#Ch_3

_ طفلي اللطيف

" حقا ... ما الذي ستفعلينه ؟!"

لقد كانت نبرة الفتى ساخرة لكني أردت أن يثق بي وأنا بحاجة أحدهم. معي ، فتنهدت وقلت بنبرة هادئة لأستفزه ، رغم أدراكي لأجابته سلفا

" لمَ لم ترحل ما دام هذا المكان يشعرك بالغثيان ...؟!"

' هو مجرد عبد '

" أنا عبد وضيع لا أستطيع أن أعصي أوامر سيدي "

" لكنك تكره هذا المكان وتتمنى زواله ألن يؤثر "

أشار لطوق حول رقبته وقال بابتسامة واهنة

" مهمة العبد تنفيذ الأوامر وإلا سيتألم بشدة ، لكن يمكنني إيجاد ثقرة فلم تقل الأوامر أن علي عدم ذلك ..."

نظرت للفتى الذي يبدو فطنا بشكل كامل ، فتى لم يكمل الخامسة عشر بشعر بلون العسر وعيون زرقاء فاتحة مليئة بالحياة رغم مرارة العيش في هذا المكان القذر ، فقد كان جسده نحيلا ومليئا بالندوب وبشرته شاحبة وملابسه رثة ومقطعة ، رغبت بمساعدته ولو بإعطائه القليل من الطعام والملابس ، لكنها لن تكون مفيدة دائما ، تنهدت ونظرت له بابتسامة

" المرأة التي أعطتك الطفل لديها شعر نيلي قاتم ، وعادت لأخذه ... قل هذا الكلام إذا سألك أحدهم ثم ......"

بعد أن أخبرته خطتي فتح الفتى عيناه بصدمة ونظر لي بحيرة وقال

" هل خطتكِ سوف تنجح ؟! "

" أعتمد عليك في ذلك ..."

" لكن أن كشفنا .."

" لن يكشفنا أحد ، قم بما قلته لك "

" هناك مقابل ، صحيح ؟! "

' فتى ذكي '

" بالتأكيد "

" ما هو ؟! "

" ولائك لي فقط ، مهما كلف الأمر "

قمت بمد يدي للمصافحة ورغم الكثير من الأسئلة التي ملئت عيناه لكنه صمت ومد يده وقد كان سيتراجع بسبب يده الملطخة بالندوب والتراب ، لكني سحبتها وصافحته وقلت بنبرة تشجيعية

" أنت لها ... أه نسيت ، ما اسمك "

" لا أملك أسما ، ... لم يعطني أحد أي أسم ، ماينادوني به سوى العبد القذر ، هذا كل شيء "

شعرت بالأنكسار في صوته ، ابتسمت له وقلت

" سأعطيك أسما مميزا "

أشرق وجه الفتى واقتربت منه وربت على رأسه بتلقائية ، شعرت أني اربت على رأس أخي الصغير ، فأنا لم أملك أخوه أبدا في حياتي ...

" امممم ، يجب أن يكون مميزا أرغب باسم مستوحى من المجد واسم يشبهك ، اه لقد وجدتها ..."

"..."

لقد كان وجهه يشع حماس والترقب

" ريلي توريا .... ريلي يعني الشخص القوي الذي يحب مساعدة الأخرين وتوريا من المجد ولذا سيكون الشخص القوي والمجيد الذي يحب مساعدة الأخرين ..."

صفقت يداي بحماس ونظرت له بمعنى هل أعجبك

" ريلي توريا ... أنه جميل "

ابتسم وعيناه تلمع بالدموع ، هل الاسم مهم بالنسبة له إلى تلك الدرجة ، أنا شخص أعتدت على التأني في أختيار الأشياء لذا ركزت عند أعطائه أسمه ، لكني كنت سعيدة عندما رأيت السعادة الحقيقية على وجهه ، ربت على رأسه وقلت

" إذا ريلي ، أعتمد عليك "

اومأ بإيجاب وقال بصوت مختلط بالدموع

" ثقي بي سيدتي ..."

سلمته كيس المال الذي سيعطيه لسيده وأعطيته كيسا صغيرا أخرا قد أخبرته عن عمله وغادرت النقابة ..

لم أتخيل أن في هذا المكان الموبوء سوف أصنع علاقات حقيقية ...

* * *

وصلت لأقرب قرية للقصر وبحثت في مكان بارز أمام طاحون الهواء وتعمدت أن يراني أحدهم وأنا أحفر وبعدها دفنت الجثة ووضعت الملابس في كيس بقرب الجثة وبداخلي أصلي لأجل هذا الطفل أن تجد روحه السلام وأن يجد قلب والدته الأمل ..

غادرت المكان وعدت للحانة التي أستأجرت غرفة فيها قبل عدة أيام ودفعت حسابي كاملا وأكرمت صاحب الحانة وأخذت أغراضي وغادرت تمام ...

وتعمدت أطالة الطريق حتى أتجنب أي ملاحقة غير ضرورية وبعد السير لساعتين لطريق لا تحتاج مني أقل من ساعة وصلت للكوخ ..

كان الصغير يلعب بالأغراض التي وضعتها حوله ، ما جعل قلبي يطمئن .. كنت أعلم أني تأخرت على الطفل وعن طعامه فلذا قمت بإعداد الحليب الذي اشتريته خفية وقمت بإطعامه ، أن أكون وحدي شيء وأن يكون بحوزتي طفل أمر آخر تماما ...

بعد يوم كامل أستيقظت عند الفجر وتنكرت جيدا وخرجت من الكوخ والغابة تماما متوجهة إلى طريق سبق وحددته على الخريطة ، طريق على حدود والتر وكنت متأكدة أن الجميع مشغول الأن بجثة الطفل وكان الأمن متراخيا والحدود التي لا تنكسر أستطعت الخروج من البوابة الحدودية لمقاطعة والتر بدون مشاكل ، فقد كان هذا هدفي من البداية ، إثارة القصة الأن والهروب في تلك الأثناء ...

بعد هروبي من والتر تمام أستخدمت أداة نقل سحرية ، في العادة تستخدم بوابات النقل السحري وهي أقل تكلفة وأكثر أمانا ، لكنها تحتاج إلى إثبات هوية ، وحتى لو كان الجميع مشغولا الأن فقد يتم أكتشاف مكان هروبي ، كانت الأداة باهظة الثمن لكنها بالنسبة لي كانت أكثر موثوقية وسرية ، كان السفر لمسافات طويلة صعبا فأخترت تقسيم الرحلة لثلاث مراحل ، كنت أرغب في ترك سرديا تماما ..

* * *

لقد أستهلك السفر إلى أورنا نصف طاقة الأداة وأطررت لحجز غرفة في نزل ليوم كامل حتى تستعيد الأداة قوتها ، كان الطفل متعباةإيضا من الرحلة فقررت أن نرتاح وناكل وجبة جيدة ، عندما دخلت للنزل كان شعرت صاحبه رجل ودود ولديه عائلة فقد ساعدتني زوجة صاحب النزل وأعطتني الطعام لي وقالت أنه مفيد للرضاعة ، كنت محرجة عندما يفسر الأخرون الأمر بطريقة خاطئة لكنها لم تكن مشكلة ولم يكن غريبا أعتقادهم بأنه طفلي ، فقد كانت عيناه قد تحولت إلى الون الفضي وشعره داكن كشعري رغم أن شعري نيلي غاتم وشعره أسود معتم ...

أخبرت السيدة أنني لا أطعمه بتلك الطريقة بسبب بعض الظروف ، لكن المرأة نظرت لي بشفقة ثم بعدها أعطتني الحليب وأعطتني الكثير من النصائح ، الكثير منها كان مفيدا رغم أني أعلم الكثير من الأشياء عن الأطفال والحمل والولادة وما إلى ذلك ، ففي حياتي السابقة في فترة قبل أن أعرف بعدم قدرتي على الإنجاب ظهرت علي مرة بعض أعراض الحمل فكنت جد متحمسة وقرأت الكثير والكثير عن مايخص الأطفال والعناية بهم ولكنني صدمت عندما ذهبت لمعرفة نتائج الفحوصات ، كان خبر عدم قدرتي على الإنجاب ككارثة حلت على قلبي ، رغمي انه لم يظهر علي لكني فعلا شعرت بالإنكسار ، بعدها حاولت التعويض عن الامر وقررت تبني طفل وقد حاولت كثيرا اقناع زوجي السابق ، ورغم شبه اقتناعه صدمت بحقيقة ان العائلتين ترفض الامر تماما ، وان الطفل يجب ان يكون من نفس الدم ...

" سيدتي ، هل انتِ بخير ؟!"

افقت من مرارة الذكريات بصوت زوجة صاحب النزل ، فنظرت لها بحيرة ولكني شعرت بالتدفق الدافئ على خداي وفهمت لمَ سألت ، فابتسمت لها وقلت

" لا شيء مهم ، تذكرت بعض الأمور المزعجة .."

" هل ترككِ والد الطفل ؟!"

" لدى السيدة سوء فهم ، لقد توفي زوجي عندما كنت حاملا .."

" أوه أنا حقا أسفة "

" لا بأس ، أنا بخير "

كان أدئي جيدا بسبب الدموع السابقة والتعبير الحزين رغم انها لم تكن كذبة مدروسة لكن كان علي ان أبرر غياب والد الطفل ما دمت اظهر أن هذا الطفل طفلي ..

أستأذنت المرأة وغادرت ، نظرت للطفل الذي نام بهدوء على السرير ، قمت بتمدد بقربه بهدوء ونظرت لوجهه المسالم والبريئ

" كيف لهذا العالم أن يقسوا عليكِ ؟! لن أجعلك تعيش بتلك الطريقة الخانقة ، ستكون طفلا سعيدا ومشرقا كباقي الأطفال ، ستضحك من قلبك وتبكي كطفل عندما تقع أو تشعر بالمرض ، لكني سأحاول ان لا أجعلك تبكي ، سأحرص على تعليمك جيدا ساهتم بصحتك حتى لا تمرض ، سأنقذك قبل أن تقع أو تتأذى ما استطعت ، سأكون والدتك قولا وفعلا كما ينظر لي الأخرون ..."

لقد نمت تلك الليلة بشكل ممتاز واستعدت قوتي وعزمي وفي صباح اليوم التالي ودعت الزوجين بإمتنان وغادرت النزل ، تقع أورنا في الجنوب الشرقي لإمبراطورية كارسون ويتطلب الأمر رحلة أخرى قبل مغادرة الإمبراطورية ، بعد الإبتعاد مسافة محددة وأنا أحمل الطفل الذي ينظر لما حوله بحماس ، ضحكت لنظراته الجميلة واللطيفة ، قبلت خده بلطف وقلت

" تبدو مستمتعا جدا ياصغيري .."

كانت الضحكة الحلوة والنغمات التي يطلقها كسحر الشفاء الذي يرمم قلبي ..

أعدته للنوم وضعت الأداة التي بحجم كف رجل بالغ في يدي وحددت المكان الجديد ، أقصى الجنوب وقد كانت المسافة بين أوريا و أقصى الجنوب والتي على حدود كاسون أبعد من المسافة بين أوريا ووالتر ...

بعد ومضة الضوء التي نقلتني للغابة التي قريبة من الحدود ، أستعدت توازني ونظرت لداميان الذي كان نائما ، قد تبدو ومضة لكنها مرهقة للجسد ، أستهلكت الرحلة كل المانا الموجود في الأداة ، وكان هذا محبطا فعلى الأقل تحتاج من ثلاثة إلى خمسة أيام لتعود وكان من حسن حظنا أننا كنا في المدخل الخارجي للغابة ، فتحركت بسلاسة حتى وصلت لمدخل قرية تدعى قرية توريز ، أنها قرية نائية كثافتها السكانية منخفظة جدا ، قد تكون مكان جيد للأختفاء لو لم أخطط للرحيل خارج كارسون ، تحركت بإتجاه النزل الذي يقبع قبل القرية ببعض الكيلو مترات ...

كنت أمشي بوتيرة هادئة رغم أني فعلا متعبة ، كان الطفل نائما في حضني بهدوء ، كان للطفل دفئ غريب ومريح يتسلل لأعماق قلبي ، ربما لو أنجبت طفلا في حياتي السابقة ربما سأشعر بهذا الشعور ...

* * *

كان النزل قديما وصغير لكنه كان يفي بالغرض ، صعدت للغرفة التي أرشدني إليها العامل الصغير والمتحمس فأعطيته قطعة معدنية تشجيعا له ، لم أعطه الكثير لكنه كان سعيدا ..

نظرت للغرفة التي تحتوي على سرير صغير ومدفئة وكرسي خشبي وطاولة ، كان كل شيء رثا وقديما وقد طلبت غرفة عادية حتى لا أجلب الشك ، وضعت الطفل على السرير ووضعت الأغراض الكثيرة في ركن الغرفة والأشياء المهمة كانت في حقيبة خاصة لا تفارقني أبدا ، رميت أداة النقل فوق الأغراض ، ولأني كنت متعبة من سير تلك المسافة ، غيرت ملابسي وقبل أن أغمض عيناي بكى الطفل ، شعرت حقا بالفزع فالطفل الذي معي منذ مايزيد عن أسبوع لم يبكي بهذه الطريقة ، حاولت النظر فيه نظافته أو أنه جائع لكن كل شيء على ما يرام ولكنه مازال يبكي ، لم أستطع تركه هكذا ، فحملته وأخذت حقيبتي الخاصة وخرجت من الغرفة بسرعة ، كان العامل الصغير يتجول هنا وهناك لتنفيذ المهمات وعندما رأني توقف

" سيدتي هل تحتاجين لأي مساعدة ؟!"

" الطفل ! ... أنه مريض .. هل هنالك طبيب قريب ؟!"

" أه ، يوجد واحد في القرية ، هل تحتاجين لأن أرشدك ؟!"

" سأكون شاكرة لك حقا ..."

خرجت برفقة الفتى إلى القرية ولم تكن المسافة كبيرة جدا حتى نصل إلى الطبيب ، لقد كان رجلا في الخمسين من العمر بوجه بشوش ونظرة دافئة كان يدعى مارفين ..

عندما وصلت طلب مني وضع الطفل على السرير الصغير الذي أمامه وقام بفحصه هنا وهناك وأنا كنت حقا قلقة ..

" الطفل جيد ، هل سافرتما لمسافة طويلة ؟!"

لم أستطع البوح بالحقيقة كاملة فقلت

" لقد أتينا من الشمال إلى هنا وقد عبرنا البوابات السحرية في الطريق .."

" كما توقعت ، أن الأطفال أجسادهم أقل تحملا من الكبار ، والسفر بالسحر يعد مرهقا بسبب الأرتداد السحري ..."

" هل الأمر خطير على طفلي ؟!"

" لا ، أنه يحتاج للراحة لعدة أيام النوم والطعام الجيد ، وسأعطي له دواء ليهدء جسده .."

" شكرا لك سيدي "

قام الطبيب بتسليمي قارورة وناولني أيها بابتسامة لطيفة ، فقمت بإخراج بعض العملات وحتى لم أعدها وسلمته أيها ..

" هل هذا يكفي ؟!"

أخذ الرجل ثلاث قطع معدنية صغيرة وأنا أعلم أنها أدنى قطعة وقبل أن أتكلم

" سيدتي الشابة أن تربية الطفل متعبة ، أحتفظي بالمال لأجل الطفل ... ما اسم الصغير ؟! "

شعرت بالدفئ في قلبي لتصرف الطبيب ، فالأطباء غالبا مايستغلون وظيفتهم لجني الأرباح ... لم أكذب عليه في الاسم لأنني لن أضل في هذه القرية كثيرا

" داميان ....شكرا لك سيدي ، حقا أنا ممتنة "

ابتسم الطبيب وقال بلطف

" أعتنوا بأنفسكم "

حييت الطبيب وغادرت العيادة وعدت للنزل وقد كان الطفل هادئا بعد تناول الدواء ..

* * *

عندما عدت إلى الغرفة وجدت هناك حشد أمامها وكان هناك سيدة بدينة تصرخ في وجه رجل يبدو متشردا أمام غرفتي ، ألتفت للجميع ونظرت للسيدة

" ما الذي يجري أمام غرفتي ؟!"

" أمسكت هذا المتشرد وهو يسرق في غرفتكِ إيتها الشابة "

كانت المرأة تصرخ تقريبا فنظرت للطفل ثم نظرت للجميع وقلت بصوت معتدل

" أرجو المعذرة ، طفلي مريض ويحتاج إلى النوم ، من فضلكم ألتزموا الهدوء .."

يبدو أن السيدة أنتبهت لما أحمله بين يدي وقالت بعيون متقدة بالشغف

" يا إلهي ! هل هذا الملاك طفلكِ ؟!"

لم أكن مطرة لقول الحقيقة لأحد فابتسمت بهدوء

" نعم .."

نظرت السيدة للحشد وطردتهم بدون صوت ، يبدو أن للسيدة سلطة هنا ، استأذنتها لدخول الغرفة ، لكنها دخلت معي بوجه كئيب

" لقد قام ببعثرة الغرفة لأجل البحث عن المال ، يالهم من أشرار لسرقة أم شابة .."

لم يكن المال في تلك الحقيبة مهما فقد كان لا شيء مقارنة بالمال الذي بحوزتي وخصوصا أن المجوهرات المهمة والأدوات السحرية كانت في الحقيبة الخاصة التي أملكها ...

وضعت الصغير على السرير وقمت بتغطيته جيدا وبدأت بالتنظيف والسيدة تساعدني ، أنها ودودة جدا ولها شخصية صادقة ودافئة وإيضا شخصية حاسمة وبعد ترتيب الغرفة صدمت بالأداة السحرية ملقاة بعيدا بقرب المدفئة وقد كان قلبها مكسورا بشدة ، شعرت بالصدمة ونظرت للمرأة التي وصلت لي وقالت بفضول

" ما هذا ؟!"

" أنه تذكار عائلي ..."

أخذت نفسا عميقا وأجبتها ، لم تكن الأدوات السحرية شيء يمكن التعرف عليه بسهولة ، لذا تم صنعها كمجوهرات وبالتأكيد رغم حجم القلادة لن تعتقد أنها أداة سحرية ...

" أوه لقد تحطم .. أنا أسفة ربما بسببي عندما قمت بضبطه .."

" لا مشكلة ، علي أن أشكرك لقلقك .."

كانت مشكلة كبيرة حقا ، ما لم أملك أداة نقل لن أستطيع مغادرة كارسون ، فالخروج بالطرق القانونية صعب والتنكر لن يفيد فالحدود مؤمنة بقامع لأي سحر ، يمكنني التنكر بصبغ شعري أو غيره لكن الصغير سيكشف لمجرد عبور منطقة القمع ، وإذا فكرت بعبور الغابة الدودية أو جبال كارسون المحيطة ، فلن يكون الوضع أمنا ، فالغابة خطرة مليئة بالوحوش السحرية والمفترسة والجبل إيضا مليئ بالوحوش ومن دون ذكر خطر قطاع الطرق ، أنها مخاطرة ...

تنهدت في ضل التراكمات التي حدثت ثم بعد الأنتهاء تماما من ترتيب الحجرة نظرت للسيدة البدينة وشكرتها ولكنها كانت تبدو مكتئبة ..

" هل كانت القطعة التي تحطمت مهمة ؟! يبدو أنها كانت جدا مهمة ، المال الذي تملكينة لن يكفيكَ أنتَ والطفل ، فقد تكون تلك القطعة مهمة لأنها قد تباع بسعر جيد ، سأشتريها حتى لو كانت مكسورة بنفس السعر التي كانت ستباع به ..."

' هل هذه المرأة ثرية أم مجنونة ؟! ستشتري خردة '

" لا ،... لا داعي لذلك ، فقط كنت أخطط للبحث عن مكان خارج كارسون للعيش فيه والأستقرار هناك ، وكانت تلك القطعة ستساعد فقط..."

" يمكنكِ العيش هنا وأنا سأساعدك تعويضا لتحطيمي لتلك القطعة .."

"..."

" لا تستعجلي في الأعتراض ، يمكنكِ الراحة هنا وأخذ وقتكِ في التفكير .."

ترددت قليلا لكن الفكرة لم تكن سيئة ، ما الذي أهذي به ؟! أحتاج للراحة لأفكر بعقلا صافي والطفل يحتاج الراحة لتتحسن صحته ..

" سأفكر بالأمر .."

ابتسمت بتعب للسيدة والتي أشرق تعبير وجهها وقالت بلطف وحماس

" أنا أدعى كاثرين بوريس وأنا سأساعدك ، نادني كاثي أو أي شيء ، أه نادني عمتي ، فأنتِ تذكريني بأبنة أختي ... وأنتِ ، ما هو أسمك ؟! وأسم صغيركِ اللطيف ؟! "

" أنا .. أدعى لوسيا بونز وصغيري داميان ..."

" اسمائكما لطيفة ، سأدعكِ ترتحين ....جااان.... جان أحضر حطبا للمدفئة الجوء بارد ليلا ونحن على مشارف الشتاء ..."

كان الفتى الذي ساعدني عدة مرات قد أتى مسرعا عندما قامت بندائه وبالفعل لم تخرج السيدة إلا وقد تم أشعال المدفئة وأنتشر الدفئ في الغرفة الباردة بعدها غادرت السيدة ونظر لي الفتى وقال

" يمكنكِ الراحة سيدتي ، أه ويمكنكِ ندائي عند الحاجة للطعام ..."

نظرت للطفل وللفتى ثم قلت

" أحتاج للحليب فقد يستيقظ الطفل ولا أجد ما أطعمه .."

أومأ الطفل سريعا وغادر تنهدت ورميت نفسي على السرير بتعب ولم أشعر بنفسي إلا وأنا نائمة بالفعل ، لقد كان التعب المتراكم وتحطم القطعة الأثرية ومرض الصغير وتغيير مسار خطتي وحدوث مالم يكن في الحسبان مرهقا جدا ...

..................... يتبع ...................

قراءة ممتعة للجميع ^_^

اللهم أكتب النصر لفلسطين والتحرير 🇵🇸🤲🏻

2025/01/19 · 21 مشاهدة · 2579 كلمة
sara luffy
نادي الروايات - 2025