شفتيها وقالت بعناد:

"لا...بل أستطيع فعلها."

———-

ترجمة : سنو

الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.

بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee

او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee

واتباد : punnychanehe

واتباد احتياطي : punnychanehep

2025/08/12 · 3 مشاهدة · 1423 كلمة
᥉ꪀ᥆᭙
نادي الروايات - 2025