في مكان في غابة بدائية يوجد جثة فتى صغير بشعر بني أشعث وهو منبطح على الأرض ، لا يمتلك إلا سروال مصنوع من جلد الحيوان مجهول وهو حافي القدمين و يمكنك رؤية جسده نحيف أنه لم يأكل شيئاً منذ أيام.
وش! وش! ، فجأة خرج من الشجيرات كائن يشبه الكلب بفرو أسود قصير ذو أرجل نحيلة قوية ، تقدم الكلب بحذر نحو الفتى وبدأ يستخدم أنفه القوي لإستكشاف المنطقة.
بعدما تأكد أنه لا يوجد أي خطر بدأ يسير نحو الفتى وهو يخرج لسانه المليء بأللُعَاب.
فجأة! انتفخ جسد الفتى وبدأ يضيء بنور أبيض ساطع يعمي الأبصار وصار يطفو فوق الأرض ، شعر الكلب بألم في عينيه نتيجة لضوء مفاجئ و هرب مسرعاً وهو يصطدم بأشجار.
بعد بضع لحظات إختفى الضوء الأبيض وبدأ الفتى يسقط نحو الأرض.
بوم! في اللحظة التي اصطدم رأس الفتى على الأرض فتح عيونه بنية قاتمة بقوة وبدأ يتدحرج على الأرض وهو ممسك برأسه: أي! أي! هذا مؤلم! هل هكذا تعاملون مرضى في المستشفى؟!
عندما أراد الفتى تقديم شكوى رأى من حول أشجار عملاقة في كل مكان و أعشاب خضراء و صفراء في أرجاء و سماء زرقاء لون ممتلئة بالغيوم بشتى الأحجام و الأشكال و أصوات زقزقة الطيور و العصافير و صرير الحشرات.
وقف الفتى و نظر من حوله وهو مصدوم: ألم أكن في المستشفى؟ كيف وصلت إلى هذا مكان؟!
عندما كان يتسائل عن المكانه شعر بألم فظيع في دماغه وقام بإمساك رأسه وهو يصرخ: آااااااااااااااااا!
بعد بعض لحظات توقف الألم و كان الفتى جالس على الأرض وهو يتصبب عرقا وقال بصوت خافت: هل تم إرسالي إلى عالم آخر؟
كيف عرف بطلنا أنه تم إرساله إلى العالم آخر؟
بسيط! لأنه أخذ أجزاء من ذكريات الفتى الذي كان ميتا منذ وقت ، وأيضاً لقد تابع بعض الانميات ذات نفس التصنيف.
نظر الفتى إلى جسده الجديد ولم يستطع إلا القول: على الأقل أفضل من جسدي السابق المريض.
قبل أن ينتقل كان مجرد مراهق يتيم دخل في عقده الثاني يدعى 'ساند' في عالم حضري و متقدم يحاول ايجاد ذاته ، لكن للأسف ظهر مرض خطير أصاب العالم بأكمله بدون سابق انذار و كان 'ساند' من الأوائل الذين أصيب بمرض الذي جعل العالم بأكمله في حالة الخطر!
أما من الجهة الأخرى الفتى صغير يدعى 'ساندو جلاسو' عمره 15 صيفا(سنة) و الناجي الوحيد من قبيلة 'جلاسو' بعد 3 شهر من النجاة و نضال وحيداً في البرية مات نتيجة جوع و عطش و إصابات التي لحقت به.
بدأ بطل بتأكد من جسده و اكتشف أمرا غريبا ، وجد أن جسده لا يبدو أنه يعاني من أي نوع من سوء التغذية ، بل العكس تماما فهو ممتلئ بالعضلات و اللحم و الطاقة ، لمس بعض الأماكن من جسده و وجد أن جميع الإصابات و جروح التي لحقت به طوال حياته قد إختفت بالكامل لا يوجد حتى ندبة واحدة كما لو هذا الجسد لم يصب بأي شيء من قبل!.
لم يستطع إلا أن يقول بتعجب وهو يشعر بالقوة الكامنة في هذا الجسد: ربما هذه نتيجة لإنتقال؟
فجأة سمع صوت يشبه خطوات قادما من الحشائش بسرعة كبيرة ، في غضون ثوان وصلت مجموعة من الكلاب ذات الفراء الأسود وبدأوا بالشم المكان ، لكن بعد بعض الوقت لم يجدوا اي شيء فغادروا المكان و ذيولهم نازلة نحو الأرض.
كان الفتى ينظر إلى الكلاب وهي تغادر المكان فوق شجرة يصل ارتفاعها 20 متراً وهو ممسك بأحد أغصانها.
نزل الفتى من الشجرة بسرعة و نظر إلى يديه ثم إلى الشجرة بدهشة لكن عندما تذكر الموقف الذي فيه بدأ يفكر: أنا لست في وضع المناسب الإعجاب الآن! يجب أن اجد مكانا يأويني.
بدأ الفتى بالسير نحو اتجاه المعين حسب ما تقول ذكريات 'ساندو' لو واصلت السير هكذا سأجد المسكن الذي كان يعيش فيه 'ساندو' قبل أن يموت و عندها إستوعب شيئاً.
لا أملك أي أسلحة أو أدوات تساعدني في وضعي الآن!
لم يستطع الفتى إلا أن يفكر: ربما؟ أراد هذا الفتى ينهي حياته و عذابه الذي استمر لأشهر!
تشق!
عندما كان يسير نحو مسكنه ويفكر بسبب عدم وجود أي أدوات ، سمع شيئاً شيء خفيف بالكاد ان تلاحظه في هذه الغابة المفعمة بالحياة لكنه توقف لا إراديا وبدأ يمشي بحذر وهو يخفض جسمه و ينتبه في محيط.
تشق! تشق! تشق!
هذه المرة لقد سمعه لقد كان واضحا قليلا هذه المرة ، بدأ الفتى بالسير نحو مكان الصوت و على وجهه ملامح تفاجئ والحزن.
لم يكن الفتى يريد ان يتبع الصوت لكنه لم يستطع أن يبتعد هكذا ، لأن المكان الذي يأتي منه الصوت هو نفس موقع مسكن الذي فيه الأدوات.
بعد السير لبعض الوقت توقف الفتى وقال: لقد توقف الأصوات؟
تقدم الفتى ببطء شديد وقام بإبعاد الشجيرات التي امامهم ببطء و رأى الآتي: مجموعة من الرجال بملابس قديمة من الجلد و الفراء يحملون رماح و أقواس كبيرة على ظهورهم وهم ممسكون بكيس مصنوع من القماش وهم يتكلمون مع بعضهم.
لم يستطع الفتى إلا أن يلعن: تبا! هذا الكيس فيه جميع مقتنياتي! لو اخذه هؤلاء الرجال فأنا ميت لا محال!
عندما كان الفتى يحاول أن يجد طريقة لإرجاع أشيائه ، شعر بشيء حاد على ظهره جعله ينسى جميع أفكاره و سمع صوت رجل من خلفه يقول: من انت؟ ومن أي قبيلة أتيت؟
الفتى: شيت!