الوُجود أمام أعيننا.

زيروس يُوجِّه سيفَه نحو الأميرة مايف.

لحظة رؤية فعلته، اشتعل وجه كاتلينا بالذهول:

"زيرو! ما هذا الجنون؟!"

رغم أن السيف خشبيّ، إلا أن مَن أمامهم لم تكن سوى أميرة الإمبراطورية. فعلة زيروس هذه قد تُعتبر خيانة عُظمى.

حاولت كاتلينا إيقافه بلهفة:

"أُسقِط ذلك! هذه أميرة الإمبراطور! بأي حق ت..."

في تلك اللحظة:

"كاتلينا!"

صوت زيروس الجازم الذي لم تسمعه من قبل جمدها في مكانها. لم تستطع تصديق أن صبيًّا في العاشرة يمتلك هذه الجرأة.

بتلقائية، تحدث بهدوءٍ غريب:

"لحظة واحدة... اخرُجي من الغرفة. رجاءً."

"ماذا؟ لكن..."

"أَتوسّلُ إليكِ."

[...]

اضطرت كاتلينا للمغادرة، لكنها بقيت قريبةً تراقب.

*

وسط الغرفة، ما زال الخادم الصغير يُمسك بسيفه الخشبي مُوجهًا نحو الأميرة.

لو أرادت مايف -إحدى أقوى الساحرات في الأكاديمية- لسحقت عُنقه بنقرة إصبع. لكن فضولها تغلَّب:

<لا يبدو أنه يَخبط بلا خطة...>

سألَت ببرود:

"ما اسمك؟"

"زيرو ريموند. أعتذر عن هذا اللقاء المُذلّ، سموّكِ."

بينما كان يتراجع مرتعبًا، ضحكت مايف ساخرة:

"أريد معرفة سبب وقاحتك."

أجاب زيروس بثقة مفاجئة:

"كنتُ أحاول منعكِ من كشف سرٍّ خطير... سرّ ميلاد سيدتي كاتلينا."

"..."

"إنها ليست ابنة دوقة روزابيتا، بل حفيدة المستشار الإمبراطوري الراحل صلاح الدين أزاك."

صمتٌ ثقيل.

المعلومة التي كان الجميع يُخفونها، حتى الإمبراطور نفسه.

ردّت مايف بغطرسة:

"أليست هذه حجةً لانضمامها لصفوف الإمبراطورية بدل خدمة دوقية دراغونا الوضيعَة؟"

هزَّ زيروس رأسه:

"قد تنجحين الآن، لكنكِ ستجعلين دوقية دراغونا عدوًّا لدودًا لكِ. حتى الإمبراطور يُصعَب عليه تحريكهم."

"هل تتهددني؟!"

"الحقيقة أن قوة الدوقية تفوق توقعاتكِ. ألم تلاحظي أن إيليوس -أخت كاتلينا- لا تنحني لكِ؟ ثقتها نابعة من قوّةٍ تجعل حتى البادشاه يُراجع حساباته."

تجلَّت في عيني مايف شرارة إدراك.

<إيليوس... تلك العاهرة المتغطرسة! هل لهذا لم تُظهر لي خضوعًا؟>

أدركت أن كلام زيروس منطقي. لو أعلنت السرّ، سيثير ذلك غضب الدوق رادو -والد كاتلينا- الذي يُشاع أن ولاءه للإمبراطورية بدأ يترنح.

بقطرات عرقٍ باردة على جبينها، همست:

"ماذا تُقترح إذن؟"

أجاب زيروس بانحناءة أخيرة:

"الصمت. لصالح الجميع."

---

2025/03/23 · 10 مشاهدة · 308 كلمة
Jeber Selem
نادي الروايات - 2025